عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2010-02-14, 03:40 PM
الصورة الرمزية أحمد الحربي
أحمد الحربي أحمد الحربي غير متواجد حالياً
[ القلب الأبيض سابقا ً ] عضـــو متميــــز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
الدولة: جدة
المشاركات: 13,435
جنس العضو: ذكر
أحمد الحربي is on a distinguished road
افتراضي

أحبك الله الذي أحببتني من أجله

الحمدالله الإنسان الصالح تغمره سعادة كبيرة و راحة عظيمة بعكس الإنسان الذي يرتكب المعاصي فتجده غافلا لاهيا يلهث وراء الملذات و الشهوات و لا يجد لذة و طعم للحياة فالمسكين يبحث عن طعم للحياة في غير طريقه الحمدالله اللذة و طعم الحياة في طاعة ملك الملوك و علام الغيوب إقروا إن شئتم هذه الآيات

قال الله تعالى :{من يعمل من الصالحات من ذَكَرٍ أو أنثى و هو مؤمنٌ فلنحيينَّه حياةً طيبة }

هذه الآية الكريمة دليل على أنه يُشْتَرطُ لقبول الأعمال الصالحة عند الله الإيمان ،

فلا يَقْبَلُ الله عمل كافر حتى و لو كان ذلك العمل لمصلحة المسلمين ، فقد جاء رجلٌ مشرك

إلى الرسول صلى الله عليه و سلم فقال: يا رسول الله أقاتل أو أُسلم ؟ قال : أسلم ثم قاتل ،

وذلك لأنه لو قاتل قبل أن يُسلم لم ينفعه شيئًا مخاطرته بنفسه ، الجهاد الذي فيه

أعظم مخاطرة بالنفس لم يكن له فيه ثواب لو لم يقدم إسلامه ، فلذلك كلُّ الأعمال

لا تُقْبل إلا بعد معرفة الله و رسوله ، بعد الإيمان بالله و رسوله ، لأن الإيمان

بالله و رسوله اعظم عند الله من كل عمل يعمله الإنسان ، مهما أكثر من الحسنات

مع الناس إن لم يعتقد الإيمان ليس له ثواب و لو أحسن إلى أهله و أقاربه

ووصل رحمَه ووزّع العطايا و عمل الخير مع الغرباء أيضًا و صار له ذكر كبير

عند الناس بالكرم و العطاء الزائد و قضاء حاجة الناس ، فإن كل ذلك لا ينفعه إذا

لم يكن يؤمن بالله و رسول و اليوم الآخر .

فمعرفة الله و معرفة رسوله هي أساس الدين ، لأن من عرف الله و رسوله

ومات على ذلك متجنبًا الكفر لا بد أن يدخل الجنة إما بعد عذاب على ذنوبه

و إما من دون أن يعذب .

معرفة الله عبارة عن اعتقاد أن الله موجود لا يشبه الموجودات ،

لا يُشَبّه بشىء لا بالإنسان و لا بالملائكة و لا بالنور و لا بغير ذلك لأنه خالق كل شىء ،

و يعتقد أنه ليس له مكان لأنه موجود بلا مكان ، و كذلك لا يعتقد التطور و التغير لله تعالى ،

هو يغير العالم من حال إلى حال بعلمه و مشيئته و قدرته ، و أنّه تعالى

أزلي أبدي موصوف بكل صفات الكمال التي تليق به منزه عن كل صفات

النقصان ، قال الله تعالى : { ولله المثل الأعلى } ، أي الوصف الذي لا

يشبه وصف غيره .

و أما معرفة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو أن يعتقد الإنسان أن سيدنا

محمداً صلى الله عليه و سلم أرسله الله تعالى ليُبَشّرَ من آمن به بالجنة في

الآخرة و يُنْذر من كذّبه بعذاب الآخرة ، و أنه صادق أمين يجب اتباعه بما

أمر ، فقد وصفه الله تبارك و تعالى بقوله :


{ و ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى }

التوقيع: