تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديــات البراري العامـــة > منتدى الموضوعات العامة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2010-04-07, 10:12 PM
الخيل الخيل غير متواجد حالياً
عـضـو جـديـد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 39

الخيل is on a distinguished road
B15 الى كل من يستهين في الاضرار باخيه المسلم (علاقة المسلم بأخيه )




عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .
الشرح

الأخوة الإسلامية شجرة وارفة الظلال ، يستظل بفيئها من أراد السعادة ، إنها شجرة تؤتي أكلها كل حين ، شهيّة ثمارها ، طيّبة ريحها ، تأوي إليها النفوس الظمأى ، لترتوي منها معاني الود والمحبة ، والألفة والرحمة .





إنها ليست مجرد علاقة شخصية ، ولكنها رابطة متينة ، قائمة على أساس من التقوى وحسن الخلق ، والتعامل بأرقى صوره ، وهي في الوقت ذاته معلم بارز ، ودليل واضح على تلاحم لبنات المجتمع ووحدة صفوفه ، وحسبك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ربط الأخوة بالإيمان ، وجعل رعايتها من دلائل قوته وكماله ، ولا عجب حينئذٍ أن يأتي الإسلام بالتدابير الكافية التي تحول دون تزعزع أركان هذه الأخوّة .





وفي ضوء ذلك ، جاء هذا الحديث العظيم لينهى المؤمنين عن جملة من الأخلاق الذميمة ، والتي من شأنها أن تعكر صفو الأخوة الإسلاميّة ، وتزرع الشحناء والبغضاء في نفوس أهلها ، وتثير الحسد والتدابر ، والغش والخداع ، وأخلاقاً سيئة أخرى جاء ذكرها في الحديث .





فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسد ، ولا عجب في ذلك ! ، فإنه أول معصية وقعت على الأرض ، وهو الداء العضال الذي تسلل إلينا من الأمم الغابرة ، فأثمر ثماره النتنة في القلوب ، وأي حقد أعظم من تمني زوال النعمة عن الآخرين ؟ ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( دب إليكم داء الأمم : الحسد والبغضاء ، ألا إنها هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ) رواه الترمذي .





وعلاوة على ذلك ، فإن الحسد في حقيقته تسخّط على قضاء الله وقدره ، واعتراضٌ على تدبير الله وقسمته للأرزاق والأقوات ، وهذه جناية عظيمة في حق الباري تبارك وتعالى ، وقد قال بعضهم :

ألا قل لمن ظل لي حاسـد أتدري على من أسأت الأدب

أسأت على الله في حكمه لأنك لم ترض لي مــا وهب




ومما جاء النهي عنه في الحديث : النجش ، وأصل النجش : استخدام المكر والحيلة ، والسعي بالخديعة لنيل المقصود والمراد ، ولا شك أن هذا لون من ألوان الغش المحرم في الشرع ، والمذموم في الطبع ، إذ هو مناف لنقاء السريرة التي هي عنوان المسلم الصادق ، وزد على ذلك أن في التعامل بها كسرٌ لحاجز الثقة بين المؤمنين .





والنجش لفظة عامة ، تشمل كل صور المخادعة والتحايل ، لكن أشهر صورها النجش في البيع ، ويكون ذلك إذا أراد شخص أن يعرض سلعة في السوق رغبةً في بيعها ، فيتفق مع أشخاص آخرين ، بحيث يُظهرون للمشتري رغبتهم في شراء هذه السلعة من البائع بسعر أكبر ، مما يضطر المشتري إلى أن يزيد في سعر السلعة ، فهذا وإن كان فيه منفعة للبائع فهو إضرار بالمشتري وخداع له .





ومن الآفات التي جاء ذمها في الحديث ، البغضاء بين المؤمنين ، والتدابر والتهاجر ، والاحتقار ونظرات الكبر ، وغيرها من الأخلاق المولّدة للشحناء ، والمسبّبة للتنافر .





والإسلام إذ ينهى عن مثل هذه المسالك المذمومة ؛ فإنه يهدف إلى رعاية الإخاء الإسلامي ، وإشاعة معاني الألفة والمحبة ؛ حتى يسلم أفراد المجتمع من عوامل التفكك وأسباب التمزق ، فتقوى شوكتهم ، ويصبحوا يدا واحدة على أعدائهم ؛ فالمؤمن ضعيف بنفسه ، قوي بإخوانه ، ومن هنا جاء التوجيه في محكم التنزيل بالاعتصام بحبل الله ، والوحدة على منهجه ، ونبذ كل مظاهر الفرقة والاختلاف ، يقول الله عزوجل في كتابه : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } ( آل عمران : 103 ) .





ولن تبلغ هذه الوحدة مداها حتى يرعى المسلم حقوق إخوانه المسلمين ، ويؤدي ما أوجبه الله عليه تجاههم ، ولتحقيق ذلك لابد من مراعاة جملة من الأمور ، فمن ذلك : العدل معهم ، والمسارعة في نصرتهم ونجدتهم بالحقّ في مواطن الحاجة ، كما قال الله عزوجل في كتابه : { وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر } ( الأنفال : 72 ) ، وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما ، أفرأيت إذا كان ظالماً ، كيف أنصره ؟ ، قال : تمنعه من الظلم ؛ فإن ذلك نصره ) .





ثم توّج النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بالتذكير بحرمة المؤمن فقال : ( كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) فالمسلم مأمور بالحفاظ على حرمات المسلمين ، وصيانة أعراضهم وأموالهم وأعراضهم ، فلا يحل له أن يصيب من ذلك شيئا بغير حق ، وحسبك أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار أشرف البقاع وأشرف الأيام ، وتحيّن موقف الحاجة إلى الموعظة ، لينبّه الناس إلى ذلك الأمر العظيم ، لقد خطب الناس يوم النحر فقال : ( يا أيها الناس ، أي يوم هذا ؟ ) ، قالوا : يوم حرام ، قال : ( فأي بلد هذا ؟ ) ، قالوا : بلد حرام ، قال : ( فأي شهر هذا ؟ ) ، قالوا : شهر حرام ، قال : ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ) .





فإذا رعى المسلمون تلك المباديء التي أصلها هذا الحديث ، وصارت أخوّتهم واقعا ملموسا ، فسوف نشهد أيّاما من العزة والرفعة لهذه الأمة ، وسوف يصبح التمكين لها قاب قوسين أو أدنى ، بإذن الله تعالى .


  #2  
قديم 2010-04-07, 11:32 PM
سحب سحب غير متواجد حالياً
عـضـو مـتـألـق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
الدولة: الوسطى
المشاركات: 541

سحب is on a distinguished road
افتراضي تحريم اذية المسلم

بارك الله فيك اخي الخيل
عاد لا تطول الغيبة مانبغى نفقد احد من الغالين
ولي على موضوعك اضافة منقولة
عبادَ الله، لقد بَنى الإسلام أُسسَه في تنظيم العلاقةِ الاجتماعية بين بني المجتمع على قواعدَ مُثلى وركائزَ فضلى في مثلِ قوله تعالى: إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ [الحجرات:10]، ونحو قوله : ((لا تحاسدوا، ولا تناجَشوا، ولا تباغَضوا، ولا يبِع بعضكم على بيعِ بعض، وكونوا عبادَ الله إخوانا، المسلمُ أخو المسلم، لا يظلِمه، ولا يحقرُه، ولا يخذُله، التّقوى ها هنا ـ فأشار بيده إلى صدره ثلاثًا ـ، بحسب امرئٍ من الشّرّ أن يحقرَ أخاه المسلم، كلّ المسلم على المسلم حرام؛ دمُه وماله وعِرضه)) رواه مسلم[1]، وفي مثلِ قولِه : ((لا يؤمِن أحدُكم حتّى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه)) متّفق عليه[2]، وفي نحو قوله عليه الصلاة والسلام: ((من أحبَّ أن يُزحزَح عن النار ويُدخَل الجنّة فلتأتِه منيّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى النّاس الذي يحبّ أن يؤتَى إليه)) رواه مسلم[3].
فتأسيسًا على ما تقدّم جاءت النّصوص المتضافرةُ في آيات قرآنيةٍ وأحاديثَ نبوية كلُّها تتضمّن المنعَ الأكيدَ مِن أذيّة المؤمن، والزجرَ الشديدَ من الإضرار بالمسلم بأيّ وجهٍ من الوجوه أو شكلٍ من الأشكال، القوليّة أو الفعليّة، الحسّيّة أو المعنويّة.
قال الله جلّ وعلا: وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَـٰنًا وَإِثْمًا مُّبِينًا [الأحزاب:58]. قال أهل التفسير: "وهذا التّشديد لأنّه كان في المدينة يومذاك فريقٌ يتولّى هذا الكيدَ بالمؤمنين والمؤمِنات، بنشرِ قالةِ السّوء عنهم وتدبير المؤامرات لهم وإشاعة التّهَم ضدّهم، وهو ـ أي: هذا التحريم والتّشديد ـ عامّ في كلّ زمان وفي كلّ مكان، والمؤمنون والمؤمنات عُرضةٌ لمثل هذا الكيدِ في كلّ بيئة من الأشرارِ المنحرفين والمنافقين والذين في قلوبهم مرَض، والله جلّ وعلا يتولّى عنهم الردَّ على ذلك الكيدِ ويسِم أعداءَهم بالإثم والبُهتان وهو أصدق القائلين" انتهى.
ونبيّنا يحذّر من الأذى فيقول: ((إيّاكم والجلوسَ في الطرقات))، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا بدّ في مجالسنا، نتحدّث فيها، فقال عليه الصلاة والسلام وهو الرحيم المشفِق: ((إذا أبَيتم إلاّ المجلس فأعطُوا الطريقَ حقَّه))، قالوا: وما حقُّ الطريق يا رسول الله؟ قال: ((غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السّلام، والأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر)) متفق عليه[4]، ويقول : ((لا تسبّوا أمواتَنا فتؤذوا أحياءَنا)) أخرجه النسائيّ وسنده حسن[5].
معاشرَ المسلمين، أذيّة المؤمنين وإحداثُ ما فيه إضرارُهم سببٌ عظيم لسخط المولى جلّ وعلا ومقتِه وعذابه وغضبِه، قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجَى اثنان دون صاحبِهما، فإنّ ذلك يُحزِنه))[6]، وفي رواية: ((فإنّ ذلك يؤذي المؤمنَ، والله يكرَه أذَى المؤمن))[7]أخرجه الترمذي وقال: "حديث صحيح". وصعد المنبرَ فنادى بصوتٍ رفيع فقال: ((يا معشرَ من أسلم بلسانِه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلِمين، ولا تعيّروهم، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنّه من تتبّع عورةَ أخيه المسلم تتبّع الله عورتَه، ومن تتبّع الله عورتَه يفضحه ولو في جوفِ رحله))، ونظر راوي الحديث ابنُ عمر رضي الله عنهما يومًا إلى البيتِ أو إلى الكعبة فقال: (ما أعظمَك وأعظمَ حرمتَك، والمؤمن أعظمُ حرمةً عند الله منك) والحديث سنده حسن[8].
يقول الفضيل رحمه الله: "لا يحلّ لك أن تؤذيَ كلبًا أو خنزيرًا بغير حقّ، فكيف بمن هو أكرم مخلوق؟!"[9]، وعن قتادة: "إيّاكم وأذى المؤمن، فإنّ الله يحوطه ويغضب له"[10].
معاشرَ المسلمين، وهذه النصوص الآنفةُ تعمّ بدلالاتِها وتشملُ بعمومِها تحريمَ أذى المؤمنين وجماعاتهم، صغارهم وكبارَهم، رجالهم ونساءَهم، وتشمل أيضًا التحذيرَ من أنواع الأذى وصُوَر الإضرار في النّفس والبدن، في العِرض والمال، في أمورِ الدّين والدّنيا، يقول في الحديث المشهور الصّحيح: ((لا ضررَ ولا ضِرار))[11]، ويقول : ((المسلم من سلِم المسلمون من لسانِه ويده)) أخرجاه في الصحيحين[12].
عبادَ الله، ولقد بلغَت عناية الشريعة المحمّدية في منعِ أذى المؤمنين والتحذير من الإضرار بهم ولو كان القصد حسنًا والهدف نبيلاً، جاء رجلٌ يتخطّى رقابَ النّاس يومَ الجمعة والنبيّ يخطب، فقال عليه الصلاة والسلام له: ((اجلِس فقد آذيت)) رواه أبو داود والنسائي وإسناده حسن[13]. وإذا كان الأمر كذلك فكيف بالأذى المقصود والأذيّة المتعمَّدة لأجل الأغراض الشخصيّة والمنافع الدنيوية؟!
إخوةَ الإيمان، جُرمُ الأذى يزداد إثمًا وبهتانًا ويشتدّ عند الله كُرهًا ومقتًا حينما يتّجه إلى دارٍ مِن الجيران، أو يتوجّه لأحدٍ من الصالحين، فنبيّنا يقول: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره)) متفق عليه[14]، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((لا يدخل الجنَّةَ من لا يأمن جارُه بوائِقه)) رواه مسلم واللفظ له ورواه البخاري أيضًا[15]، وبوائقه أي: غوائله وشروره، ونبيّنا يحذّر تحذيرًا واضحًا صريحًا عن الأذيّة بعباد الله الصالحين، فيقول : ((إنّ الله جلّ وعلا يقول: من عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب)) الحديث[16].
إخوةَ الإسلام، دفعُ الأذى عن المسلم عندَ الله جلّ وعلا أمرٌ محمود وفعلٌ مرغوب، فنبيّنا وهو قائدُ الإصلاح والخير والبرّ يقول: ((عُرِضت عليّ أعمال أمّتي حسنُها وسيّئها، فوجدتُ في محاسن أعمالِها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالِها النخاعة تكون في المسجد لا تُدفَن)) أخرجه مسلم[17]، وأخرج أيضًا في باب فضل إزالة الأذى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((مرّ رجلٌ بغُصن شجرةٍ على ظهرِ طريقٍ فقال: والله، لأنحِّينّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأُدخِل الجنّة))[18].
يقول أحد السّلف معبِّرًا عن منهاج النبوّة: "اجعَل كبيرَ المسلمين عندك أبًا، وصغيرَهم ابنًا، وأوسطَهم أخًا، فأيّ أولئك تحبّ أن تسيء إليه"، ويقول آخر: "ليكُن حظّ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضرَّه، وإن لم تُفرحه فلا تغمَّه، وإن لم تمدَحه فلا تذمَّه".
يا مَن لا يزال على أذيّة المسلمين قائمًا ولإحداث الضّرر بهم ساعيًا، تذكّر أنّ معهم سلاحًا بتّارًا، تذكّر أنّ الأذيّة ظلمٌ والإضرار بالمؤمنين بغيٌ، ولقد قال : ((واتّق دعوةَ المظلوم، فإنّه ليس بينها وبين الله حجاب))[19].
دعا رجلٌ مِن السلف على امرأة أضرّته وأفسدَت عليه عِشرةَ امرأة له، فذهب بصرها في الحال، وكذَب رجلٌ على مطرّف بن عبد الله رحمه الله فقال له: "إن كنتَ كاذبًا فعجّلَ الله حتفَك"، فمات الرّجل مكانَه[20]، وكان رجلٌ من الخوارج يغشَى مجلسَ الحسن البصري فيؤذيهم، فلمّا زاد في ذلك، قال الحسن: "اللهمّ قد علمتَ أذاه لنا فاكفِناه بما شئتَ"، فخرّ الرجل من قامتِه، فما حُمِل إلى أهله إلا ميتًا على سريره[21]، ومع هذا فأكثرُ مَن كان مجابَ الدّعوة من السلف كان يصبِر على الأذى والبلاءِ ابتغاءَ الأجر والثّواب من الله جلّ وعلا.
أيّها المسلم، أيّها المؤمن، كُفَّ عن الأذى بإخوانك قبل أن يُقضَى بينك وبينهم يومَ لا ينفع مال ولا بنون، فعن أبي هريرة أنّ رسول الله قال: ((أتدرون ما المفلس؟)) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: ((إنّ المفلسَ من أمّتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وقيام وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مالَ هذا وسفك دمَ هذا أو ضربَ هذا، فيُعطى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه، فإن فنِيت حسناته قبل أن يَقضيَ ما عليه أخِذ من خطاياهم فطُرحت عليه فطُرح في النّار)) رواه مسلم[22].
إخوةَ الإسلام، إنّ من يتولّى للمسلمين عملاً من أعمالهم أو وظيفة من الوظائف التي جُعلت لخدمتهم فهو أمين فما وُلِّي عليه، واجبٌ عليه بذلُ الجهد في تحقيق مصالحهم ورفع الضّرر والأذى عنهم، وحينئذ فمن آذى مسلمًا من خلال عملِه أو ألحَق به الضّررَ من منطلَق وظيفتِه فهو على إثم مبينٍ وفي خطَر كبير، فنبيّنا يقول: ((لا ضرَرَ ولا ضِرار، ومن ضارّ ضرّه الله، ومن شاقّ شقّ الله عليه)) والحديث حسن[23]، ويقول أيضًا: ((اللهمَّ من ولِي من أمر أمّتي شيئًا فشقّ عليهم فاشقُق عليه))[24].
فاتّقوا الله أيّها المؤمنون، والتزِموا بتلك التعاليم وهذه التوجهاتِ، تفوزوا وتسعَدوا في الدنيا والآخرة.
اللهمّ بارك لنا في القرآن، وانفَعنا بما فيه من الآيات والبيان، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.

  #3  
قديم 2010-04-08, 06:38 PM
الخيل الخيل غير متواجد حالياً
عـضـو جـديـد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 39

الخيل is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لك اخي سحب على مرورك واضافتك القيمه
لاحرمك الله الاجر

  #4  
قديم 2010-04-08, 11:26 PM
الصورة الرمزية الشيخ
الشيخ الشيخ غير متواجد حالياً

مراقب عام ومساعد المدير التنفيذي

 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: شبكة ومنتديات البراري
المشاركات: 5,565
جنس العضو: ذكر
الشيخ is on a distinguished road
افتراضي

مشكور اخوي الخيل وربي يبارك لك ويجزاك خير

التوقيع:
موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 02:03 AM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010