مقتطفات من شعر "الشافعي"
تَموتُ الأُسدُ في الغاباتِ جوعا
وَلَحمُ الضَأنِ تَأكُلُهُ iiالكِلابُ
وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلى حَريرٍ
وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ iiالتُرابُ
أَصبَحتَ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جَهِلوا
حَقَّ الأَديبِ فَباعوا الرَأسَ بِالذَنَبِ
وَالناسُ يَجمَعُهُم شَملٌ iiوَبَينَهُم
في العَقلِ فَرقٌ وَفي الآدابِ وَالحَسَبِ
كَمِثلِ ما الذَهَبِ الإِبريزِ يَشرَكُهُ
في لَونِهِ الصُفرُ وَالتَفضيلُ لِلذَهَبِ
وَالعودُ لَو لَم تَطِب مِنهُ iiرَوائِحُهُ
لَم يَفرِقِ الناسُ بَينَ العودِ وَالحَطَ
بِ
****
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ
سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ iiإِهابِهِ
فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ iiصارِماً
قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ
فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ
وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ iiبابِهِ
غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ iiكُلِّهِم
وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا iiبِهِ
إِذا ما ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً
وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ iiاِكتِسابِهِ
فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي iiفَإِنَّها
سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في iiحِسابِهِ
****
وَمِنَ البَلِيَّةِ أَن تُحِبَّ
وَلا يُحِبُّكَ مَن iiتُّحِبُهُ
وَيَصُدُّ عَنكَ iiبِوَجهِهِ
وَتُلِحُّ أَنتَ فَلا تُغِبُّهُ
****
خَبَت نارُ نَفسي بِاشتِعالِ iiمَفارِقي
وَأَظلَمَ لَيلي إِذ أَضاءَ شِهابُها
أَيا بومَةً قَد عَشَّشَت فَوقَ iiهامَتي
عَلى الرُغمِ مِنّي حينَ طارَ غُرابُها
رَأَيتِ خَرابَ العُمرِ مِنّي iiفَزُرتِني
وَمَأواكِ مِن كُلِّ الدِيارِ iiخَرابُها
أَأَنعَمُ عَيشاً بَعدَ ما حَلَّ iiعارِضِي
طَلائِعُ شَيبٍ لَيسَ يُغني iiخَضابُها
إِذا اِصفَرَّ لَونُ المَرءِ وَاِبيَضَّ شَعرُهُ
تَنَغَّصَ مِن أَيّامِهِ iiمُستَطابُها