-( السطور الغزيرة في سلوك رياح الجزيرة )- :: دراسة مناخية إرشيفية ::

[عساس الوادي]

سلام عاطر لكم

يزدان بكم

مع بداية بشائر هذا العام يشرفني أن أضع بين يديكم خلاصة نظرات وتأملات

من مواسم ماضية لسلوك منظومة الرياح في الجزيرة العربية وهي تحمل

اجتهادات شخصية مقرونة بأدلة علمية لعلها تكون سبقا في دراسة هذه

الظواهر التي تحتاج لمؤسسات عالية الجودة و منظمات علمية متقدمة

والتي تدعو للتفكير في عظمة الخالق سبحانه وتصريفه لهذه الرياح وتقليبها

هذا بحث موجز أسميته : ( السطور الغزيرة في سلوك رياح الجزيرة ) .

الجزيرة بطبيعتها ذات ضغط عالي أكثر أيام العام وهذا يجعلها مسرحا

للمرتفعات الجوية التي تطرد الرطوبة من أجوائها للمناطق ذات الضغط المنخفض



لذلك الرياح تستقر أشهرا على نمط واحد كاستمرار الشمالية الغربية على

السواحل عدة أشهر ولذلك في الصيف ومع تعمق المنخفض الموسمي الهندي

تنشط رياح البوارح كردة فعلة غير معتادة لوجود ضغط منخفض في جزيرة

العرب لذلك هناك محرك أساس بقدرة الله عزوجل لمنظومة الرياح في الجزيرة

وهو (المرتفع المداري الجنوبي الشرقي )



ولذلك في علم الطقس : انخفاض الضغط السطحي وانخفاض الضغط العلوي

يشكل حالة قوية مطيرة معتبرة بينما المرتفع السطحي والمنخفض العلوي

يشكلان موجة باردة على السطح بخلاف مرتفعين علوي وسطحي

يرفعان درجات الحرارة فلذلك سلوك هذا المرتفع على السطح هو دائما

ما يعكر صفو الحالات الجوية فهذا المرتفع الجوي المرابط مرة للوسط

ومرة للجنوب ومرة للشرق يلعب دورا مهما في حالات الاستقرار وحالات عدم

الاستقرار في جزيرة العرب وذلك من خلال دفعه بالرياح الرطبة بعيدا

عن الجزيرة عن طريق تدوير الرياح للشمال وذلك حسب موقع

تمركزه وذلك حسب الرسومات التالية :









لذلك تجد مناطق جنوب الرياض الأقل استفادة في الوسم لتمركزه المميز للقصيم

وحائل والشمالية الشرقية بينما في مارس وإبريل يكون متراجعا لجنوب عمان

فيكون موسم هذه المناطق لأن الرياح الجنوبية الرطبة تتصادم بالرياح الشمالية

على شرق المرتفعات وجنوب وغرب منطقة الرياض :



بخلاف شهر نوفمبر مثلا فهو يتذبذب بين الشرق والجنوب وينزاح مؤقتا خاصة

مع الاندفاعات القوية الشمالية فيصبح يتصارع مع الجبهات وسرعان ما تتحول

الجبهة لجبهة ثابتة وتفقد مزاياها بفعل هذه المرتفع العتيد :



فنحن في الجزيرة طيلة العام في صراع مع تدافع الجنوبية بشقيها

والشمالية بشقيها وهذا يجعل من الصعب وجود حالة عامة على

أرض الجزيرة لأن سلوك الرياح لا يستطيع استيعاب هذه المؤثرات

القوية من جميع جهاته فتجد مثلا من الصعب وما على الله بعسير

تزامن أمطار حوطة بني تميم مع أمطار الوجه وأملج وهذا مشهود ..

مثلا مدينتي ( وادي الدواسر ) تهب عليها الشرقية والجنوبية

ما يقل عن 280 يوما من العام بينما نادرا أن تكون الرياح شمالية غربية

بخلاف مدينة جدة مثلا فهي طيلة العام تحت وطأة الرياح الشمالية فمن النادر

أن تكون الرياح شرقية على جدة أو الساحل من جدة حتى جازان لذلك لوجود

المصدات العملاقة من جبال السروات والتي لا تستطيع جحافل الغبار المنطلق

من العراق تجاوز هذه الأسوار إلا على هيئة غبار عالق تبدده وتفرقه الغربية

التي تهب على الساحل وتهامة بخلاف أشهر الغبار على الساحل فهي تتلقى

الرياح الموسمية النشطة بدون حواجز :



لاحظ موجة الغبار والرياح الشرقية لا تستطيع النفوذ لوجود حاجزان :

- تضاريسي يتمثل في الجبال .

- مناخي وهو اندفاع رياح معاكسة لجهة الغبار فيبقى عالقا .

ولاحظ دخول الغبار للبحر من جهة المدينة لأن التضاريس أقل ارتفاعا وشهوقا .



ومن هذا تتضح ملامح السلوك للرياح الشرقية والرياح الغربية

فأقصى حد لتعمق الرياح الغربية غرب الوسطى و قد تتجاوزه في

ظروف استثنائية وكذلك أقصى حد لتعمق الرياح الشرقية ( الصبا )

على مرتفعات السروات هي سفوحها الشرقية وقد تتجاوزها في ظروف نادرة.

لذلك في الحالات المطيرة المميزة لابد من حدوث ثغرة جوية قوية في هذه النظام

كانزلاق قوي لكتلة باردة تتعمق لوسط الجزيرة تدفعه للبحر طاردا لرطوبة البحر

للقرن الأفريقي أو عبر بوابة اليمن أو بوابة الربع الخالي أو دخول نظام مداري

من بحر العرب يخلخل قوى هذا المرتفع ويجبر الرياح على تغيير سلوكها :





هذه اجتهادات هاوٍ لا تخلو من الخطأ الكثير والصواب اليسير

والله تعالى هو المدبر والمصرف ونحن متفكرون متأملون

هذا ما لدي وأترك المجال لمن أراد أن يضيف أو يصوب أو يدلل

وختاما : اسأل الله لبلاد المسلمين الغيث النافع والنعم المتوالية

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .