رحلتي إلى غار السعلو

[ابي محمد]

يقع هذا الغار في جبل عريض ، في الجهة الشرقية منه ، في إحدى تلاعه ، وعريض هذا جبل ممتد من الشمال إلى الجنوب ، طرفه الشمالي مقابل لطريف الحبل – حبل الرغام – ، وطرفه الجنوبي الشرقي مقابل لقرية البرة .
هذا الجبل معترض هناك أمام المحمل من الغرب ، وأمام صفراء الشمس من الشرق ، يبلغ امتداده حوالي خمسة عشر كيلا ، وفيه ثنايا وشعاب ، وتكتنفه رياض ومغائض سيول .
يعرف هذا الغار بغار السعلو ، أو غار عريض ، أو غار بدها . وعرف هذا الغار بقصة تروى عنه : ذلك أن أحد آكلة لحوم البشر في عهود غابرة ، لجأ إلى هذا الغار ومعه أمه وأبوه الضريران ، فجعل يقتنص من يخلو به من البشر ، ويطعمه مع والديه ؛ إلى أن تصدى له رجل يدعى ابن خنيزان فقتله ، وهذه القصة تروى بألسنة مختلفة .
ومن الطرف التي تحاك حول هذه القصة ؛ أن سبب مجيئهم إلى عريض ؛ أنهم كانوا قادمين من أفريقيا ؛ يريدون مكة للحج ، فتاهت بهم الأرض ، واستقر بهم المقام هنا في جبل عريض .
ويروي لنا الشاعر عبدالعزيز بن سعود آل حمد
السبيعي نقلا عن من عاصره من كبار السن من آهل رغبة رحمهم الله أن هذه القصة حقيقة ومشهورة ونعرفها وتوارثناها عن الآباء والأجداد حيث يقول :
وهي ان احد سكان رغبة ويدعى ناصر بن خنيزان ويلقب بالبواردي لدقته في الرمي على ايام البنادق القديمة ام فتيل مثل المقمع والمارتين وغيرها كان مولع بالصيد وكان رجل شجاع وكان يصطحب معه في مقناصة كلب سلوقي ذكر وسلقة أنثى في رحلاته لصيد وذات يوم عند رجوعه من احد رحلاته وافق مروره بالقرب من ضلع عريض ولمعرفته بالأرض أراد أن يدخل في الغار لكي يرتاح من بعد التعب فلما كان حول الغار شم رائحة نار تخرج من الغار فستغرب من ذلك وكانت الكلاب إلي معه تخرج أصوات غريبة وحركات تدل على خوفها فلم قرب من مدخل الغار وجد رجل مقيد وقد صلخ باطن رجله لكي لا يهرب وكان هذا صيد لهذا السعر فلما أبصر الرجل ابن خنيزان ابتهل وصاح فيه (( تكفا يا بن خنيزان لا تخليني )) وكان هذا الرجل من احد ديار الشعيب وكان يعرف ابن خنيزان فقال له ابن خنيزان أنت وش بلاك وش إلى مقيدك ومسوي بك هكذا قال يا ابن خنيزان انحش وتكفا عجل وفزع أهل رغبة يفكوني انحش قبل يجيك ولدة الحرام قال وش العلم قال في الغار هذا يسكن ناس يأكلون البشر قال وش تقول قال الغار فيه احد قال فيه أب وأم ولدهم رايح يمكن يدور له احد يجيبه فقام ابن خنيزان وقال أبدخل في الغار وكان الرجل يحذرة فلم دخل وجد منظر رهيب مثل اجزا من اوادم وروس بجانب هذا السعر الكبير وعجوزة فقام على الفور بقتلهم وجا يبي ياخذ خوية قال انا منيب قادر امشي انت تشوف باطن رجلي مصلوخ لكن انحش قبل يجيك الولد ولا تتركني إن الله أحياك قال ابشر يوم نزل ابن خنيزان يبي رغبة بيفزع الجماعة جاء السعر فوجد أبوه وأمه موتا فعلم أنا هناك احد أتى وقتل أبوه وامه فتبع اثر ابن خنيزان ولحق به فلم كان ابن خنيزان في موقع البطين وهو الموقع إلى أسفل من جبل عريض في الجهة الشمالية عنه ولا السعر في ساقته فاخذ يجري وهو خلفه فلم دنا منه قام ابن خنيزان برمية برصاصة وهو يركض فكسر احد ساقية يقول الرواة على لسان ابن خنيزان فقام واخذ يركض على رجل واحدة وكان في سرعته عندما كان لها رجلين ثنتين ولشدة التعب التي كان عليها ابن خنيزان والسبب رحلة المقناص والخوف الشديد أصبح ابن خيزان يحاول فقط ان يكيل البارود في بندقة انتم خابرين البارود في البنادق الاولة كل رمية بكيلة وهذا يأخذ وقت وكان السعر قد دنا من ابن خنيزان يقول ابن خنيزان فلم كلت مرة ثانية تركدت وضربته في مقتل فسقط السعر قتيل وسقط ابن خنيزان من شدة التعب والخوف مغشي عليه وذلك بالقرب من روضة أم الشقوق اللي تبعد عن رغبة 0 كيلو جهة الجنوب الغربي وأنتم خابرين إن السلق كان مع ابن خنيزان وكانت مدربه على الصيد وتعرف الدروب والغريب إن السلق اللي مع ابن خنيزان لم يحاول مهاجمة السعر وذلك لشكله المخيف
المراد احد سلق ابن خنيزان ذهبت حتى وصلت رغبة فلما كانت بالقرب من الجامع اللي في وسط رغبة القديمة وهذا الجامع مبني من أكثر من 200 سنة وقد كان من الطين لكن في السبعيانيات الهجرية من القرن الرابع عشر هجري قام احد أهل الخير من رغبة بترميمه لكن هو الآن مهجور بعد انتقال رغبة لموقعها الجديد .
المراد السلق جاء حتى وصل عند باب الجامع وكان الناس ذلك الزمن يجتمعون بالقرب من الجامع لتبادل الحديث او للبيع فلما أبصروا سلوقي ابن خنيزان عرفوها وقال واحد منهم هذا سلوقي ابن خنيزان لكن هو وينه غريبة يخلي السلق !!!!!
لكن السلق قام يعمل حركات وكنه يشير لهم اتبعوني فقالو أكيد إن بن خنيزان جاري معه شي وانتم خابرين الزمن ذك كان خوف واخذ ومأخوذ ففزعوا أهل رغبة وتتبعوا اثر السلوقي فلما وصلوا وجدوا ابن خنيزان مغشي علية وبالقرب منه رجل كبير الجسم بشع المنظر له رائحة نتنه وشبه عاري وهذا من سبب أكل البشر والعياذ بالله .
فلما أفاق ابن خنيزان علمهم بسالفة وقال لهم الحقوا على الرجال اللي في الغار وذهب أهل رغبة واخرجو الرجال وكان مازال حي واخرجو الي فيه من السعر ورموهم خارج الغار وكانو بشعين المنظر .
يقول اهل رغبة نقل عن ابائهم واجدادهم انهم كانو يرتادون ذلك المكان مدة من الزمن اما لصيد او لجلب الحشاش والحطب من عرق النفود القريب من الجبل وانهم لم يتعرضوا لشيء وسبحان الله ان لم يقم احد منهم بذهاب للغار مدة طويلة وهذا من المصادفات والتي كان فيها هذا السعر مع والديه فيها وربما انه كان لا يتعرض اللي معه سلاح والمجموعات الكبيرة فهو كان يختار صيداته من المنفردين والضعفاء وصغار السن الذي كان شكلهم المخيف كفيل أن يمنعه من الدفاع عن نفسه .
على كل أسرة الخنيزان مازل هناك ناس منهم وأنا لي علاقة قوية مع هؤلاء من جهة النسب والصدقة ويوجد فيها احد أحفاد هذا البطل ويقال له ناصر بن خنيزان وهو معروف بدقة المتناهية في الرمي وهو صديق عزيز لي رغم الفارق الكبير في السن وهذه العائلة مشهورة بحب الصيد منذ القدم ومن سلالة هذا الشجاع ابن خنيزان وهو احد الرجال الأربعين اللي دخلوا مع الملك عبدالعزيز رحمه الله الرياض .
للمعلومية سمي هذا الغار بغار بدها نسبة للسعر اللي كان فيه وربما يكون هذا اسم الأم لهذا السعر التي قتلها ابن خنيزان قبل وهم اختلف الرواة في تحديد جنسهم فهناك من يقول أنهم من أهل نجد ولكن لشدة الجوع وتعودهم على أكل لحوم البشر أصبحوا على هذه الطريقة وهناك من يقول أنهم من السود كما ذكر ذلك أبو محمد .
على كل القصة صحيحة وحقيقية وليست من نسج الخيال وهي نقل علن إباء لنا ثقات نقل عن من عاصر هذه القصة من كبار أهل رغبة .والقصة مشهورة في نجد عامة

المراجع
معجم اليمامة لعبدالله بن خميس

إحداثيات الغار

N 25 00 858
E 45 42 136

موقع الغار من خلال الخريطة



وهذه صور بالأقمار الصناعية للموقع





جبل عريض



مدخل الشعيب



يتبع