هذا بلاغ للناس .. وقفات من السنة النبوية ~ في ما يخص الإعصار ~

[alknz@]

بسم الله الرحمن الرحيم


(اللهم إنّا نسألك رضاك والجنة ، ونعوذ بك من سخطك والنار .. اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا ، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ... )


أصبح إعصار ( جونو ) حديث اليوم والغد .. والكل يعيش بين رجاء وخوف .. الخوف مما سيسببه الإعصار ، أو الرجاء بما يأتي به الله من خير وبركة .. وكثير من الناس لا يدركون معنى هذه الظواهر والأحداث ، فبمجرد أن يقال أن هناك منخفض جوي تسمع الناس يتهاتفون ليسمعوا آخر أخبار الطقس ، وينتظرون الوقت الذي تنزل فيه الأمطار ، ولم يضعوا نصب أعينهم أن قوم سيدنا نوح أهلكوا بالمطر ( الطوفان ) وقوم سيدنا هود أهلكوا بريح عاتيه !!

ما جئتكم مخوفاً ، ولكن لتضعوا العبرة ، أن رحمة الله يصيب بها من يشاء ، وغضبه ومقته يهلك به من يشاء .. بيده الخير وهو على كل شيء قدير .



من الواجب علينا أن ندعوا الله بأن ينزل علينا رحمته ، وأن نكثر من الإستغفار .. وأن نخشى ونتفكر بعذابه .. تأسياً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. فقد كان كثير الدعاء حين يرى سحباً مقبلة .. كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم :


( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الريح و الغيم عرف ذلك في وجهه ، فأقبل و أدبر ، و إذا مطر سر به و ذهب عنه ذلك ، قالت عائشة : فسألته فقال : إني خشيت أن يكون عذاباً سلط على أمتي ، و يقول إذا رأى المطر : رحمة ) .وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى سحاباً أو مخيلة فزع ، فإذا مطر قال : اللهم سقياً نافعاً )



وجاء في كتاب الدعاء :
حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه المقدام أنه ذكر عن عائشة أن { رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه وإن كان في صلاته حتى يستقبله فيقول : اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به , فإن أمطر قال : اللهم سيبا نافعا مرتين أو ثلاثا , فإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على ذلك }

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تسبوا الريح فإنها من روح الله , تأتي بالرحمة والعذاب , ولكن تعوذوا بالله من شرها وسلوا الله من خيرها }


وأذكركم بفرحة قوم سيدنا هود حينما رأوا السحب الركامية قادمة إليهم ، ولم يدركوا أنه عذاب ربهم .. يقول الله تعالى في حقهم : {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ }

فأكثروا من الإستغفار وتوبوا إليه


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


منقول