زوجة الشاعر جرير سديراويه من جلاجل ..

[ماء زمزم]

زوجة الشاعر جرير سديراويه من جلاجل ..

زوجة جرير بين جلاجل وتمير

عندما نقرأ بعض الاشعار القديمة يتبين لنا جوانب من الحياة الاجتماعية في ذلك الوقت وفي هذا المقال سوف نتطرق الى جانب من حياة الشاعر المشهور جرير

جرير بن عطية من بني كليب بن يربوع شاعر غني عن التعريف ولد في قرية أثيفية إحدى قرى الوشم حولي 30 للهجرة من أبوين ينتسبان إلى قبيلة كليب بن يربوع من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم .
والمطلع على اشعار جرير يجد العديد من اسماء المواضع والتي يحتاج بعضها إلى تحقيق وتدقيق كما يصور شعرة جوانب من الحياة الاجتماعية في ذلك الوقت وغي ذلك من الامور الأخرى .
وفي هذا المقال سنتعرض إلى جانب من حياته الخاصة حيث سنتطرق إلى حياة زوجته خالدة ومكان معيشتها ومكان وفاتها حسب ما توفر لدي من معلومات والتي نأمل أن تكون قريبة من الواقع .
زوجات جرير
لقد تزوج جرير بعدة نساء يذكر منهن ثلاثا في شعره منهن سلمى وخالدة بنت سعد أم حزرة ومنهن أمامة أم حكيم ونوح وبلال1
أولاد جرير
ومن اولاد جرير حزرة وعكرمة وبلال وموسى ونوح وحكيم وسوادة ومن بناته زيداء
أما حرزة فهو بكر جرير واكبر أبنائه 2
زوجته خالدة
من احب زوجاته إليه وهي أول زوجاته حيث أنجبت له ابنه البكر حزرة ويظهر من خلال شعره أنها كانت تسكن مدينة جلاجل في منطقة سدير وهذه المدينة يقطنها في زمن جرير بنو عوف بن مالك بن جندب العنبر بن عمرو بن تميم 3.لكن زوجته قريبة منه فهي من كليب بن يربوع .
واسمها خالدة بنت سعد بن اوس من كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم .
قال جرير حول سكن زوجته في بلد جلاجل :
وكأن منزلة لها بجلاجل وحي الزبور تجده الأحبار
وفي نسخة تخطه
عاشت زوجته خالدة معه ورزق منها ابنه البكر وسماه حزرة وبه كنيت بأم حزرة ويظهر أنها عاشت معه في تنقلاته في الأمصار والفلوات حيث كان يرعى الإبل فقد كانت ابله كثيرة مما حدا به يطلب عبيدا من الخليفة عبدالملك بن مروان لكي يساعدوه في رعي الإبل فأعطاه ثمانية من الرعاة لكي يرعوا عليه ابله وكانت المنطقة الواقعة شمال مدينة تمير من المناطق الرعوية خاصة عندما تسقط الأمطار وتكثر السيول حيث تنبت الرياض بالنباتات المختلفة الصالحة للرعي ومنها العرفج والضعة والخزامى والاقحوان والحوذان والقرضي وغيرها من النباتات الاخرى ومن الرياض المعروفة في هذه المنطقة روضة المقعر وروضة الحقاقة وروضة ضاحك وروضة نورة والعديد من الرياض الاخرى . ويظهر ان جرير كان يقطن في فصل الربيع قرب برقة ضاحك وكانت زوجته خالدة ترافقه في تنقلاته مما زاد من محبته لها .
برقة ضاحك
وبرقة ضاحك كما قال ياقوت لبني عدي في اليمامة . وبنو عدي والتيم من الرباب ومعظم مساكنهم هناك فتمير للتيم وتمر المعروفة حاليا بتمرية لبني عدي .
وضاحك يفترع جبل العرمة مما يلي أعلى وادي الشوكي وينـزل على البطين شمالي روضة أم شقوق وفيه درب يسمى درب ضاحك وقريب منه ابرق رمل يسمى ابرق ابن مبرد وبالقرب منه روضة تسمى روضة ضاحك يزرعها أهل تمير بعليا بعد نزول الأمطار وبالقرب من هذا الابرق وقع فيه يوم من أيام العرب ويسمى يوم الجناب قال أبو جويرية " " :
ولقد تركن غداة برقة ضاحك في الصدر صدع زجاجة لا تشعب
وقال الأفوه الأودي " " في ذلك اليوم أيضا :
فسائل حاجرا عنا وعنهم ببرقة ضاحك يوم الجناب " "
قال الشيخ عبدالله بن خميس في كتابه معجم اليمامة عن برقة ضاحك :
برقة ضاحك على هيئة اسم الفاعل من ضحك .. قال في متن اللغة الضاحك في الجبل : حجر أبيض يبدو فيه .أهـ وهو يطلق على عدة ثنايا من اليمامة تبدو ضاحكة بيضاء من كثرة ما تطسها أخفاف المطي جيئة وذهابا فمن هذه الثنايا ثنية في عرض جبل العرمة الشمالية بين البطين ممايلي مبايض وماحوله وبين ظهر العرمة مما يلي وادي الشوكي .ويعتبر درب ضاحك من الدروب القديمة الموصلة بين مدينة تمير ووادي الشوكي وهو عقبة تبعد عن مدينة تمير قرابة 19 كيلومترا .
وفاتها
بينما كانت تتنقل في المنطقة الواقعة شمال مدينة تمير محاطة بكثير من الرياض ومنها روضة ضاحك أصيبت بمرض قرب برقة ضاحك ادى إلى وفاتها ونظرا لوجود أماكن مرتفعة قرب هذه البرقة فقد تم قبرها فيه وعادة ما يوضع القبر إذا كان في الصحراء في مكان مرتفع حفاظا عليه كي لا تجرفه السيول .ولقد حزن جرير على وفاة زوجته خالدة ورثاها في شعره ومما قال في رثائها
لولا الحياء لعادني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار
ولقد نظرت وما تمتع نظرة في اللحد حيث تمكن المحفار
إلى قوله :
فسقى صدى جدث ببرقة ضاحك هزم أجش وديمة مدرار
هزم أجش إذا استحار ببلدة فكأنما بجـوائها الأنهـار
قال الشارح :
الصدى : جثمان الميت وعظامه . والجدث : القبر . وبرقة ضاحك : موضع وهزم : أي سحاب هزم أي متشقق بالرعد أو شديد صوت الرعد . أجش : في صوته جشة أي بحة والديمة مطر يدوم في سكون بلا رعد وبرق .
وبعد هذا ما أحببنا ايراده عن حياة خالدة زوجة جرير والله أعلم .


منقول للمؤرخ( محمد الفيصل ) .. منابر بني تميم