| التعليمـــات |
| التقويم |
![]() |
|
#11
|
||||
|
||||
|
أحبك الله الذي أحببتني من أجله قال الله تعالى :{من يعمل من الصالحات من ذَكَرٍ أو أنثى و هو مؤمنٌ فلنحيينَّه حياةً طيبة } هذه الآية الكريمة دليل على أنه يُشْتَرطُ لقبول الأعمال الصالحة عند الله الإيمان ، فلا يَقْبَلُ الله عمل كافر حتى و لو كان ذلك العمل لمصلحة المسلمين ، فقد جاء رجلٌ مشرك إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله أقاتل أو أُسلم ؟ قال : أسلم ثم قاتل ، وذلك لأنه لو قاتل قبل أن يُسلم لم ينفعه شيئًا مخاطرته بنفسه ، الجهاد الذي فيه أعظم مخاطرة بالنفس لم يكن له فيه ثواب لو لم يقدم إسلامه ، فلذلك كلُّ الأعمال لا تُقْبل إلا بعد معرفة الله و رسوله ، بعد الإيمان بالله و رسوله ، لأن الإيمان بالله و رسوله اعظم عند الله من كل عمل يعمله الإنسان ، مهما أكثر من الحسنات مع الناس إن لم يعتقد الإيمان ليس له ثواب و لو أحسن إلى أهله و أقاربه ووصل رحمَه ووزّع العطايا و عمل الخير مع الغرباء أيضًا و صار له ذكر كبير عند الناس بالكرم و العطاء الزائد و قضاء حاجة الناس ، فإن كل ذلك لا ينفعه إذا لم يكن يؤمن بالله و رسول و اليوم الآخر . فمعرفة الله و معرفة رسوله هي أساس الدين ، لأن من عرف الله و رسوله ومات على ذلك متجنبًا الكفر لا بد أن يدخل الجنة إما بعد عذاب على ذنوبه و إما من دون أن يعذب . معرفة الله عبارة عن اعتقاد أن الله موجود لا يشبه الموجودات ، لا يُشَبّه بشىء لا بالإنسان و لا بالملائكة و لا بالنور و لا بغير ذلك لأنه خالق كل شىء ، و يعتقد أنه ليس له مكان لأنه موجود بلا مكان ، و كذلك لا يعتقد التطور و التغير لله تعالى ، هو يغير العالم من حال إلى حال بعلمه و مشيئته و قدرته ، و أنّه تعالى أزلي أبدي موصوف بكل صفات الكمال التي تليق به منزه عن كل صفات النقصان ، قال الله تعالى : { ولله المثل الأعلى } ، أي الوصف الذي لا يشبه وصف غيره . و أما معرفة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو أن يعتقد الإنسان أن سيدنا محمداً صلى الله عليه و سلم أرسله الله تعالى ليُبَشّرَ من آمن به بالجنة في الآخرة و يُنْذر من كذّبه بعذاب الآخرة ، و أنه صادق أمين يجب اتباعه بما أمر ، فقد وصفه الله تبارك و تعالى بقوله : { و ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى }
|
|
|