تغطية مصورة من أرض البركان ( العيص ) بعدسة عاشق الغيمة ( متابعة مستمرة )

[عاشق الغيمة]

الاثنين, 22 يونيو 2009


عبدالعزيز العرفي - بخيت العرفي تصوير - علي الزهراني






لا تزال “المدينة “ تواصل جولاتها داخل حرة الشاقة “ المشاغبة “ وتقف على التداعيات التى خلفتها الهزات الأخيرة والنى نجم عنها إخلاء عدد من القرى وبقاء الحشود المرابطة على مسافات قريبة من قلب الرجفات المخيفة .. رحلة صحفية لا تخلو من إثارة .. مسنّون يرفضون الرحيل ونساء يتمسكن بتلابيب التربة واطفال يفرحون بالهزات التى تؤرجحهم كأرجوحة العيد.. حكايات من الثقة والثبات والايمان الفطري وقصص تحتاج للكاميرا قبل القلم رصدتها (المدينة) عن كثب وهى تحاور مسنّين ابطالا ونساء بقلوب من حديد .. فتعالوا نبدأ الجولة من “ القلب النابض ونسمع نبض الحرة اللاهب .
بيوت الشعر
البداية داخل بيوت الشعر التى رفض الأهالى إخلاءها رغم قربها من مواضع الهزات المتكررة . مسنّون يرفضون ترك مواقعهم مؤكدين انهم أصدقاء للهزات من زمن بعيد وأنهم تعوّدوا على رجفاتها ونبضها « الجميل» .. وعن حياتهم وسط هذه المنطقة الخالية من أنفاس البشر قالوا: إن الهدوء فضيلة لا يستشعر قيمتها سوى معتادى الضجيج وحياة الزحام .. هنا نأكل ونشرب ونرعى إبلنا وننعم بأيامٍ هى الأجمل والأحلى . لا نريد فراق مسقط الرأس حتى ولو علت نداءات المسؤولين وارتفعت وتيرة الهزات .. وقالوا : إن بيوت الشعر هى مسكننا القديم والحديث . اخترناها للحياة ونريدها قبر الممات .
80 كيلو مترا
قطعنا مسافة 80 كيلو مترا المسافة الفاصلة بين العيص و الشاقة منها 25كيلو مترا فقط طريق اسفلتي والباقي طرق جبلية وعرة لا تصل إليها إلا بسيارة جيب ،.. التقينا أحد المواطنين داخل (مسكنه) الذى سقطت بالقرب منه صخرة ضخمة هزّت الأرض بل قسمتها لشطرين .. الأول تعرض لانخفاض يصل إلى مترين وثلاثة وبقي الجزء الآخر في مستواه الطبيعي فيما وصل طول التشققات والصدوع في المنطقة إلى 8 كيلو مترات بحسب تصريحات المسؤولين.. وعلى الرغم من سقوط الصخرة المفجع الا ان القريبين منها لا زالوا يبتسمون ابتسامة الرضا بقدر الله نتيجة الهزات التى تخيفهم وهى لا تدرى ان قلوبهم لم تعرف لمفردة الخوف معنى .
الصخرة الكبيرة
حاولنا الوصول لبعض المناطق التي تأثرت بشكل أكبر ولكن لكون المنطقة « شديدة الوعورة « استحال علينا إكمال المشوار التقطنا من بعيد عددا من الصور ، ووقفنا على الدّور التي تم إخلاء سكانها ورأينا ماحدث بها من تصدعات.. رأينا منظر الصخرة الكبيرة التى يصل حجمها إلى 4×3 متر وارتفاع 3 أمتار بعد سقوطها على دار أحد السكان التي تم إجلاؤهم من قبل الدفاع المدني بعدما حضروا وأجبروه على مغادرة المنطقة لخطورتها فيما رفض الآخرون المغادرة رغم المخاطر!!!!
وماذا بعد ؟
حكاية العيص والهزات والصخور المتساقطة أكدت لنا معاني لم نقرأها من قبل فى كتاب ورسخت داخلنا فضائل لم ندرك قيمتها الذهبية الا بعد سماعها على لسان المسنّين والمسنّات ساكنى خيام الشعر . عدنا بسيارتنا الجيب وجميعنا يدعو لساكنى هذه المنطقة الخالية بالسلامة والأمان والعودة القريبة .
ماذا قال سيبيه ؟
العقيد زهير سيبيه قائد قوة مهمة الدفاع المدني بالعيص قال لـ (المدينة) فى تعليقه عن الهزات المتكررة والسقوط المفاجىء للصخور بأن الإخلاء كان في الوقت المناسب ولم يكن هناك استعجال فيه وأنه لم يتم إلا بعد استمرار الهزات الأرضية وزيادة قوتها حتى كسرت حاجز الـ 5،37 ريختر وحفاظاً على الأرواح والممتلكات وسلامتهم صدرت الموافقة من الجهات المختصة بعملية الإخلاء وتمت بسلاسة ونجاح منقطع النظير أشاد بها الجميع مما حدا بمنظمات عالمية لدراستها وتطبيقها عند الحاجة وهذا أكبر دليل على النجاح .