| التعليمـــات |
| التقويم |
![]() |
|
|||||||
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
#1
|
|||
|
|||
|
![]() تاريخ جازان العريق خلَّف من خلْفه آثاراً عريقة شهدت بما كانت تحتله هذه المنطقة من أهمية كبرى رغم اختلاف الزمان بين الماضي والحاضر إلا أن المكان بقى خالداً وشامخاً يحكي حضارة سلف لم نعرف عنهم الكثير ولكن من خلال الأطلال عرفناهم وعرفنا مدى تاريخ لؤلؤة الجنوب. الآثار بمنطقة جازان: يقصد بالآثار عموماً الأشياء التي صنعها الإنسان أو استعملها من مسكن ودور للعبادة وأثاث وأدوات وفن ثم خلفها وراءه وقد عرفت البشرية منذ القدم بعض مظاهر العناية بالأشياء القديمة ذلك أن الاهتمام بآثار السلف والحرص على امتلاكها وتخليد ذكر أصحابها والاستمتاع بجمالها مرتبط بالنوازع والغرائز البشرية التي تمثل حب التملك وتذوق الجمال وحب المعرفة فمنطقة جازان والتي وصفها المؤرخون بلؤلؤة الجنوب وعروس الفل والكاذي غنية بالآثار القديمة والتي تدل على عراقتها تاريخياً ومن هذه الآثار ما يلي: 1- مدينة عثر: وهي مدينة أثرية على ساحل البحر الأحمر غرب مدينة صبيا بمسافة 16 كيلو متراً تقريباً باتجاه قوز الجعافرة وهي مدينة مشهورة وقد لعبت دوراً مهماً في التجارة والاقتتصاد وكان سوقها من الأسواق المعروفة في الجزيرة العربية وأما مكانها حالياً فهو عبارة عن مدينة اندثرت وطغت الرمال على أطلالها وفي النصف الثاني من القرن الرابع الهجري ضمها سليمان بن طرف الحكمي أمير المخلاف إلى مخلافه وضرب بها الدينار العثري الذي عرف بذلك الاسم ونقل حكومته إلى عثر لتصبح عاصمة المخلاف ما زاد أهميتها السياسية والجغرافية والاقتصادية وأصبح ميناؤها من أنشط المواني بعد ميناء جدة في ذلك الزمان. 2- مدينة الشرجة: وهي مدينة آثرية في ساحل الموسم وذكر أن السيل أجتاح أنقاضها وممن نوه بها ابن خردازية والبشاري وياقوت الحموي وابن بطوطة في رحلته وهي اليوم لا عين ولا آثر لها وقد قامت وزارة المعارف بإقامة شبك حولها. 3- موقع السهي: ويعتبر أهم موقع ساحلي يبعد 40 كيلو متراً جنوب مدينة جازان وأنقاضها مشكلة بأكملها من القواقع البحرية مختلطة بمجموعة كبيرة من كسر الأواني الفخارية وتشغل مساحة 900x100م على ساحل رملي قديم وقد قامت وزارة المعارف بإقامة شبك حولها. 4- بلدة المنارة: اسم بلدة أثرية تتناقل عنها الأخبار والإشاعات من وجود نقود وآثار وأوان فخارية الشيء الكثير ويقال إنها بلدة طغت فسخط الله سبحانه وتعالى عليهم والله أعلم وهي تبعد عن مدينة جازان بحوالي 15 كيلو متراً شرقاً وهي قريبة من بلدة الريان الواقعة على الضفة الشمالية لوادي جازان ويوجد بالموقع بقايا فخار مبعثرة بكثافة وتشغل مساحة 1x2 كيلو متر وقد قامت وزارة المعارف بإقامة شبك حولها. 5- موقع المغلة: وهو موقع كبير تبلغ مساحته 200x500 متر على بعد 15 كيلو متراً من الساحل بين وادي نخلان ووادي صبيا ويحتوي الموقع على فخار مصقول أسود مزخرف بالنقوش المحرزة وبقايا من أحجار الرحى. 6- بيوت الأدارسة: وهي أطلال قصور ومباني أسرة الأدارسة التي حكمت المنطقة سنين معدودة من الزمن وتقع شمال شرق محافظة صبيا. 7- قلعة أبو عريش: لا يعرف شيئاً عن معمرها الأول وهي قلعة تدل على قدم عهدها وقد جاءذكرها في كتاب العقيق اليماني في حوادث سنة 989 هـ وسنة 990 هـ وفي سنة991هـ قام الحاكم التركي لمنطقة جازان ببناء القلعة وإصلاح ما خربته الحروب وظلت عامرة إلى نهاية الدولة العثمانية الأولى 1036 هـ وبعد ذلك تعاقب عليها الإصلاح من كل من تولى أمر المنطقة وأخيراً طالها الخراب وانهار الكثير من مبانيها ومازالت معدمة وكان يطلق عليها دار النصر بأبي عريش. 8- مدينة جازان العليا: وهي مدينة تاريخية تعرف بإسم جازان الأعلى وتسمى بدرب النجا وتقع شرق بلدة حاكمة أبو عريش وتدل آثارها الماثلة على ما كان لها من ماض عمراني وتاريخ اجتماعي عريق ولا يعرف على وجه التحقيق شيء من ماضي تاريخها القديم سوى أنها أتخذت قاعدة من قبل أسرة الأمراء الشطوط والأمراء القطبيين وقد وصف منعتها وقوة تحصينها وعظمة بنائها الشاعر ابن هتيمل في القرن السابع الهجري وكذا الشاعر الجراح بن شاجر في القرن التاسع الذي وصف زهو بنيانها وجمال قصورها وقد كتب عنها بإسهاب المؤرخ الأستاذ محمد بن أحمد العقيلي في كتابه الآثار في منطقة جازان. 9- آثار تاريخية في جزيرة فرسان: جزيرة فرسان تزخر بالعديد من المواقع الأثرية والتي أعطت الجزيرة أهمية خاصة ومن أهم هذه الآثار: * القلعة العثمانية: القلعة العثمانية هي إحدى المباني الأثرية بجزيرة فرسان وأحد رموزها وتقع في شمال فرسان أي بين فرسان وقرية المسيلة على مرتفع يمنحها موقعاً إستراتيجيا لأنه يطل على عموم بلدة فرسان، هي مبنية من الحجارة والجص الموجودة خاماته بكثرة في جزيرة فرسان وسقفه مصنوع من جريد النخيل الموضوعة على أعمدة من قضبان سكة حديد. * مباني غرين: منطقة غرين يبلغ فيها مساحة الحجر الواحد منها حوالي 5،2x5،1 متراً أو أكثر كما يزن عدة أطنان إن قدر له أن يوزن. وفي موضع آخر يدعى«بالقريا» يوجد آثار مشابهة أبرز ما فيها الأسرة المصنوعة من الحجارة وبقايا غرف لايزيد الضلع الواحد من أضلاعها عن حجرين منحوتين بشكل هندسي. ويقول الأستاذ/ إبراهيم مفتاح إن هذه الأشكال جميعها سواء في وادي مطر أو في الكدمي بقرية القصار أو قلعة لقمان وغرين والقريا ظلت جميعها تضع أمامي تساؤلات أجهل الإجابة عنها حتى جاء بعض الخبراء التابعين لقسم الآثار بوزارة المعارف واستنتجوا من الكتابات الموجودة على بعضها أنها تعود إلى عصور ما قبل الإسلام. * وادي مطر: في جنوب بلدة فرسان وعلى بعد تسعة كيلو مترات تقريباً وفي المنطقة التي تعرف«بوادي مطر» توجد بعض الأطلال ذات الصخور الكبيرة والتي كتب على بعضها بعض الكتابات الحميرية فسرت من قبل بعض الخبراء التابعين لقسم الآثار بوزارة المعارف بأنها كتابات حميرية تعود إلى عصور ما قبل الإسلام والشيء العجيب في معظم المناطق الأثرية في الجزيرة هو الصخور الضخمة المستخدمة في تلك المباني وذلك يضع أمامنا علامة استفهام في كيفية إحضار هذه الصخور والمكان الذي أحضرت منه. * مسجد النجدي: من مساجد جزيرة فرسان القديمة والذي شيده تاجر اللؤلؤ إبراهيم التميمي في عام 1347هـ وأهم ما يميز هذا المسجد هو النقوش والزخارف الإسلامية والتي تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في مسجد قصر الحمراء. * منزل الرفاعي: من المعروف أن فرسان مليئة بالمعالم الأثرية والمباني الرائعة ولعل أروعها من حيث التصميم وجمال نقوشها هو منزل تاجر اللؤلؤ أحمد منور رفاعي رحمه الله والذي يعد تحفة حقيقية في مجال الفن المعماري القديم حيث يعكس الثراء والترف بفرسان أيام ازدهار تجارة اللؤلؤ. ولمنزل الرفاعي نسخة طبق الأصل موجودة في الرياض يستطيع رؤيتها كل من يزور قرية جازان التراثية بمهرجان الجنادرية وقد تم عمل هذه النسخة لهذا المبنى لصعوبة نقل المبنى إلى الرياض ولتعريف الناس بأحد آثار بلادنا العزيزة. * بيت الجرمل: مبنى يقع على ساحل جزيرة قماح يقال أن الألمان قاموا ببنائه بهدف جعله مستودعاً للأسلحة والذخيرة نظراً لما يمثله موقع الجزيرة الاستراتيجي من أهمية لتوفير الذخيرة لسفنهم المتجولة في البحر الأحمر أثناء الحرب العالمية الأولى، ويعتقد أن السبب في عدم إنهاء بنائه هو انتهاء الحرب سنة 1918م وعلى الرغم من الجهد المبذول في إنشاء هذا المستودع إلا أن الكثير من أعمدته قد انهارت نتيجة تأكلها بسبب عوامل التعرية. ويبلغ طوله حوالي 107 أمتار وعرضه حوالي 34 متراً. * منطقة الكدمي: وتقع هذه المنطقة الأثرية في قرية القصار وهي عبارة عن أبنية متهدمة ذات أحجار كبيرة يغلب عليها الطابع الهندسي ويتمثل في مربعات ومستطيلات بقايا أحجار تشبه إلى حد كبير الأعمدة الرومانية. وبعض هذه الحجارة قد لا تخلو من كتابات قديمة بالخط المسند. * قلعة لقمان: قلعة لقمان أو جبل لقمان كما يسميها أهالي فرسان وتقع على يسار الطريق المتجه إلى قرية المحرق وهو عبارة عن مرتفع مكون من مجموعة من الصخور مربعة الشكل تقريبا وتدل على أنها أنقاض لقلعة قديمة ولكن مع الأسف لا توجد هناك أي معلومات عنها. * مباني العرضي: يقع العرضي في جنوب فرسان خلف مبنى إمارة محافظة فرسان بالضبط وهي عبارة عن مبان دائرية أو مستطيلة الشكل مبنية على شكل حلقة دائرية على مساحة لا بأس بها، وتعتبر هذه الثكنات العسكرية هي إحدى الدلائل على وجود العثمانيين بالجزيرة إبان العهد العثماني. وتكمن المشكلة أنه لم ينظر إلى هذه المعالم نظرة جادة كونها إحدى الدلائل المرتبطة بالقلعة العثمانية ولم يتم تسويرها أسوة ببقية المناطق الأثرية التي تم تسويرها وذلك لحمايتها من الاعتداء عليها. 10- مسجد القباب بأبي عريش: بناه الشريف حمود بن محمد الخيراتي الملقب أبو مسمار وتمم بناءه الشريف الحسين بن علي حيدر في عام 1248هـ. 11- قلعة الدوسرية بمدينة جازان: وهي قلعة تعود للدولة العثمانية وكانت مقراً للحاكم التركي وتوجد في وسط مدينة جازان فوق جبل يطل على ميناء جازان الحالي. ولمعرفة المزيد من آثار منطقة جازان ندعوكم لزيارة متحف المنطقة والذي يقع شمال محافظة صبيا وتشرف عليه إدارة تعليم محافظة صبيا. متحف آثار منطقة جازان يشرف المتحف على كامل المنطقة.. ويهتم بدراسة التراث والأثريات بكافة أنواعها واتجاهاتها.. ويقع في محافظة صبيا بجوارالدوارالشمالي.. يضم صالات عرض رئيسية دائمة ومعامل إصلاح وترميم.. ومكتبة تحوي مراجع تاريخية وتراثية.. والزيارة متاحة للجميع دون استثناء في أوقات الدوام الرسمي بما في ذلك العطلة الصيفية. تاريخ التأسيس تأسس متحف منطقة جازان عام 1403هـ، ويقع تحت إشراف إدارة التعليم بمحافظة صبيا وهو يخدم منطقة تحدها جبال فيفا وبني مالك من الشرق والبحر الأحمر من الغرب وحدود المملكة مع الجمهورية اليمنية من الشمال إلى منطقة القنفذة شمالاً. الغرض من إنشاء الموقع - صيانة وحماية المواقع الأثرية والتاريخية. - تيسير عملية تسجيل هذه المواقع واستقصائها. - احتواء القطع الأثرية والتاريخية وتوثيقها وصيانتها وخزنها. - استقصاء وتسجيل ألوان التراث الشعبي المادية والشفوية. - ايجاد مراكز لجمع قطع التراث الشعبي المحلي. - إطلاع الجمهور على الآثار والتراث الشعبي. - التعبير عن مساهمة المجتمع المحلي في تاريخ المملكة العربية السعودية. أقسام المتحف توجد بالمتحف أقسام عدة من أهمها: - قسم ترميم الاثار. - قسم التصوير. - قسم المساحة والرسم. - القسم الهندسي. - مستودع المساحة والتنقيب. - صالة العرض. - مستودع الآثار والتراث. - غرفة المحاضرات والعرض. - الاستراحة. - الورشة الخارجية. بالإضافة إلى مكتب مدير المتحف والسكرتارية والشؤون الإدارية. ![]() يتبع
|
|
#2
|
|||
|
|||
|
جازان يا هبة الرحمن العاني ... يا لوحة مالها في الحسن ثان أناجيك شطآناً وأودية ... وربوة وحقولاً طلعها داني عنيت للشاطئ المسحور فارتعشت ... أهدابه وتمطى غير وسنان وعانقتك السهول الخضر فأتلفت ... فيك الفتون تهادت بين أغصان من قصيدة لشاعر حجاب بن بحيى الحازمي. ![]() جازان اسم يطلق على وجه العموم على الوادي المعروف من أعلاه إلى مصبه وما على عدوتيه من قرى. وورد اسم جازان في كتاب اليعقوبي وذكرها الهمداني في كتابه «صفة جزيرة العرب» وهي حاضرة المنطقة وبها المركز الإداري وتتوفر فيها جميع الخدمات الحكومية وبها مراكز تجارية وأسواق عامرة ونهضة عمرانية كبيرة، وميناء بحري، هو ثالث الموانئ الرئيسة في المملكة ويعتبر البوابة الرئيسة لواردات الجزء الجنوبي الغربي ومجهز بكافة المرافق والخدمات والمعدات الحديثة، يوجد بالمدينة مطار اقليمي مجهز بمختلف المعدات والممرات لاستقبال الطيران الداخلي وبها النادي الأدبي للمنطقة وكذا نادي التهامي الرياضي ومدينة الملك فيصل الرياضية. بلغ عدد سكان المدينة مائة وعشرين ألف نسمة تقريباً في عام 1421هـ. الإمارة تتولى إمارة منطقة جازان الإشراف الإداري على المنطقة وقد قسمت المنطقة إدارياً إلى ثلاث عشرة محافظة هي: محافظة صبيا دون العقيق وتحت السدر والطنب مرأى تتوق إليه النفس في رغب زمردي الحواشي حيث ما نظرت عيناك منه بدا في منظر عجب والأرض قد لبست أفواق زينتها مرموقة الحسن في أثوابها القشب وحاضرتها مدينة صبيا والتي تبعد عن مدينة جازان بأربعين كيلاً اتجاه الشمال وهي مدينة عتيدة قائمة على عدوة الوادي الذي سميت به وادي صبيا وقد ذكرها الهمداني في القرن الرابع الهجري في كتابه «صفة جزيرة العرب» وكانت عاصمة المنطقة في النصف الأول من القرن الرابع عشر «1326ه 1351ه» عندما حكمها الأدارسة وقد تغنى بها عدد من الشعراء القدامى والمعاصرين أمثال الشاعر القاسم بن علي الذروي والشاعر الجراح ابن شاجر والإمام الشاعر محمد بن علي الإدريسي والشاعر المعاصر محمد بن أحمد عيسى العقيلي. وتعد مركزاً تجارياً كبيراً لمخالفها ولها سوق اسبوعي يعقد يوم الثلاثاء حيث تعرض فيه ما يبتغيه المتسوق وبها كافة الخدمات الأساسية ويوجد بها نادي الأمجاد الرياضي. محافظة أبو عريش عج بوادي الهضاب في الأسحار وترنم هناك بالأوتار بربا أبي عريش حيث الغواني لابسات الحجول والأسوار الصبا والصبا بها يا معنى وطلوع البدور والأقمار ليت شعري أكون فيها دواما أتمشى في حلة الجلنار وحاضرتها مدينة أبو عريش التي تبعد عن مدينة جازان بخمسة وثلاثين كيلا اتجاه الشرق ورد ذكرها في كتاب البلدان لليعقوبي وكتاب صفة جزيرة العرب للهمداني وقد رجح المؤرخ الشيخ محمد بن أحمد عيسى العقيلي أن أبو عريش موجودة باسم «العرش» في القرن الثالث الهجري وقد تغنى بها الشاعر الهبي الصعدي من شعراء القرن العاشر والشاعر عبدالرزاق اليمني في القرن الثالث عشر. تتوفر بها كافة الخدمات الأساسية وبها أسواق تجارية متنوعة ومتعددة ولها سوق أسبوعي يعقد في يوم الأربعاء يعرض فيه ما يلبي رغبات المتسوقين. محافظة صامطة أول ما عرفت مدينة صامطة باسم قرية مصبري ويدل على ذلك وجود بئر بهذا الاسم معروفة في الوقت الحاضر إذ تقع في ساحة سوق الاثنين المعروف بمدينة صامطة وقد أقفلت بغطاء خرساني عندما نفذت شبكة للمياه في المحافظة في الثمانينات في القرن الرابع عشر الهجري وقد وردت قرية مصبري في بعض المراجع التاريخية مثل كتاب «السلوك في طبقات العلماء والملوك» لصاحبه القاضي عبدالله بهاء الدين بن يوسف الجندي التوفي في العقد الثالث من القرن السابع الهجري. وكانت تسمى صامدة لصمودها أمام الغزاة بمرور السنين وتأثير اللهجات العامية على مخارج الحروف تحول حرف الدال إلى حرف الطاء فأصبحت تسمى صامطة، ومحافظة صامطة محافظة علم إذ استقر بها الداعية الكبير الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي رحمه الله عام 1358ه. و أسس فيها مدرسة وتتلمذ على يده عدد كبير من أبناء المنطقة فأصبح عدداً منهم يشار إليه بالبنان في العلوم الشرعية والعلوم العربية، وذاع صيتهم ومن هؤلاء العالم النابغة: الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي وكان من مآثر الشيخ عبدالله محمد القرعاوي انتشار المدارس في كل مدن وقرى وهجر المنطقة، وتعداها إلى بلاد غامد وزهران فكان له الفضل بعد الله في تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم، وقد أمدته حكومتنا الرشيدة بالمال وبكل ما يحتاجه التعليم ونشر الدعوة إلى الله فرحمة الله عليه رحمة واسعة. وصامطة حاضرة من القطاع الجنوبي لجازان وتتبعها عشرات القرى والهجر وهي ذات كثافة سكانية عالية كما أنها بوابة المنطقة إلى الحدود الدولية مع اليمن الشقيق، وبها أسواق تجارية حديثة وأسبوع شعبي يعقد كل يوم اثنين يفد إليه المتسوقون من أنحاء المملكة حتى من اليمن الشقيق. محافظة الحرث وتبعد عن مدينة جازان بـ88 كيلاً باتجاه الشرق وحاضرتها بلدة الخوبة يقام فيها سوق أسبوعي كل يوم خميس يعرض فيه كل احتياجات المتسوقين كما ينفرد بعرض بعض الحيوانات البرية المفترسة كالذئاب والضباع وكذا الأليفة كالغزلان وغيرها. محافظة ضمد: ما ضمد يا صاح إلا جنة وهل تساوي جنة جهنم نسيمها وتربها من عنبر وماؤها الكوثر عذب شيم إذا تغنى سحراً قمري بها أيقظ منها من ينام نغم وإن تلا الأسحار في مسجدها تال به عنك يزول السقم ومحافظة ضمد حاضرتها تسمت باسم الوادي «ضمد» وقد قال صاحب كتاب «الذهب المسبوك» إن أول عمرانها في زمن القاضي محمد بن علي عمر الضمدي وبنى فيه مسجد الحجر الذي جرفه السيل عام 1201هـ. ومحافظة ضمد محافظة العلم والعلماء حتى اشتهر على الألسنة أن ضمد لا تخلو من عالم محقق أو أديب بليغ إلى زمننا هذا. وتتوفر فيها كل المرافق الخدمية والأسواق التجارية وتقام فيها سوق أسبوعي كل يوم اثنين تعرض فيه ما يلبي احتياجات المتسوقين. محافظة الريث تقع بلدة الريث في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة جازان وهي ذات طبيعة جبلية خلابة وتبعد عن مدينة جازان بـ118 كيلو والريث اسم قبيلة من قبائل المنطقة والتي أقامت في تلك الجبال فتسمت الجبال باسمها. وتتميز جبال الريث بمناخ معتدل أملته الطبيعة الجبلية والارتفاعات الشاهقة روعة وجمال فقد غطتها النباتات الطبيعية والغابات الكثيفة من الأشجار والأعشاب وترتفع أعلى قمة في جبالها بأكثر من 2000 متر عن سطح البحر وتسمى هذه القمة قمة جبل القهر ويتميز واديها بمجراه الجذاب وأشجاره العملاقة وشلالاته الرائعة وهي منطقة جذب للسياح الذين يعشقون فنون العمارة والتراث وتتوفر بها معظم الخدمات الحكومية. محافظة بيش ورد ذكرها في كتاب البلدان لليعقوبي المتوفى سنة 278هـ وذكرها الهمداني التوفى عام 350هـ في كتابه المشهور صفة جزيرة العرب كما ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان وذكرها البكري في كتابه معجم ما أستعجم وقد ذكر الشيخ محمد بن أحمد عيسى العقيلي في كتابه المعجم الجغرافي لمنطقةجازان أن قرية بيش الأولى قد جرفتها سيول وادي بيش وأن محافظة بيش الحالية يطلق عليها أم الخشب وتتوفر فيها كل الخدمات الحكومية والخاصة والأسواق التجارية ويقام فيها سوق أسبوعي كل يوم سبت وتمتلك شاطئاً بحرياً جميلاً تتوفر فيه الخدمات التي يحتاجها الزوار. محافظة فرسان: فرسان يا أنشودة السمار يا بهجة الأسماع والأبصار يا منبه الموج الطروب إذا ارتمى في دفء حضنك والرياح ضوار وقف الزمان على رحابك خاشعاً يتلو عليك قصيدة الإكبار تعتبر جزيرة فرسان أكبر جزيرة في البحر الأحمر حيث تبعد عن مدينة جازان خمسين كيلاً وقد عرف سكان هذه الجزر بشدة البأس وكانت تقوم حروب بينهم وبين قوم يدعون بنو مجيد بالقرب من باب المندب وأن لهم رحلات وتجارة مع البلدان المجاورة. ولجزيرة فرسان جزر أخرى تابعة لها تشكل أرخبيلاً من الجزر المتناثرة تربو على تسعين جزيرة مأهولة بالسكان منها فرسان الكبرى وفرسان الصغرى والسجيد وختب وجزيرة قماح ويوجد في فرسان آثار تاريخية كقلعة لقمان ومباني غرين ومسجد الشيخ إبراهيم النجدي ومنزل أحمد منور الرفاعي وتتوفر في جزيرة فرسان كافة الخدمات الحيوية وقد بلغ حرص حكومتنا الرشيدة ذروته في خدمة أهالي الجزيرة بأن أمنت عبارات بحرية للذهاب إلى فرسان والعودة منها انطلاقاً من ميناء جازان لنقل المواطنين والزائر والوافد بمفرده وبمتاعه وبسيارته مجاناً دون مقابل كما أن هناك زوارق خاصة تقطع المسافة في زمن قصير وبمقابل أجر مادي معقول. ويوجد في فرسان أكبر محمية للغزلان وبها نادٍ رياضي يطلق عليه نادي الصواري «سوف نذكر الكثير عن جزيرة فرسان في الحلقة الخامسة». محافظة الداير بلدة الداير حاضرة قبيلة بني مالك تقع على ضفاف أودية ثلاثة هي وادي هراي ووادي جوار ووادي عرفي. يقام فيها سوق أسبوعي يعقد كل أربعاء تجتمع فيه أعداد كبيرة من متسوقي قبيلة بني مالك وراغبي التسوق من مختلف مدن وقرى المنطقة وخارجها. وقبيلة بني ما لك تنتسب لمالك بن زيد بن أسامة بن زيد بن أرطأة بن شراحيل بن مالك بن حجر بن الربيعة بن سعد بن خولان، وبني مالك إحدى قبائل خولان قضاعية حميرية قحطانية وتسكن هذه القبيلة مرتفعات جبلية تقع شرق جبال فيفاء ويقدر عدد سكانها بنحو ثمانين ألف نسمة وتنقسم إلى سبع قبائل فرعية وهي «آل خالد آل سعيد آل علي آل سلمه أهل حبس أهل عزة بني رام» ولكل قبيلة من هؤلاء شيخ شمل ومن أبرز الأماكن المأهولة بالسكان: الداير وخاشر وجبل طلان والعزة ووادي الجنة وحبس وقرن الحزام وذات الخلفين وحراز والذاري الأغبر وعثوان والرفيه ووادي جورا وأعالي ضمد وتعتبر أعلى قمة في جبال بني مالك هي قمة جبل طلان ومن القرى الأثرية المشهورة: قرية قيار عند آل خالد وقرية المسترب عند آل علي وقرية آل يحيى كالولجه والحدبة والجزعة وتبعد الداير عن مدينة جازان بحوالي 103 كيلو مترات شرقاً بطريق معبد تكثر فيه المنعطفات خاصة عند الدخول في منطقة الجبال وجبالها باردة في الشتاء دافئة في الصيف وتعتبر من أهم المواقع السياحية بالمنطقة. محافظة أحد المسارحة: قاعدتها بلدة الأحد التي تبعد عن مدينة جازان بأربعة وخمسين كيلاً إلى الجنوب الشرقي بطريق معبد تتوفر فيها كافة الخدمات الحكومية ويسكن فيها العديد من أعيان ومشائخ المنطقة وأبرزهم الشيخ عبده بن حسن الحكمي رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة جازان. محافظة العيدابي تقع في الشمال الشرقي لمدينة جازان وتبعد عنها 75 كيلاً بطريق معبد وحاضرتها العيدابي وبها مقر المحافظ وتتوفر فيها معظم الخدمات وتعتبر مرجع قبيلة بلغازي ويقام في أحد قراها عيبان سوق أسبوعي يعقد كل يوم خميس يجتمع فيه الناس ما بين بائع وشار. محافظة العارضة وتقع شرق مدينة جازان وتبعد عنها 63 كيلاً بطريق معبد والعارضة هي حاضرة المحافظة وقاعدة قبيلة سفيان تتوفر فيها جميع الخدمات الحكوميةويقام بها سوق أسبوعي يعقد في كل يوم خميس يعرض فيه كل ما يحتاجه المتسوقون. محافظة القياس وتبعد عن مدينة جازان بحوالي 110 كيلو شمالاً على طريق مكة المكرمة وحاضرتها الدرب ويسمى درب بني شعبة وكان يعرف بدرب ملوح وتتوفر فيها الخدمات الحكومية وتقام فيها سوق أسبوعية في كل يوم خميس من كل أسبوع يجتمع فيها الناس للبيع والشراء.
|
|
#3
|
|||
|
|||
|
المراكز الإدارية الأخرى التابعة لإمارة المنطقة يوجد بالمنطقة واحد وثلاثون مركزاً مركز الطوال: وهو المنفذ الحدودي إلى اليمن ويبعد عن مدينة جازان بحوالي 85 كيلاً باتجاه الجنوب. مركز الموسم: وهو على قرب من الحدود اليمنية ويبعد عن مدينة جازان بحوالي 90 كيلاً بمحاذاة البحر. مركز الحكامية: وحاضرته بلدة المضايا وهو جنوب شرق مدينة جازان بطريق طوله 28 كيلاً. مركز وادي جازان: وحاضرته بلدة الريان ويبعد عن مدينة جازان حوالي ثلاثة وعشرين كيلاً باتجاه الشرق. مركز عيبان: ويبعد عن مدينة جازان حوالي 91 كيلاً. مركز العالية: ويبعد عن مدينة جازان 80 كيلاً باتجاه الشمال. مركز مسلية: ويبعد عن مدينة جازان 85 كيلاً باتجاه الشمال. مركز الحقو: ويبعد عن مدينة جازان 87 كيلاً باتجاه الشمال. مركز الشقيري: ويبعد عن مدينة جازان 70 كيلاً باتجاه الشمال الشرقي. مركز جبال الحشر: ويبعد عن مدينة جازان 135 كيلاً باتجاه الشمال الشرقي. مركز الحميراء: ويبعد عن مدينة جازان 70 كيلاً باتجاه الشرق. مركز المحجورة/السلب: ويبعد عن مدينة جازان 95 كيلاً باتجاه الشرق. مركز القفل: ويبعد عن مدينة جازان 75 كيلاً باتجاه الجنوب الشرقي. مركز عتود: ويبعد عن مدينة جازان 125 كيلاً باتجاه الشمال. مركز جبال قيس: ويبعد عن مدينة جازان 120 كيلاً باتجاه الشرق. مركز جبل منجد: ويبعد عن مدينة جازان 100 كيل باتجاه الشمال الشرقي. مركز الكدمي: ويبعد عن مدينة جازان 69 كيلاً باتجاه الشمال الشرقي. مركز قوز الجعافرة: ويبعد عن مدينة جازان 60 كيلاً باتجاه الشمال الغربي. مركز جبل آل زيدان: ويبعد عن مدينة جازان 135 كيلاً باتجاه الشمال الشرقي. مركز السهي: ويبعد عن مدينة جازان 93 كيلاً باتجاه الجنوب عن طريق صامطة. مركز مقزع: ويبعد عن مدينة جازان 104كيلات باتجاه الشمال الشرقي. مركز الخلاوية: ويبعد عن مدينة جازان 90 كيلاً باتجاه الشمال. مركز النجوع: ويبعد عن مدينة جازان 75 كيلاً باتجاه الشمال. مركز وادي دفا: ويبعد عن مدينة جازان 130 كيلا باتجاه الشرق. مركز هروب: ويبعد عن مدينة جازان 84 كيلاً باتجاه الشمال الشرقي. مركز بلغازي: ويبعد عن مدينة جازان 85 كيلاً باتجاه الشمال الشرقي. مركز العزين: ويبعد عن مدينة جازان 80 كيلاً باتجاه الشمال الشرقي. مركز القصبة: ويبعد عن مدينة جازان 80 كيلاً باتجاه الشرق. مركز الشقيق: ويبعد عن مدينة جازان 130 كيلاً باتجاه الشمال. مركز الفطيحة: ويبعد عن مدينة جازان 97 كيلاً باتجاه الشمال. مركز فيفا: ويبعد عن مدينة جازان حوالي 120 كيلاً باتجاه الشمال الشرقي.
|
|
#4
|
|||
|
|||
|
![]() تاريخ المنطقة العريق وجغرافية المنطقة وتضاريسها المختلفة أنجبت عادات وتقاليد متعددة ساهمت بفاعلية في تشكيل نموذج لحياة الجيزانيين.. وعلى مر التاريخ تكاد تكون معظم الحضارات وشعوبها قد اتخذت لها عادات وتقاليد خاصة بها تميزها عن غيرها. فمنطقة جازان غنية بعاداتها الجميلة التي تعكس نبل أهلها وحبهم وترابطهم مع بعضهم البعض، مرور الأيام والسنين أغرقت خلفها العديد من هذه العادات والتقاليد ولكن في الجانب الآخر وقفة شامخة للتقاليد الجيزانية لكي تحكي للأبناء قصة وكفاح الأجداد. الرقصات الشعبية أفرز التنوع الثقافي والجغرافي أنماطاً وتعبيرات خاصة لكل جهة وناحية فهناك المناطق الجبلية والساحلية وكل منها تتمايز وتنفرد بلون خاص يعبر عن ثقافتها بلغتها الجسدية الخاصة.. وبإيقاعاتها المتميزة.. ولكنها تشترك وترتبط بخيط واحد وهناك نغمة مشتركة بينها وفيما يلي بعض الرقصات الشعبية بمنطقة جازان. رقصة السيف والعرضة هي رقصة تؤدى في حركات سريعة، وتعتمد على إيقاعات الطبول، ولا تحتاج إلى مكان فسيح واسع للرقص، ويمكن أن تؤدى الرقصة في الساحة الموجودة داخل البيت، ولأنها تؤدى بطريقة المقابلة بين شخصين لفترة قصيرة، ثم يتقابل غيرهما، وهكذا حتى تنتهي المدة المحددة لهذه الرقصة، وهي لا تتعدى الساعة إلا ربع على الأكثر ورقصة السيف تؤدى في حركات صامتة أي بغير أناشيد. وفي رقصة العرضة يجتمع الناس لمشاهدة الرقصة في صفوف نصف دائرية وفي منتصف الصف أو الصفوف يقف العازفون «المطبلون» يقرعون الطبول ويقوم اللاعبون بتشكيل صف أو صفين وبأيديهم السيوف أو الجنابي ثم يبدأون في الرقص مع مناقلة الأقدام وهم سائرون إلى الأمام في مسيرة منتظمة ويتقدمهم أحد المهرة في اللعبة لتوجيههم بالحركات المطلوبة. وهذه الرقصة عادة ما تقدم بعد صلاة العصر. العزاوي هي رقصة رشيقة، وحركاتها سريعة، ولا يؤديها إلا الشباب فيما دون الثلاثين سنة لأنها تعتمد على مرونة عصب الشاب وقدرته على الرقص، ولأنها تؤدى على إيقاعات الطبول في صور مختلفة، فترى الشاب يرقص وهو قائم، ويرقص وهو منحنى الظهر، ويرقص وهو جالس على قدميه، والأطفال فيما دون الخامسة عشرة يؤدونها في رشاقة فائقة أما الكبار الذين تجاوزوا مرحلة الشباب فقد يؤدونها بدون رشاقة!! وفي تكلف يظهر في حركاتهم. ورقصة العزاوي لا أناشيد فيها. الزيفة وهي رقصة تؤدى في مكان فسيح خارج المدينة أو القرية، ووقتها بعد صلاة العشاء إلى قبل الفجر، وتتكون من صفين متقابلين يتوسطهما أصحاب الطبول، ويقوم الشاعر الشعبي بالانتقال بين الصفين ليملي على اللاعبين شعره لينشدوه بصوت مرتفع، كل صف على حده. الطارق هو نشيد يرفع به الرجل صوته بمصاحبة المزمار أو بدونه. ولكن ليس كل صوت يمكن أن يصلح لإنشاد الطارق، والطارق كالغناء يحتاج إلى الصوت الجميل، الذي يشنف آذان السامع فيطرب له، والطارق ليس له مناسبة محددة أو مكان مخصص، فهو عبارة عن ترويح للنفس، ويستطيع الإنسان أن ينشده في بيته بصوت منخفض حتى لا يزعج جاره أو ينشده مع مجموعة من أصحابه بمصاحبة مزمار، ولكن خارج المدينة أو القرية. وهذا الشعر فيه شيء من الجناس. الدلع بكسر الدال.. هي رقصة سريعة الحركة وهي لا تؤدى إلا في حالة الانتقال من مكان لآخر، وتتمثل في أن يتقدم الشاب الذي سيختن مثلاً «في حالة إن كانت الرقصة للختان» ومعه بعض الشبان ويحمل الشاب الجنبية في يده في كل الرقصات، أما الباقون فيتخلفون وراءه في شكل صف طويل وإلا في صفين ويسارعون للوصول إلى ميدان العرضة والأناشيد لرقصة الدلع إلا في حالة واحدة وهي بعد الانتهاء من وليمة «الختان» حيث تدق الطبول رقصة «الدلع» ويؤدون الرقصة ثم يعود المدعوون إلى بيوتهم. الدانة رقصة جماعية تتميز بإيقاعها العنيف وسهولة أدائها لحناً ورقصاً وألحانها قد تصل إلى ثمانية أنواع والواحدة منها تتكون من مقطعين كل مقطع ثلاثة أبيات يغني الشاعر المقطع الأول لكي يحفظه المشاركون في الرقصة بعد سكوت المشاركين في الرقصة أثناء أدائها أما المقطع الثاني فيردده الشاعر فقط بعد سكوت المشاركين في الرقصة. الكاسر لون غنائي بحري يؤدى من قبل مجموعة يستخدم فيه الملكد «هاوند» للطرق على صفائح معدنية ويستخدم أثناء بناء مسرح العرس ويكون الكاسر عصر يوم الزواج. عادات وتقاليد الزواج عادات الزواج مرت بأطوار مختلفة خلال السنوات الأخيرة إذ تأثرت بروح العصر المتجدد التي اجتاحت المنطقة.. ولكنها لم تذهب بروحه النابضة.. وما زالت روح الماضي مبثوثة في ثنايا وفقرات مناسبات الزواج المعقودة.. في القديم إذا أراد الشاب وعزم على الزواج كلم أباه وأمه في شأنه والعادة أن تختار الأم الزوجة فيما لو اختار الزواج من خارج العائلة.. فإن ناسبت البنت ذهب الجاهة إلى أهل البنت وبحثت مواضيع المهر، وحفلة الزواج. وجرت العادة قديما أن تقام الحفلة في بيت الزوج أولاً وتنتقل بعدها إلى بيت العروس على ظهر الجمال محملة بالجهاز المكون عادة من ثلاثين قطعة من القماش أو أكثر من ذلك بقليل، مع بعض الفضة والذهب إن أمكن الحال.. وتسير القافلة والرجال تدق الطبول.. وبعد صلاة العشاء تخرج العروس فتجلس على كرسي يسمى بالمنطقة «قعادة» مرتفعة وحولها النساء في ابتهاج وغناء ورقص.. وينقط للضاربات بالدفوف وتسمى «النقطة» والعروس جالسة على «مربعة» على القعادة وهي «مولبة» بالخضر والفل، والكادي، لابسة ثوب العرس الأحمر استعداداً لليلة الدخلة.. وفي بيت العروس يقومون بالتخيلة أي ترقيص العروس خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف وهي مغطاة بالقناع، ويكون الدق على صحون الحلي وبعد صلاة العصر في اليوم الثاني يقومون بتنظيم الفل على رأس العروس وترقص الراقصات وتدق الطبول وترتفع.. الزغاريد. تقاليد النقول وهو انتقال العروس من بيت أهلها إلى بيت زوجها حيث ترقص النساء ليلة النقول وبعد انتقال الزوجة يقدم لها أهل الزوج الطقم إما ذهباً أو فضة ثم يبكون عليها أهلها ويغنون لها ويمشون بها على الأقدام ويطلبون أن يشاهد العريس وهو يستقبل زوجته ولا تدخل العروس حتى يفرش لها «المصناف» أو يذبح شاة احتفاء بها وتمشي على دمها!!، وفي الصباح ليلة العرس تقوم العروس لتناول الإفطار مع زوجها وأهل العريس ثم يأتي الضيوف ويتناولون القهوة ويباركون لها زواجها ثم ينصرفون إلى بيوتهم وتكاد بعض هذه العادات في النقول قد تلاشت بسبب اختلاف الزمان. عادات وتقاليد الملابس الجيزانية جازان منطقة مترامية الأطراف متنوعة التضاريس والمناخات.. تبعاً لذلك جاءت العادات في اتخاذ الملابس متنوعة ومختلفة نظراً لتنوع واختلاف البيئة، لكن هناك أشياء مشتركة تجمع بين سكان المنطقة فيما يخص الملبس وإن كان هناك اختلاف فربما كان في الألوان ونوعية القماش المتخذ منه الملبس، ولكن نجد الاختلاف واضحا وجلياً فيما يخص النساء، فنساء المناطق الجبلية يختلف لبسهن شكلاً واسما عن نساء الأماكن الساحلية والأماكن الصحراوية، غير أن ما يشترك فيه لبس الرجال هو أنه يتكون من قطعتين «مئزر، وشميز» وقد تختلف الإكسسوارات الأخرى، كارتداء الجنبية أو الطاقية أو القوبعة، أما الآن فقد اختلف الأمر وبدأ اللباس يتوحد وهو الثوب والغترة والعقال، وتنوعت ملابس المرأة وتعددت ألوانها وأشكالها وأفكار تصميمها. ملابس الرجال تتسم ملابس الرجال بالبساطة، وألوانها الصارخة، وعلى العموم أصبحت هذه الملابس ترتدى كنوع من المحافظة على الماضي، أو عند أداء الرقصات الشعبية، وهذه الملابس هي الحوك «الأزار» من القماش الثقيل وله فتحة من الأمام تقفل بمشبك تسمى «زناقة» وتثبت عند لبسها بحزام من الجلد ومنها أيضاً «المصناف» وهو من القماش الثقيل باللون الأبيض المقلم بالألوان الأخضر والأزرق والأصفر وله أطراف معقودة ويوجد منه باللون الأحمر المقلم بعدة ألوان وبه خيوط ذهبية متداخلة محلاة بأشرطة ذهبية من الأسفل. ملابس النساء كبار السن تلبس المرأة «الكرتة» وهي الثوب الواسع ولها زم من الجوانب تشبه الثوب العسيري والقصيمي.. وهو ذو تفصيل واسع بأكمام عريضة وتلبس تحته السديرية من الكتف إلى الصدر كالبلوزة وبألوان تناسب الثوب الذي يلبس تحته، كما تلبس الوزرة أو الفوطة. ملابس الفتيات كانت الفتيات في منطقة جازان متميزات بالألبسة المتنوعة وكن يطلقن عليها الألفاظ والمسميات المختلفة كالثوب كان يسمى «كرتة» كما أن منها الجبيرة والميل والسديرية والنقبة والمصر وأسماء أقمشة الفتيات ولبساهن كمشة كبيرة وكمشة صغيرة وصاروخ الفقراء وصاروخ التجار وعاش مرتين وخاني طريق مصر. أما الألبسة المشهورة في المناسبات فهي الثوب الميل، والمقنع، والمقنع الميل، والمطرز، ويكون لونه أحمر أو أزرق وتلبس الفتاة بعض الحلي من الفضة والذهب مثل الخلخال الذي يوضع في القدم تحت الثوب. عادات السماية للسماية في منطقة جازان شأن خاص لما تربط أسرة المسمى والمسمي به من روابط وثيقة ولها تقاليد وأعراف كما أن لها احتفالاً عند ابتداء السماية. فعندما يولد لشخص ما ووالده ورغب تسميته بشخص يعز عليه فإنه عندما يقطع سر «الغلام» يقول والده ترونه سمي فلان، ومن ذلك الوقت يصبح ذلك الاسم علماً عليه وإذا علم بالخبر المسمى به يستعد للوصول للسلام على سميه، فيدعو رجالاً من قومه ويأخذ مبلغاً من المال وكسوة للطفل وأبيه وأمه وذلك بحسب حاله، وعندما يقبل على منزل سميه ومعه رفقاؤه يطلقون الأعيرة النارية ثم يدخلون بهم المنزل وتذبح لهم الذبائح وتقام الولائم ويسلمون على الطفل ويقدم سميه ما وصل به ثم يعود إلى بلده وتصبح بين الأسرتين روابط كروابط الرحم. عادات وتقاليد عملية الختان يطلق على الحفلات التي تقوم بمناسبة الختان «الهود» ويطلق على الشاب الذي سيختتن «الدرم» وكان الشاب لا يختتن قبل سن الخامسة عشرة، وقد تتعداها إلى عشرين سنة، لأن هذا الشاب سيواجه حالات قد لا يحتملها قبل هذه السن فعملية الختان تتم أمام الجمهور وجها لوجه دون ستارة تستره عن الأنظار حتى يتم ختانه لذلك فإن العيون ترقبه وترصد حركاته وهذا يتطلب منه شجاعة وجرأة في الوقت نفسه، ثم إنه سيواجه ألماً شديداً عند قطع جلدة عضوه، وهو ما يرغبه أهله لإثبات شجاعة وقدرة تحمل ابنهم الشاب. وكأن الناس يعلمون أولادهم عندما يحين وقت ختانهم بعض أسماء أجدادهم فإذا ما وقف الشاب للختان وأقبل الخاتن «الشخص الذي يقوم بعملية الختان» وشفرته بيده فإن أول ما يقوم به هو أن يضرب صدر الشاب بعرض الشفرة «أي بسطحها» ويقول له: «اليوم يومك، الحد فيك» وكأنه بهذا يستثير نخوته ورجولته عندها يستعد الشاب ويقف كالعمود المسلح بارز العينين ويبدأ الخاتن في القطع وفي الوقت نفسه يبدأ الشاب في سرد أسماء أجداده بالتسلسل فيقول: «أنا فلان بن فلان بن فلان إلى آخر اسم يحفظه من أجداده ويتعمد الخاتن قطع الجلدة بصورة بطيئة كأنما يختبر شجاعة هذا الشاب وصبره وعلى الشاب ألا يبدو عليه ارتباك في سرد الأسماء أو يغمض عينيه أو يتحرك بين يدي الخاتن فإذا فعل فإنه يوصف بالجبن ويصبح عار على أهله وغير مكتمل الرجولة ومن العادات المصاحبة لعملية الختان أن يقوم المختون قبل العملية بدهن رأسه بالسمن وتسريح شعره والتزاور مع أصدقائه الذين ستجرى لهم العملية معه ثم يأخذون بالتمرين على رقصات الختان. يتبع
|
|
#5
|
|||
|
|||
|
الرقصات المصاحبة للختان عملية الختان هي مناسبة عظيمة في شرع أهل المنطقة يحتفى بها بشكل عظيم ولها وقع في نفوس آباء الشاب المختون لهذا تقام الرقصات التي تستمر لمدة تختلف حسب وضع الشاب المادي حيث تدق الطبول ويرقص الشباب وتغني النساء وتقام الولائم وهناك رقصات عدة منها السيف، والعرضة والدلع وغيرها. وليمة الختان يقوم والد المختون بتوجيه الدعوة لأقربائه الذين يسكنون خارج القرية ويحدد لهم موعدا وهو اليوم الذي يسبق الختان، وفي هذا اليوم يصل المدعوون إلى من دعاهم، وعند وصولهم يسارع أهل القرية أو الحي من المدينة التي يسكن فيها والد الشاب للمشاركة في استقبال الضيوف والترحيب بهم ويطلق على هؤلاء المعازيم «المطاليب» أما الوليمة فإنها تتطلب استعداداً كبيرا ومجهوداً أكبر في التحضير لها قبل موعدها فعليه أن يهيئ المكان المناسب الذي يتسع للوليمة والمدعوين وعليه أن يشتري الذبائح والدقيق والسمن والعسل ولوازم أخرى. أما موعد الوليمة فبعد صلاة الظهر، وتتكون الوليمة من عجين الدقيق الأبيض المصنوع على شكل رقائق، وتوضع هذه الرقائق فوز إنزالها من على النار في قدور كبيرة منحوتة من الأحجار تسمى «مقالي» ثم تهرس بالأيادي وهي ساخنة فتصير كتلة واحدة، وتوضع على شكل صومعة في كل قدر، ثم يصب في جوانب كل صومعة ا لسمن والعسل في فراغات تخصص لهما فإن لم يتوفر العسل يستعاض عنه بالسكر وتسمى هذه الأكلة «المعصوب» وهناك أكلة أخرى معروفة هي الهريسة.وقد يوضع خمير الذرة أقراصاً دون أن يفت وإلى جانبه «مغش اللحم» وأثناء الأكل يقف رجال وفي أياديهم صحون مليئة بالسمن والعسل، ويطلق عليهم «المشربية» ومهمة هؤلاء ملاحظة القدور، فكلما شاهدوا قدراً نقص سمنه وعسله زادوه من ذلك. الأسواق الشعبية تتعدد الأسواق الشعبية في منطقة جازان.. وتتميز بغناها بالمعروضات التي تسيطر عليها المنتجات الزراعية.. لما تتميز به المنطقة من جودة أرض ومناسبة هذا النشاط.. غير أن التعدد هذا يتسم بأن المعروض واحد في كل الأسواق عدا سوق الخوبة الأسبوعي الذي يمتاز بوفرة المعروضات وتنوعها وغرابتها في بعض الأحيان.. وكذلك عدد الزائرين الكبير الذين تعج بهم السوق حتى من خارج حدود المنطقة.. وهناك أسواق رئيسية كسوق صبيا مثلاً والأحد والدرب وبيش. ظروف المنطقة الاقتصادية، ووضعها الزراعي الهام وكذلك إطلالتها على البحر الأحمر واحتضان الجبال لها من الجهة الشرقية أفرز إنتاجاً كبير في المنتجات الاستهلاكية، وارتفاع نسبة السكان كان له عظيم الأثر في إقامة عدة أسواق على مدار أيام الأسبوع وفي مواقع مختلفة بالمنطقة، وجاء توزيعها منطقياً وملبياً احتياجات السكان في جميع أنحاء المنطقة، وتتنوع معروضات هذه الأسواق من منتجات زراعية ونتاج الحرف اليدوية والمنتجات البحرية، وغيرها وغطت هذه المنتجات السوق المحلية لتشق طريقها خارج حدود المنطقة، والسوق الشعبية في المنطقة لها طابع خاص يختلف اختلافاً كلياً عن الأسواق الحديثة، مما يضفي على التجول بها نكهة خاصة والشعور بروح الماضي وتاريخ المنطقة العريق وكفاح الأجداد. الأكلات الشعبية هناك العديد من الأصناف والأنواع المختلفة من الأكلات فالمنطقة تختلف باختلاف المكان والزمان، وتبعا لقرب المنطقة من البحر وبعدها عنها غير أن هناك وجبات تكاد تكون مشتركة في جميع المحافظات، وما سيرد هنا هو الأكثر انتشاراً والمعروف من الأكلات الشعبية في منطقة جازان: المغش يطلق هذا الاسم على الإناء الذي توضع فيه الأكلة وهو مصنوع عادة من الحجر يأخذ شكل القدر الصغير، ويطبخ فيه اللحم في التنور، يحتوي بالإضافة إلى اللحم بعض الخضار، كالكوسة والبامية والطماطم، و البطاطا، ويرش غالباً عليه قليل من الماء مع ضرورة ملحه، وبعد ساعة تقريباً يخرج من التنور «الميفا» ليقدم مع العيش أو الأرز ساخناً. المرسة طبق حلو، يتكون من الدقيق المعصود أو المفتوت والممزوج مع الموز البلدي إن أمكن والمرشوش بالعسل والسمن البقري هو طبق مشهور على مستوى المنطقة يؤكل عادة على الغداء وقبل البدء في أكل أي شيء آخر. العيش الحامض «الخمير» وجبة بلدية مشهورة على مستوى المنطقة تتكون من الحب «الذرة الرفيعة» المطحونة على «المطحنة» بشكل جيد يخمر بعدها في إناء يقال له «مخمار» بعدها يخبز في التنور ويقدم ساخناً ومنه الخمير ومنه أيضاً الخضير والفرق بينهما أن الخمير يطحن الحب فيه بعد أن ييبس تماماً والخضير يطحن ا لحب فيه طرياً أخضراً. المفالت أكلة جيدة غذائياً تتكون من الحليب والدقيق الأبيض أو دقيق القمح يغلى الحليب على النار وتوضع فيه قطع من الدقيق الصغيرة بقدر الحاجة ويقدم محلى أو بدون سكر أو العسل ثم تحرك العجينة على النار حتى تنضج. المحشوش أكلة موسمية من اللحم المقطع قطعا صغيرة والمطبوخ بزيت الشحم ويكون من ذبيحة عيد الأضحى، حيث يقطع باقي اللحم قطعاً صغيرة ويعزل اللحم عن الشحم ويطبخ في إناء «قدر» كبير الحجم يوضع أولاً الشحم حتى يصبح زيتاً ثم يوضع عليه اللحم حتى ينضج ولا يحترق ويبهر بالقرفة والتوابل الأخرى. الحنيذ يوضع اللحم بعد تمليحه ويفضل أن يكون قطعاً كبيرة في التنور «الميفا» لينضج جيداً ويعتبر الحنيذ من أشهر المأكولات بالمنطقة. يتبع
|
|
#6
|
|||
|
|||
|
![]() يلفها السحر وتكسوها الروعة كلما خطوت على أرضها فهي الجمال دون مبالغة.. تزداد شوقاً لها كلما ابتعدت عنها ويزداد شوقك كلما اقتربت.. طبيعتها، أرضها، مياه بحرها وهدوءها بين طيات ذلك البحر المكتسي بالحمرة يبعث في نفسك الهدوء والسكنية. هذه هي جزيرة فرسان إحدى جزر المملكة العربية السعودية والواقعة في الجهة الجنوبية الغربية منها، والمأهولة بالسكان الذين وصل تعدادهم إلى أكثر من خمسة عشر ألف نسمة.. تعرف الآن عليها، على موقعها، وعلى تضاريسها وحتى على تكوينها الجيولوجي، تعرف على جميع قراها وجزرها، وعلى المواسم التي يختص بها سكان الجزيرة دون غيرهم، تعرف على آثارها الضاربة في القدم التي قد يصل عمرها إلى عصور ما قبل الإسلام حسب رأي الخبراء والمختصين، تعرف على المناطق السياحية التي تستحق الزيارة.. الموقع والمساحة جزيرة فرسان من أكبر جزر البحر الأحمر مساحة إن لم تكن أكبرها مساحة وأكثرها سكاناً وأخصبها تربة، وموقعها بين خطي العرض 5 ،16ْ-17ْ وخطي الطول 42-41ْ تقريبا. تبعد عن مدينة جازان غرباً خمسين ميلاً بحرياً، وأطول جهة فيها رأس جبل البقر في الجنوب الشرقي إلى طرف صير غرباً 75 كيلاً ويقصر في غيرهما إلى 40، 35، 30 كيلاً. وأعرض جهة هي فيما بين رأس «عْبَرَةَ» إلي مرسى الجص 40 كيلاً. ويقصر في غيرهما إلى 30، فلو اعتبرنا متوسط طولها «35» وعرضها «30» لبلغت مساحتها «1050» كيلاً وهي جزيرة صخرية يقدر عدد سكانها مع القرى التابعة لها أكثر من 15 ألف نسمة تقريباً. فرسان في التاريخ ذكر الهمداني في كتابه «صفة جزيرة العرب» فقال: «.. وفرسان قبيلة من تغلب وكانوا قديما نصارى ولهم كنائس في جزيرة فرسان قد خربت وفيهم بأس وقد يحاربهم بنو حميد ويحملون التجارة إلى بلاد الحبشة ولهم في السنة السفرة فينضم إليهم كثير من الناس، ونساب حمير يقولون إنهم من حمير». ويوجد بها إلى تاريخنا الحاضر جبل يسمى جبل كنيسة يقال إنه كان فيه آثار بناء قديم زال منذ عهد قريب، وفرسان غنية بالاثار وقد سبق ذكرها في الحلقة الثانية. البيئة الطبيعية جزر فرسان تغلب عليها الشعاب المرجانية وتكثر بها مكونات القواقع والكائنات البحرية المتحجرة ويقدر عمر الجزر الجيولوجي ما بين ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف سنة تقريباً. القرى التابعة لفرسان تشتمل بلدة فرسان قاعدة الجزيرة وتتبعها القرى الآتية: قرية المحرق. قرية الحُسَيَن. قرية القصار: وهي واحة موفورة المياه العذبة التي تخرج من آبار صخرية قريبة الغور وبها من النخيل ما يقارب 9000 نخلة وهي مصيف بلدة فرسان. قرية «أبو الطوق» ويسكنها قوم من هتيم وهي في جهة السقيد. قرية الحذور. قرية الخسفين. قرية المقيد. قرية المحصور. قرية ختب. قرية خولة قرية صير. قرية قد الخيمة جزيرة قماح. فرسان والسياحة تتمتع جزر فرسان بشواطئ ذات جمال خلاب ورمال بيضاء ومياه ملونة وجذابة تدخل السرور في نفس من رآها ووقع بين أحضانها وفي الحقيقة هي شواطئ بكر تنتظر من يمد إليها يده لتصبح مستقبلاً من أجمل شواطئ العالم ومن هذه الشواطئ الجميلة والساحرة: ساحل العبرة منطقة ساحلية تمتد لعدة كيلو مترات تقع في الجنوب الغربي من فرسان يقصدها سكان الجزيرة لصيد السمك وهذه المنطقة هي المكان المفضل للرحلات بالنسبة لهم إضافة إلى كونها منطقة صالحة للتخييم مثلها مثل باقي سواحل الجزيرة، وقرية المحرق هي أقرب قرية من سواحل عبرة. خليج جنابة أكبر خلجان جزيرة فرسان وأكثرها وفرة من حيث الأحياء المائية ويقصده بعض الشباب إلى الآن لمزاولة هواية استخراج اللؤلؤ. إضافة إلى كونه منطقة للتخييم بالنسبة لزوار جزيرة فرسان في فترة العطلات. وعلى ساحله يقع أحد فنادق فرسان الذي قد تم تجهيزة على أعلى مستوى. منطقة القندل تقع في شمال جزيرة فرسان والطريق إليها وعر قليلاً ويحتاج إلى مرشد خبير بالطريق، ولكن عند الوصول إليها سيجد الزائر أن الجهد للوصول إلى القندل يستحق كل هذا العناء لما سيشاهده من مناظر غاية في الروعة والجمال وسط غابة من أشجار الشورى «المانجروف» وأشجار القندل التي تتخللها الممرات المائية حيث تعطي تلك المنطقة المزيد من السحر والجمال. ساحل العشة ساحل «العشة» الواقع في جنوب فرسان هو أجمل سواحل جزيرة فرسان من حيث نظافة رمالها وصفاء مائها لذلك فإن الكثيرين يقصدون هذا الساحل للسباحة. ويمكن القول بأنه من أفضل مناطق التخييم والسباحة بالجزيرة. ساحل الفقوة يقع ساحل الفقوة في شمال قرية الحسين ويعد من المناطق الجميلة التي يرتادها سكان الجزيرة من وقت لآخر وخاصة لصيد السمك بالشباك والتمتع بمناظرها الخلابة. موانئ فرسان ميناء تبتا.. في الجزء الجنوبي الشرقي للجزيرة وتعد منطلقاً للسفن المسافرة لليمن. ميناء جنابة.. يقع جنوب غرب الجزيرة يتميز بعمق مياهه ويستقبل السفن الكبيرة ومنطلق أهل فرسان للسفر إلى جزيرة دهلك من جزر البحر الأحمر. ميناء خلة.. شمال فرسان ميناء صغير يستخدمه الأهالي أصحاب السفن الشراعية بالإبحار إلى مدينة جازان. ميناء الخور.. الميناء الرسمي للجزر توجد به المباني الحديثة والمنشآت الحكومية وبه رصيف حديث لاستقبال السفن القادمة من جازان. أهالي فرسان تربطهم مع البحر علاقة حميمة ومن هذا العشق والحب للبحر نتج عدد من العادات و التقاليد التي مارسها أهالي هذه الجزيرة الساحرة. يتبع
|
|
#7
|
|||
|
|||
|
فرسان واللؤلؤ الإنسان ابن بيئته كما يقولون، وبطبيعة الحال فإن البيئة تفرض عليه أن يتأقلم معها وتفرض عليه نوع الحياة التي يجب أن يعيشها. والبحر بجماله الأخاذ ومعطياته المتنوعة الوفيرة غالباً ما يجتذب سكان السواحل إلى امتطاء أمواجه وارتياد أعماقه للحصول على تلك المعطيات خاصة إذا كانت ذات قيمة مالية كبيرة كاللؤلؤ الذي توجد مناطق صيده بكثرة على سواحل هذه الجزيرة أو الجزر المجاورة لها. ومن هذا المنطلق فرض البحر على سكان جزر فرسان حياة خاصة من الناحية المعيشية والاقتصادية. فهي ليست ذات موارد مائية تساعد على الزراعة فيها، وإن الزراعة البسيطة الموجودة بها ليست إلا استثناء في حياة سكان هذه الجزر أو من الشواذ اللواتي تثبت القاعدة، فهي حياة زراعية لا تكاد تذكر إذا قورنت بغيرها خاصة وأنها تعتمد على الأمطار غير المنتظمة في الغالب. ومن ذلك كله اتجه هؤلاء الناس إلى البحر يجوبون أرجاءه ويغامرون بحياتهم في مداه الواسع، ويقضون الأسابيع بعيدين عن الأهل والوطن يصارعون أمواجه وأنواءه ويستمتعون بسويعات تجمعهم فيها لياليه المقمرة أحياناً، والضاحكة نجومها أحيانا أخرى فيرسلونها آهات وزفرات شجية خلفت لنا ثروة هائلة من الألحان والكلمات الرقيقة التي أبدعها الحرمان والفراق والمعاناة. لقد كانت السفن الفرسانية تسافر إلى الغوص في مواسم معينة من العام بحثا عن اللؤلؤ الذي توجد مصائده قريبة من شواطئ هذه الجزر أو بالقرب من الجزر المجاورة لها الواقعة على الساحل الجنوبي الغربي للبحر الأحمر مثل جزائر «دهلك» ثم تعود محملة بالمحصول الجيد الوفير الذي يتركز فيما بعد في أيدي قلة من تجاره المشهورين إذ يقومون بشرائه من الغواصين في الأسواق المحلية، وعندما تتجمع لديهم الكميات التجارية الكافية للتسويق والبيع في الخارج فإنهم يسافرون لبيعه في «عدن» عندما كانت سوقاً مفتوحة أو في إمارات الخليج العربي آنذاك «دول الخليج حالياً». وللحقيقة والتاريخ فإن الحياة المليئة بالشاعرية والوجدان والكفاح والمعاناة والانصهار قد شوه ملامحها تجبر وجشع أصحاب رؤوس الأموال وملاك السفن الذين كانوا يسلطون سيوف جشعهم وطموحاتهم المادية على المشتغلين بالغوص الذين كانوا يقضون الشهور والأيام بعيدين عن أهلهم وذويهم بحثا عن الجوهر الثمين «اللؤلؤ» هؤلاء التجار أو من يسمونهم «بالنواخيذ» كانوا يعطون هؤلاء الغواصين من بضائعهم ما يقيمون به الود أو ما يخرجهم قليلا من دائرة الكفاف، فهم يعطونهم ما يدعونه «السلاك» وهو بعض المواد الغذائية الضرورية كالذرة والدقيق والسمن وزيت السمسم والسكر وقشر البن، وكذلك يعطونهم «الوسية» وبعض النقود لشراء بعض احتياجات الأسرة كالسمك والحطب وأشياء أخرى، جانبية، هذا السلاك وهذه الوسية يعطيها البحار لأسرته قبل سفره لينفقوها أثناء غيابه بحذر شديد، وهي في الوقت نفسه مقيدة «مسجلة» عليه بدفتر الناخوذة بأسعار قد تصل إلى ضعف ثمنها العادي بحكم أنها مال معطل عن التحرك التجاري، وهذا ما يجعل البحار دائما مدان للناخوذة بالإضافة إلى أنه عندما يأتي بمحصوله من اللؤلؤ إن رزقه الله فالناخوذة هو الذي يحدد أسعار الشراء وبالثمن الذي يناسبه، وبطبيعة الحال فإن هذه الأسعار تقل كثيرا عن الأسعار الحرة في السوق، وفي هذه الظروف يجد البحار نفسه مرغما على البيع بتلك الأسعار الجائرة، فإذا ما تمرد على ناخوذته أقام الدنيا عليه وأقعدها وطالبه إما بتسديد الديون التي قد أرهقه بها أو البيع منه مجبرا. وأحيانا يكون البحار عنيدا ويلجأ إلى ناخذوة آخر يقوم بشراء محصوله منه وبتسديد الديون التي عليه للناخوذة الأول، ولكن المسكين يكون كما قال الشاعر: كالمستجير من الرمضاء بالنار. ومن الأشياء القاسية أيضاً أن من حق الناخوذة الدائن بتسفير الغواص إلى الغوص مع من يريده الناخوذة وغالبا ما يقع الاختيار على سفينة اشتهر ربناها بالقسوة والشراسة. وإلى كل هذا تضاف صور خشنة جدا منها إصابات بعض البحارة بمرض الأسقربوط «نزيف الدم من اللثة» الناتج عن نقص فيتامين «ج» ومنها تقنين ماء الشرب أثناء فترة الغوص حيث لا يوجد منه سوى كميات في آنية فخارية يسمونها «مواعين» يتسع الواحد منها لعشر صفائح وربما اثنتي عشرة صفيحة. كذلك توجد قوارير زجاجية كبيرة تتسع الواحدة منها لخمس أو ست صفائح ويسمونها «دبجان» والبعض صور سوء الحال عندما يدخل فأر إلى إحدى هذه الآنية ويتعفن بداخله فالماء لا يكفي في هذه الحالة ولكن يتم تعقيمه بطريقة تدخين بدائية حيث يغمس فيه عود من الحطب نصف مشتعل يسمونه «كسكوس» ثم ينزع هذا العود ويغطى الإناء ليظل الدخان محبوساً فيه أطول وقت ممكن. وبالنسبة للطعام فكل بحري لديه كمية من الذرة زوده بها الناخوذة قبل سفره، ولديه أيضاً صبي يتراوح عمره بين العاشرة والخامسة عشرة يقوم بتعليمه العوم والغوص والصبي يقوم في مقابل ذلك ببرح الغواص من البحر بعد أن يملأ سلته بالمحار. ويقوم أيضاً بطحن ما يكفي لإطعامه من الذرة المحلية يوميا على قطعة حجر منحوت تسمى «مطحنة» وبعض الأسر الفقيرة التي لا يوجد لها عائل تأخذ مبلغا من المال مقابل أتعاب ابنها، والبحري يتمتع بالصلاحية الكاملة في تربية ذلك الابن حتى ولو أدى ذلك إلى الضرب والعض في الرجلين ليعود إلى أهله وقد أتقن العوم والغوص وليصبح في المستقبل بحارا يعتمد عليه وتعتمد أسرته عليه. ويجدر بنا أن نشير إلى مكامن اللؤلؤ أو معادن اللؤلؤ كما تسمى في فرسان التي كانت منتشرة بالقرب من الجزيرة وأيضا إلى تلك المعادن التي كان الفرسانيون يتكبدون عناء السفر لها لاستخراج اللؤلؤ حيث انها لا تعد ولا تحصى ولكن مع كثرتها فإن الفرسانيين كانوا يضطرون إلى الذهاب إلى ما هو أبعد من الجزيرة فإلى جانب مكامن اللؤلؤ التالية: «جنابة» ويقع في خليج جنابة، «أبو شوارية» بالقرب من جزيرة سولين شمال غرب فرسان«السليل» ويقع بالقرب من جزيرة قماح في الجنوب، سلوبة فقد كانت هناك مكامن «معادن» أخرى بالقرب من دهلك واليمن وربا الواقعة بين اليمن وجزيرة فرسان وتستمر هذه الرحلات البحرية إلى عدة أشهر وذلك لاستخراج اللؤلؤ، وقد يضطر الناخوذة للتوقف في بعض الجزر للراحة، مثل جزيرة نورة بالقرب من دهلك التي كانت بمثابة مركز تجاري مصغر يرتاح فيها المسافرون من الصيادين والتجار حيث كانت مورداً للماء ولأخذ بعض الحاجات من سمن وسكر وغيره. وعن حصيلة اللؤلو التي تجمع في عملية جمع اللؤلؤ أو «القماش» كما يسميه الفرسانيون فقد كانت تباع إما في فرسان أو في عدن واللحية إحدى مدن اليمن التي كانت مركزاً تجارياً للؤلؤ آنذاك الذي كان يصدر فيما بعد إلى الهند. فرسان والعنبرٌ سواحل جزر فرسان التي تميزت بغناها بمصائد اللؤلؤ ومصائد الأسماك وتنوعت فيها الحياة المرجانية والأحياء المائية من رخويات وقواقع. إلى جانب ذلك كله فهي تعد مناطق غنية بمادة «العنبر الخام» الذي يشكل وجوده على سواحلها مصدرا من مصادر الرزق بالنسبة لبعض سكانها الذين يمارسون هواية البحث عنه في موسم الشتاء. ففي هذا الفصل من كل عام تهب الرياح العكسية الجنوبية الغربية الشديدة التي تهيج معها الأمواج هذه الرياح يسمونها محليا «الأزيب»، ففي هذا الموسم يخرج بعض الفرسانيين فيما يشبه النزهة على السواحل الجنوبية والغربية لهذه الجزر للبحث عما يسمونه «الصوابي» وهي الأشياء التي تطفو على سطح البحر كالأخشاب وبعض الآنية أو الزجاجات الفارغة التي يرميها بحارة البواخر العابرة للبحر الأحمر، وفي بعض الأحيان تكون هذه الصوابي «متفجرات» تأتي طافية على شكل معلبات أعطى تكرار وجودها للفرسانيين خبرة بعدم الانخداع بها وفتحها بل يقومون بدفنها في أماكن بعيدة عن حركة الآخرين خوفا على غيرهم من انفجارها. غير أن هذا ليس هو المهم، ولكن المهم هو أن البحث عن هذه الأشياء يكون استثنائيا، والهدف الأساسي من وراء المشي لمسافات طويلة على الساحل هو البحث عن العنبر الذي يكون وجوده صدفة وحظ. والبحث عن العنبر لا يتم أثناء اشتداد الرياح ولكن بعد سكونها حيث يكون البحر هادئاً، ويوجد على شكل كتل طافية على الساحل أومنبوذة في العراء بعد انحسار البحر عنها وهي متفاوتة الأحجام بين صغير وكبير، وبعضها على شكل حبات «الكمثرى». ومن لا يعرفه لا يفرق بينه وبين كتل «الزفت» الذي يوجد أيضاً بكثرة على الساحل. وخبراء العنبر الفرسانيون يقسمونه إلى نوعين: 1- النوع «الدخني» نسبة إلى لونه الذي يشبه لون الدخن، وهذا النوع هو النوع الجيد وثمنه في العادة مرتفع، ومحظوظ من يجد منه كمية كبيرة لأنها ستعود عليه بمردود نقدي حسن إذا كان ممن يعرفون نوعيته وقيمته. 2- النوع الأسود وهذا أقل جودة وأقل ثمناً. والفرسانيون يفسرون هذا التفاوت في النوعية بأن العنبر عبارة عن شجر ينبت في قاع البحر يسقط منه ثمره «الكمثرى» الذي يعتبر غذاء رئيسياً للحوت «حوت العنبر» الضخم، فإذا كان هذا الثمر قد وصل إلى الشاطئ بشكله الخام فهو نوع جيد، يدل على ذلك لونه الأشهب وشكله الكمثري. أما إذا كان هذا العنبر قد ابتلعه الحوت وقذفه من جوفه مره أخرى فإن هذا يعني أنه عنبر من الدرجة الثانية لأن شيئاً من فائدته ورائحته قد استهلك ويسمونه «العنبر المبلوع». ما أجمل فرسان وتميزها في وجود مواسم خاصة بها زادتها جمالاً لفرسان مواسم معروفة عند أهلها منذ القدم. يتبع
|
![]() |
|
|