تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديــات البراري العامـــة > منتدى الموضوعات العامة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2013-11-27, 07:53 PM
الصورة الرمزية قمم الغمام
قمم الغمام قمم الغمام غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: خميس مشيط
المشاركات: 3,409
جنس العضو: ذكر
قمم الغمام is on a distinguished road
افتراضي ( إبداع ) - البيئة وماحَدث فيها من قًصور .. إلهاماتِ الطبيعةِ وتقويمّ النفس




السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة واسعد الله اوقاتكم بكل خير وانار الله دروبكم بالمسرات والبركات احبتي بالله وانه ليسرني طرح هذه الكتابة في مجال البيئة ضمن مشاركتي في المسابقة الخاصة بالكتابات الخاصة بالبيئة وماحولها ونسال الله العلي العظيم ان تعم الفائدة وان نصل للمراد بتحقيق المتطلبات الرئيسية لايصال الفكرة للقارئ الكريم

في ليلة شتوية تحديدا الرابع عشر من ليلة قمرية مُعتدلة البرودة كنت في حالة استعداد بمناسبة حالة جوية نادرة تؤثر على المنطقة الشمالية الشرقية .. وكما عهدت نفسي عاشقا مفتونا بالطبيعة الخلابة باحثا في البيئة هاويا لمكتسباتها وآثارهاً المُذهلة خصوصاً لدى بني العرب فهم خرجوا من الطبيعة ومردهّم حين تضيق النفس إليها

عزمت توديع المدينة وضجيجها .. والسعي في اقامة كرنفال مع الطبيعة الخلابة الاراضي تشبعت بسحابات سيلية لايام عديدة والفقع قد انتشر وعم الارض من اقصاها لأقصاها والسيل من الجال للجال ومناظر لا مثيل لها من الجمال .. فكنت قاصدا اختيار البيئة الطبيعية لما فيها من اثر نفسي لا يستهان به
مركبتي في الصيانة التجهيزية ومستلزمات الرحلة في حقيبة السفر والحبال والبوصلة وبعضة كتب شعرية نثرية في جزداني في درج سيارتي التسعاوية .. الحماسة والرغبة بالاصباح ذاكرا لله تعالى في الصمان تحديدا شمالها .. الحرارة تشير الى 19ْ درجة مئوية والرياح تحمل بين أكنافها رائحة زكية لا تحاول مقاومتها فهيّ كفيلة بأن تطربك من شِدة روعتهاً يا الله ما أروع هفيفها .. قادمة تلك الرياح من اراضي ممطورة لعشرة ايام متتالية .. عزمتّ المسير لأمضي في طريقي فممرت في أراضي وعرة ذات طبيعة جبلية .. الانظار تتجه خلف سلسلة جبلية لا تبعد كثيراً عن مسيري غرباً فهممتّ مٌغرباً وتركت الفيافي خلفي باحثاً عن محطة وقود على طريق إحدى الهِجر .. الانظار مازالت غربية فإذ بي ألمح في المدى دخاناً أسود اللون غامقاً .. رائحة شئ ما يحترق .. وصلت لمصدر الدخان ومن على يميني وشمالي بضعة فتيان يركضون .. أربعة أو خمسة لا يزيدون .. خلفوا ورائهم إطار سيارة عتيق .. تركوه مُشتعلاً بالنيران والدخنة تعم المكان كل المكان .. فقصدت مركبتي من الخلف متناولاً لمطفأة حريق فتمكنت بفضل الله من إطفاء النيران واخماد الدخان .. فنظرت خلف التلِ فلمحت طفلاً يكاد يكون في التاسعة من عُمرهِ .. علامات الخوف في محياهِ ولربماً أنه يبكي .. ناديت عليهِ فإذ به يقترب رويداً رويداً قائلاً : لست أنا من أشعلتهِ .. لست انا .. سلمت عليهّ وجعلته والطمأنينة يتصافحون وقلت له : آو تجدونّ المتعة في إشعال الإطارات ونشر الدخان المُضر بنفسكم وبغيركم وبالطبيعة أجمع .. فماكان منه سوا النكّران خوفاً من العِقاب الصارم بنظرهِ .. طلبت منه أن يرشدني لوالده أو ولي آمره فرفض خوفاً من العقاب .. قدمت له النصيحة والتوعية وغادرت من حيث آتيت .. أنزلت خيمتي ونصبتها وأشعلت النيران للتدفئة .. الأذان ظهراً قد إرتفع .. توضأت وصليت وتعرفت على ثلاثة من الشبان في مقتبل العمر .. عزمنا على الإقامة معاً لبضعة أيام وكانت الأجواء بالفعل رائعة ومثالية .. في المساء وصل العَشاّء والجوع يفتكُ بناً بعد جلسة تعارفية وأحاديث مشوقة تناولنا فيها موضوعات عِدة حول البيئة والطبيعة خصوصاً في المنطقة التي نَحُن بها فإذ بأحد الشبان يروي لي قصة أثارت دمعي وحزني على ماتضمنتهِ من محتوى تقشعر له الأبدان .. اشار لي الشاب بيده نحو منطقة مليئة بالحجار الصخرية وعلب المياة الفارغة والمشروبات الغازية وبقايا جلسة غداء والكثير من النفايات مِد بصري تقريباً .. قال لي في الماضي عند حياة والدي وقبل مماته كنا نتردد للمكان طيلة المواسم باحثين على التأمل في الطبيعة والجلوس في هذا المكان تحديداً وكنا نفعل ذالك بالفعل .. منذ وفاة والدي تقريباً أصبح المكان في حالة من الفوضى وحالة سيئة من التلوث .. بلغت أقصاهاً عندماً أقام أحدهُم جلسة غنائية هناً ولم يراعي السامعين من العوائل وكبار السن والنساءّ .. فهذا مثالُ يُضرب في التلوث السمعي عدا عن التلوث البيئي حيث يتعمد البعض ترك المكان موحشاً بالنفايات متلوثاً بدماءِ ذبيحتهم .. واما اليوم فهذا ماتبقى من تلك المساحة الشاسعة التي قضوا عليهاً بإهمالهِم لنظافتهاً .. فتحدث الشبان لي .. بأن أهدافهم لا تقتصر فقط على الإقامة في هذه الاماكن لغرض المتعة الشخصية إنماً لإقامة دعوات إرشادية تهدفّ لتثمين البيئة واعادة شرح أهميتها على الفرد والمجتمع فماكان مني سواً الدعاء لهم بالتوفيق والسداد على هذه الخطوات الرائعة والتجسيد الحقيقي لمفهوم البيئي المحافظ .

إنتهى حديثه وغادر الجميع لخيمتهِ للنوم فكان عزمناً أن نقيم جلسة شعرية وانشطة مختلفة في صباح اليوم التالي بمشيئة الله ..
إستيقظنا لصلاة الفجر فكان المنظرَ آسراً فاتناً من حولنا .. في المدى ترى سحابة ركامية رعدية لا يكاد برقها يفصل .. وامامنا واحة وآية من الجمال .. اللون الأخضر للزرع طغى على المكان بفضل الله .. صلينا الفجر وهممناً للجلوس على ضوء الشمس الفاتن البازغ .. وانظارنا لا تفارق المُزن الركاميّ ياسُبحان الخالق على تكوينهِ العجيبّ .. دقائق معدودة وإذ بنا نسمع صراخ اطفال واستغاثات قادمة من مكان قريب .. ركبنا السيارات متوجهينَ لمصدر الصوت .. فكان مرشدنا هي السنة اللهب الهائلة .. التي ابتلعت احدى المزارع المجاورة .. منظر قاسي يمتزج بصراخات الحُضور واستغاثاتهم .. فكان الدفاع المدني حاضراً في غضون دقائق .. هـَرع للبحث داخل المزرعة واطفاء الحريق الضخم الذي انتشر في وقت قصير ليتمد لأحد الخيام .. تمكنت فرق الدفاع المدني من إخماد الحريق قبل السابعة صباحاً بفضل الله .. فعلمنا أن سبب نشوب الحريق .. فتية أشعلواً فتيلاً من الألعاب النارية فكان ذالك سبباً في إشعال الحريق .. أما عن الأضرار فحدث ولا حرج .. سبعين أو ثمانين من النخل المثمر قد نُسفت تماماً .. فماكان مناً إلا أن نواسي المقيم على المزرعة وهو أحد الرجال الطاعنين في السن فقد خسر نتاج شهرين كاملة بسبب قلة الوعي من الصبية وعدم إهتمام من قبل ذويهم .. فكانت تِلك الحادثة سبباً في تكدير أنفسناً حتى أصبناً بالإحباط لما شاهدناه أمام أعيننا من إهمال وتلويث وحرق للطبيعة .

في عصر اليوم نفسِه أذان العصر يصدح .. توجهنا للوضوء فكانت المياة قد نفذت مناً .. ركبنا السيارات متوجهين لأحد المساجد الطينية القريبة من محل إقامتنا .. لفتّ نظرناً وجود بئر يُمثل واجهة رسومية مُذهلة .. فماكان منا سوا التهليل والتكبير لمنظر البئر الآسر الذي يقل وجودهِ في الوقت الحاضر .. فكانت رغبتنا بشرب المياة منهِ رغبة مُلحة حتى رفعناً من جَوفِه فكان الماء بارداً والكأس مُندياً فكانت المفاجاة حاضرة وتعكيرّ صفوة الرحلة لا مَفر منهِ .. حتى اكتشفناً تلوث البئر ببعض أكياس وعلب فارغة من المشروبات الغازية فكان ذالك مضرباً في التلوث الحقيقي الذي أوجعنا بحقيقة وجعلناً في حالة من الضَجر الشديد للتلوث البيئي المستمر في ربوع الطبيعة

عندهاً آلهمنا الله عز وجل وبث فينا عزماً على إقامة ندوة تثقيفية حول الإهتمام بالبيئة ورعايتها على أكمل صورة .. تناولناً عِدة موضوعات هامة من ابرزها : ترك المكان نظيف عند الإنتهاء منهِ .. ومراعاة عدم مضايقة المتنزهين بالمعزوفات والأصوات العالية والروائح الكريهة المنبعثة من القمامة والإهتمام بالآبار لضرورتها المُلحة .. وضرورة الإنتباه للأطفال والصبيةِ وعدم إهمالهم لما يترتب عليهِ من أفعال تضر بالبيئة كَكُل .

فكان صاحب الصوت الجهوريَ البالغ في الفصاحة ورزانة القول .. كان حاضراً بعد صلاة العصر لإلقاء الكلمة .. فكان صداهاً واسعاً في عموم المكان .. إستمع الجميع بإنصات وتّمعن وكانت الرجاوي بأن تعم الفائدة لينعم الجميع ببيئة محافظة سليمة خالية من الملوثات .

وبعد الإنتهاء حثناً أحد كبار السنَ على ضرورة الإستمرار بالمحاضرات الثقيفية وعدم إقتصارهاً على مكان واحد فقط .. بل التجول في عِدة أماكن ونشر الثقافة التوعية فالحمد لله آن رزقنا البصيرة وهداناً لإقامة أكثر من عشرة ندوات خلال 6 شهور كان لها الأثر المٌثمر والنتيجة المُثلجة للصدر .. فما كان منهم سوا الإنصات والتعلم والتثقف بخصوص البيئة ودورها وتأثيرها .. ومع الأيام والأسابيع لاحظنا ولاحظ الجميع الإنخفاض الحقيقي بحدوث التلوثات البيئية كإحتراق الإطارات بعشوائية وبدون سبب .. او كتلوث آبار الشرب وقطف الأزهار والثمار دون مراعاة للغير والكثير من السلبيات التي تحولت بفضل الله وبفضل جهادناً التوعوي إلى نقاط إيجابية تُحسب لصالح مجتمعناً .. فقد أعدنا هيكلة مفهوم البيئة وكيفية الحفاظ عليها وماكان من المجتمع أن يسير على فِطرته وأن يهتديّ بإذن الله ومشيئته وفَضله .. فماكان مناً سوا نشر رسالتناً وبفضل الله كان للبعض أذن صاغية وافعال لها صداها المدوي في المكان .. فاللهُم لكَ الحمد على مارزقناً من طبيعة وبيئة خلابة ومناظر آسرة فاتنة للنفوس .. ونسأل الله أن يعفوا ويصفح عمنَ يسئ للبيئة والطبيعة وأن يهدي الجميع لما فيه خير وفلاحَ في الدنيا والأخرة .

إنقضت الإجـازة وهممناً لجمع حاجياتناً .. ولملمة الأغراض جميعهاً فكنا بحمد الله خير مثال يُضرب بتركناً للمكان نظيفاً بل أجمل وأنظف مما كان عليه سابقاً .. قمنا بهداية من الله بكتابة لوحات إرشادية بعِدة لغات تتضمن كلمات إرشادية بخصوص الحفاظ على البيئة .. وترك المكان نظيفاً .

قمنا لاحقاً بكتابة منشورات تثقيفية تتضمن حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذى الناس ) ( مسلم ) .. إنتهى قوله صلى الله عليه وسلم

فقمنا بطباعة الأحاديث النبوية والآيات الذكيرية بضرورة الحفاظ على البيئة وقمنا بنشرهاً في الاماكن المخصصة .. في محطات الوقود المجاورة وفي المسجد وغيرهاً .. رغبة مناً في نشر التوعية الحقيقة ضد المخاطر التي تهِدد البيئة والطبيعة عامةً
فنسأل الله العظيم أن يُكلل جهودناً بالنجاح اللهم آمين .

نهاية المقال القصصّي

نسأل الله التوفيق في الدنيا والاخرة .. وننوهّ أن إختيار المنطقة الشمالية الشرقية جاء بإختيار مُخصص كونها منطقة يكثر بها الربيع وتتناسب مع القضية المخصصة .. ولم نقصد ولن نقصد التغاضي عن منطقة معينة أو إظهار منطقة معينة بصورة مُعكرة أو بأخرى .. تحية إجلال وإكبار لجميع مناطق المملكة وقبلة على أراضيهاً شتى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة





التوقيع:
سُبحان الله اللذي أشرقت لوجههِ الظُلمات
رد مع اقتباس
 


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 12:02 AM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010