(إذا طلع السماكْ، ذهبت العكاكْ، وقلّ على الماء اللكاكْ) تابع الوسم
نجم السماك
ثاني الوسم وخامس منزلة من منازل فصل الخريف
وايامه 13 وبدايته 29 /10
وهما سماكان.
أحدهما السماك الأعزل:
وسمي أعزل لأنه لا شيء بين يديه
والأعزل هو الرجل الذي لا سلاح معه.
وهو الذي ينزل به القمر وله النوء
وهو كوكب أزهر.
وهو أشد النجوم تألقا في كوكبة العذراء
والخامس عشر في قائمة أشد النجوم سطوعا في سمائنا الليليّة .
ويمثل السماك الأعزل سنبلة القمح في يد العذراء
يبعد مائتن وخمسين سنة ضوئية عن الشمس
وتبلغ حرارته اربعة اضعاف حرارتها واشدّ ضوءا ب13500 مرّة.
والسماك الأعزل عند العرب :
من الكواكب الشامية. ونوءه أربع ليال وهو
نوء غزير مذكور، قلّ ما يخلفَ. ومطره يصل الخطائط،
إلا أنه يُذمّ من قِبل أن النشر ينبت عنه.
والنشر نبت يطلع بمطره في أصول كلاء قد هاج ويبس.
فإذا رعتْه الإبل، مرضتْ وسهُمت.
قال الشاعر في جمل كان له رعى النشر في نوء السماك، فسهم، فمات:
ليت السماك ونوءه لم يخلقا ومَشى الاُوَيرِقُ في البلاد سَليما
(الاويرق) جملة.
والآخر السماك الرامح
لا ينزل به القمر ولا يكون له نوء.
وسمّى رامحا لكوكب بين يديه صغير يقال له
(راية السماك)
فصار ذا (رامحا) به.
والسماك آخر النجوم الشامية .
فأما السماك الرامح
فيطلع مع طلوع العوّاء، ويسقط مع طلوع الفرغ المؤخّر.
تزداد في طالع السماك :
برودة الجو ليلا
وتهب فيه الرياح الجنوبية مع شروق الشمس
أمطاره غزيرة، وقلما يخلف .
مطره مذموم ، لأنه ينبت : النشر ، وهو نبات تمرض من رعيه الإبل .
يكون الهواء فيه رطبا .
تكون الرياح فيه متقلبة الاتجاه ، وخفيفة السرعة .
تهب فيه الرياح مثيرة الغبار ، والأتربة .
تزداد فيه برودة الماء صباحا .
تبدأ فيه غلمة الإبل ، وهيجانها ، وقلة شربها للماء .
يكثر فيه وضع الأغنام مواليدها .
تعظم من مطره الكمأة مع شدة بياض.
تهيج فيه أمراض الحساسية بأنواعها المختلفة ( كالربو )
بسبب التقلبات الجوية ، وكذلك نزلات البرد .
يقطع فيه الجريد اليابس من سعف النخيل .
تحمى فيه خلايا النحل من البرد .
يضاف فيه السماد العضوي ( الدبال ) إلى الأشجار
ويلبس فيه الصفيق من الثياب ويقطع فيه الشجر ، كالأثل ، والنخيل ،
فلا يصيبه السوس ( القادح ) .
ويشتل البصل في الحقول المستديمة .
يكثر فيها جني ثمار النخيل ( خراف ، جذاذ ، حصاد ، صرام )
حتى منتصف شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) .
انشد ابوالطيّب هذه القصيدة
في شيراز عام 965م
يقول لو رحلنا من هذه المدينة في الخامس من اكتوبر لبلغنا الكوفة
قبل السادس والعشرين من الشهر نفسه، وهذا ضرب من المبالغة في الشعر.
والعرب تضرب بالسماك علوّ المكانة والمنزلة،
قال ابن عنين:
مِن دَوحَةٍ فَخرِيَّةٍ عُمَرِيَّةٍ طابَت مَغارِسُ مَجدِها المُتَأَثِّلِ
مَكِيَّةِ الأَنسابِ زاكٍ أَصلُها وَفُروعُها فَوقَ السِماكِ الأَعزَلِ
قال ابن الحداد الأندلسي:
وإذا رَأَتْكَ الشُّهْبُ مُزْمِعَ غَزْوَةٍ وَدَّتْ جميعاً أنَّها لك جَحْفَلُ
ولوِ الأمورُ جَرَتْ على مِقْدَارِها حَمَلَ السِّلاحَ لكَ السِّماكُ الأعْزَلُ
وقال ابن زمرك يصف فرسا:
وصاعدةٍ في الجو ملء عنانها تُسامتُ أعنان السما وتطاولُ
طلعت تحيّي البدر منها بصعدة عليها لواءُ الصبح في الأفق مائلُ
وقد أعربت بالرفع عن طيب فخرها متى نصبتها في الفضاء العواملُ
يمدُّ لها الكفُّ الخضيب بساعدٍ ويشكي السماك الأعزل الرمح عاملُ
وتنتابها هيفُ العصي كأنها سِهام وعاها للرمية نابلُ
تُراوغها طوراً وطوراً تُضيفها فسامِ لأعلى مُرتقاها ونازلُ
قال الشاعر:
حتى رأيتُ عَراقي الدلو ساقطة وذا السلاح مصوحَ الدلو قد طلعا
وقال نسيب ارسلان:
كأني بالمريخ قد كر كرةً فكاد على صدر الغميصاء يبرك
وأعرضت الشعرى العبور مشيحةً فلم تك ذاك الحديد المحبك
وقصر عنها خطوةً دبرانها يجالده أقرانه فهو مضنك
كان السماك الرامح ابتدر العدى وفي يده من آلة الحرب نيزك
كأن أخاه الأعزل ارتد هارباً فقيل لفرط الخوف قد كاد يهلك
يقول ساجع العرب:
(إذا طلع السماكْ، ذهبت العكاكْ،
وقلّ على الماء اللكاكْ). و (العكاك). الحرّ.
يريد أنه لا يبقى منه شيء عند طلوعه.
(وقلّ على الماء اللكاك)، يريد الازدحام عليه.
لقلة شرب الإبل في ذلك الوقت.
قال أيوب بن موسى بن طلحة:
(إذا طلع السماك، ذهب العكاك، وبرد ماء الخرقاء)
يريد أن الخرقاء لا تبرّد الماءَ، فيبرد حينئذ من غير تبريد.
وقالوا:
(لا يطلع السماك إلا وهو مادٌّ عنقه في قوة).
وقال الشعبي:
(لا يطلع السماك إلا وهو غارز ذنبه في برد).
يقول:
طلع السماك ذو السلاح حين مصح الدلو،
أي حين سقط الدلو، والسماك الرامح بين يدي الفكّة،
وهي (قصعة المساكين).