خلال شهر يونيو من كل عام تسقط أشعة الشمس عمودياً على مدار السرطان (23.5 درجة على خط الاستواء) إيذاناً ببدء فصل الصيف مناخياً في نصف الكرة الشمالي حيث أن هذا الخط يتواجد على أواسط المملكة فإن كمية الأشعة الشمسية الساقطة تؤدي إلى إرتفاع درجات الحرارة على معظم المناطق مما يؤدي إلى إنخفاض معدل الضغط الجوي ونشوء المنخفض الحراري على شبه الجزيرة العربية المتصل بإمتدادات منخفض الهند الموسمي والذي يمتدد شمالا وغرباً حتى يصل إلى شرق البحر المتوسط ، ومن ضمن خصائص هذا المنخفض أن درجة حرارة كتلته الهوائية شديدة الحرارة وجافة وينعكس ذلك على درجات الحرارة في هذا الفصل حيث تصل العظمى ما بين 44 إلى 47 درجة مئوية قد تصل إلى 50 درجة مئوية خاصة على شرق المملكة ويمكن أن نصنف الجزء الأول من هذه الفترة أي حتى نصف يوليو بفترة الصيف الجاف حيث يسود هذه الفترة الرياح الشمالية الجافة والحارة والتي تنشط على فترات مما يؤدي إلى عواصف ترابية شديدة تبلغ ذروتها وسط النهار تفاعلاً مع امتداد المرتفع الجوي المتمركز في شمال غرب المملكة مما ينشأ معه فروقات في قيم الحرارة والضغط وذلك على مناطق شرق ووسط المملكة . كما أن مناطق غرب المملكة تتأثر بالرياح الشرقية (السموم) التي تهب بين فترة وأخرى وتكون شديدة الحرارة وجافة ومحملة بالغبار .
أما الجزء المتبقي من الفترة المذكورة وحتى نهاية فترة الصيف فيمكن أن نصنفه بالصيف الرطب على السواحل (آخر يوليو وحتى نهاية شهر سبتمبر) ويتميز بارتفاع في الحرارة والرطوبة والتي تستمر بشكل متكرر .
وعندما تسود الرياح الشرقية الخفيفة والمعتدلة أحياناً على المنطقة الشرقية وتكون محملة ببخار الماء وبسبب ارتفاع درجة الحرارة فإنها تكون مرهقة بشكل كبير (الطوز) .
ومع هذا لا يخلوهذا الفصل من نفحات لطيفة لتجعل من مرتفعات عسير والباحة والطائف منتجعا يقصده رعايا المملكة ودول الخليج وذلك إذا تأملنا معدل درجات الحرارة الصغرى حوالي 16 درجة مئوية وربما تتدنى إلى 10 درجات كما سبق وسجلته أبها عام 1994 .
وإذا أضفنا إلى ذلك تضاريس الجبال وتواجد الجبهة الشبه مدارية (itcz) والتي تتميز بكميات كبيرة من بخار الماء في الجهة الجنوبية وتحركها شمالا لتصل إلى أقصى مدى لها على منطقة المدينة المنورة ، وتتسبب هذه الأمور مجتمعة في هطول الأمطار قد تكون غزيرة في بعض السنوات كما سبق وان سجلت أعلى كمية هطول في هذا الفصل على خميس مشيط (146ملم),أبها(112ملم) ، الطائف(143ملم) وذلك عام 1992م قد يصحب ذلك نشاط في الرياح السطحية بفعل الرياح الهابطة حيث وصلت في جيزان (110عقدة عام 1991م) .
والجدير بالملاحظة أن في الوقت الذي تتوقف فيه الأمطار عن منطقة شرق المتوسط تماماً يمتد تأثير الجبهة الشبه مدارية حتى منطقة المدينة المنورة إذ هطلت عليها 6ملم من الأمطار والرياض( 9ملم) وكلاهما في يوليو عام 1978 أما مكة المكرمة فقد سجلت تقارير الرئاسة أعلى كمية هطول لها عامي 1992و1998 ما يقارب (40ملم) وذلك خلال شهر يوليو .
2008-07-23, 04:44 PM
العرض العادي
