تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديــات البراري العامـــة > منتدى الموضوعات العامة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2011-06-06, 01:47 PM
الركام الركام غير متواجد حالياً
شاعـر متمكن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: الرياض
المشاركات: 12,239
جنس العضو: ذكر
الركام is on a distinguished road
افتراضي (لَوْ أَنْزَلْنَاهَذَاالْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ الله

تأمل كيف تنفعل (الجمادات الصماء) بسكينة القرآن(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)[الحشر، 21].
الجبال الرواسي التي يضرب المثل في صلابتها تتصدع وتتشقق من هيبة كلام الله..

وتأمل كيف انبهر
(نساء المشركين وأطفالهم) بسكينة القرآن، ففي صحيح البخاري أن أبا بكر (ابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيتقصّف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه، وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين)[البخاري: 2297].

والتقصف هو الازدحام والاكتظاظ..
وتأمل كيف انبهر


(صناديد المشركين) بسكينة القرآن، ففي البخاري أن جبير بن مطعم أتى النبي-صلى الله عليه وسلم- يريد أن يفاوضه في أسارى بدر، فلما وصل إلى النبي وإذا بالمسلمين في صلاة المغرب، وكان النبي إمامهم، فسمع جبير قراءة النبي، ووصف كيف خلبت أحاسيسه سكينة القرآن، كما يقول جبير بن مطعم:

(سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون، أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون، أم عندهم خزائن ربك أم هم المسيطرون" كاد قلبي أن يطير)[البخاري، 4854].
لله در العرب ما أبلغ عباراتهم


.. هكذا يصور جبير أحاسيسه حين سمع قوارع سورة الطور، حيث يقول: (كاد قلبي أن يطير)، هذا وهو مشرك، وفي لحظة عداوة تستعر إثر إعياء القتال، وقد جاء يريد تسليمه أسرى الحرب، ففي خضم هذه الحالة يبعد أن يتأثر المرء بكلام خصمه، لكن سكينة القرآن هزّته حتى كاد قلبه أن يطير..

وتأمل كيف انبهرت تلك المخلوقات الخفية


(الجن) بسكينة القرآن، ذلك أنه لما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في موضع يقال له (بطن نخلة) وكان يصلي بأصحابه صلاة الفجر، فهيأ الله له مجموعة من الجن يسمون (جن أهل نصيبين)، فاقتربوا من رسول الله وأصحابه، فلما سمعوا قراءة النبي في الصلاة انبهروا بسكينة القرآن، وأصبحوا يوصون بعضهم بالإنصات، كما يقول تعالى (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا)[الأحقاف، 29].

وأخبر الله في موضع آخر عن ما استحوذ على هؤلاء الجن من التعجب فقال تعالى (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)[الجن، 1]
وتأمل كيف انبهر


(صالحوا البشر) بسكينة القرآن، فلم تقتصر آثار الهيبة القرآنية على قلوبهم فقط، بل امتدت إلى الجلود فصارت تتقبّض من آثار القرآن، كما قال تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ)[الزمر، 23].

وتأمل كيف انبهر (صالحوا أهل الكتاب) بسكينة القرآن، فكانوا إذا سمعوا تالياً للقرآن ابتدرتهم دموعهم يراها الناظر تتلامع في محاجرهم كما صورها القرآن في قوله تعالى (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ* وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ)[المائدة، 82-83].
وتأمل كيف انبهرت


(الملائكة الكرام) بسكينة القرآن، فصارت تتهادى من السماء مقتربةً إلى الأرض حين سمعت أحد قراء الصحابة يتغنى بالقرآن في جوف الليل، كما في صحيح البخاري عن أسيد بن حضير قال:

(بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، فرفعت رأسي إلى السماء، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها، قال رسول الله "وتدري ما ذاك؟" قال: لا قال رسول الله "تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم" ) [البخاري5018].
وتأمل كيف انبهر


(الأنبياء) عليهم أزكى الصلاة والسلام بسكينة الوحي، كما يصور القرآن تأثرهم بكلام الله، وخرورهم إلى الأرض، وبكاءهم؛ كما في قوله تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)[مريم، 58].

وأخيراً


.. تأمل كيف انبهر أشرف الخلق على الإطلاق، وسيد ولد آدم (محمد) صلى الله عليه وسلم؛ بسكينة القرآن، ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال(قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ علي"، فقلت: أقرأ عليك يارسول الله وعليك أنزل؟ فقال رسول الله: "إني أشتهي أن أسمعه من غيري"، فقرأت النساء حتى إذا بلغت "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا"، قال لي رسول الله: "كف، أو أمسك"، فرأيت عينيه تذرفان)[البخاري، 5055].

يا لأسرار القرآن


.. ويا لعجائب هذه الهيبة القرآنية التي تتطامن على النفوس فتخبت لكلام الله، وتتسلل الدمعات والمرء يداريها ويتنحنح، ويشعر المسلم فعلاً أن نفسه ترفرف من بعد ما كانت تتثاقل إلى الأرض ..

هكذا إذن


.. الجمادات الرواسي تتصدع، ونساء المشركين وأطفالهم يتهافتون سراً لسماع القرآن، وصنديد جاء يفاوض في حالة حرب ومع ذلك "كاد قلبه يطير" مع سورة الطور، والجن استنتصتوا بعضهم وتعجبوا وولوا إلى قومهم منذرين، والمؤمنون الذين يخشون ربهم ظهر الاقشعرار في جلودهم، والقساوسة الصادقون فاضت عيونهم بالدمع، والملائكة الكرام دنت من السماء تتلألأ تقترب من قارئ في حرّات الحجاز يتغنى في جوف الليل بالبقرة، والأنبياء من لدن آدم إذا سمعوا كلام الله خروا إلى الأرض ساجدين باكين، ورسول الله حين سمع الآية تصور عرصات القيامة ولحظة الشهادة على الناس استوقف صاحبه ابن مسعود من شدة ما غلبه من البكاء..

رباه


.. ما أعظم كلامك .. وما أحسن كتابك..

كتابٌ هذا منزلته، وهذا أثره؛ هل يليق بنا يا أخي الكريم أن نهمله؟ وهل يليق بنا أن نتصفح يومياً عشرات التعليقات والأخبار والإيميلات والمقالات، ومع ذلك ليس لـ(كتاب الله) نصيبٌ من يومنا؟ فهل كتب الناس أعظم من كتاب الله؟ وهل كلام المخلوقين أعظم من كلام الخالق؟!
لقد اشتكى رسول الله من كفار قومه حين وقعوا في صفةٍ بشعة، فواحسرتاه إن شابهنا هؤلاء الكفار في هذه الصفة التي تذمر منها رسول الله، وجأر بالشكوى إلى الله منها، يقول رسول الله في شكواه (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)[الفرقان، 30].
أي خسارة


.. وأي حرمان.. أن يتجارى الكسل والخمول بالمرء حتى يتدهور في منحدرات (هجر القرآن).. إذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو حبيبنا الذي نفديه بأنفسنا وأهلينا وما نملك يشتكي إلى ربه الكفار بسبب (هجر القرآن) .. فهل نرضى لأنفسنا أن نخالف مراد حبيبنا رسول الله؟ هل نرضى لأنفسنا أن ننزل في المربع الذي يؤذي رسول الله؟ فأين توقير نبينا صلى الله عليه وسلم.

أخي الذي أحب له ما أحب لنفسي


.. القضية لن تكلفنا الكثير، إنما هي دقائق معدودة من يومنا نجعلها حقاً حصرياً لكتاب الله .. نتقلب بين مواعظه وأحكامه وأخباره، فنتزكى بما يسيل في آياته العظيمة من نبض إيماني، ومعدن أخلاقي، والتزامات حقوقية، ورسالة عالمية إلى الناس كافة..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه

التوقيع:
رســـالة لمنهــو بدا الشعر يكــتـــب =
اليابغيت الشعــر ياتــيك طوعـــي
الـزم ثلاث وخـــل بيـــتك مرتــــــب =
الوزن والمعـنى وقافٍ سجـوعـــي
وتخـــير لقــولك بوقــتٍ مناســــــب =
واخــتار وقـتٍ فيه كل هجوعـــي
واليا اجتمع عندك معـاني فهـــذب =
وخل الفراش وخل زين الطبوعـي
وخذ القلم واكتب من الشعر واسهب =
تلقى المعاني كلها لك خضوعـــي
وغنه بلحن وارفع الصوت واطرب =
وارسل لنا ابيات شعرك تبوعــــي
وان كان ماجا لك مع الشعر مذهـب =
خــله ترى مافــيه ســـدٍ لجوعــــي
خــله ترى مافـــيه زودٍ و مكســــب =
لا شـك في بعـضه بتـلقى نفوعـــي
ابيات شعــر صاغــها لك مجـــــرب =
هـــدية مــالي وراها طــموعـــــي

الركام
  #2  
قديم 2011-06-06, 02:01 PM
الصورة الرمزية الوااا(بالله)اااثق
الوااا(بالله)اااثق الوااا(بالله)اااثق غير متواجد حالياً
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: محافظة الدلم
المشاركات: 8,082
جنس العضو: ذكر
الوااا(بالله)اااثق is on a distinguished road
Thumbs up

جزاك الله خيرا

أخي الحبيب
الركام

على هذا الطرح الهام
كتب الله لك الأجر والثواب ورفع قدرك وأحيا بالخير ذكرك

التوقيع:
وما من كاتب الا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك يوم القيامة ان تراه
  #3  
قديم 2011-06-06, 02:41 PM
المزحمي المزحمي غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 4,408
جنس العضو: ذكر
المزحمي is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيراوبارك فيك

التوقيع:
اذا المرء افشى سره بلسانه00000ولام عليه غيره فهو احمق
///////العتيبي\\\\\\\
****************
  #4  
قديم 2011-06-06, 04:48 PM
الصورة الرمزية أحمد الحربي
أحمد الحربي أحمد الحربي غير متواجد حالياً
[ القلب الأبيض سابقا ً ] عضـــو متميــــز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
الدولة: جدة
المشاركات: 13,435
جنس العضو: ذكر
أحمد الحربي is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك أخي الركام

القلب و ما أدراك ما القلب هو سبب في نزول السكينة

التوقيع:
  #5  
قديم 2011-06-06, 05:09 PM
الصورة الرمزية بقآيآ .. حرف
بقآيآ .. حرف بقآيآ .. حرف متواجد حالياً
مراقب واحة البراري الشعرية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: القصيـــــــــــــــــــــــم
المشاركات: 12,263
جنس العضو: ذكر
بقآيآ .. حرف is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك

الله يعطيك العافيه

التوقيع:

bqaia_harf@
  #6  
قديم 2011-06-06, 10:50 PM
الصورة الرمزية ام محمد
ام محمد ام محمد غير متواجد حالياً
مديرة صفحة تويتر البراري
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: جدة حي الصفا7
المشاركات: 5,190
جنس العضو: أنثى
ام محمد is on a distinguished road
افتراضي

اللهم أجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء همومنا ... اللهم آمين

بارك الله فيك ونفع الله بما طرحت

وجزاك الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك

التوقيع:
[align=center]كن شامخــاً في تواضعك ، ومتواضعــاً في شموخك ...
فتلك واحــدة من صفات العظمــــاء.
إذا كان لك قلب رقيــق كالـــــورد ..
وإرادة صلبـــــــة كالفولاذ ..
ويّــــــــد مفتوحة كالبحــر ..
وعقــل كبير كالسمــــــــاء ..
فأنت من صنّاع الأمجــــاد
[/align]
  #7  
قديم 2011-06-08, 09:30 AM
الصورة الرمزية ابو طلال الفيفي
ابو طلال الفيفي ابو طلال الفيفي غير متواجد حالياً
مراقب منتدى البيئة والحياة الفطرية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: البراري
المشاركات: 23,253
جنس العضو: ذكر
ابو طلال الفيفي is on a distinguished road
افتراضي

طرح جميل وقيم ومفيد
زادك الله علما و نفع بك
وجزاك الله كل الخير
وعلا بمراتبك الى يوم الدين
وجعل ما نفعتنا به في موازين حسناتك
وجعل الله كل حرف كتبته شاهد عليك يوم القيامه
وبارك الله فيك اخي الفاضل الركام

التوقيع:


" لاترفع رأسك من السجود وفي قلبك شيء لم تقوله لله عزوجل "
موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:57 PM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010