تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديــات البراري العامـــة > منتدى الموضوعات العامة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم 2010-01-07, 10:46 PM
الصورة الرمزية وتشرق
وتشرق وتشرق غير متواجد حالياً
رحـال متميــز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 2,183
جنس العضو: ذكر
وتشرق is on a distinguished road
افتراضي

الحكاية : الكشتات بطعم الماضي :

... ( الكشتة ) من الحكايات التي لا تنسى ، ومن الأيام التي ستظل الذاكرة تحتفظ بالكثير من تفاصيلها ... ولصاحبكم مع الكشتات أحداث وذكريات .. وكان للكشتات في تلك السنين مذاقها الخاص ، وفرحتها التي لا تكاد توصف ، ولها عدة أنواع :
- الكشتات العائلية : وتضم النطاق العائلي الكبير .
- كشتات الحارة : وتضم أهل حي بعينه أو أكثرهم .
- كشتات رجالية : وتضم مجموعة من الرجال ... وقد تكون شبابية الطابع ، أو للكبار .
وهناك كشتات اليوم الواحد – وهو الغالب – وكشتات لعدة أيام ..
وغالب مكشات أهل عنيزة في الغضا .. الخبيبة والمصفر ، وقد يكشت بعضهم في الجال جنوب شرق عنيزة ، خاصة لمن لديهم بعول في تلك المنطقة - ووالدي رحمه الله منهم - ، وبعض فلاليح الوادي - وجدي ووالدي رحمهما الله منهم - يحبون الكشتة في بعض كثبان الوادي في اليتيمة وغيرها .

ويبدأ الإعداد للكشتة قبل أيام ، وذلك بتحديد الموعد ، وتأمين السيارة ، والتي تكون غالبا واحدة نوعها ونيت ( فرت ) في البداية ثم ( لاندروفر ) فيما بعد ، وتحمل على متنها العشرات من الرجال والنساء والأطفال إضافة لـ ( العفش ) ، وكان الشباب الكبار يتفاخرون بالوقوف على الصدام ، وكم كنتُ أتمنى أن يسمح لي بذلك ، لكن تغيرت الأحوال قبل تحقق هذه الأمنية ، وكان موعد الانطلاق مع خيوط الشمس الأولى ، والأجمل انتظارنا للسيارة من بعد صلاة الفجر ، وفور الوصول للبر يبدأ الرجال بجمع الحطب ، وكنتُ أرقبهم يمضون من جهة ثم يعودون من الجهة المقابلة ، وهم يحملون ( غمورًا ) من الغضا اليابس ، وذات يوم قررت أن أحذو حذوهم ... والنتيجة معروفة سلفا ، حيث ضعتُ شر ضيعة ، وهي وإن كانت الأولى إلا أنه تلاها العشرات من الضيعات ...
ومن مظاهر الكشتة ( الذبيحة ) التي كنا نتحلق حولها قبل وبعد ، ثم نفاجأ بالمباشرين لذبحها يعلنون أنَّ الذبيحة بلا ( كبدة ) , وقد اكتشفنا لاحقا أنهم كانوا يلتهمونها ( نية ) - ما شاء الله –
وبعد الغداء يحين توزيع ( البرتقال ) أو ( البردقان ) أو ( البرتكان) ثلاث لغات لهذه الفاكهة التي كانت تأتي بحجم كبير ، كما كانت تأتي في صندوق خشبي بخانتين ، ويتولى توزيعه الأكبر من الرجال والنساء .

سالفة :

قبل الكشتة سهى إمام المسجد ، فصوَّت الجماعة ( سبحان الله ) ، ثم سجد بعد السلام سجدتين ، وكان أمرًا غريبا لم يألفه صاحبكم ، حيث أضمر في نفسه تطبيق ما رأه ، ولم يجد ظرفا أنسب من الكشتة ، فلما اقترب موعد الصلاة استطاع جذب أقرانه بعيدًا عن الكبار ، فلما أيقن أنهم انتهوا من الصلاة أوعز لأقرانه بالعودة ؛ ليجدوا عتاب الكبار في انتظارهم ... وانصرف بعدها الصغار للصلاة جماعة ؛ ليتقدم صاحبكم إماما ، بعد أن ألقى عليهم درسا في كيفية تنبيه الإمام إذا أخطأ ، ويبدو أن الدرس كان أكبر من قدراتهم ، فالإمام أخطأ ( عمدًا ) وهم ظلوا صامتين ، وبعد السلام أثار في نفوسهم الشك ؛ ليقرر الإمام والمفتي إعادة الصلاة ، مع إعادة التأكيد على ( التسبيح ) حال الخطأ ، وتكررت الحالة مرتين ، وفي الثالثة صرخ الجميع ( سبحااااااااااااااان الله ) .

الرياض ، الخميس 21/1/1431 هـ .

 


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:08 PM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010