تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديـات البراري الرئيسيــة > منتدى الأحوال الجوية والفلكية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2008-04-21, 12:36 AM
برق السحاب66 برق السحاب66 غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الرياض
المشاركات: 9,710
جنس العضو: غير محدد
برق السحاب66 is on a distinguished road
افتراضي عام الرماده

ماهو عام الرماده؟

  #2  
قديم 2008-04-21, 02:28 AM
الصورة الرمزية النايف
النايف النايف غير متواجد حالياً
مشرف المركز الإعلامي والعلاقات العامة - عضو فريق المرقاب
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: المجـــــــــــمعة
المشاركات: 12,559
جنس العضو: ذكر
النايف is on a distinguished road
افتراضي

هو عام القحط والجوع وكان سنة 18 هجري وهو عام اصاب به المسلمين القحط والمجاعة

وتسمى عام الرمادة لكثرة ما هلك فيها من الناس والبهائم جوعا .

والله أعلم



.

التوقيع:



هذا طبعنا وأنت من ربعنا
" الإبتكار والإبداع هو مايميز بين القائد والتابع "



**( مواضيع تعجز عنها المنتديات )**

*((الجديد))*


  #3  
قديم 2008-04-21, 05:52 AM
عبدالهادي المفرج التميمي عبدالهادي المفرج التميمي غير متواجد حالياً
المدير التنفيذي لشبكة البراري
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: تمير
المشاركات: 33,020
جنس العضو: ذكر
عبدالهادي المفرج التميمي is on a distinguished road
افتراضي

نعم هذا ما نعلمه عن هذا العام كما ذكر اخي النااايف
ومن لديه اضافة جديدة لا يبخل علينا بها ولو كانت بسيطة



سلام عليكم

التوقيع:
  #4  
قديم 2008-04-21, 07:13 AM
الصورة الرمزية خالد العوض
خالد العوض خالد العوض غير متواجد حالياً
خبير ومحلل في الطقس والمناخ
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: الــــــــــــــرياض حي الاندلس(شرق)
المشاركات: 25,729
جنس العضو: ذكر
خالد العوض is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله دائماً هناك رابط بين الجفاف والامراض
لاحول ولاقوة الا بالله
الله يكفين شر الامراض والسنين العجاف

  #5  
قديم 2008-04-21, 07:25 AM
ابو الهنوف ابو الهنوف غير متواجد حالياً
عـضـو فـعـال
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: جده
المشاركات: 207
جنس العضو: غير محدد
ابو الهنوف is on a distinguished road
افتراضي عام الرماده

فمهما قلبت في أسفار التاريخ، ومهما شَنَّفت الأسماعَ منك لتلقي مفاخر الأمم، ومحل القدوة منها؛ لن تلقى كمفاخرنا، ولن تلقى كالأعاجيب التي صنعها الإسلام وهذَّبها وأعلى من أسهمها في سوق الفضائل العالمي؛ فاضرب في أيِّ وادٍ شئت لن تعدم مناراً يهديك، ويأخذَ بيدك؛ لتكونَ على بينةٍ من أمرك، ولن تَضِلَّ أمةٌ يممت الوجه تجاه تلك القدوات وتلك القممِ الشماء.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم



وهؤلاء الأعلام عندما صُنِعوا واصطنعهم الإسلام، وقذف بهم في مهامه الحياة؛ ليصلحوا من شأنها؛ تناسوا النفوس الحريصة على المتع، وأضحوا كتلاً من الإيثار والتضحية في سبيل النهوض بالأمة والأخذ بيدها؛ لتتجنب العنت الذي رُبَّما لحق بها. والأمة عندما ترى هذا النهج القويم، وهذه السياسةَ الحكيمة، التي اختطها هؤلاء القدواتُ عندما تحيط بهم نوائب الدهر، حينها يدركون أن الأمة وقادتها لم يفعلوا شيئاً يذكر في مستوى الحدث، والأحداثُ الحادثةُ خير برهان على صدق أولئك الأثبات، وله دلالة أخرى على تخلف النوايا منا في سبيل الإصلاح ..
لِنُيَمِّمَ الوجه شطر المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وفي حقبة هي من خير الحقب وأعلاها قدراً عند الرب، إذا ما استثنينا عهد النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم، وصاحبه الأثير أبي بكر رضي الله عنه، تلك الحقبة هي الخلافة العمرية، وحسبك بحديث يكون هجيراه عمر، عظمةً وفخامة وهدى، فهو حديث يعيش ملقيه ومتلقيه في كنف الملائكة المقربين محفوفاً بهم؛ قد تنزَّلت عليك السكينة؛ وغشيتك الرحمة، وإذا ذُكِر الصالحون فحيَّ على عمر؛ فقل ما شئت أيها الخطيب، أو وحدث بما شئت أيها الواعظ، وسطر ما شئت أيها الكاتب، فلن توفيَ هذا الجبل الأشم حقه ولا معشارَ حقه رضي الله عنه وأرضاه .


كل سيرة هذا الرجل عجب، وكل أمره يبعث على العجب، ولا يمم أحد وجهه وجهة عمر إلا وكانت حقائبه ملأى بالعجائب والإعجاب، ولن يكون في وسعنا في هذا الموقف الكريم الإحاطةُ ولو ببعض من سيرة هذا الجهبذ الإمام؛ لنأخذ منها الموعظةَ والاعتبار، ولكن حسبُنا من سيرته بلغةٌ تجلي لنا الحقيقة الظاهرة، وهي أننا لا زلنا صفراً في سبيل الإصلاح، ومعالجة الأحداث ..


في السنة الثامنةَ عشرةَ في خلافة عمر أصاب الجزيرةَ العربية قحطٌ عظيمٌ دام عاماً كاملاً أو بعض عام، وسُمِّي هذا العام بعام الرمادة، حيث أصبحت الأرض سوداء مثل الرماد، فهلك النَّاسُ والأموال فيه، واشتد الجوع بالناس، وجعل الرجل يذبح الشاة؛ فيعافُها ويزهد فيها وإنه لمن أحوج الناس إليها لقبح منظرها، وأكل الناس عام الرمادة الجلود، واستفُّوا الرمة، وقاموا بحفر أنفاق اليرابيع والجرذان يخرجون ما فيها من طعامٍ خبأته تلك المخلوقاتُ لمعاشها،

وبلغ الأمرُ بأمير المؤمنين عمر مبلغه من الضيق والشدة خشية أن تكون هلكة أمة محمد صلى الله عليه وسلم على يديه، فهو رجل يحمل هم الأمة صغيرها وكبيرها؛ عربيها وعجميها؛ وهو القائل: لو أن سخلة في العراق زلت لخشيت أن الله سائلي عنها: لِمَ لَمْ تصلح لها الطريقَ يا عمر؟ نفسٌ مرهفة، وحَدَبٌ على المسلمين بالغ، ولكنَّ الحدثَ جلل يكاد يجعل الحليم عنده حيران؛ فكيف لعمر وهو الرجل الفرد أن يعالجه وأن يرفع غائلته عن الأمة.

إنه لا منتهى لهمم الرجال ولا حد لقدراتهم إن صدقت نية الإصلاح أو رُغِب فيه، وهكذا كان عمر، ومن ذا الذي يفري كفري عمر، ومن ذا الذي تبلغ منه العَزَمَاتُ مبلغَها من عمر؛ لقد أحسَّ عمر بالخطب الفادح؛ فأحال الأفكار إلى برامج عمل، وكلها في تلك النفس المطمئنة لابد واقعة، ولو كان وقوداً لها، وهكذا كان؛ فحيث وقعت تلك الجائحة ألزم عمر نفسه ما لزم المسلمين، فما هو إلا واحد منهم، فعقد الأيمان لا يذوق لحماً ولا سَمناً حتى يُخْصِبَ الناس، فكان على ذلك حتى رفع الله عن الناس ما ألم بهم، وسمع رضي لله عنه لبطنه قرقرةً من الجوع عام الرمادة؛ فنقر بطنه بأصبعه، وقال مخاطباً له: قرقر أو لا تقرقر؛ إنه ليس لك عندنا غيرُ الزيت حتى يحيى الناس. قال عياض بن خليفة: رأيت عمر عام الرمادة وهو أسود اللون، فقيل له: ومم ذاك؟ قال: كان رجلاً عربياً يأكل السمن واللبن، فلما أمحل الناس حرَّمهما على نفسه؛ فأكل الزيت حتى غير لونه وجاع فأكثر.

وقدمت السوقَ عكةٌ من سمن ووطبٌ من لبن؛ فاشتراهما غلام لعمر بأربعين درهماً، ثم أتى بهما عمر رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين قد أبرَّ الله يمينك وعظُم أجرك، قدم السوقَ وطبٌ من لبن وعكة من سمن ابتعتهما بأربعين درهماً، فقال عمر: أغليت بهما؛ فتصدق بهما فإني أكره أن آكل إسرافاً، وقال : كيف يعنيني شأنُ الرعية إذا لم يصبني ما أصابهم. ولم يكتف عمر بذلك، بل حمل أهل بيته على ذلك، فما أكل أحد ولده ولا بيت أحد من نسائه ذوقاً زمان الرمادة، إلا ما يتعشى مع الناس حتى أحيا الله الناس ورفع البلاء.
وإن عمر رضي الله عنه ليذهب إلى أبعد من ذلك، حيث ذُكِرَ عنه أنه لم يقرب نساءه، اهتماماً بشأن المسلمين وانشغالاً بحالهم، وهكذا الحاكم العادل الموفق،

والناس لا تنظر إلى حديث الرجال ومعسول القول منهم، ولكنها تنظر إلى الفعال؛ لأن الدَّعاوى إن لم تقم عليها البينات؛ فأصحابها أدعياء، فعمر لم يأمر ثم يخالفِ المأمورَ، بل يبدأ نفسه بالأمر قبل إعلانه، لذا رُزق قوله القبول وإنك لتستفز غاية الاستفزاز من قول لا رصيد له من الفعال، وهكذا الحال منا؛ فمن يأمر بشد الحزام، ثم يرخي لنفسه العنان، لا ريب أنه يسخر من نفسه قبل أن يسخر ممن وُجِّه له الخطاب، فمن لم يكتو بما مس الناس جدير ألا يحس بألمهم، وهكذا كان واقع عمر رضي الله عنه..

ومثل هذه النكبات تحتاج إلي التدبير والسرعة في العلاج، وتوخي الأسباب المنجية الناجعة، وهكذا كان الواقع من الخليفة الفاروق، حيث أبرم أمره إلى من الآفاق بألا يبعثوا السعاة لجلب الزكاة لما في الناس من حاجة وفاقة. وعندما تعصف النوائب بالناس وتضيق بهم المعيشة ربما امتدت الأيادي منهم إلى أموال غيرهم ومتاعهم، وهكذا كان الأمر في ذلك العام عام الرمادة، حيث وقعت السرقة، ولكن عمر لم يقطع السُّرَّاق، بل درأ الحد عنهم؛ لأن السرقة إذ ذاك وقعت لرفع الهلكة عن النفس، وهذا هو الفقه لا فقه المقلدة الذي رأوا رسوماً فانتجعوها، ولم يعملوا النظر فيها ويدققوا؛ هل تتناسب تلك القراءات مع الحدث أو الزمان والمكان والحال؟ أم أنها عنها بشطط؟ فعمر يرسخ مفهوماً جليلاً، وهو أن الدين أنزل ليناسب كل زمان ومكان، ولو نظرنا في ردود أفعال الناس في ذلك الزمن لوجدناهم يسلمون بذلك لإدراكهم هذه الحقيقة، ولو فَعِلَ ذلك الصنيعَ أحدٌ الأعلام في هذا الزمان لقال الناس: لقد أسقط عدو الله حداً من حدود الله، لقد كفر، وكما تكونوا يول عليكم.


ويتقدم الفاروق المُحَدَّثُ رضي لله عنه خطوة أخرى في رفع الضائقة عن المسلمين، فهو يدفع قدر المجاعة بقدر السعي، وذلك مظهر من مظاهر الفهم الصحيح للإسلام، لا فهم الخانعين المنهزمين، الذين جعلوا من القَدَرِ تكأة للتقاعس والخمول، فالقدر يدفع بالدعاء ويدفع بالعمل النافع الذي هو قَدَرٌ مثله، والجوع قدر، ويدفع بقدر الشِّبع؛ فنرى عمر إذ ذاك يُيَمّم وجهه تلقاء البقاع الأخرى يستمد منها العون والمساعدة؛ لتأتيه الإغاثة تترى يقفو بعضها بعضاً، ولكن أنَّى لهذه المساعدات، وهي الكثيرة أن تشبع أناساً قد بلغ منهم الجهد مبلغه؟! وهم كذلك من الكثرة بمكان، وتوزعهم في الجزيرة تتعذر الإحاطة به؛ ليواجه عمر هذه المعضلات التي تكاد تفت في أعضاد حكماء الرجل بالاقتصاد والتدبير الحسن، وأول خطوات التدبير الحسن اختيار الرجال الأمناء، حيث أوكل لهم تتبع الناس، وأمرهم بتوخي العدل، وحذرهم من السَّرَف، ومن انتجع المدينة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة السلام، فقد كان عمر رضي الله عنه تولى أمورهم بنفسه، حيث أمر الخليفة الرحوم من يشاركونه الهم أن يحسنوا إلى الناس، فكانت تُنْصَبُ القدور من أواخر الليل لترفع غائلة الجوع عن الناس؛ وكان رضي لله عنه عوناً لهم في ذلك تدبيراً وعملاً، وكان مسعاه ذلك يستغرق وقته ليلاً ونهاراً، لأنه رضي الله عنه يستشعر ضخامة التبعة، وعظم الرزية؛ فربما جلس على تلك الموائد من خمسون ألفاً، أو يزيدون ممن انتجعوا المدينة ..


لقد أكل ذلك العام من عمر رضي لله عنه ما وهبته له السنون من طاقة وقوة، ولم تبق له إلا هماً وحُزناً لا يكاد يفارق فؤاده؛ حتى إنه ليقضي صلاته بكاء ونحيباً تكاد تنفرج له الضلوع لما أصاب الأمة من ضيق، حتى إن أسلم ليقول في تصوير حاله: لو لم يرفع الله المحل عام الرمادة لظننا أن عمر يموت هماً بأمر المسلمين ..
فرحم الله تلك العظام ما أعظمها! وما أكرمها من نفوس! لقد صدقت وصُدٍّقَت، وعملت فما خانت، فهاهي القرون تعلي من شأنها، وتنشر سرها، لتوقف الأتباع وإلى أن يقوم الأشهاد إلى أنهم لازالوا في عماية عن سنن أولئك الرهط الكريم من وزراء محمد صلى الله عليه وسلم، الذي صَنَعَ فأجاد الصنعة، واختار فأحسن الخِيَرة، فعطَّر الأجواء بمآثر لا تكاد تُمحى؛ ليجعل للبشر قدمَ صدق في الملأ الأعلى، ولولاها لكانت صفراً، والله أعلم حيث يجعل رسالته ..
فإن محمداً صلى الله عليه وسلم وصحبَه الكرامَ فضحوا الدنيا، وشنعوا على كل من أخذ بأعنتها إلى يوم القيامة.. انظر في حياة محمد صلى الله عليه وسلم، وأتبع النظرَ سننَ من خَلَفَهُ على الأمة من الخلفاء الراشدين، إنك لتكاد ترى عجباً يكاد يأخذ بالألباب، إنها نفوس كريمة اطرحت حظوظها من الدنيا لترسم للبشرية الحياة الكريمة الحقة، فمحمد صلى الله عليه وسلم يمنع ابنته الخادم لأنه ليس له القدرة على مساواتها بغيرها من المسلمين في العطاء، ومحمد الذي ملك الدنيا، وملئت له الأودية نعماً ومالاً يمـوت ودرعه مرهونة ليهودي لدين عليه .. وعندما تلتفت إلى سيرة تلميذه عمر رضي الله عنه تجد الحال تتكرر، فيموت عمر وعليه من الديون ثمانون ألفاً، كلُّها استدانها عمر لإطعام الناس عام الرمادة، ولم يجدوا في ميراثه ما يقضى به هذا الدين..

لا أدري كيف تطيب الحياة لمن أخذ بأزمة الدنيا، ولم يسر فيها بسيرة أولئك الأفذاذ، أو حتى قريباً منها، بل إنك ليعلو محياك العجب عندما تتصفح صحف المال والأعمال؛ فتجد أن حكام العالم الإسلامي يصنفون على أنهم الأغنى في العالم، في ثروات تتعذر وسائل الحساب عن حصرها .. عندما تعقد المقارنة بين الحالين لتدرك بُعد النجعة، وهذا هو الذي أورث الأمة الخبال، وجعلها موطناً لزراية العالم، وهو الذي جلب الوهن فأسكنه القلوب؛ ليعيش أفراد الأمة لأنفسهم كما عاش حكامهم لأنفسهم، وكما قيل : الناس على دين ملوكهم ..

تقف الكلمات حيرى عاجزةً عن البيان؛ لأنها ترى حالين يصعب الجمع بينهما، أو حتى ذكرهما في موضعين من كتاب، بله خطبة ذات صفحات معدودة كخطبتنا هذه، لكنها الأشياء تتبين بضدها؛ فلا تدرك صلاح الماضي الفائت إلا بفساد الحاضر الماثل ..
ولسنا في سياق عقد مقارنة بين سلف الأمة وخلفها؛ فتلك المقارنة معروفة النتائج سلفاً، ولن تورثنا تلك النتائج إلا الغم والحزن، ولكن دعونا نعود لموضع حديثنا، وهو الحديث عن عام الرمادة؛ لنرى كيف انتهى الحال بالمسلمين، وكيف عالج عمر الفاروق رضي الله عنه الحال، وكيف استبدلت الأمة الضيق بالفرج ..
ذكر أهل السير أن عمر رضي الله عنه، بعد أن ضاق الحال بالمسلمين، اختطب فقال: أيها الناس، اتقوا الله في أنفسكم وفيما غاب عن الناس من أمركم، فقد ابتليت بكم، وابتليتم بي، فما أدري أَلِسُخْطَةٍ علي دونكم أو عليكم دوني، أو قد عمَّتني وعمَّتكم فهلموا فلندع الله يصلحْ قلوبنا وأن يرحمَنا، وأن يرفعَ عنا المَحْل؛ فرُئي عمر يومئذ رافعاً يديه يدعو الله ودعا الناس، وبكى وبكى الناس ملياً، ثم نزل ..
وعن عبدالله بن ساعدة قال رأيت عمر إذا صلَّى المغرب نادى أيها الناس، استغفروا ربكم ثم توبوا، وسلوه من فضله، واستسقوا سقيا رحمة لا سقيا عذاب، فلم يزل كذلك حتى فرج الله ذلك. فرفع الله بدعاء عمر ودعاء المسلمين النازلة؛ واستبشر المسلمون بعدها بالخيرات؛ فاستبدلوا الجَدْب بالخصب، والضيق بالشدة، والفقر بالغنا ..

وعندما تنظر في الحدث، تلحظ أن الأمة إذ ذاك جمعت بين الأسباب الشرعية والأسباب العملية، فهم قد اتخذوا التدابير المادية، بالتكافل والتكاتف وسياسة المحنة برؤى اقتصادية محنكة، ولم ينسوا الأسباب الشرعية باللجوء إلى الله سبحانه ودعائه وإلقاء مقاليد الأمور إليه؛ لأنهم يدركون أن الخير إليه سبحانه، يعلمون أن غني حميد، وخزائنه ملأى بالخيرات يعطي ويعطي ويعطي، ولا منتهى لعطائه، فهم يسألون الله، وهم أرجى لما عنده مما هو بين أيديهم؛ لذا تجدهم يستسقون فيعطون القطر، ويسألون فينالون العطاء، وفي قصصهم عبرة لألي الألباب، ونحن على النقيض من ذلك ... نسأل ونسأل ونسأل، ونستسقي ونستسقي ونستسقي، فلا نُعطى ولا نُمطر، وما ذلك إلا بسبب من أنفسنا؛ فهم يلظون بالدعاء وكلهم يقين بحاجتهم إلى ربهم وفقرهم إليه، ونحن نلم بالدعاء ونحن مدلون على الله، فأنى يستجاب لنا ..

  #6  
قديم 2008-04-21, 11:40 AM
برق السحاب66 برق السحاب66 غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الرياض
المشاركات: 9,710
جنس العضو: غير محدد
برق السحاب66 is on a distinguished road
افتراضي

حوادث السنة الثامنة عشرة

ثم دخلت السنة الثامنة عشرة فيها : أصاب الناس مجاعة شديدة . وتسمى عام الرمادة لكثرة ما هلك فيها من الناس والبهائم جوعا . فاستسقى عمر بالناس . وسأل العباس أن يدعو الله ويؤمن عمر والناس على دعائه . فأزال الله القحط . وفيها وقع طاعون عمواس بالشام وقد هلك فيه خمسة وعشرون ألفا . ومات فيه أبو عبيدة بن عامر الجراح ، ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهم .
فلما بلغ عمر موتهم أمر على الشام معاوية بن أبي سفيان .

  #7  
قديم 2008-04-21, 02:19 PM
ذيب الأرياف ذيب الأرياف غير متواجد حالياً
عضو ذهبــي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: *الـرياض* والأجازات* ديـارالــســر*
المشاركات: 1,416

ذيب الأرياف is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله

يعطيكم العافيه

موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 03:15 PM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010