( .. الوسم جاكم .. والخير بأمر الله .. يغشاكم .. )

[نزيه الحيزان]

الوسم

هو من وسم الشيء أو تعليمه بعلامة ما
وهذا دلالة على أن ما يسقط بأمر الله من أمطار في هذه الفترة من السنة
يسم الأرض ويترك فيها علامة واضحة
تتمثلُ بإخضرارها وارتدائها ثوباً جديداً تميزت به هذه الفترة عن غيرها بعد سقوط الأمطار

ويسبق الوسم ما تعارف عليه العامة بـ ( الثروي )
أو مطر الثروي
وهو المطر النازل الذي يسبق دخول الوسم ، والذي ينبت الكمأ باكراً
وبأحجام أكبر مما هي عليه بعد دخول الوسم بأمر الله .

وفي هذه الأيام ، كثر الحديث عن دخول موسم الوسم ، ولا خلاف في ذلك
حيثُ كما أسلفت أن هذه الأيام القلائل التي تسبق الوسم تُعد منه
وتأخذ نفس طابع وخصائص الأيام الفعلية له.
وهم بذلك ( من يقول بدخول الوسم )
يعتمدون في الغالب على حساب إبن بسام
والذي يجعل دخول الوسم في 10 أكتوبر
على أن المتعارف عليه هو 16 أكتوبر
حيثُ لا يُرتبط هذا التوقيت بأي متغيرات في الحالة الجوية أو خلافه
وهو يعقبُ توقيت أهل الشرق والوسط من الجزيرة العربية
وبذلك يكون آكدها ، لأنه لا يدعُ مجالاً للشك في دخول موسم الأمطار بعده
بأمر الله تعالى

ويقول في ذلك الخلاوي :
والى مضى واحد وخمسين ليلة
...................... فلا تامن الما من حقوق الرعايد
ويقصدُ بعد دخول سهيل بما يُقارب ( 52 ) يوماً

ويبدأ الوسم كما أسلفت بطالع ( العواء ) وسط فصل الخريف ولمدة ( 52 ) يوماً
تبدأ في ( 16 ) أكتوبر، حيث يطيب الهواء وتحلوا الكشتات
قبل فصل الشتاء
يبرد فيه الطقس ويُلبس فيه ما يقي الجسم برد أوسط الليل وأخره
ونتهيأ لفترة هطول الأمطار بأمر الله تعالى
ثم يحلُ طالع ( السماك )
وذلك في ( 29 ) أكتوبر ، وقبل زيادة برودة الطقس وهجمات البرد المفاجئة
والتي تبدأ من دخولنا في طالع ( الغفر )
وذلك في ( 11 ) نوفمبر ، حيثُ نضطر معه للبس الثياب الدافئة والتي تقينا لسعات البرد المُباغته .
ونختمُ موسمُنا بطالع ( الزبانا )
حيثُ العواصف لا تتوانا وتضرب ليلاً ونهارا
وذلك في ( 24 ) نوفمبر ، قبل أن ندخل في مربعانية الشتاء
في ( 7 ) ديسمبر

نزيه الحيزان
الجوف