بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ {97} أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ {98} أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ {99}. سورة الأعراف.
عن ثابت رضي الله عنه: قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصابته خصاصة نادى أهله صلوا صلوا)، قال ثابت : وكان الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة). وروي عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة ريح شديدة يفزع إلى المسجد حتى تسكن الريح). كذلك كان إذا حدث في السماء حدث من خسوف شمس أو قمر فإن مفزعه إلى الصلاة حتى ينجلي، فهذا هو شأن القلب الحي. نحن في هذا الزمان ابتلينا بجاهلية العلم، وقديماً كان عندهم جاهلية الجهل، أما الآن فعندنا جاهلية العلم، نقصد العلوم التجريبية التي استعملت في التمويه على الناس وصرفهم بعيداً عن حقائق الأمور، فهي جاهلية مغطاة بثوب العلم، إذا حصل كسوف أو خسوف أو زلزال أو غير ذلك من هذه الأشياء يقولون: هذه ظواهر طبيعية! ويشغلون الناس بقوة الزلزال كم درجته، والشروح الطويلة في طبقات الأرض وتكوينها، وغير هذه الاصطلاحات المعروفة، وإذا حصل بركان يظلون ينشغلون بتحليل البركان وصفاته كنوع من التحليل، وكدراسة وصفية لمثل هذه الظواهر فقط، وكل بركان نزل على الناس فأحرقهم وكل زلزال واقع عليهم فأهلكهم فهذه أشياء تقع في الوجود بأسباب يسببها الله سبحانه وتعالى، لكن هذه الأسباب لا تنفي أنها نذير من الله عز وجل، وبسبب هذه التحليلات العلمية يحرم الناس من الاعتراف بهذه البلايا وهذه المصائب، بسبب هذا الحجاب الذي يوضع على أعينهم، فهم يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا، وينشغلون بظاهر الأمور دون النفاذ إلى بواطنها وما ورائها من الحكم، لذلك كان صلى الله عليه وسلم إذا وقعت ريح شديدة أو رأى سحباً في السماء يظل يخرج ويدخل ويتغير شكله عليه الصلاة والسلام، فإذا سأله الصحابة عن ذلك قال: (وما يؤمنني أن تكون فيها عذاب من الله سبحانه وتعالى؟! وقد رأى قوم مثل هذا فقالوا: هذا عارض ممطرنا،
بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ
[الأحقاف:24])، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام دائم الوجل والخوف والفزع من عقوبة الله تبارك وتعالى.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يتوب علينا ويرحمنا برحمته انه سميع مجيب وأن يكفي اخواننا المسلمين في المنطقة شر هذه الزلازل والبراكين
ويجب علينا ان نكثر من الصلاة والإستغفار في مثل هذه النوازل