التعليمـــات |
التقويم |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
قصيدة نبطية قديمة ..وكأن قائلها في زماننا...
الشاعر: هو بديوي بن جبران الوقداني العتيبي ولد عام 1244ه في وادي نخب بالطائف وتوفي في مكة المكرمة عام 1296ه. دراسة النص: تعد هذه القصيدة من أفضل ما قيل في الشعر وقد نالت شهرة واسعة وتداولتها الرواة وقد حاول الفريق يحيى المعلمي (رحمه الله)أن يفصحها بتغيير بعض المفردات وضبطها نحوياً فلم تخلف كثيراً، وبالنظر في النص نجد أن الشاعر تحدث عن الدنيا وان الانسان دائما ما يلقي باللائمة عليها ويأمل منها بالأفضل ولكن مع مضي الوقت وكبر سن الشاعر تبينت له بعض الأمور المخيبة للآمال رغم أنه مقتنع بأن هذه حقيقتها التي لا يصدقها جاهل،ويدركها العاقل المطمئن، فصفاء العيش لا يدوم والدنيا لا تبقى على حال ويوم الإنسان الذي هو فيه أفضل من الذي يليه وأن هذه الدنيا يوم لك ويوم عليك وهذا خلاصة تجربة رجل عاقل عايش تقلبات الحياة بحلوها ومرها وأضطر أن يساير الظروف واكتسب العلم والأدب ونظم الشعر وله معرفة مكنته من تشكيل نفسه وفقاً لطباع من يعايشهم ليزداد بهم فهماً، ولكنه لم ينتفع بكل ذلك نظراً لسوء حظه فعندما يحتاج الى شيئاً منهم يصبح نواله عزيزاً ولا يجد أحداً منهم يرأف لحاله، فبعضهم يضحك ويبتسم له ولكن قلبه فيه من الحقد والشر الكثير فيما البعض الآخر يقطب حاجبيه إظهاراً للكره والبغضاء في حضوره وغيابه وكأن الشاعر قد عمل ما يغضبهم في طلب حاجته! ليؤكد أن جميعهم غير صادقين في عشرتهم التي تقوم على الكذب والاحتيال ويستهجن هذا التصرف الذي لم يكن يتوقعه سواء من الأهل والأصحاب أو أراذل القوم وعليتهم، ويتساءل الشاعر مستنكراً أن ليس هناك مبرر للتخلي عن المروءة والشهامة والشيم ليصبح المال وحده هو مقياس الرجال، ثم يبين الشاعر انه في صراع مع نفسه الأبية التي تسمو إلى العزة والأنفة ولكن الحاجة تجبرها وتلقي بها إلى كرام الناس وأراذلهم على حد سواء، وأن المال هو من جعل للخامدين من أسافل الناس شأناً وذكراً وأنبتهم كما ينبت السيل العشب اليابس الهامد الذي لا حياة فيه، ثم أنه سئم الديار وقرر الارتحال عنها بعيداً بما يعد مكسباً لنفسه، أن يغادر دياراً يعاني فيها العزيز الشقاء والهم والذل ويعمها الخوف وانعدام الأمن وينتشر فيها الجوع والفقر، ولكن هذا الجوع مقتصر فقط على (سراحينها) أي الشرفاء فيما (ثعالبها) الأراذل متخمين بالنعمة ويكون (الكلب والهر) الجبناء مقدمين فيها على (ريبال) الأسد، ليؤكد أن المكسب الحقيقي في أن يبقى الإنسان عزيزاً شريفاً ،فكيف يرضى الهوان من لا يجد فيها عزاً ولا مالاً، ليتحسر أنه أتى على نفسه كثيراً وهو كريم الحسب والنسب وهذا ليس من شيم قبيلته التي لا تهاب الخطر وتمتاز بقوة العزم التي لا يقف أمامها مستحيل، ثم هو يستنهض نفسه بان يغادر الديار ويدعو عليها بالخراب وان تبكي ناعية أطلالها الغربان، ولو انه بقى فيها لفقد سمعته الطيبة وأن عليه أن يطلب الحياة الشريفة العزيزة وان غلي ثمنها عن حياة الهوان وأن خسر في سبيل ذلك. وأن الأرض لن تضيق به ولن يعدم وسيلة العيش الكريمة وسيجد دياراً بدلا من دياره وجيراناً بدلا من جيرانه وأرضا بدلاً من أرضه وأن الإنسان يعد غريباً حتى يعاشر الآخرين ويخالطهم ليصبح واحداً منهم ، فأرض الله واسعة وعلى الإنسان إن يسعى فيها فالله قدر الأرزاق والآجال وعلى الإنسان أن يبذل الجهد ويذهب شرقاً وغرباً ويقطع المسافات الطويلة ويتجاوز القفار الموحشة وينغمس في الصحراء مبتعداً عن كل ما يجلب الهم لينعم بالصفاء وراحة البال ممتطياً راحلته المدربة على قطع الفيافي بين الجري الخفيف والسريع لتبتعد به عن بلد وتقربه من آخر وأن عليه أن يختار لنفسه منزلاً لا هوان فيه، ليؤكد أن الموت في صحراء خاليه إلا من الوحوش أفضل من البقاء في بلد يحصل منها الجفاء وأن عليه أن يطأ المخاطر ولا ينظر لعواقب ذلك فلكل نفس أجل محتوم ويمثل لذلك بذهاب الأسود للصيد دون أن تبقى لجوار أشبالها، ثم يدعو الله بالسقيا للأرض المجدبة ويصف السحاب الممطر ثم ينصح بالأخذ بما جاء في قصيدته من حكمه. أترككم مع القصيدة ..ولكن ركزوا في أبياتها... أيـــــامـــــنــــــا والــــلــــيــــالــــي كــــــــــــــــم نـــعـــاتـــبــــهــــا شـبــنــا وشــابـــت وعـفــنــا بــعـــض الاحـــوالـــي تـــــاعــــــد مـــواعــــيــــد والـــجــــاهــــل مــكـــذبـــهـــا والــلــي عــــرف حــدهـــا مـــــن هـمــهــا ســالـــي ان أقـــبـــلـــت يــــــــــوم مــاتــصـــفـــي مــشــاربـــهـــا تـقــفــي وتـقــبــل ومـــــا دامـــــت عــلـــى حـــالـــي فــــــــــــي كــــــــــــل يــــــــــــوم تــــوريــــنــــا عــجــايــبـــهـــا والــيـــوم الأول تـــــراه أحــســـن مـــــن الــتــالــي أيــــــــــــام فــــــــــــي غـــلـــبـــهـــا وأيـــــــــــــام نــغــلـــبـــهـــا وايـــــــــام فـــيـــهـــا ســـــــــوى والــــدهـــــر مـــيـــالـــي جــــربــــت الايــــــــام ومــثـــلـــي مـــــــــن يــجــربــهـــا تــجــريـــب عـــاقــــل وذاق الــــمــــر والــحـــالـــي نـضــحــك مــــــع الـــنـــاس والــدنــيــا نـلاعـبــهــا نـمـشـي مـــع الـفــي طـــوعٍ حــيــث مــــا مــالــي كــــــم مــــــن عـــلــــومٍ وكـــــــم آداب نـكـسـبــهــا والــــشــــعــــر مــــــــــــازون مــــثــــقــــالٍ بــمــثـــقـــالـــي اعـــــرف حـــــروف الـهــجــا بـالــرمــز واكـتـبـهــا عــاقــل ومـجـنــون حــــاوي كــــل الاشـكـالــي لاشــــــــك حــــظـــــي ردي والـــــــــروح مـتــعــبــهــا مـــــا فــادنـــي حــســـن تـأديــبــي مــــــع أمــثــالــي ان جـــيـــت ابــــــي حـــاجـــةٍ عــــــزت مـطـالـبـهــا الــعــفــو مــــــا واحــــــدٍ فــــــي الـــنــــاس يـــاوالــــي قـــــــــوم ٍلــــيـــــا جــيــتــهـــا رفــــــــــت شـــواربـــهــــا بـالـضـحـك وقـلـوبـهـا فـيـهــا الـــــردى كــالـــي وقـــــــوم لـــيــــا جـيــتــهــا صــــكــــت حــواجــبــهــا وابــدت لــي الـبـغـض فـــي مـقـفـاي واقـبـالـي مـــــــا كـــنــــي الا مـــســــوي حـــــــال مـغـضــبــهــا والـــكــــل فــــــــي عــشـــرتـــه مــــاكــــر ودجــــالــــي يــــا حــيــف تـخـفــى أمـــــورٍ كــنـــت حـاسـبـهــا والاهـــــــل واصـحــابــنــا والــــــــدون والــعـــالـــي والـــــروح وش عــذرهـــا فـــــي تـــــرك واجـبــهــا راح الحسب والنسب في جمع الاموالي نـفــســي تــبـــى الــعـــز والـحــاجــات تـغـصـبـهـا تـــــرمـــــي بـــــهـــــا بـــــيـــــن اجـــــاويـــــدٍ وانـــــذالـــــي الــــمــــال يــحـــيـــي رجـــــــــال لاطــــبـــــاخ ابــــهـــــا كالـسـيـل يـحـيـي الهـشـيـم الـدمــدم الـبـالــي عـــفـــت الــمــنـــازل وروحـــــــي يـــــــوم اجـنــبــهــا مــنـــهـــا غــنــيــمـــة وعـــنـــهـــا الـــبـــعـــد اولالـــــــــي لاخــيـــر فــــــي ديــــــرةٍ يــشــقــى الــعــزيــز ابـــهـــا يـمـشــي مــــع الــنـــاس فـــــي هـــــمٍ و اذلالـــــي دارٍ بــــهــــا الــــخــــوف دايــــــــم مــــــــا يـغــايــبــهــا والـجــوع فـيـهـا مـعــه مـــن بـعــض الاحــوالــي جــــــوعـــــــا ســراحــيـــنـــهـــا شــــبــــعـــــا ثــعـــالـــبـــهـــا الـــكـــلـــب والــــهـــــر يــــقـــــدم كـــــــــل ريـــبـــالـــي عـــــــز الــفــتـــى راس مـــالــــه مـــــــن مـكـاســبــهــا يـــــــا مــرتــضـــي الــــهــــون لا عــــــــزٍ ولا مــــالــــي دلــلـــت بــالـــروح لــيـــن أرخـــصـــت واجــبــهــا وانـــــــا عـتــيــبــي عـــريــــب الــــجــــد والــخـــالـــي قــــــــومٍ تــــــــدوس الافــــاعــــي مــــــــع عــقــاربــهــا لــــهـــــا عـــــزايـــــم تـــــهـــــد الـــشـــامــــخ الـــعـــالــــي كــــــــب الــمـــنـــازل غــــــــراب الــبـــيـــن يــنـــدبـــه ايــبــكـــي عـلــيــهــا بــــدمــــع الــعـــيـــن هــطـــالـــي لا تــــعــــمــــر الــــــــــــدار والــــقــــالـــــه اتـــخـــربـــهــــا بــيـــع الـــــردي بـالـخــســاره واشـــتـــر الــغــالــي مــــا ضــاقــت الأرض وانــســـدت مـذاهـبـهــا فــيـــهـــا الـــســـعـــة والـــمـــراجـــل والـتــهــفــلالــي دار ٍ بـــــــــــــــــــدارٍ وجـــــــــيــــــــــرانٍ نـــــقـــــاربـــــهـــــا وارضٍ بــــــــــــــارضٍ واطـــــــــــــــلالٍ بـــــاطـــــلالـــــي والــنـــاس اجـانــيــب لــيـــن انـــــك تـصـاحـبـهــا تــــكــــون مــنـــهـــم كــــمــــا قــــالــــوا بــالامــثــالــي الارض لله نــــــمــــــشــــــي فــــــــــــــــــي مــــنــــاكـــــبـــــه اوالله قـــــــــــــــــدر لـــــــــنـــــــــا ارزاقٍ وآجـــــــــالـــــــــي حـــــــــــــث الـــمـــطـــايــــا وشــــرقــــهـــــا وغــــربـــــهـــــا واقـــطــــع بــــهــــا كــــــــل فــــــــجٍ دارسٍ خــــالــــي اطــــعــــن نــــحـــــور الــفــيــافـــي مـــــــــع تــرايــبــهـــا وابــعــد عــــن الــهــم تـمـســي خــالـــي الـبــالــي مــــــــــن فــــــــــوق عــمــلـــيـــةٍ تـــقـــطــــع بــراكـــبـــهـــا فـــــــدافـــــــد الــــبـــــيـــــد درهـــــــــــــــامٍ وزرفـــــــالــــــــي تـــبـــعــــدك عــــــــــن دار قــــــــــوم ودار تــقــربـــهـــا واخـــتـــر لـنـفــســك عــــــن الــمــنــزال مــنــزالــي لــــــــو مــــــــت فــــــــي ديــــــــرةٍ قــــفــــرا جــوانــبــهـــا فـيــهــا لـــوطـــي الــســبــاع الــغــبــس مــدهــالــي اخــــيـــــر مـــــــــن ديـــــــــرةٍ يـــجـــفـــاك صــاحــبــهـــا كـــــــم ذا الــجــفـــا والـتــجــالــي والـتـمـلـمـالــي دوس الــمــخــاطــر ولا تــخـــشـــى عــواقــبــهـــا الــمـــوت واحـــــد ولا عــنـــه الــحـــذر جـــالـــي إن الــــمــــنــــيـــــه إذا مــــــــســـــــــت مـــخـــالــــبــــهــــا تــدرك لــو كـنــت فـــي جـــو الـسـمـا الـعـالـي مــــافــــرت الاســــــــد فــــــــي عــــالـــــي مــراقــبــهـــا تـــســـعـــى لـــــــــلارزاق مـــاحـــنـــت لــلاشــبــالـــي والـشـمــس فــــي بـرجــهــا والـغــيــم يـحـجـبـهـا تـقـفــي وتـقـبــل لــهــا فــــي الــعــرش مـجـدالــي رب الـــســـمــــاوات يــامــحـــصـــي كــواكــبـــهـــا يـــا مـجــري الـسـفـن فـــي لـجــات الاهـوالــي ضــاقـــت بــنـــا الأرض واشــتــبــت شـبـايـبـهــا والــغــيـــث مــحــبـــوس يـــــــا مــعــبـــود يــــاوالــــي يالله مـــــــــــــــن مـــــــزنــــــــة هـــــــبــــــــت هـــبـــايـــبـــهــــا رعـــادهـــا بــــــات لــــــه فــــــي الــبــحــر زلـــزالــــي ريـــــــح الــعــوالـــي مـــــــن الــمــنــشــا تــجــاذبــهــا جـــذب الــدلــي مــــن جــبــا مـطـويــة الـجـالــي ديـــمــــومــــة ســـبــــلــــت وارخـــــــــــت ذوايـــبــــهــــا وانــــهـــــل مـــنـــهـــا غــــزيـــــر الـــــوبـــــل هـــمـــالــــي تــســقـــي ديـــــــارٍ شـــديــــد الـــوقــــت حــاربــهـــا مــــــا عــــــاد فــيــهــا لــبــعــض الـــنـــاس مــنــزالــي يـــــــــا جـــــاهـــــل اســـــمـــــع تــمــاثـــيـــل مــرتــبـــهـــا فــيــهـــا مــعـــانـــي جــمـــيـــع الــقـــيـــل والــقـــالـــي مـــــثـــــل الــدنــانـــيـــر تـــــزهـــــا فــــــــــي قــوالـــبـــهـــا فـــــي صـرفــهــا زايـــــده عـــــن قـــــرش وريـــالـــي يــــــــــــــارب تـــــــوبــــــــه وروحـــــــــــــــي لاتـــعــــذبــــهــــا بــــيــــوم الــقــيــامــة اذا مــاضـــاقـــت اعـــمـــالـــي وازكــــــي صــــــلاةٍ عـــلـــى الـمـخــتــار واهــبــهــا شـفــيــعــنــا يـــــــــوم حــــشـــــرٍ فــــيـــــه الاهــــوالـــــي
|
#2
|
||||
|
||||
حياك أخوي عذب الاحساس
|
|
|