وصف وادي موسى قبل 1000 عام ، عند علماء المسلمين
المؤرخ (( محمد محيسن))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
وادي موسى منسوب إلى موسى بن عمران عليه السلام وهو واد في قبلي بيت المقدس بينه وبين أرض الحجاز وهو واد حسن كثير الزيتون وإنما سمي وادي موسى لأنه عليه السلام لما خرج من التيه ومعه بنو إسرائيل كان معه الحجر الذي ذكره الله تعالى في القرآن كان إذا ارتحل حمله معه وخرج فإذا نزل ألقاه على الأرض فخرجت منه اثنتا عشرة عينا تتفرق على اثني عشر سبطا قد علم كل أناس مشربهم فلما وصل إلى هذا الوادي وعلم بقرب أجله عمد إلى ذلك الحجر فسمره في الجبل هناك فخرجت منه اثنتا عشرة عينا وتفرقت على اثنتي عشرة قرية كل قرية لسبط من الأسباط ثم مات موسى عليه السلام وبقي الحجر على أمره هناك وحدثني القاضي جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف أدام الله علوه أنه رآه هناك وأنه في قدر رأس العنز وأنه ليس في هذا الجبل شيء يشبهه
الوعيرة كأنه تصغير الوعرة حصن من جبال الشراة قرب وادي موسى وهرمز أيضا قلعة بوادي موسى عليه السلام بين القدس والكرك
معجم البلدان
السَّلْعُ : الشَّقُّ في القَدَمِ ج : سُلوعٌ . وسَلْعٌ : جبلٌ في المدينةِ وقولُ الجوهريِّ : السَّلْعُ خَطَأٌ لأنه عَلَمٌ وجَبَلٌ لهُذَيْلٍ وحِصْنٌ بوادي موسى من عَمَلِ الشَّوْبَك (القاموس المحيط )
والوُعَيْرَة حِصنٌ في جبال الشَّراة قُربَ وادي موسى عليه
تاج العروس
هُرْمُز : قَلْعَةٌ بين القُدْسِ والكَرَك بوادي موسى عليه السَّلام . قال الليث : هُرْمُز : علَمٌ من أعلامِ العجَم تاج العروس
وَوَادِي مُوسَى : قيلَ : هو بَيْتُ المَقْدَسِ بينَه وبينَ أَرضِ الحِجَازِ كثيرُ الزَّيْتونِ نُسِبَ إِلى مُوسَى عليه السَّلام
سَلْعٌ أَيضاً : حِصْنٌ بوادي موسى عليه السّلام من عمَلِ الشَّوْبَكِ بقربِ بيت المَقدِس
تاج العروس
و جمع أيضا قلعة بوادي موسى عليه السلام من جبال الشراة قرب الشوبك
وادي موسى وخلق الكون
إن منطقة وادي موسى هي جزء صغير من هذا الكون الذي نعيش فيه ، و لا ريب أن ما جرى للكون هو حتما قد جرى على وادي موسى ، فالكلام عن الكون هو كلام عن وادي موسى بالتضمن .
وقد خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام ، تلك الأيام غير هذه الأيام ، وغير الزمان الذي هو مقدار هذه الأفلاك ، وتلك الأيام مقدرة بحركة أجسام موجودة قبل خلق السماوات والأرض .
وكان آدم آخر المخلوقات ، فقد خلقه الله – تعالى - يوم الجمعة بيديه .
والمخلوقات كلها يمسكها الله بقدرته ، والسماء والأرض والهواء والسحاب ليس شيء منها محتاجا في حمله إلى الشيء الآخر .
وخلق الله الأرض قبل السماء ، و الأرض كروية الشكل ، والماء يحيط بأكثرها ، ومقدار اليابس من الأرض السدس وزيادة بقليل .
والسماء مستديرة عند علماء المسلمين ، وليست مربعة ولا مسدسة .
والعرش فوق السماوات والأرض مثل القبة ، وله قوائم ، ويحمله ثمانية من الملائكة ، ومقدار ارتفاعه لا يعلم بعلم الفلك .
وكان الله ولم يكن شيء غيره ، وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض
وكتب الله مقادير السماوات والأرض قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين الف سنة .
يظهر بهذا أن أول تاريخ لوادي موسى كان موجودا في علم الله تعالى ، كغيره من المخلوقات ، و أن أول تقدير لوادي موسى من حيث الخلق والرزق والحوادث ، كان قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة .
ملخص من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة ، وانظر : موقف ابن تيمية من الفلاسفة / تفسير ابن كثير / صحيح القصص النبوي )
وادي موسى والجغرافيا
تبلغ مساحة لواء وادي موسى (900)كم 2 ، علما أن مساحة الأردن تبلغ 89000 كم 2.
عدد سكان اللواء (30)ألف نسمة ، ويزيدون قليلا ...
يحد اللواء من الشمال لواء الشوبك .
ومن الجنوب لواء القويرة وقصبة معان .
ومن الشرق حدود قصبة معان .
ومن الغرب حدود وادي عربة التابعة لمحافظة العقبة .
المناخ :
حار جاف صيفا ، معتدل ماطر شتاء .
الارتفاعات :
ارتفاع منطقة وادي موسى عن سطح البحر : 900ـ 1400م ، وقدر بعضهم ارتفاع (جبل هارون 1335م.) (وجبل رأس ام لوزة 1674م.) ( وجبل القليعة 1619م.) (وجبل البطاحي 1616م.) (وجبل ام صوانة 1615م.) (وجبل ام حيطان 1525م)..
ارتفاع منطقة الطيبة عن سطح البحر 1050ـ 1400 ، وقدر جبل مبرك 1727م .
وارتفاع الوعيرة 602م
وارتفاع الدير 1291م
مع العلم أن ارتفاع معان هو 1100- 1400م
وادي موسى و الأنبياء
لم نجد نبيا ممن ذكر في القرآن ، بعثه الله ـ تعالـى ـ لوادي موسى خاصة ، ولكن أقرب الرسل إلينا هم :
شعيب : جنوب العقبة ، مدين .
إسحاق : بئر السبع .
لوط : جنوب البحر الميت .
داوود : وصل حكمه منطقة وادي موسى أو حدودها .
صالح : شمال الجزيرة العربية ، منطقة ثمود ، وقيل إن ثمود إحدى قبائل الأنباط ـ والله أعلم ـ .
وأما موسى وهارون فقد ذكرنا موضوعا خاصا فيهما .
و أما النبي ـ عليه السلام ـ فقد جاء إلى الأردن مرتين للتجارة ، وقد كانت طريق التجارة تمر من البتراء ، فقد تكون هذه الأرض قد تشرفت بمروره الكريم ـ عليه السلام ـ
وادي موسى والتاريخ السياسي القديم
قيل : إن بداية تاريخ الإنسانية كان في منطقة الشرق العربي ، ومنها جنوب الأردن .
والمعروف تاريخيا أن من الدول القديمة التي حكمت هذه المنطقة :
1ـ العمالقة .
2- الأدوميون 1300ـ 500 ق.م .
3ـ الأنباط 500 ق. م ـ 106م .
4ـ الرومان 106 م ـ القرن السادس الميلادي .
5- الدولة التدمرية : منذ أوائل القرن الأول إلى 271م .
6- الغساسنة حتى الفتح الإسلامي .
وقد تعرضت منطقة وادي موسى إلى هزة أرضية في القرن السادس الميلادي .
فنسيت حتى جاء الحكم الإسلامي .
وادي موسى والتجارة القديمة
1- كانت وادي موسى تحت السيطرة الاقتصادية اليمنية : معين ، قتبان ، حضرموت ، سبأ ، حمير حتى سنة 525م .
2- كانت هناك طريق تجاري بين البتراء وغزة ، والبتراء و أيلة ( العقبة ) ، والبتراء وبصرى (في سوريا ).
وادي موسى والعرب
اختلف المؤرخون في مهد العرب القدماء ( أي أصلهم )على ستة أقوال :
1ـ جنوب الأردن وفلسطين ، ومنها وادي موسى .
2ـ اليمن ، وهو رأي الغالبية ولعله الأرجح .
3ـ الحبشة .
4ـ جنوب العراق .
5ـ أرمينية ـ شمال تركيا.
6ـ شمال إفريقيا .
ومن القبائل العربية التي سكنت الأردن :
1ـ تغلب .
2ـ قضاعة .
3ـ بنو كلب وكانوا يسكنون جنوب الأردن .
4ـ الغساسنة .
وادي موسى والأسماء القديمة
الرقيم
إلجي
البتراء
سلع
وادي موسى والحكم الإسلامي
مرت وادي موسى خلال الحكم الإسلامي بالمراحل التالية :
1ـ فتحت وادي موسى زمن أبي بكر الصديق 11ـ 13هـ / 632ـ 634هـ .
وكانت وادي موسى وأذرح ومؤتة من مناطق حروب الردة زمن أبي بكر .
2ـ الخلفاء الراشدون 41هـ .
3ـ الدولة الأموية 41ـ 132هـ .
4ـ الدولة العباسية 132هـ ـ .....
5ـ الطولونيون 254ـ 292هـ .
6ـ الفاطمية 297ـ 567هـ .
7ـ الإخشيديون 324ـ 395.
8ـ السلاجقة 438ـ 604هـ .
9 ـ الأيوبيون 569ـ 742هـ . سيطر الصليبيون على منطقة وادي موسى 491هـ ـ 690هـ ، ومعظم بلاد الشام ، حتى حررها الأيوبيون بعد معركة حطين 587هـ .
10 ـ المماليك 648 ـ 923هـ .
11ـ العثمانيون 680 ـ 1342هـ / 1281ـ 1924م .
وادي موسى ومعجم البلدان
قال ياقوت الحموي( المتوفى سنة 626هـ / 1228م ):
وادي موسى منسوب إلى موسى بن عمران - عليه السلام - :
وهو واد في قبلي بيت المقدس بينه وبين أرض الحجاز وهو واد حسن كثير الزيتون .
وإنما سمي وادي موسى لأنه عليه السلام لما خرج من التيه ومعه بنو إسرائيل كان معه الحجر الذي ذكره الله تعالى في القرآن كان إذا ارتحل حمله معه وخرج فإذا نزل ألقاه على الأرض فخرجت منه اثنتا عشرة عينا تتفرق على اثني عشر سبطا قد علم كل أناس مشربهم فلما وصل إلى هذا الوادي وعلم بقرب أجله عمد إلى ذلك الحجر فسمره في الجبل هناك فخرجت منه اثنتا عشرة عينا وتفرقت على اثنتي عشرة قرية كل قرية لسبط من الأسباط ثم مات موسى عليه السلام وبقي الحجر على أمره هناك .
وحدثني القاضي جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف أدام الله علوه أنه رآه هناك وأنه في قدر رأس العنز وأنه ليس في هذا الجبل شيء يشبهه .
وادي موسى والتاريخ الحديث
مرت وادي موسى بالمراحل التالية :
1ـ الثورة العربية الكبرى 1916م .
2ـ أصبحت وادي موسى تحت النفوذ الانكليزي ( بحسب اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة ) 1916م ، ومعها عمان وكركوك والسليمانية في العراق ، فقد كان التقسيم أفقيا .
3ـ إمارة شرق الأردن 1921م .
3- ثورة وادي موسى 1926م ، ونفاها بعضهم .
4ـ المملكة الأردنية الهاشمية .
وادي موسى والحكام المعاصرون
1 ـ كانت وادي موسى في بداية القرن العشرين تتبع إداريا لمملكة الحجاز ، وفي عام 1925م تنازل الشريف الحسين بن علي عن وادي موسى والعقبة ومعان والشوبك لابنه عبدالله بن الحسين ، وتم ضمها لشرق الاردن .
2ـ الملك طلال بن عبدالله 1952م.
3ـ الملك الحسين بن طلال 1952ـ 1999م .
4ـ الملك عبدالله الثاني بن الحسين 1999 ـ حتى الآن .
وادي موسى والأديان
لا شك أن ديانة التوحيد كانت تعم الأرض – ومنها وادي موسى- ، كما أخبر النبي عليه السلام ، وبقي أهل الأرض على ذلك عشرة قرون بعد آدم عليه السلام .
ثم ظهرت الوثنية في العالم واستمرت على ذلك حتى مجيء كل نبي .
ولا ندري مدى وصول حكم داوود - عليه السلام – لهذه المنطقة ، فإن وصل فتكون اليهودية من الديانات التي ظهرت في المنطقة .
ثم عادت الوثنية وانتشرت ، وتغلغلت أيام الأنباط ...
وفي حكم الرومان والغساسنة انتشرت النصرانية ، وظل ذلك حتى مجيء الإسلام في القرن السادس الميلادي ، وعم نور الإسلام المنطقة إلى يومنا الحاضر ...
ولا أعرف اليوم أحدا في المنطقة ،إلا وهو منتسب للإسلام ، سوى من يأتي من خارج المنطقة ...وهذه نعمة من الله علينا ...فله الحمد والمنة .
وادي موسى والمكتبات
أكبر مكتبة في وادي موسى هي مكتبة المفوضية (الإقليم )، وهي مكتبة تحوي مجموعة قيمة من نوادر الكتب ، لكن للأسف هي غير مستغلة (أو غير مستثمرة ) !!
أما أكبر مكتبات المساجد فهي مكتبة المسجد الكبير ، وكانت كلفتها أكثر من 1500 دينار ، ثم مكتبة مسجد النوافلة ...
وادي موسى والمؤرخون
أكثر من كتب من القدماء عن وادي موسى هو ياقوت الحموي في معجمه .
ومن المؤرخين محمد محيسن ( مبتسم ).
محمد محيسن
وادي موسى وفضائل الشام .
هذا منتخب من الأحاديث الصحيحة في فضل الشام ولا شك أن وادي موسى- التي تقع على حدود الحجاز قديما - منها :
1- يا طوبى للشام يا طوبى للشام يا طوبى للشام ( وفي احدى الروايات لأهل الشام ) قالوا يا رسول : وبم ذلك ؟ قال : تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام ( صحيح ).
2- ألا إن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام( صحيح )
3- إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم لاتزال طائفة من أمتي منصورين لايضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة وإسناده صحيح
4- لن تبرح هذه الأمة منصورين أينما توجهوا لايضرهم من خذلهم من الناس حتى يأتي أمر الله أكثرهم أهل الشام الحديث صحيح دون قوله وأكثرهم أهل الشام ويشهد له ما رواه مسلم وغيره من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا لايزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة على اعتبار ان أهل الغرب هم أهل الشام كما قال الإمام أحمد وأيده ابن تيمية .
وادي موسى وعلامات الساعة
1- ستجدون أجنادا جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن ، قال عبد الله : فقمت فقلت : خر لي يا رسول الله ، فقال :"عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فان الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله".
حديث صحيح جدا وورد بلفظ عليك بالشام فانها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده رواه أبو داود وأحمد بسند صحيح
2- " الشام أرض المحشر والمنشر ".وعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قالت :يا نبي الله افتنا في بيت المقدس ،فقال :" أرض المحشر والمنشر" ( صحيح )
3- صلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) الفجر ثم أقبل على القوم ،فقال :" اللهم بارك لنا في مدينتنا ،وبارك لنا في مدنا ،وصاعنا ،اللهم بارك لنا في حرمنا ، وبارك لنا في شامنا "
فقال رجل : وفي العراق، فسكت ثم أعاد ، قال الرجل :وفي عراقنا فسكت ،ثم قال :" اللهم بارك لنا في مدينتنا ،وبارك لنا في مدنا ، وصاعنا ،اللهم بارك لنا في شامنا ،اللهم اجعل مع البركة بركة ، والذي نفسي بيده ما من المدينة شعب ولا نقب الا وعليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا عليها". وفي رواية الى قوله : وفي العراق : وزاد فأعرض عنه فقال : فيها الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان ".وإسناده صحيح ، وأخرجه أحمد مختصرا بلفظ قال رأيت رسول الله (( صلى الله عليه وسلم ) ) يشير بيده يؤم العراق " إن الفتنة ههنا ثلاث مرات من حيث يطلع قرن الشيطان". وإسناده صحيح .
وفيها مدينة البتراء الاثرية واصبحت من عجايب الدنيا

البتراء وكذلك تسمى سلع، مدينة تاريخية تقع في الأردن جنوب البلاد 225 كم جنوب العاصمة عمّان إلى الغرب من الطريق الرئيسي الذي يصل بين العاصمة عمّان ومدينة العقبة.
تعتبر البتراء من أهم المواقع الأثرية في الأردن وفي العالم لعدم وجود مثيل لها في العالم مؤخرا فازت بالمركز الثاني في المسابقة العالمية لعجائب الدنيا السبع وهي عبارة عن مدينة كاملة منحوته في الصخر الوردي اللون (ومن هنا جاء اسم بترا وتعني باللغه اليونانية الصخر)(يقابلة باللغة النبطية رقيمو) والبتراء تعرف أيضا باسم المدينة الوردية نسبة إلى لون الصخور التي شكلت بناءها، وهي مدينة أشبة ماتكون بالقلعة.
بناها الأنباط في العام 400 قبل الميلاد وجعلوا منها عاصمة لهم[1]. وعلى مقربة من المدينة يوجد جبل هارون الذي يعتقد أنه يضم قبر النبي هارون عليه السلام والينابيع السبعة التي ضرب موسى بعصاه الصخر فتفجرت. واختيرت البتراء بتاريخ7/7/2007 كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة.
محتويات
1 تاريخ البتراء
1.1 إعادة اكتشاف الغرب للبتراء
2 المواقع الأثرية داخل البتراء
3 المرافق السياحية
4 الخزنة
5 البتراء من عجائب الدنيا السبع الجديدة
تاريخ البتراء
كانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدن مملكتهم التي دامت ما بين 400 ق م وحتى 106 م، وقد امتدت حدودها من ساحل عسقلان في فلسطين غربا وحتى صحراء بلاد الشام شرقا.و من شمال دمشق وحتى البحر الاحمر جنوبا, شكل موقع البتراء المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر أهمية أقتصادية فقد أمسكت دولة الأنباط بزمام التجارة بين حضارات هذه المناطق وسكانها وكانت القوافل التجارية تصل إليها محملة بالتوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والزجاجيات من صور وصيدا واللؤلؤ من الخليج العربي [2].
نهاية دولة الأنباط كان على يد الرومان عندما حاصروها ومنعوا عنها مصادر المياه سنة 105 وأسموها الولاية العربية. وفي سنة 636 أصبحت البتراء تعيش على من تبقى من سكانها على الزراعة لكن الزلزال الذي أصابها سنة 746/748 وزلازل أخرى أفرغتها من أهلها.
إعادة اكتشاف الغرب للبتراء
مع بدء رحلات المستشرقين للعالم العربي في القرن التاسع عشر تم أكتشاف البتراء عام 1812 م علي يدي المستشرق السويسري يوهان لودفيج بركهارت [1] الذي تعلم اللغة العربية ودرس الإسلام في سوريا وجاء إلى البتراء مدعياَ بانة مسلم من الهند بعد أن تنكر بزي إسلامي وهدفة تقديم اضحية إلى النبي هارون وبذلك سمح لة السكان المحليون بالدخول إلى المدينة الوردية، وقد احتوى كتابه المطبوع عام 1828 والمعروف باسم رحلات في سوريا والديار المقدسة على صور للبتراء. ومن أهم الرسومات التي اشتهرت بها البتراء كانت هي الليثوغرافيا التي رسمها ديفيد روبرتس للبتراء ومنطقة وادي موسى أثناء زيارته عام 1839 والتي تجاوز عددها عشرين لوحة ليثوغرافية وقد طبع العديد منها مما أعطى البتراء شهره عالمية. ويوجد للبتراء العديد من اللوحات والصور الأخرى التي تعود للقرن التاسع عشر مما يدل على مدى الاهتمام الذي أضفاه إعادة اكتشافها على أوروبا في ذلك الوقت. من الأعمال المشهورة للبتراء لوحة فنية بالألوان المائية لمناظر البتراء للفنان شرانز حوالي 1840 وأول خارطة مخطوطة للبتراء باللغة الإنجليزية من رسم الرحالة لابودي حوالي عام 1830 وصور للبتراء تصوير فريت عام 1830 [ويبلغ عرض الخزنة 28 مترا وارتفاعها 39.5 مترا, كما يوجد العديد من التماثيل الهيكلية(بقايا جثث الأنباط)و قد أصبحت من عجائب الدنيا السبع.
المواقع الأثرية داخل البتراء
المنحوتات في البتراء
هنالك عدة أماكن مثيرة في البتراء منها
السيق.
الخزنة.
الدير.
المدرج أو المسرح.
قصر البنت.
المحكمة.
المعبد الكبير.
المذبح.
المرافق السياحية
والبتراء محفورة في الصخر والمختبئة خلف حاجز منيع من الجبال المتراصة التي بالكاد يسهل اختراقها تحظى بسحر غامض. إن المرور بالسيق وهو ممر طريق ضيق ذو جوانب شاهقة العلو التي بالكاد تسمح بمرور أشعة الشمس مما يضفي تباين دراماتيكي مع السحر القادم وفجأة يفتح الشق على ميدان طبيعي يضم الخزنة الشهيرة للبتراء المنحوتة في الصخر والتي تتوهج تحت أشعة الشمس الذهبية.
وهنالك العديد من الواجهات التي تغري الزائر طيلة مسيره في المدينة الأثرية، وكل معلم من المعالم يقود إلى معلم آخر بانطواء المسافات. إن الحجم الكلي للمدينة علاوة على تساوي الواجهات الجميلة المنحوتة يجعل الزائر مذهولا ويعطيه فكرة عن مستوى الإبداع والصناعة عند الأنباط الذين جعلوا من البتراء عاصمة لهم منذ أكثر من 2000 عام خلت. ومن عاصمتهم تلك استطاع الأنباط تأسيس شبكة محكمة من طرق القوافل التي كانت تحضر إليهم التوابل والبخور والتمر والذهب والفضة والأحجار الثمينة من الهند والجزيرة العربية للإتجار بها غربا.
نتيجة للثروة التي حصلوا عليها، قاموا بتزيين مدينتهم بالقصور والمعابد والأقواس. وحالما تنطلق من بوابة مدخل المدينة يبدو الوادي رحبا ومفتوحا. إن هذا القسم هو مدخل ضيق يعرف بباب السيق. أول ماتمر به هو مجموعة الجن وهي عبارة عن مجموعة من ثلاثة مكعبات صخرية تقف إلى اليمين من الممر ولدى عبور المزيد خلال الشق يرى الزائر ضريح المسلات المنحوت في المنحدر الصخرى وفي لحظة يتحول الممر من عريض إلى فجوة مظلمة لا يتجاوز عرضها عدة أقدام وفجأة وعلى بعد عدة خطوات تحصل على أول رؤية لأروع إنجاز للبتراء وهي الخزنة التي تبدو للعيان تحت أشعة الشمس الحارقة والمنحوتة في الصخر.
الخزنة
يبلغ ارتفاع هذه الواجهة حوالي 39.1 متراً وويبلغ عرضها حوالي 25.30 متراً، ويبلغ طول الأعمدة في الطابق الأول حوالي 12.65 متراً، وفي الطابق الثاني حوالي 9 أمتار ،أما الجرة التي فوق الكشك فيبلغ ارتفاعها 3.50 متراً. تتألف واجهة الخزنة من قسمين: قسم علوي وقسم سفلي، مع المثلث المكسور والمبنى الدائري، يتكون الجزء السفلي من ست أعمدة، حيث ان العامودين في الوسط منفصلين عن الجدار، وتيجان الأعمدة من النوع الأول "النباتي"، وهناك بعض الاختلاف بين الأشكال النباتية على التيجان، وتعلو الأعمدة إفريزه مزخرفه بأزواج من الوحوش المجنحة بينها مزهريات، وذيولها عبارة عن جذوع ملتفة ومتشابكة، وعلى جانبي الإفريز وجه يبرز من أوراقٍ نباتية. يعلو الشكل المثلث (Pediment) قرص شمسي بين قرون وسنابل قمح، وهي ترمز إلى الآلهة ايزيس (Isis) المصرية، كما نجد في وسط الإفريز وجه يخرج من أوراق الأكانثوس، وقد تم تشويهه، وأعلى جانبي المثلث يقف حيوان مجنح، وتبين هذه الأشكال تأثير الحضارة المصرية من حيث المضمون، كما نجد عند المساحات الجانبية بين الأعمدة قاعدة يعلوها منحوته، وهي عبارة عن شكل آدمي يقف أمام فرس، وكان نحت أشكال الخيول والجمال في الفنون النبطية الجنائزية واضح، وهو من أجل مساعدتها لنقل الميت في رحلته إلى ما بعد الحياة. أما لجزء العلوي من الخزنة فهو مكون من ستة أعمدة أمامية وثمانية أعمدة خلفية، وهي ملتصقة بالجدران وتيجانها من النوع الثاني "النباتي"، وفي منتصف الواجهة نجد المبنى الدائري ذا السقف المائل على شكل خيمة، يعلوها تاج عامود وجرّة، أما الإفريزة العليا، فهي مزخرفة بأوراق نباتية مختلفة، وأشكال الرمان، والعنب، والصنوبر، بينها وجوه آدمية، وتعلو الإفريزة على الجوانب شكل المثلث المكسور (Broken -Pediment). بالإضافة إلى جميع هذه الزخارف نجد بين الأعمدة الأمامية والخلفية، منحوتات لتماثيل على قواعد، وقد تم تشويهها في فترة لاحقة، وفي منتصف المبنى الدائري (Tholos) يقف تمثال الآلهة (Isis) مع سنابل القمح التي ترمز لها، وهي آلهة الموت المصرية، وعلى جانبها بين الأعمدة نجد تماثيل النصر، كما نجد أعلى المثلثات منحوتات لأشكال طائر النسر. ونجد التناظر في الواجهة إلى حد كبير، من حيث الزخارف المعمارية والهندسية، مع ان المنحوتات على الجوانب ليست مطابقة لبعضها البعض، إلا إنها متناسقة مع بعضها أو مع الواجهة، بحيث جاءت مناسبة للتشكيلة. وقد وصف دالمان (Dalman) واجهة الخزنة بأنها مكونة من واجهتي معبد، الأمامية والخلفية وضعت فوق بعضها، فإن الطابق السفلي يبين مدخل المعبد، والعلوي يدل على حرم مقدس (Sanctuary). وقد أضاف ان هذه التشكيلة تم تقليدها في مبنى الدير والقبر الكورنثي فقط، وهي ضد التقاليد ولكنها مناسبة للمكان. ظهرت عدة نظريات بالنسبة لأصل الخزنة، وقد حاول عدد كبير من الباحثين إيجاد مبانٍ شبيهة لها، قد تكون مصدر الإلهام لتصميم الخزنة. فقد وجد العديد ان أصلها يعود لمباني الإسكندرية، كمعبد كليو بترا والمكتبة، بينما أشار بابنستشر (Papenstecher) إلى وجود المبنى الدائري (Tholos)، في العديد من البيوت الخاصة والقصور، حيث كانت تحيط بها الأروقة المعمدة()، وقد وجد ستاركي (Starcky) ان واجهة الخزنة، تعكس الفن المعماري في مدينة الإسكندرية المصرية خلال العصر الهلنستي، وعلى أي حال، فإننا نجد ان هذه الواجهة تمزج التأثيرات الشرقية، والممثلة في الآلهة والحيوانات الخرافية المصرية، والنسر السوري، وشكل الجره الشرقية، مع الأساليب الهلنستية، بالإضافة إلى الطابع النبطي في أشكال وزخارف التيجان، والإفريز، وبعض خصائص التماثيل بين العناصر المعمارية الكلاسيكية. يشبه القسم الأسفل من الخزنة، معبداً من الطراز الكورنثي بستة أعمدة فوق قاعدة قليلة الارتفاع، والأعمدة تنتهي بتيجان من الطراز الكورنثي إلا أنها لا تشابه التيجان التي نعرفها في جرش، وبعلبك، والتي ترجع إلى القرن الثاني بعد الميلاد، فهنا لا نجد إلا صفين من ورق الأكانثوس، وبدل الصف الثالث نحت الفنان زخارف نباتية هي غاية في الدقة، يخرج منها كوز صنوبر، ليحتل منتصف المسطح أو الاباكوس. وفوق الأعمدة يمتد حنت من الطراز الأيوني، وقد كسر بين العمودين الأخيرين من كل جانب، أما الإفريز الذي يعلو النحت فهو أيضاً من الطراز الأيوني، ويتألف من زخارف نباتية، وحيوانات أسطورية بين أوان تشبه الأواني الفخارية التي تكثر في المقابر والمسماة أواني الدموع (Lecmrimaria). أما المثلث فيكلل الأعمدة الأربعة الوسطى، وليس مجموع الأعمدة، كما هي الحال في المعابد الرومانية، وفي داخله تكثر الزخارف النباتية محيطة برأس امرأة قد شوهت ملامحه، ويمكن تشبيهه بآلهة خربة التنور، الموجودة حالياً في متحف عمان، وفي أعلى المثلث ركيزة (Acrckrium) تحمل قرص الشمس يحيط بها قرنان وسنابل القمح، وهي شعار الآلهة ايزيس المصرية، والآلهة هاتور التي تقابل الالهه عشتروت عند الساميين، ويرتكز المثلث على قاعدة الدور الثاني المزينة بإفريز من الزهور، وبتماثيل أبي الهول عند طرفيها. يختلف الدور الثاني عن الدور الأول، من حيث الزخرفة والهندسة المعمارية، ففي الوسط كشك مستدير يسمى باليونانية (Tholos) تحيط به الأعمدة الكورنثية، ويعلوه سقف يشبه القمع، ينتهي بتاج كورنثي وجرة، يوضع فيها عادة رماد الميت، ولكنها هنا رمزية إذ أنها غير مجوفة، وقد تهشمت لان البدو كانوا يطلقون عليها النار، ضانين إنها تحوى خزنة فرعون، وقد ظل هذا الاسم متداولا حتى اليوم، وعلى جانبي الكشك بناءان مزينان بالأعمدة، فوقهما مثلث مكسور، وفوق زواياه بقايا نسور مهشمه، وهذه الأبنية تشكل رواقا يدور حول الكشك، وقد أفلح المهندس النبطي في تحاشي الرتابة، وجعل أماكن بارزة وأخرى مجوفة، وكسر المثلثات على الطرفين العلويين، كما كسر الحنت في الطابق الأسفل، وجعل تناسقاً بين التماثيل البارزة في كلا الطابقين.
التماثيل: في الطابق الأول بين العمودين الآخرين، تماثيل الالهه المعروفة عند اليونان بالديوسكوري، أو (كاستور وبولكس عند الرومان) (Castor and polux) وهما أبناء الآله زيوس، وكانا يقودان الأموات إلى العالم الآخر، ولذا يمسك كل واحد منهما بزمام جواده، ويتجه الأول نحو الغرب، والثاني نحو الشرق، دلالة على إنهما يتبعان الشمس في شروقها وغروبها. ويناسب الديوسكوري في الدور العلوي الأمازون، وهن نساء محاربات كما تقول الأساطير اليونانية، وقد رفعت كل واحدة بلطتها فوق رأسها، وراحت ترقص رقصة الحرب، بينما تتطاير أثوابهن في الهواء. أما في واجهة الكشك، فيبرز تمثال تايكي آلهة الحظ، وقد حملت بيدها اليسرى قرن الرخاء، وباليمنى رمزاً للخصب، ومثل هذه التماثيل كثيرة في الفن اليوناني، ويحيط بهذا التمثال ألهات النصر المجنحة وعددها ستة.
داخل الخزنة: يتكون داخل الخزنة من ثلاثة حجرات، اثنتان على الجانب وأخرى في الوسط، والحجرات الجانبية خالية إلا من خزانة حفرت في الحجرة الغربية، أما الحجرة الوسطى ويصعد إليها بدرج، فيبلغ ضلعها 12.50متراً، وعلى ثلاثة من جوانبها خزائن توضع فيها النواويس للدفن، وقد كانت هذه الحجرة موصدة بباب برونزي أو خشبي كما يستدل على ذلك من الآثار الباقية في أطراف البوابة العلوية والسفلية[3].
البتراء من عجائب الدنيا السبع الجديدة
فازت البترا في مسابقة عجائب الدنيا السبع الجديدة