قال الله تعالى :{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ سَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَهَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }.
أكبر نجم اكتشف حتى الآن ويفوق الشمس بــ 9.261.000.000شمس ..
عظمة أيها الإنسان ومن هنا يستشعر ماهي العظمة من هذا الخلق ..
قال الله تعالى :{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ}.
عندما نتأمل السماء التي وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها مثل النسيج المحبوك مرتبط بعضها ببعض ..
وهذا النجم العملاق لم يخلقه الله سبحانه وتعالى عبثا إنما خلقه الله لحكمة من أجل توازن ما بين أرجاء
المعمورة وأرجاء السموات والأرض ..
قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ
مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } ..
*****
الكلام يدور حول النجوم , هذه النجوم هي مفردات أو الوحدات التي تحتويها كل مجرة من المجرات ,
إذا لم نصدق هذه الإجرام وهذه الأبعاد وهذه المسافات فما بالك عندما نتحدث عن وحدات أكبر,
وأحجام أكبر عن المجرات .. حتى نقرب الصورة قبل قليل كنا نتحدث عن المصابيح ,
أما الآن سوف نتحدث عن المدينة نفسها..
وهذه المجرة التي سوف نتحدث عنها هي مجرتنا مجرة درب التبانة..
والعلماء اكتشفوا أن قطر هذه المجرة 100.000 سنة ضوئية (مئة ألف سنة ضوئية) ..
وشمسنا والسماك الرامح والشعرى اليمنية وأكبر النجوم نشاهدها عبارة عن حبات صغيرة ..
ويكفينا أن نعلم أن مجرة التبانة فيها أكثر من مئة مليار نجم !! ..
وهذه صورة حقيقية لمجرتنا وهي صورة بانورامية ..
*****
وليست هي الوحيدة من المجرات .. فالنجوم ليست منتشرة بشكل فوضي وإنما موجودة ضمن مجرة ..
وهذه المجرة خلقت من ملايين السنين لكن ضوئها للتو وصل إلينا .. فمجرة المرآة المسلسلة أندرو ميدا أقرب
المجرات إلينا تبعد عنا بمليوني سنة ضوئية .. ويمكن رؤيتها بالعين المجردة وهي نقطة سحابة بيضاء ..
موجودة الآن في القبة النووية تبعد عنا مليون سنة ضوئية .
إنها مجرة جميلة وفي نفس الوقت مخيفة وموحشة
وهذه المجرة التي في الصورة خلقت قبل ملايين السنين وضوؤها للتو يصل إلينا على الرغم أن الضوء
يسيربسرعة 30 ألف كلم في الثانية 0
*****
صور أخرى لمجرات عجيبة التركيب وعجيبة الشكل .
*****
حادث كوني عظيم ليس خطأ أو قصور أو عبث إنما و لحكمة من الله سبحانه تعالى , فصارت مليارات النجوم
تصدم مع بعضها , و تعطي صور وتعطي مناظر لايستطيع الإنسان إلا أن يقف مشدوداً أمام هذه المناظر ! .
*****
وهذه صورة أخرى لعشرات من المجرات , لجزئية ضيقة من السماء فما بالك لو مسحنا السماء
بــ 360 ْ درجة لمساحة ضيقة جداً من السماء ..

*****
وهذه الصورة لغبار كوني أو دخان هذا الدخان هو أصل النجوم التي تولد وتنشأ من هذه الأبخرة
*****
هذه صورة لمجرة يتخللها نجوم
*****
وصورة لغبار أو دخان .. لوقارنا حجم الأرض بهذا الدخان .. عبثا أن نقارن حجم الأرض بالدخان
لأن الذين يشاهدونه , يشاهدونه أكبر من الشمس , وبالتالي يكون أكبر من الأرض , وبالتالي الذين يشاهدون
الأرض يرونها قزمة بالنسبة للدخان , ولكن وضعت الصورة حتى تتضح الصورة
*****
هذه الصورة لسديم ودخان عظيم التقطها تلسكوب هبل
قال سبحانه و تعالى : { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ }0
قال سبحانه و تعالى : { فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ } .
هذا هو الموجود المخلوق فكيف بالموجد الخالق؟ هل شرقتم بحجم ومساحة وسعة السماء المنظور؟
أتريدون أن تقرؤوا عن مخلوق يتيم يكبر السماوات والأرض؟ ولم يشاهده من البشر أحد، ولم يخلق مثله
في الوجود أبدا، ودونك وصفه من الواحد الأحد حيث قال: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} ..
سبحان الله والله أكبر وأجل وأعظم، خلق من خلقه يسع كل ما أدركناه وما لم ندركه، وما أبصرناه وما لم نبصره،
وما صدقته عقولنا وما لم تصدقه .. فلا إله إلا الله والله أكبر وأعظم وأجل أي كرسي هذا؟
وأي خلق عظيم مهيب مخيف هذا؟ { فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا }.
******
الكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش، والعرش ما العرش؟ وما أدراك ما العرش؟ أعظم وأكبر من الكرسي
قال ابن عباس رضي الله عنه : (الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى).
وقال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام:
(ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة) تأمل مقارنة المصطفى عليه الصلاة والسلام بين الكرسي والعرش .. وتدبر وحدات القياس التي استخدمها
بأبي هو وأمي.. شيء يفوق حجماً وهولاً صور المقارنة بين النجوم السالفة الذكر ..
بل ويؤكد بشكل غير مباشر صحة الأحجام والمسافات التي تحدثنا عنها سلفاً .. كما يؤكد أن ما لم نبصره
من الخلق أعظم مما أبصرناه وفي هذه المقالة عرضناه
{ فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ }.
إذا كان عندنا إحساس أن في الموضوع مبالغة فانظر إلى مقارنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بين ثلاث أشياء ..
الكرسي , والعرش ، وما بين الكرسي والعرش 0 القياس الذي استخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم
يدعم أن هذه المعلومات صحيحة .. نتحدث نحن فقط عن السماء الدنيا أما السماء الثانية والثالثة والرابعة
والخامسة والسادسة والسابعة لايعلم عنها شيئاً حتى الآن ؟.
*****
صاحبي .. أكيد أنك نسيت مساحة مسجدكم! .. وهل يجوز لك بعد المقارنات العظيمة السالفة
أن تقارن مساحة مسجدكم أو كوكبكم أو شمسكم أو مجرتكم أو حتى سمائكم بكرسي الرحمن!!!؟
فضلاً عن عرش الرحمن!!؟
فإذا كان هذا هو الخلق فكيف بالخالق الجبار 0
******
{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } و { سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }
و { لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ }.
تمت المحاضرة بحمد الله