تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديــات البراري العامـــة > منتدى الموضوعات العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2014-03-11, 11:14 PM
الصورة الرمزية ابو سلطان العتيبي
ابو سلطان العتيبي ابو سلطان العتيبي غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: فوق هام السحب
المشاركات: 7,070
جنس العضو: ذكر
ابو سلطان العتيبي will become famous soon enough
Unhappy رحلة مفرحة مبكية في آن واحد، كيف؟!

رحلة مفرحة مبكية في آن واحد، وتقولون: كيف؟!

وأقول لكم أحبابي القراء في كل مكان وزمان.. كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج في سفر قال:
«اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو
عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل».
أرجوكم جميعا التوقف عند حدود هذا الحديث وكلماته ومعانيه، وأضيف إليه ما يلي حتى يكتمل المعنى:
«اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل والولد».
من منا لا يسافر في الجو والبر والبحر؟! فالسفر غريزة في بني البشر، والسفر تتنوع مخاطره، ويقال إن
السفر بالجو أكثر أمنا وأمانا من البر والبحر، لكن الأمر في حقيقته بيد الرحمن، فربما يصل مسافر البر
ولا يصل مسافر الجو أو العكس أو مسافر البحر أو كلهم في آن واحد، حيث يقع قضاء الله وقدره، وميزة
الإسلام انه علمنا كيف نواجه المصائب وكيف نصبر على الابتلاء في النوازل والكوارث والحوادث، وكلنا
بشر نجزع ونخاف ونتألم ونتعاطف بعضنا مع البعض كما يحدث في الحوادث والحروب والزلازل والبراكين،
غير ان هناك ميزة عظيمة علمنا اياها ديننا الاسلامي الشامخ دائما الصالح لكل زمان ومكان ولكل البشر
مهما تعددت لغاتهم ولهجاتهم وأجناسهم، وتسألون: ما هذا الشيء الذي يغرسه الاسلام فينا؟
انه الصبر عند وقوع المصيبة والابتلاء، والصبر على اقدار الله، فيحبس الإنسان نفسه ولسانه من السخط
القلبي او القولي او الفعلي بألا يشق الجيوب ولا يلطم الخدود، نعم.. يتألم وربما يبكي، ويحزن وينكسر، لكنه
راض بقضاء الله وقدره، وما اختاره له من أمر، لذا فأنا ارى ان الرضا هو اعلى مرتبة من الصبر نفسه،
لأن الصبر واجب والرضا مستحب.
الاستراحة هذه نوعية اتمنى من كل قارئ ان يتوقف عند محطاتها، لأنها محطات الحياة، وستصادفك يوما،
وربما تعيش أسوأ من هذه الحوادث التي تقرأها او تشاهدها هنا وهناك.
الاستراحة ستعرض قصة الصابر «ابو الحارث» الذي أعتبره مثالا طيبا لاهل الصبر وعنوانه في الملمات
والنوازل، وعلى بركة الله نبدأ:
قصة فيها العبرة
عندما سافر اخي الشيخ خالد جمعة الخراز مع بعض افراد اسرته الى الامارات العربية المتحدة عن طريق الجو،
وصل الى الشارقة محطة انتظار له ينتظر فيها وصول زوجته ام الحارث مع نجله الاكبر الحارث اللذين سافرا
بالسيارة من الكويت باتجاه الشارقة محطة اجتماع العائلة الكريمة.
هذه اسطر بسيطة عن ابطال هذه القصة المعبرة عن كل ما يخطر على بالكم من تصورات واحداث ومشاعر
واحاسيس وصبر وجلد وتحمل.
هذه القصة ارى ان يتوقف كل قارئ امام سطورها لأنه كم قصة نفعت ونبهت الغافلين وذكّرت الناسين وعلمت
الجاهلين ودلت المحتارين وهدت الضالين!
القرآن الكريم علّمنا القصة واثرها، ونحن جميعا تربينا على القصة لأنها اسلوب ناجح محبب الى النفوس وينصت
له الكبير والصغير والمتعلم والجاهل.
انا في هذه القصة سأنقل لكم قصة شيخي خالد جمعة الخراز أبي الحارث الحبيب، كيف رضي بقضاء الله وقدره،
وكيف هان عليه المصاب، وقد طلب مني ان اجتهد واكتب هذه القصة الحقيقية لعلها عزاء للنفوس المتعبة والقلوب
المكدودة والنفوس المريضة على فراش المرض والابتلاء، خاصة بعد أن أبلغته بأن فيها كثيرا من العظات والعبر
للناس في كل مكان وزمان.
قال لي ابو الحارث: اعلم «ابا مهند» ان في عرض قصتي تصحيحا لبعض الوقائع التي يعيشها البشر في الحوادث
والمصائب ويحتاجون فيها الى جبال من الصبر ليعرفوا ان الامر في اوله وآخره عظات وعبر، وأسأل الله عز وجل ان
ينفع بها كل من كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد، ثم نظر اليّ بعين طالب العلم. واضاف: والله ثم والله اليوم وقفت
عند قوله تعالى: (.. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون- البقرة: 216).
صعب جدا عليّ ان أعرض معاناة اخي الشيخ خالد الخراز في صفحة، وهمه وقضيته يحتاجان الى المجلدات،
رغم معرفتي المسبقة بأن هناك من يسخر من الجروح لأنه لم يعرف الألم يوما، وسيأتيه هذا اليوم عاجلا او آجلا.
يقولون: ان الصبر عند المصيبة يسمى ايمانا، والصبر عند الاكل يسمى قناعة، والصبر عند حفظ السر يسمى كتمانا،
والصبر من اجل الصداقة يسمى وفاء.
من اجل هذا كله اقولها «الصبر مفتاح الفرج»، ولأنني معجب ومنحاز لأبي الحارث احاول جاهدا ان ابتعد عن
العاطفة وأبين مواقفه لكم في الحدث، فأفضل اخلاق الرجال التصبر، وكن عادلا قبل ان تكون كريما وهو كلاهما.
بداية القصة
اتصال من شيخنا الوالد خالد الخراز إلى نجله الحارث: ألو، أين أنتم؟
الحارث: ابي وصلنا الحدود الاماراتية ودخلنا، أمي بخير وأنا أملأ السيارة بالبنزين لنواصل مسيرنا.
اطمأن قلب الأب على أسرته ام الحارث والحارث ولله الحمد دخلوا حدود الامارات، ساعات وتلتقي الأسرة في الشارقة.
يقول أبوالحارث لي: عقب 10 دقائق اتصلت، يرن تلفون ام الحارث دون جواب، ويرن تلفون ابني الحارث دون جواب.
هنا شبت في قلبي النار، ويحي! ماذا جرى؟! من لحظات كلمتهم.. لا مجيب ويسود الصمت.
هنا ظللت أتصل وأتصل، يرن الهاتفان دون مجيب ويمر الوقت عليّ بصعوبة وعيني كالصقر على شاشة الهاتف، الى الله
المشتكى، ماذا حصل؟ لماذا لا يردون؟! ودخلني «الهوجاس» والشعور بأن شيئا قد حدث لهم، ربي يلطف بنا!
كانت الساعة قبيل المغرب من يوم الخميس 2014/2/13 والوقت بطيء وكئيب، وإذا بنقالي.. صوت مكالمة.. ألو نعم،
الو اخي انت آخر من اتصل بهؤلاء الذين بالسيارة صار لهم حادث والله يلطف بهم وبك.
أبو الحارث: ألو.. من حضرتك؟
انا اخوك هاني الصايغ من مملكة البحرين، ومعي أيضا الأخ احمد محمد علي بن قدور اليماحي من الفجيرة، وقد
تحرزنا على أغراضهم وبانتظار الطوارئ والاسعاف في «غياثي».
انتهت المكالمة.. ولنتوقف مع هذا الأب المكلوم في غربة، رغم ان أهل الإمارات الكرام أهل وعزوة لكل مواطن
خليجي، وفي سفر لا يعرف من اين يبدأ أو بمن يتصل؟
هنا برزت في هذا الموقف شخصية بطل هذه القصة الحقيقية ولأنه طالب علم، وتلقى علومه وفكره من الكتاب والسنة،
فقد احتسب ومارس الصبر وحبس ألمه ودمعته ومشاعره لان اخوان الحارث معه من الاطفال اللهم الا اخته «شهد»
التي تدرس في جامعة الشارقة، ومن لطف الله ان تكون مع ابيها فهي «ابنة ابيها» تحملت الصدمة وواست اخوانها
وتركها الأب بعد ان وصل اليه الشاب الإماراتي «ابراهيم خليل الحمادي»، وهذا يستحق قبلة على رأسه، لأنه الرفيق
والأنيس لشيخنا في رحلته الشاقة مع تفاصيل الحادث المروع، وللعلم فإن أم الحارث هي خالة ابراهيم الحمادي،
وهو بالفعل وصل رحمه وبرّ خالته، فكان البلسم بعد الله الذي صاحب الشيخ خالد في اتون هذه الرحلة الجمرة،
ونقولها بارك الله فيك يا «بوخليل».
أبوالحارث.. والمصيبة
ويواصل أبو الحارث حديثه لي: حدثت المصيبة ووقعت على رأسي وتذكرت قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه
«كل ما أساءك مصيبة»، وأنا أدرك أنني الآن في بداية المصيبة التي تستوجب الصبر والشكر والحمد والثناء لله-
عزّ وجلّ- واعلم ان الرسل مروا بكثير من الفتن فصبروا.
ويتوقف ابو الحارث متنهدا.. نعم أعرف أنه ابتلاء وكفارة للذنوب وحصول الأجر ورفعة الدرجات ودرس من دروس
التوحيد والإيمان والتوكل، وأعرف أن من إحسان الرب أن يذيق عبده مرارة الكسر قبل حلاوة الجبر ويعرفه قدر
نعمته عليه بأن يبتليه بضدها، ولكننا بشر، فأحيانا نصمد، وأحيانا البعض يحتسب أو يسقط في الابتلاء، وكان الذي يدور
في رأسي أن أكون صادقا مع ربي ـ عزّ وجلّ ـ في وقت البلاء، نعم جزعت في البداية وتوازنت طالبا الاستغفار لأنني-
والحمد لله- عشت حلاوة الإيمان بيقين الله وما يرضي ربي ورسولي صلى الله عليه وسلم فصبرت في الشدة والبلوى
والنازلة لأنني مؤمن بقضاء الله وقدره، وعندي يقين بأنه لا ينفع ولا يضر إلا الله، وهنا رأيت الدنيا على حقيقتها،
لأن الله يمتحن الإنسان في ماله وأهله، هذه سنة الله، لهذا كله قررت أن أنسى عاطفتي كزوج وأب وأستخدم عقلي
في التعامل مع هذه السنة الدنيوية، لأن الابتلاءات ما هي إلا امتحانات ليميز الله الخبيث من الطيب.
غياثي.. يا غياثي
وقع الحادث في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي وهي تضم قرى مثل «ليوا ـ مدينة زايد ـ غياثي ـ أبورحمة ـ أبومنذر»
وبذلك يكون الحادث ضمن مدينة زايد.
يقول أبوالحارث: لا أعرف كم من الوقت مر؟ ولا أعرف كم بقي للوصول إلى الحادث؟ وما هي غياثي؟ وأنا متيقن
بالله غياثي ونصرتي في كربتي.
وصلنا وبدأنا نسأل حتى وصلنا الى مدينة غياثي.

وأنا من خلال قراءاتي كصحافي وكاتب عرفت أن غياثي مدينة كانت تعد موقعا لتجمعات القبائل وهي مركز معروف
للتنقيب عن الآثار وبها حفريات ويعود تاريخها إلى ثمانية ملايين عام في منطقة بوغار شرق المدينة وتضم مزارع للتمور
وهي منطقة عبور للمسافرين من وإلى وبها مركز للطوارئ لاستقبال حوادث الطرق وقد أنشئ عام 1982، ونعود لأبي
الحارث حيث يواصل: وصلنا ووجدت أم الحارث ممددة على سرير الطوارئ الترابي وأيضا الحارث وتبعد المسافة بينهما
نحو عشرين مترا.. يا الله، رحمتك يا رب، أحبابي وأهلي وأسرتي ممثلة بهم هكذا، وعندما نزلت انظر أم الحارث، قالت:
الحارث، الحارث، ولدي.. يا الله نسيت مصابها وتذكرت ولدها.
وأذهب مسرعا إلى ابني الحارث الممدد على الأرض ويقول: أمي، أمي.. أبي أشوفها!
كم أنت عظيم أيها الأب!
كم أنت صبور أيها الشيخ خالد!
كم أنت جبل أمام هذه المصيبة أبا الحارث!
كم وكم وكم أنت أب رائع مؤمن صابر محتسب! ولو كنت ضعيف الإيمان لانهرت وانكسرت ولكنك تذكرنا بالرجال العظام
الذين يبرزون في أدوارهم حاجة الموقف ومتطلباته.
ويطلب الإسعاف لنقلهم إلى مستشفى مدينة زايد ويبعد نحو 250 كيلومترا وكانت عقارب الساعة تشير إلى 12 ليلا ويواصل
أبوالحارث: الحمد لله اطمأننت انهم احياء لكنهم يئنون ويتألمون وأنا أحاول التماسك أمام إبراهيم الحمادي الذي رأي خالته
وابن خالته في حالة صعبة غير انني بدأت التوازن وشكرت الأخ هاني الصايغ البحريني والأخ أحمد اليماحي من أهلنا في
الفجيرة على دورهم ونخوتهم ورفضوا أن يواصلوا رحلتهم وقالوا: معك حتى نطمئن على أسرتك ونحن معك وهكذا المسلم
يرق قلبه ويفزع منتخيا للنصرة، هكذا هم أهل الخليج العربي الواحد بعيدا عن الاتفاقيات وهكذا انتهى فصل جديد من القصة
ونذهب إلى المحطة الأخرى لنواصل.
مستشفى مدينة زايد
قبيل وصول سيارات الإسعاف في غياثي لنقلهم إلى مستشفى زايد حصل تدهور سريع في صحة الحارث حيث ضاق نَفَسه وتم
وضع الكمام على وجهه، وطلبوا أن أنقل الأم ويبقى الحارث عندهم.
يا الله، العون والفرج والمدد عندك، اللهم ألهم أبا الحارث الصبر، ماذا يفعل؟
ركب الإسعاف مع أم الحارث وأوصلها الى مستشفى زايد ثم رجع مع إبراهيم ليطمئن على الحارث، ولك أن تتخيل عزيزي
القارئ حجم المعاناة والألم والدمع الحبيس عند كل الاطراف المصابة وعلى رأسهم أبو الحارث.
وصلوا إلى مستشفى مدينة زايد الذي افتتح عام 2000م وهو مستشفى مجهز وهو امتداد لمستشفى زايد القديم الذي افتتح
عام 1982، ومستشفى زايد الجديد تبلغ طاقته الاستيعابية 155 سريرا وحاصل على الاعتماد الدولي في عام 2011 غير أن
ابا الحارث يريد مستشفى قريبا من أبوظبي حتى يضمن وصول كل الاقرباء والأهل لأن غياثي ومستشفى زايد بعيدان جدا للزائر،
وقد علم أن الأمر سيطول لوجود كسور في المصابين، وفي الإمارات يصعب نقل مصابين يعالجهم المستشفى في المنطقة نفسها،
لكن بتدخل الاخوة الاحباب من الكويت والإمارات تمت الموافقة على نقل المصابين الذين يأتون الى مستشفى المفرق في ابوظبي،
وهذه بداية لمحطة جديدة من تفاصيل الحادث المروع.
مستشفى المفرق
نال مستشفى المفرق جائزة الشيخ خليفة للتميز الماسية في مايو 2011 وهو- والله- يستحق هذه الجائزة وغيرها لوجود طواقم
طبية غاية في الالتزام الوظيفي والمهني والطبي وبأفضل الممارسات الإنسانية، ورغم انه افتتح في عام 1982 ويبعد 35 كيلو مترا
عن مدينة أبوظبي، فإنني أستطيع أن أقول إنه أحسن من كل مستشفياتنا مجتمعة في الكويت، و«المفرق» كلمة تعني «تقاطع الطرق»،
وهي ايضا نقطة فاصلة للحادث المروع، فلقد وصلت أبوظبي مساء الاحد وقد أجريت للحارث عملية لخمس فقرات في الظهر ووضع
سيخ معدني داخل اليد اليسرى المكسورة، وشهدت- ولله الحمد- كيف تم إجلاسه ومشيه لعدة خطوات وتبعته أم الحارث، فلقد اجريت
لها محاولات لوقف النزيف في الرئة و7 فقرات في الظهر وكسر بالفخذ وكسر في القدم اكتشفه اطباء «المفرق». وهنا اسجل رسالة
شكر وتقدير للطبيب الروماني ميلان اربنسكي استشاري جراحة الاعصاب رئيس قسم الاعصاب والدكتور جودي ميلر استشاري قسم
العظام، كم هو رائع هذا الدكتور ميلان! متواضع، حليم، فاهم، يجيب عن أسئلتنا المتواردة من هنا وهناك في أناة وابتسامة ومنح التفاؤل..
وأنا عن ابي الحارث اقولها والله بصدق ومحبة وعرفان «شكرا.. شكرا.. شكرا.. مستشفى المفرق على خدماتكم المتميزة وكوادركم
البشرية الرائعة، ولمدير المستشفى وكل الطواقم الطبية.. مشكورين».
وصيتي
نستطيع معا ان نحدد الوصايا المستفادة من هذه القصة الحقيقية لطالب علم مجتهد أصابته المحن والمصائب والحوداث في أهله
وولده، فما كان منه إلا ان استرجع وصبر وشكر الله لحظة وقوع الكارثة ورجاه ان يعوضه عن مصابه، فلم يجزع ويشتك ويلطم
الخدود ويشق الجيوب والثياب، بل قال: «اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها»، وشعاره «وبشر الصابرين» فاستقبل المصيبة
بالبشر، فكان شيخنا ممن صفت قلوبهم، وكما قال السلف: «ثلاثة يمتحن الله بها عقول الرجال: كثرة المال، والمصيبة، والولاية».
أبوالحارث يعلمنا اليوم درسا بليغا فيه عبرة وعظة بألا نحزن لا في المصيبة ولا في غيرها بقدر الحزن المحمود لأن الدنيا بها فرح
وحزن وهي مشوبة بالكدر، وعلينا الزرع في الدنيا لنحصد في الآخرة وذلك يتحقق بالصبر على المكاره، فالجنة حفت بالمكاره، وحفت
النار بالشهوات، ولنعلم انه لولا محن الدنيا ومصائبها لأصابنا الكبر والطاووسية والفرعنة وقسوة القلب.
وأخيرا هكذا يطفئ المصاب نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب وبألا ينشغل إلا بالدعاء لله وحده والاستغفار، خاصة في المصائب
من الحوادث، وعلى رأسها حوادث الطرق، وان المصيبة الحقيقية في الدين لأن خسارة الدين لا ربح بعدها.
بشرى
بالأمس عقب صلاة الجمعة اعتليت منبر الشيخ في مسجده بمنطقة الفيحاء وبشرت اخواني المصلين عن حالة الأسرة التي تتشافى في
مستشفى المفرق في إمارة أبوظبي وأعطيت هاتف أبوالحارث لمن أراده من المصلين الذين اطمأنوا على شيخهم وأسرته.. وأذكركم جميعا
بضرورة الاستمرار بالدعاء لهذه الأسرة الطيبة، وما طمأنني رسالة هاتفية من أبي الحارث بأن مصلي المسجد اتصلوا يثنون على الكلمة
الطيبة التي بشرتهم بها عن حبيبنا المربي الأستاذ خالد الخراز وأهله الكرام، حتى ان أحد المصلين بعث إليه أمس برسالة نصية لمؤازرته
في محنته قال فيها:
بعد صلاة الجمعة بمسجد الديحان ألقى أخونا الأستاذ يوسف عبدالرحمن كلمة رائعة أمام المصلين، بيّن فيها ما أصابكم.. وحث فيها الناس
على الإيمان بقضاء الله وقدره.. والدعاء لكم ولأهليكم بالشفاء العاجل والصبر الجميل، فله كل الشكر والتقدير، ولكم الأجر على ما أصابكم..
الدعاء بالشفاء العاجل لمصابيكم.

السياقة الطويلة سبب رئيسي لحوادث طرق السفر
لا بد من توعية جديدة للراغبين في السفر بواسطة السيارة في دول مجلس التعاون بعد تزايد اعداد الحوادث المرورية وما تخلفه من كوارث
بشرية ومادية وفق المقاييس العالمية.
هناك مؤشرات متفق عليها عالميا تعكس خطورة الحوادث المرورية وما ينتج عنها من ضحايا (493 خليجيا توفوا من اعمار 10 الى 61 عاما).
وهذا ينبهنا الى ضرورة العمل بالتوعية الشاملة حتى نستبق هذه الحوادث، فالمتوقع من عام 2010 ـ 2015،
وفق احصائيات دول مجلس التعاون الخليجي هو كالاتي:


يجب وضع انارة لكل الطرق التي تربط حدودنا والاكثار من الاستراحات لأن القيادة لمدة طويلة تسبب الحوادث المرورية، اضف الى ان
الشعور بالتعب العام ايضا سبب رئيسي لحوادث السيارات، لأن التعب الجسدي سبب لضعف الاداء العضلي والتكاسل والنعاس ونقص
التركيز والانتباه.
وينصح هنا بضرورة تناول التمر لأنه يوفر الكبريت الذي يزيل التعب.

آخر الكلام
إلى شيخنا خالد جمعة الخراز..
أبا الحارث، جئت إليك حاملا همي وحزني ورجعت من عندك آملا ومتفائلا، وهكذا هي الدنيا، يقول الشاعر:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس
ذكرتني أبا الحارث بحديث صهيب بن سنان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله
له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له..» (رواه مسلم).
يا حبيبي وقرة عيني
نعم، والله ثم والله ثم والله، اعلم ان ما أصابك لم يكن ليخطئك وإن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، هكذا علمتنا وأنت تلقي علينا دروس العمرة
والحج في الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، غير انني اليوم وإن كنت بشرا وأحيانا ينتابنا شيء من الرضا أو السأم نتيجة الهموم
والمصائب فإنني وغيري ندين بعد الله لك أبا الحارث على تعليمنا معنى الصبر والاحتساب في هذا الحادث، إن أمثالك من العلماء
العارفين بالله هم السعداء المسلّمون لمشيئته (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم- فصلت: 35)، العلم الشرعي رباك
وأدبك فسَمَوْتَ بتواضعك وخلقك، فأحبك الناس وفزعوا لك من كل مكان وزمان!
والدعاء منكم لا ينقطع فالحارث يتشافى بإذن الله وأختنا أم الحارث تتداوى ونوصيكم بضرورة استمرار هذا الدعاء، جزاكم الله خيرا
ولا ترون مكروها إن شاء الله.

منقول
من قلم: يوسف عبدالرحمن

-


التوقيع:


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2014-03-12, 06:31 AM
الصورة الرمزية الوااا(بالله)اااثق
الوااا(بالله)اااثق الوااا(بالله)اااثق غير متواجد حالياً
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: محافظة الدلم
المشاركات: 8,082
جنس العضو: ذكر
الوااا(بالله)اااثق is on a distinguished road
افتراضي

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيهما ويلبسهما لباس الصحة والعافية

بارك الله فيك

أخي الحبيب
المراقب القدير
أبو سلطان العتيبي

على نقل وقائع الحادث للعبرة والعضة نفع الله بها

التوقيع:
وما من كاتب الا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك يوم القيامة ان تراه
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2014-03-12, 11:41 AM
الصورة الرمزية ابو سلطان العتيبي
ابو سلطان العتيبي ابو سلطان العتيبي غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: فوق هام السحب
المشاركات: 7,070
جنس العضو: ذكر
ابو سلطان العتيبي will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوااا(بالله)اااثق مشاهدة المشاركة
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيهما ويلبسهما لباس الصحة والعافية

بارك الله فيك

أخي الحبيب
المراقب القدير
أبو سلطان العتيبي

على نقل وقائع الحادث للعبرة والعضة نفع الله بها

حياك الله اخي ومشرفنا القدير
" ابو عبد العزيز "
ويسعدني تواجدك الدائم يالغالي

ودي واحترامي

-

التوقيع:


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2014-03-16, 05:47 AM
الصورة الرمزية ظل المطر
ظل المطر ظل المطر غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: ج ـ،ـده
المشاركات: 2,206
جنس العضو: أنثى
ظل المطر is on a distinguished road
افتراضي

ياالله يارب لك الحمد على سلامتهم


الحمد لله والشكر له وحده

اسأل الله العظيم ان يشفيهم شفائا تامآ تامآ تامآ

والله يرزقنا الصبر يارب

التوقيع:
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ما دعوة انفع من دعوة الغائب للغائب
أناشدتك الرحمن يا قارئ ان تدعو الغفران للكاتب
[flash=https://flash01.arabsh.com/uploads/flash/2012/04/08/093e444a6d.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash]
[flash=https://hosting.gmodules.com/ig/gadgets/file/112581010116074801021/newtonsCradle.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2014-03-16, 11:42 AM
عادل سدير عادل سدير غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: سدير
المشاركات: 1,698
جنس العضو: ذكر
عادل سدير is on a distinguished road
افتراضي

اللهم أشف مرضانا وجميع مرضى المسلمين
الصبر ثم الصبر على مصائب الدنيا
اللهم أجعلنا عند البلاء من الصابرين وعند النعماء من الشاكرين
ألف شكر لك أخي أبو سلطان وأنصحك تسمع قصة الشيخ المنجد عندما ذهب
في رحله بحريه

التوقيع:
سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
إضافة رد


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 07:22 PM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010