تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديــات البراري العامـــة > منتدى الموضوعات العامة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 2012-07-17, 09:42 PM
الصورة الرمزية ابو طلال الفيفي
ابو طلال الفيفي ابو طلال الفيفي غير متواجد حالياً
مراقب منتدى البيئة والحياة الفطرية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: البراري
المشاركات: 23,253
جنس العضو: ذكر
ابو طلال الفيفي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل (الثاني)

الأدلة على وجوب صيام رمضان

فرض الله عز وجل الصيام بكتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وأجمعت الأمة على أن صيام رمضان فريضة من فرائض الله عز وجل. أما دليل وجوبه من كتاب الله فقوله سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة:183] و(كُتِبَ) بمعنى: فرض، وقوله: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ [البقرة:183] أي: أوجبناه وفرضناه. وكذلك ثبتت السنة بفرضيته كما في قوله عليه الصلاة والسلام: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)، وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان) فنص عليه الصلاة والسلام على اعتبار صيام رمضان ركناً من أركان الإسلام. وفي مسند أحمد : (أن رجلاً ثائر الرأس دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم يسمع لصوته دوي، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان) فدلت هذه النصوص على أن صيام رمضان فريضة. وقد أجمع العلماء رحمهم الله على أن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام، وأنه من الفرائض التي أوجب الله عز وجل على عباده.


مراحل فرض الصيام



في أول الأمر فرض على الناس صيـام يوم عاشوراء، ثم نسخ صيـام يوم عاشوراء بصيـام رمضـان، وقال بعض العلماء: لا، بل فرض عليهم صيام ثلاثة أيام من كل شهر وهي الأيـام البيض، ثم نسخ ذلك بصيام رمضان. والصحيح: القول الأول، وهو: أن الناس كانوا مطالبين بصيام يوم عاشوراء فريضة، كما في حديث معاوية في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى المنبر وقال: (إن الله فرض عليكم صيام يومكم هذا في ساعتي هذه) فأوجب الله على الناس صيام يوم عاشوراء، ثم نسخ بصيام شهر رمضان. وهذا النوع من النسخ يعتبر أحد أنواع النسخ، وهو نسخ الأخف بالأثقل؛ لأن النسخ ينقسم إلى قسمين: الأول: نسخ إلى بدل. الثاني: ونسخ إلى غير بدل. والنسخ إلى بدل إما أن يكون: إلى بدل مساوٍ، أو إلى بدل أثقل، أو بدل أخف. فمثال البدل المساوي: كنسخ التوجه إلى بيت المقدس بالتوجه إلى بيت الكعبة، فإن التوجه مساوٍ، وإن كانت فضيلة الكعبة أعظم من فضيلة بيت المقدس، فهذا يسمونه: نسخ إلى مثل. ونسخ الأخف بالأثقل منع منه بعض الأصوليين، وقالوا: إن الشريعة شريعة رحمة ولا ينسخ الأخف بالأثقل، والصحيح: أنه ينسخ الأخف بالأثقل بدليل فرضية شهر رمضان، فقد كان المفروض يوماً واحداً فنسخ بثلاثين يوماً، فأوجب الله على الناس صيام شهر كامل، وهذا دليل على جواز نسخ الأخف بالأثقل. وقد ينسخ الأثقل بالأخف، وهذا كثير، كما في مصابرة الواحد للعشرة، فنسخت بمصابرته للاثنين. وهذا النسخ -نسخ صيام عاشوراء- يعتبره العلماء من نسخ الأخف إلى الأثقل، فقد نسخه الله عز وجل بفرض الصيام ثلاثون يوماً، وقد يكون الشهر تسعاً وعشرين إذا كان ناقصاً، وسواءً كان كاملاً أو ناقصاً فإنه أثقل من صيام يوم واحد. وهذه الفرضية بصيام شهر رمضان وقعت في السنة الثانية من الهجرة، في اليوم الثاني، قيل: لليلتين خلتا من شهر شعبان من السنة الثانية، ففرض الله على المسلمين صيام شهر رمضان، وأوجب عليهم ذلك، وصام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات كاملة، وهذه السنة -السنة الثانية- هي السنة التي وقعت فيها غزوة بدر الكبرى.



التوقيع:


" لاترفع رأسك من السجود وفي قلبك شيء لم تقوله لله عزوجل "
  #12  
قديم 2012-07-18, 12:33 AM
الصورة الرمزية فهد الجهني
فهد الجهني فهد الجهني غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: شمال غرب مكة المكرمة
المشاركات: 6,503
جنس العضو: ذكر
فهد الجهني is on a distinguished road
افتراضي

أيها المسلمون اغتنموا رمضان قبل فوات الأوان



الدكتور إسماعيل عبد الرحمن

بسم الله الرحمن الرحيم


هذا الترغيب والترهيب ورد صريحا في الحديث الذي أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وغيرهما من رواية أبي هريرة وجابر وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمصان فانسلخ قبل أن يغفر له وفي رواية رغم أنف امرئ أدرك شهر رمضان فلم يغفر له ، ورغم أنف رجل أدرك أبواه عند الكبر فلم يدخلاه الجنة "
رمضان واحد من مواطن ثلاثة لغفران الذنوب وتكفير المعاصي ذكرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدفعنا لاغتنامها يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم :" الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " .
ما دمنا قد سلمنا بأن رمضان موسم للرضا والغفران فواجب على كل مسلم ومسلمة ألا يفوته هذا الموسم لأن فواته دون حصول المغفرة خيبة وخسران وذل وهوان وهو ما عبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله : "رغم أنف" أي التصق بالتراب وهو كناية عن الذلة والهوان .

كيف نغتنم رمضان ؟
الإجابة عن هذا السؤال تستدعي أربعة عناصر :
العنصر الأول : بيان مكانة الصوم ومنزلتها في الإسلام .
العنصر الثاني : بيان فضائل شهر رمضان .
العنصر الثالث : سبل اغتنام شهر رمضان .
العنصر الرابع : شروط قبول الصيام .

ونوجز القول في كل عنصر منها فيما يلي :

• العنصر الأول - بيان مكانة صوم رمضان ومنزلتها في الإسلام.
أوجب الله تعالى الصيام على كل مسلم ومسلمة بشروط حددها الفقهاء فقال تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " ( سورة البقرة الاية 183 )
وقال تعالى : " شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ " ( سورة البقرة الآية 185 ) .
هذا الواجب بين النبي صلى الله عليه وسلم منزلته في الدين الإسلامي فيما أخرجه الشيخان من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا "
ولذا كان صوم رمضان أحد أركان الإسلام التي لا يتم إلا بها .

• العنصر الثاني - فضائل شهر رمضان .
فضائل شهر رمضان عديدة وكثيرة ونذكر منها :
1- باب من أبواب المغفرة .
قال تعالى : " وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً " ( سورة الأحزاب من الآية 35 )
وقال صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . متفق عليه
2- أن الصوم نصف الصبر .
قال صلى الله عليه وسلم : " الصوم نصف الصبر " ( ابن ماجة والترمذي وحسنه ) ، وحيث إن الصبر نصف الإيمان لما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم : " الصبر نصف الإيمان " ( البيهقي والمنذري وقال حديث حسن ) .لذا كان الصوم ربع الإيمان .
وإذا كان الصوم قد احتوى أنواع الصبر الثلاثة الصبر على الطاعة والصبر على المعصية والصبر على الابتلاء فإن الصائم داخل في زمرة من يوفون أجرهم بغير حساب قال تعالى : " إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ " . (سورة الزمر من الآية 10)
3- اختصاص رب العزة جل وعلا بمجازاة الصائم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله عز وجل : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " ( رواه البخاري )
4- . فتح أبواب الجنة وغلق أبواب النار وتصفيد الشياطين .
قال صلى الله عليه وسلم : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين " . ( رواه مسلم )
وفي هذا الحديث ترغيب للإقبال على الطاعات والاستزادة منها حينما تتحقق هذه المقدمات التي تدفع المسلم إلى اغتنام رمضان .
5- فيه ليلة القدر .
قال تعالى : " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) .( سورة القدر)
وقال صلى الله عليه وسلم : " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، من صام رمضان إيمان واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ( رواه البخاري )
وقال صلى الله عليه وسلم : "آتاكم شهر رمضان ، شهر مبارك ، فرض الله عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة ، و تغلق فيه أبواب الجحيم ، و تغل فيه مرده الشياطين ، و فيه ليلة هي خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم " ( أحمد والنسائي وصححه الألباني ) .
6- شفاعة الصيام يوم القيامة .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال : فيشفعان " ( رواه أحمد وإسناده صحيح وحسنه الألباني ) .
7- الوقاية من النار والمعاصي .
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه " والصيام جنة " .
وقال صلى الله عليه وسلم : يا كعب بن عجرة : الصلاة برهان والصوم جنة حصينة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار " ( رواه الترمذي وصححه الألباني ) .
وقال صلى الله عليه وسلم مبينا محل الجنة : " الصيام جنة يستجن بها العبد من النار " ( رواه أحمد وحسنه الألباني ) .
8- دخول الجنة من باب الريان .
قال صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة بابا يقال له الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال أين الصائمون ، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق ، فلن يدخل منه أحد .( رواه البخاري ومسلم ).
9- الجود ومدارسة القرآن .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة .( رواه البخاري ومسلم ).
وقال صلى الله عليه وسلم : " من فطر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا" ( رواه الترمذي وحسنه ).
10 – العمرة .
قال صلى الله عليه وسلم لأم سنان الأنصارية : ما منعك من الحج . قالت : أبو فلان ، تعني زوجها ، كان له ناضحان حج على أحدهما ، والآخر يسقي أرضا لنا . قال : فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي .( رواه البخاري ) .

• العنصر الثالث - سبل اغتنام بركات رمضان .
1- إمساك الجوارح عن المعاصي واستعمالها في الطاعة .
2- صيام يومه .
3- قيام ليله وأقلها صلاة التراويح .
4- مدارسة القرآن وكثرة تلاوته والاستماع إليه .
5- الجود والكرم وإطعام الطعام خاصة الفقرآء والمساكين .
6- إفطار الصائم ولو كان غنيا .
7- الإكثار من النوافل والقربات .
8- الاعتكاف في العشر الأواخر .
9- الصبر على سب الآخرين وآذاهم .
10- تحري ليلة القدر .
11- كثرة الذكر والدعاء والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
12- أداء العمرة لمن قدرعلى ذلك .
13- التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وآداب الصيام نحو تعجيل الفطور على رطبات أو تمرات أو ماء والدعاء عند فطرة والسحور ولو على جرعة ماء .

• العنصر الرابع - شروط قبول الصيام .
الشرط الأول : الإخلاص .
وهو أن يبتغي بصومه وجه الله تعالى خالصا لوجههه الكريم .
الشرط الثاني : أن يستوفي أركان الصيام وآدابه .
الشرط الثالث : أن يمسك جوارحه عن المعاصي وهو ما يسميه حجة الإسلام الغزالي رحمه الله : صوم الخواص لأن صوم العموم هو من صام عن الطعام والشراب والشهوة فقط وترك لجوارحه عنان المعصية من غيبة ونميمة وكذب ونظر للحرام وهؤلاء لا فائدة من صيامهم ، بقوله صلى الله عليه وسلم " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ، و رب قائم ليس له من قيامه إلا السهر" ( رواه ابن ماجة وأحمد والحاكم ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه " ( رواه البخاري ) .
وفي هذين الحديثين تحذير لمن يضيع صيامه سواء في نهاره أو ليله بالاستماع إلى الحرام أو النظر إليه كما يحدث من مشاهدة بعض الأفلام والبرامج الإعلامية والأعاني التي تعرض لمفاتن المرأة وعورتها ومن هذا القبيل ما يحدث على شبكة الإنترنت من المحادثات الغير مشروعة بين الرجال والنساء .
الشرط الرابع : الصبر على أذى الآخرين وجهلهم .
ففي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إذا أصبح أحدكم يوما صائما ، فلا يرفث ولا يجهل . فإن امرؤ شاتمه أو قاتله ، فليقل : إني صائم . إني صائم " .
نسأل الله تعالى أن يجعل صومنا مقبولا وذنبنا مغفورا وعملنا متقبلا وتجارتنا لن تبور .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الشيخ الدكتور إسماعيل عبد الرحمن
أستاذ أصول الفقه المساعد( المشارك )بجامعة الأزهر

التوقيع:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه


  #13  
قديم 2012-07-18, 12:35 AM
الصورة الرمزية فهد الجهني
فهد الجهني فهد الجهني غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: شمال غرب مكة المكرمة
المشاركات: 6,503
جنس العضو: ذكر
فهد الجهني is on a distinguished road
افتراضي

الإنفاق وفعل الخيرات في رمضان

الشيخ صالح المغامسي

https://www.youtube.com/watch?v=SUeHL3aSvzU

التوقيع:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه


  #14  
قديم 2012-07-18, 01:51 AM
الصورة الرمزية فهد الجهني
فهد الجهني فهد الجهني غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: شمال غرب مكة المكرمة
المشاركات: 6,503
جنس العضو: ذكر
فهد الجهني is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[إمساكية شهر رمضان لعام 1433 هـ / 2012 م،،


وكل عام وانتم بخير]








اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان



اللهم بلغنا شهر رمضان ووفقنا للصيام والقيام وقراءة القرآن



واكتبنا فيه من عتقائك من النار يا ارحم الراحمين،،



اللهم

اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم


https://www.3deeel.com/vb/emsakiah/

التوقيع:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه


  #15  
قديم 2012-07-18, 02:22 AM
الصورة الرمزية فهد الجهني
فهد الجهني فهد الجهني غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: شمال غرب مكة المكرمة
المشاركات: 6,503
جنس العضو: ذكر
فهد الجهني is on a distinguished road
افتراضي

(1) كثرةالنوم في شهر رمضان

س: هل الإنسان في أيام رمضان إذا تسحر ثم صلى الصبح ونامحتى صلاة الظهر، ثم صلاها ونام إلى صلاة العصر، ثم صلاها ونام إلى وقت الفطر، هلصيامه صحيح؟ج: إذا كان الأمر كما ذكر، فالصيام صحيح، ولكن استمرار الصائمغالب النهار تفريط منه، لا سيما وشهر رمضان زمن شريف ينبغي أن يستفيد منه المسلمفيما ينفعه من كثرة قراءة القرآن وطلب الرزق وتعلم العلم12901]. (2) السحور صحة الصيام


س: إنسان نامقبل السحور في رمضان وهو على نية السحور حتى الصباح، هل صيامه صحيح أم لا؟ج: صيامه صحيح؛ لأن السحور ليس شرطاً في صحة الصيام، وإنما هو مستحب؛ لقولالنبي : { تسحروا فإن في السحور بركة } [متفق عليه][الشيخ ابن باز، ].


(3) السباحة والغوص للصائم


س: ماحكم السباحةللصائم في الماء؟ج: لا بأس أن يغوص الصائم في الماء أو يعومفيه ويسبح، لأن ذلك ليس من المفطرات. والأصل الحل حتى يقوم دليل علىالكراهة، أو على التحريم، وليس هناك دليل على التحريم، ولا على الكراهة. إنما كرههبعض أهل العلم خوفاً من أن يدخل إلى حلقه شيء وهو لا يشعر به [الشيخ ابن عثيمين،فقه العبادات ص:191].


(4) حكم شم الصائم رائحة الطيبوالعود
س: هل يجوز للصائم أن يشم رائحة الطيب والعود؟ج: لا يستنشقالعود، أما أنواع الطيب غير البخور فلا بأس بها، لكن العود نفسه لا يستنشقه؛ لأنبعض أهل العلم يرى أن العود يفطر الصائم إذا استنشقه؛ لأنه يذهب إلى المخ والدماغ،وله سريان قوي، أما شمه من غير قصد فلا يفطره [الشيخ ابن باز، (5) سريان البنج في الدم هل يفطر الصائم


س: سريان البنج في الجسم هل يفطر؟ وخروج الدم عند قلع الضرس؟ج: كلاهما لايفطران، ولكن لا يبلع الدم الخارج من الضرس [الشيخ ابن عثيمين،



(6) بلع الريق للصائم
س: ما حكم بلع الريق للصائم؟ج: لا حرج في بلع الريق، ولا أعلم في ذلك خلافاً بين أهل العلم لمشقة أوتعذر التحرز منه. أما النخامة والبلغم فيجب لفظهما إذا وصلتا إلى الفم، ولايجوز للصائم بلعهما لإمكان التحرز منهما، وليسا مثل الريق وبالله التوفيف [الشيخابن باز، مجموع .


(7) استعمال التحاميل في نهاررمضان؟
س: ما حكم استعمال التحاميل في نهار رمضان إذا كان الصائم مريضاً؟


ج: لا بأس بها، ولا بأس أن يستعمل الإنسان التحاميل التي تكون من دبره إذاكان مريضاً؛ لأن هذا ليس أكلاً أو شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب، والشارع إنماحرّم علينا الأكل والشرب. فما قام مقام الأكل والشرب أُعطي حكم الأكلوالشرب، وما ليس كذلك، فإنه لا يدخل فيه لفظاً ولا معنى، ولا يثبت له حكم الأكل ولاالشرب [الشيخ ابن عثيمين،

].


(8) حكم استعمالالإبر في الوريد والعضل
س: ما حكم استعمال الإبر في الوريد، والإبر فيالعضل؟ وما الفرق بينهما وذلك للصائم؟ج: الصحيح أنهما لا تفطران، وإنماالتي تفطر هي إبرة التغذية خاصة. وهكذا أخذ الدم للتحليل لا يفطر بهالصائم، لأنه ليس مثل الحجامة، أما الحجامة فيفطر بها الحاجم والمحجوم في أصح أقوالالعلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { أفطر الحاجم والمحجوم } [الشيخ ابن باز، ].


(9) استعمال بخاخ ضيق النفسللصائم
س: استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم هل يفطر؟ج: الجواب علىالسؤال: أن هذا البخاخ الذي تستعمله لكونه يتبخّر ولا يصلُ إلى المعدة. فحينئذ نقول: لا بأس أن تستعمل هذا البخاخ وأنت صائم ولا تفطر بذلك لأنهكما قلنا لا يدخل إلى المعدة أجزاء لأنه شيء يتطاير ويتبخر ويزول ولا يصل منه جُرمإلى المعدة حتى نقول إن هذا مما يوجب الفطر فيجوز لك أن تستعمله وأنت صائم ولا يبطلالصوم بذلك [الشيخ ابن عثيمين



(10) دواء الغرغرة فينهار رمضان
س: هل يبطل الصوم باستعمال دواء الغرغرة؟ جزاكم الله خيراً. ج: لا يبطل الصوم إذا لم يبتلعه ولكن لا تفعله إلا إذا دعت الحاجة ولا تفطربه إذا لم يدخل جوفك شيء منه [الشيخ ابن عثيمين، كتاب الدعوة:1/170].


(11) استنشاق الصائم للبخار
س: أفيدك بأنني أحدالعاملين في المؤسسة العامة للتحلية، ويحل علينا شهر رمضان ونحن صائمون وعلى رأسالعمل، والذي فيه بخار ماء من المحطة التي نعمل بها، وقد نستنشقه في كثير من الأحولفهل يبطل صيامنا؟ وهل يلزمنا قضاء ذلك اليوم الذي قد استنشقنا فيه بخار الماء سواءكان فريضة أم نافلة؟ وهل علينا عن كل يوم صدقة؟ج: إذا كان الأمر كما ذكر؛فصيامكم صحيح ولا شيء عليكم



(12 الامتحان والصيام


س: هل الامتحان الدراسي عذريبيح الإفطار في رمضان؟ج: الامتحان الدراسي ونحوه لا يعتبر عذراً مبيحاًللإفطار في نهار رمضان، ولا يجوز طاعة الوالدين في الإفطار للامتحان، لأنه { لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق }، و { إنما الطاعة في المعروف } كما جاء بذلك الحديثالصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم [الشيخ ابن باز،].


(13) هل البَرَد لا يفطر

س: سمعت بعض الناس يقول: إن البَرَد لا يفطر؛ لأنه ليس بأكل ولا شرب؟

ج: روي ذلك عن أبي طلحة أنهأكل البَرَد، وقال: إنه ليس بطعام ولا شراب، ولكن لعله لا يصح عنه، وذلك لأن هذاالبَرَد يدخل الجوف وكل ما يدخل الجوف فهو إما طعام، وإما شراب. فالرواية عن أبيطلحة لعلها لا تثبت، وإن ثبتت فهو متأوّل لأن البَرَد ماء متجمد ومثله الثلج، فإذاأكله فإنه يذوب في الجوف وينقلب ماء [الشيخ ابن جبرين،

التوقيع:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه


  #16  
قديم 2012-07-18, 02:23 AM
الصورة الرمزية فهد الجهني
فهد الجهني فهد الجهني غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: شمال غرب مكة المكرمة
المشاركات: 6,503
جنس العضو: ذكر
فهد الجهني is on a distinguished road
افتراضي

فتاوي تهم الصائم..وأسئله وأجوبه..




(2125 كلمة)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:

فهذه فتاوى لعلمائنا الكرام تهم الصائمين والصائمات حول بعض الأسئلة التي يكثر السؤال عنها في شهر رمضان.

نسأل الله أن ينفع بها المسلمين في كل مكان.
(1) كثرة النوم في شهر رمضان

س: هل الإنسان في أيام رمضان إذا تسحر ثم صلى الصبح ونام حتى صلاة الظهر، ثم صلاها ونام إلى صلاة العصر، ثم صلاها ونام إلى وقت الفطر، هل صيامه صحيح؟

ج: إذا كان الأمر كما ذكر، فالصيام صحيح، ولكن استمرار الصائم غالب النهار تفريط منه، لا سيما وشهر رمضان زمن شريف ينبغي أن يستفيد منه المسلم فيما ينفعه من كثرة قراءة القرآن وطلب الرزق وتعلم العلم [فتاوى اللجنة الدائمة:12901].
(2) السحور صحة الصيام

س: إنسان نام قبل السحور في رمضان وهو على نية السحور حتى الصباح، هل صيامه صحيح أم لا؟

ج: صيامه صحيح؛ لأن السحور ليس شرطاً في صحة الصيام، وإنما هو مستحب؛ لقول النبي : { تسحروا فإن في السحور بركة } [متفق عليه] [الشيخ ابن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة].
(3) السباحة والغوص للصائم

س: ما حكم السباحة للصائم في الماء؟

ج: لا بأس أن يغوص الصائم في الماء أو يعوم فيه ويسبح، لأن ذلك ليس من المفطرات.

والأصل الحل حتى يقوم دليل على الكراهة، أو على التحريم، وليس هناك دليل على التحريم، ولا على الكراهة. إنما كرهه بعض أهل العلم خوفاً من أن يدخل إلى حلقه شيء وهو لا يشعر به [الشيخ ابن عثيمين، فقه العبادات ص:191].
(4) حكم شم الصائم رائحة الطيب والعود

س: هل يجوز للصائم أن يشم رائحة الطيب والعود؟

ج: لا يستنشق العود، أما أنواع الطيب غير البخور فلا بأس بها، لكن العود نفسه لا يستنشقه؛ لأن بعض أهل العلم يرى أن العود يفطر الصائم إذا استنشقه؛ لأنه يذهب إلى المخ والدماغ، وله سريان قوي، أما شمه من غير قصد فلا يفطره [الشيخ ابن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة].
(5) سريان البنج في الدم هل يفطر الصائم

س: سريان البنج في الجسم هل يفطر؟ وخروج الدم عند قلع الضرس؟

ج: كلاهما لا يفطران، ولكن لا يبلع الدم الخارج من الضرس [الشيخ ابن عثيمين، الفتاوى:1/511].
(6) بلع الريق للصائم

س: ما حكم بلع الريق للصائم؟

ج: لا حرج في بلع الريق، ولا أعلم في ذلك خلافاً بين أهل العلم لمشقة أو تعذر التحرز منه.

أما النخامة والبلغم فيجب لفظهما إذا وصلتا إلى الفم، ولا يجوز للصائم بلعهما لإمكان التحرز منهما، وليسا مثل الريق وبالله التوفيف [الشيخ ابن باز، مجموع الفتاوى:3/251].
(7) استعمال التحاميل في نهار رمصان

س: ما حكم استعمال التحاميل في نهار رمضان إذا كان الصائم مريضاً؟

ج: لا بأس بها، ولا بأس أن يستعمل الإنسان التحاميل التي تكون من دبره إذا كان مريضاً؛ لأن هذا ليس أكلاً أو شرباً، ولا بمعنى الأكل والشرب، والشارع إنما حرّم علينا الأكل والشرب.

فما قام مقام الأكل والشرب أُعطي حكم الأكل والشرب، وما ليس كذلك، فإنه لا يدخل فيه لفظاً ولا معنى، ولا يثبت له حكم الأكل ولا الشرب [الشيخ ابن عثيمين، الفتاوى:1502].
(8) حكم استعمال الإبر في الوريد والعضل

س: ما حكم استعمال الإبر في الوريد، والإبر في العضل؟ وما الفرق بينهما وذلك للصائم؟

ج: الصحيح أنهما لا تفطران، وإنما التي تفطر هي إبرة التغذية خاصة.

وهكذا أخذ الدم للتحليل لا يفطر به الصائم، لأنه ليس مثل الحجامة، أما الحجامة فيفطر بها الحاجم والمحجوم في أصح أقوال العلماء؛ لقول النبي : { أفطر الحاجم والمحجوم } [الشيخ ابن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة].
(9) استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم

س: استعمال بخاخ ضيق النفس للصائم هل يفطر؟

ج: الجواب على السؤال: أن هذا البخاخ الذي تستعمله لكونه يتبخّر ولا يصلُ إلى المعدة.

فحينئذ نقول: لا بأس أن تستعمل هذا البخاخ وأنت صائم ولا تفطر بذلك لأنه كما قلنا لا يدخل إلى المعدة أجزاء لأنه شيء يتطاير ويتبخر ويزول ولا يصل منه جُرم إلى المعدة حتى نقول إن هذا مما يوجب الفطر فيجوز لك أن تستعمله وأنت صائم ولا يبطل الصوم بذلك [الشيخ ابن عثيمين، الفتاوى:1/500].
(10) دواء الغرغرة في نهار رمضان

س: هل يبطل الصوم باستعمال دواء الغرغرة؟ جزاكم الله خيراً.

ج: لا يبطل الصوم إذا لم يبتلعه ولكن لا تفعله إلا إذا دعت الحاجة ولا تفطر به إذا لم يدخل جوفك شيء منه [الشيخ ابن عثيمين، كتاب الدعوة:1/170].
(11) استنشاق الصائم للبخار

س: أفيدك بأنني أحد العاملين في المؤسسة العامة للتحلية، ويحل علينا شهر رمضان ونحن صائمون وعلى رأس العمل، والذي فيه بخار ماء من المحطة التي نعمل بها، وقد نستنشقه في كثير من الأحول فهل يبطل صيامنا؟ وهل يلزمنا قضاء ذلك اليوم الذي قد استنشقنا فيه بخار الماء سواء كان فريضة أم نافلة؟ وهل علينا عن كل يوم صدقة؟

ج: إذا كان الأمر كما ذكر؛ فصيامكم صحيح ولا شيء عليكم؟ [اللجنة الدائمة، فتوى: 1131].
(12) الامتحان والصيام

س: هل الامتحان الدراسي عذر يبيح الإفطار في رمضان؟

ج: الامتحان الدراسي ونحوه لا يعتبر عذراً مبيحاً للإفطار في نهار رمضان، ولا يجوز طاعة الوالدين في الإفطار للامتحان، لأنه { لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق }، و { إنما الطاعة في المعروف } كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن النبي [الشيخ ابن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة].
(13) هل البَرَد لا يفطر

س: سمعت بعض الناس يقول: إن البَرَد لا يفطر؛ لأنه ليس بأكل ولا شرب؟

ج: روي ذلك عن أبي طلحة أنه أكل البَرَد، وقال: إنه ليس بطعام ولا شراب، ولكن لعله لا يصح عنه، وذلك لأن هذا البَرَد يدخل الجوف وكل ما يدخل الجوف فهو إما طعام، وإما شراب. فالرواية عن أبي طلحة لعلها لا تثبت، وإن ثبتت فهو متأوّل لأن البَرَد ماء متجمد ومثله الثلج، فإذا أكله فإنه يذوب في الجوف وينقلب ماء [الشيخ ابن جبرين، فتاوى الصيام:46].
(14) ابتلاع النخامة هل يفطر الصائم؟

س: ما حكم ابتلاع النخامة؟ ومتى يفطر الصائم إذا ابتلعها؟

ج: يحرم على الصائم بلع النخامة وذلك لاستقذارها، والنخامة تارة تنزل من الرأس إلى الحلق، وتارة تخرج من الصدر.

وفي كلا الحالتين: فإنه يحرم على الصائم ابتلاعها.

فإن أخرجها من صدره مثلاً ثم وصلت إلى فمه ثم أعادها، ففي هذه الحالة تكون مفطرة؛ لأنه قد ابتلع شيئاً له جرم مع التمكن من إلقائها ومع كراهة ابتلاعها حتى لغير الصائم فهي مستقذرة طبعاً. أما إن نزلت إلى حلقه وابتلعها مع ريقه فلا يفطر بها مع تحريم ابتلاعها في الصيام [الشيخ ابن جبرين، فتاوى الصيام:87]
(15) استرخاء الصائم المرهق ونومه

س: أقضي نهاري في رمضان نائماً أو مسترخياً، حيث لا أستطيع العمل لشدة شعوري بالجوع والعطش، فهل يؤثر ذلك في صحة صيامي؟

ج: هذا لا يؤثر على صحة الصيام وفيه زيادة أجر لقول الرسول لعائشة: { أجركِ على قدر نصبك } فكلما زاد تعب الإنسان زاد أجره وله أن يفعل ما يخفف العبادة عليه كالتبرد بالماء والجلوس في المكان البارد [الشيخ ابن عثيمين:1/509].
(16) السواك في رمضان

س: هناك من يتحرز من السواك في رمضان، خشية إفساد الصوم، هل هذا صحيح؟ وما هو الوقت المفضل للسواك في رمضان؟

ج: التحرز من السواك في نهار رمضان أو في غيره من الأيام التي يكون الإنسان فيها صائماً لا وجه له لأن السواك سنة فهو كما جاء في الحديث الصحيح: { مطهرة للفم مرضاة للرب } ومشروع متأكد عند الوضوء، وعند الصلاة، وعند القيام من النوم، وعند دخول المنزل، وأول ما يدخل في الصيام، وفي غيره وليس مفسداً للصوم إلا إذا كان السواك له طعم وأثر في ريقك فإنك لا تبتلع طعمه وكذلك لو خرج بالتسوك دم من اللثة فإنك لا تبتلعه وإذا تحرزت في هذا فإنه لايؤثر في الصيام شيئاً [الشيخ ابن عثيمين، فقه العبادات].
(17) استعمال قطرة العين

س: ما حكم استعمال قطرة العين في نهار رمضان، هل تفطر أم لا؟

ج: الصحيح أن القطرة لا تفطر وإن كان فيها خلاف بين أهل العلم، حيث قال بعضهم: ( إنه إذا وصل طعمها إلى الحلق فإنها تفطر ).

والصحيح أنها لا تفطر مطلقاً، لأن العين ليست منفذاً لكن لو قضى احتياطاً وخروجاً من الخلاف من وجد طعمها في الحلق فلا بأس وإلا فالصحيح أنها لا تفطر سواء كانت في العين أو في الأذن [الشيخ ابن باز، مجموع الفتاوى ومقالات متنوعة].
(18) حكم الأكل ناسياً

س: ما حكم من أكل أو شرب ناسياً وهل يجب على من رآه يأكل ويشرب ناسياً أن يذكّره بصيامه؟

ج: من أكل أوشرب ناسياً وهو صائم فإن صيامه صحيح، لكن إذا تذكر يجب عليه أن يقلع حتى إذا كانت اللقمة أو الشربة في فمه، فإنه يجب عليه أن يلفظها، ودليل تمام صومه؛ قول النبي فيما ثبت عنه من حديث أبي هريرة: { من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه } ولأن النسيان لا يؤاخذ به المرء في فعل محظور لقوله تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] فقال الله تعالى: ( قد فعلت ).

أما من رآه: فإنه يجب عليه أن يذكره لأن هذا من تغيير المنكر وقد قال : { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه }، ولا ريب أن أكل الصائم وشربه حال صيامه من المنكر ولكنه يعفى عنه حال النسيان لعدم المؤاخذة أما من رآه فإنه لا عذر له في ترك الإنكار عليه [الشيخ ابن عثيمين، فقه العبادات].

(19) من احتلم في نهار رمضان

س: إذا احتلم الصائم في نهار رمضان هل يبطل صومه أم لا؟ وهل تجب عليه المبادرة بالغسل؟

ج: الاحتلام لا يبطل الصوم لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة. ولو احتلم بعد صلاة الفجر وأخّر الغسل إلى وقت صلاةا لظهر فلا بأس وهكذا لو جامع أهله في الليل ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليه حرج في ذلك وقد ثبت عن النبي أنه كان يصبح جنباً من جماع ثم يغتسل ويصوم.. وهكذا الحائض والنفساء لو طهرتا في الليل ولم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر لم يكن عليهما بأس في ذلك وصومهما صحيح.. ولكن لا يجوز لهما ولا للجنب تأخير الغسل أو الصلاة إلى طلوع الشمس حتى يؤدوا الصلاة في وقتها. وعلى الرجل أن يبادر بالغسل من الجنابة قبل صلاة الفجر حتى يتمكن من الصلاة في الجماعة.. والله ولي التوفيق [الشيخ ابن باز، فتاوى إسلامية].
(20) المضمضة للصائم

س: إذا تمضمض الصائم أو استنشق فدخل إلى حلقه ماء دون قصد، هل يفسد صومه؟

ج: إذا تمضمض الصائم او استنشق فدخل الماء إلى جوفه لم يفطر لأنه لم يتعمد ذلك لقوله تعالى: وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ [الأحزاب:5] [الشيخ ابن عثيمين، فتاوى إسلامية].
(21) حكم سحب الدم للصائم

س: ما حكم من سحب منه دم وهو صائم في رمضان وذلك بغرض التحليل من يده اليمنى ومقداره ( برواز) متوسط؟

ج: مثل هذا التحليل لا يفسد الصوم، بل يعفى عنه؛ لأنه مما تدعو الحاجة إليه وليس من جنس المفطرات المعلومة من الشرع المطهر [الشيخ ابن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة].
(22) حكم استعمال الدهان

س: هل الدهان المرطب للبشرة يضر بالصيام إذا كان من النوع غير العازل لوصول الماء إلى البشرة؟

ج: لا بأس بدهن الجسم مع الصيام عند الحاجة فإن الدهن إنما يبل ظاهر البشرة ولا ينفذ إلى داخل الجسم ثم لو قدر دخوله المسام لم يعد مفطراً [الشيخ ابن جبرين، فتاوى الصيام].
(23) حكم استعمال فرشاة الأسنان

س: بعد الإمساك هل يجوز لي تفريش أسناني بالمعجون؟ وإذا كان يجوز هل الدم اليسير الذي يخرج من الأسنان حال استعمال الفرشاة يفطر؟

ج: لا بأس بعد الإمساك بدلك الأسنان بالماء والسواك وفرشاة الأسنان، وقد كره بعضهم استعمال السواك للصائم بعد الزوال لأنه يذهب خلوف فم الصائم وإنما ينقي الأسنان والفم من الورائح والبخر وفضلات الطعام.

فأما استعمال المعجون: فالأظهر كراهته لما فيه من الرائحة، ولأن له طعماً قد يختلط بالريق لا يؤمن ابتلاعه فمن احتاج إليه استعمله بعد السحور قبل وقت الإمساك، فإن استعماله نهاراً وتحفظ عن ابتلاع شيء منه فلا بأس بذلك للحاجة فإن خرج دم يسير من الأسنان حال تدليكها بالفرشاة أو السواك لم يحصل به الإفطار والله أعلم [الشيخ ابن جبرين، فتاوى الصيام].
(24) حكم من أكل أثناء الأذان أو بعده بقليل

س: قال تعالى: وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ [البقرة:187].

ما حكم من أكل سحوره وشرب ماء وقت الأذان أو بعد الأذان للفجر بربع ساعة؟

ج: إن كان المذكور في السؤال يعلم أن ذلك قبل تبين الصبح فلا قضاء عليه، وإن علم أنه بعد تبين الصبح فعليه القضاء، أما إن كان لا يعلم هل كان أكله وشربه بعد تبين الصبح أو قبله فلا قضاء عليه لأن الأصل بقاء الليل ولكن ينبغي للمؤمن أن يحتاط لصيامه وأن يمسك عن المفطرات إذا سمع الأذان إلا إذا علم أن هذا الأذان كان قبل الصبح [فتاوى اللجنة الدائمة].
(25) ما هو السفر المبيح للفطر؟

س: ما هي مسافة السفر المبيح للفطر؟

ج: السفر المبيح للفطر وقصر الصلاة هو: 83 كيلو متراً تقريباً، ومن العلماء من لم يحدد مسافة السفر، بل كل ما هو في عرف الناس سفر فهو سفر. ورسول الله كان إذا سافر ثلاثة فرسخ قصر الصلاة.

والسفر المحرم: ليس مبيحاً للقصر ولا للفطر؛ لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة.

وبعض أهل العلم لا يفرق بين سفر المعصية وسفر الطاعة لعموم الأدلة والعلم عند الله [الشيخ ابن عثيمين، فقه العبادات].
(26) التبرع لإفطار الصائمين

س: تقوم بعض المؤسسات الخيرية بجمع التبرعات من المسلمين لإعداد مشاريع إفطار للفقراء من المسلمين في شهر رمضان، فهل من يتبرع لهذه المؤسسات يكون أجر الإفطار قد حصل له أم لابد من قيام الشخص بتقديم الإفطار بنفسه؟

ج: إذا تبرع المسلم لإفطار الصوّام، فهو مأجور وذلك من الصدقة سواء كان ذلك بنفسه، أو بمن يراه من الثقاة، أو من الجمعيات الموثوقة [الشيخ ابن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة].
(27) القيء في نهار رمضان

س: هل القيء يفسد الصوم؟
ج: كثيراً ما يعرض للصائم أموراً لم يتعمدها؛ من جراح، أو رعاف، أو قيء، أو ذهاب الماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره، فكل هذه الأمور لا تفسد الصوم؛ لقول النبي : { من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء } [الشيخ ابن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة].

التوقيع:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه


  #17  
قديم 2012-07-18, 11:49 PM
الصورة الرمزية ابو طلال الفيفي
ابو طلال الفيفي ابو طلال الفيفي غير متواجد حالياً
مراقب منتدى البيئة والحياة الفطرية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: البراري
المشاركات: 23,253
جنس العضو: ذكر
ابو طلال الفيفي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل (الثالث)

وجوب الصيام برؤية هلال رمضان أو إتمام عدة شعبان


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له". متفق عليه[1].


يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: لا يجب صيام رمضان حتى يثبت دخول الشهر، ويحكم بدخول شهر رمضان بواحد من أمرين:
الأول: رؤية هلال شهر رمضان عقب غروب الشمس من يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان لهذا الحديث، ولا يشترط أن يراه كل واحد بنفسه بل إذا رآه من يثبت بشهادته دخول الشهر وجب الصوم على الجميع، وإذا أعلن ثبوت الشهر من قبل الحكومة بالراديو أو التلفاز أو المواقع الرسمية على الشبكة أو غيرها، وجب العمل بذلك في دخول الشهر وخروجه.

الثاني: إكمال شهر شعبان ثلاثين يوما إذا لم ير هلال رمضان أو حل دون رؤيته غيم أو غبار أو غيرهما، لأن الشهر القمري لا يزيد على ثلاثين يوما، يدل على ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: ((فاقدروا له)) ومعناه: قدروا له تمام العدد ثلاثين يومًا كما قاله مالك وأبو حنيفة والشافعي وجمهور السلف والخلف[2] ويبينه الروايات والأحاديث الأخرى، ففي رواية لهذا الحديث في البخاري: ((فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين))[3]، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ((فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين))[4]، وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتحفظ من هلال شعبان ما يتحفظ من غيره، ثم يصوم برؤية رمضان، فإن غم عليه عد ثلاثين يومًا ثم صام". رواه أحمد وأبو داود وصححه ابن خزيمة[5].

الفائدة الثانية: من انتقل من بلد إلى بلد آخر أثناء شهر رمضان، وبين البلدين اختلاف في بدء الصيام ونهايته فحكمه حكم البلد الذي يوجد فيه أثناء دخول الشهر أو خروجه؛ على أن لا يكون صيامه للشهر أقل من تسعة وعشرين يوما، لأن الشهر الهجري لا يكون أقل من ذلك، فإن كان صيامه أقل كثمان وعشرين يوما وجب عليه قضاء يوم ليتم له شهر تسعة وعشرون يوما، فلو انتقل أول الشهر من بلد ثبتت فيه الرؤية ليلة الأول من رمضان إلى بلد آخر لم تثبت فيه الرؤية فلا يلزمه الصوم اعتبارًا بالبلد الذي سافر إليه، وإذا انتقل شخص آخر الشهر إلى بلد وجب عليه أن يصوم مع البلد الذي انتقل إليه ولو زاد صيامه عن ثلاثين يوما بيوم أو يومين، لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإذا رأيتموه فأفطروا"، وهو في بلد لم يروا فيه هلال شوال، فحكمه حكمهم.

الفائدة الثالثة: إذا صام الناس ثمانية وعشرين يوما من رمضان، ثم رأوا هلال شوال، وثبت ذلك بالشهادة المعتبرة شرعًا، فإنه يلزمهم الإفطار لقول لنبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: "وإذا رأيتموه فافطروا"، ولأن هذا يوم عيد، وقد ثبت النهي عن صيام يوم العيد.

ويجب عليهم قضاء يوم واحد فقط، لأن الشهر الهجري لا يمكن أن يكون أقل من تسعة وعشرين يوما، قال الوليد بن عتبة الليثي: صمنا مع علي - رضي الله عنه - ثمان وعشرين يوما، فأمرنا يوم الفطر أن نقضي يوما. [6]

--------------------------------------------------------------------------------

المراجع
[1] رواه البخاري في كتاب الصوم، باب هل يقال: رمضان، أو شهر رمضان، ومن رأى كله واسعا 2/ 672 (1801)، ومسلم في كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والفطر لرؤية الهلال، وأنه إدا غم في أوله أو أخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يوما 2/ 759 (1080).
[2] ينظر المجموع للنووي 6/ 271
[3] رواه البخاري في كتاب الصوم، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا" 2/ 674 (1808).
[4] رواه البخاري في كتاب الصوم، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - إدا رأيتم الهلال فصوموا 2/674 (1810)، ومسلم في كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال 2/ 762 (1081).
[5] رواه أحمد 6/ 149، وأبو داودي كتاب الصوم، باب إدا أغمي الشهر 2/ 298 (2325)، وصححه ابن خزيمة 3/ 203 (1910)، وابن حبان 8/228 (3444) وقال الحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/ 585 صحيح على شرط الشيحين، وقال الدارقطني 2/ 156: إسناد حسن صحيح، وقال الحافظ في الدراية 1/ 276: هو على شرط مسلم، وقال في التلخيص 2/ 198 إسناده صحيح.
[6] رواه عبد الرزاق ي مصنفه 4/ 156 (7308)، والبيهقي في السنن الكبرى 4/251، وينظر في المسألة الإنصاف للمرداوي 3/ 277، وفتاوى اللجنة الدائمة 10/ 124، 127- 130.

التوقيع:


" لاترفع رأسك من السجود وفي قلبك شيء لم تقوله لله عزوجل "
  #18  
قديم 2012-07-19, 12:06 AM
الصورة الرمزية ابو طلال الفيفي
ابو طلال الفيفي ابو طلال الفيفي غير متواجد حالياً
مراقب منتدى البيئة والحياة الفطرية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: البراري
المشاركات: 23,253
جنس العضو: ذكر
ابو طلال الفيفي is on a distinguished road
افتراضي

صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم
سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذه نبذة في صفة صوم النبي - صلى الله عليه وسلم - وما فيها من واجبات وآداب وأدعية، وفى حكم الصيام وأقسام الناس فيه، والمفطرات، وفوائد أخرى على وجه الإيجاز، ونسأل الله تعالى أن يوفق المسلمين لتطبيق سنة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - في كل صغيرة وكبيرة، والله الموفق.
تعريف الصيام:
هو التعبُّد لله تعالى بترك المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
صيام رمضان:
أحد أركان الإسلام العظيمة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم – ((بُنِيَ الإسلامُ على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمَّدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام))؛ متفق عليه.
الناس في الصيام:
• الصوم واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم.
• الكافر لا يصوم، ولا يجب عليه قضاء الصوم إذا أسلم.
• الصغير الذي لم يبلغْ لا يجب عليه الصوم، لكن يؤمر به ليعتاده.
• المريض مرضًا طارئًا يُنْتَظَرُ بُرْؤُه يفطر إن شق عليه الصوم ويقضي بعد برئه.
• المجنون لا يجب عليه الصومُ ولا الإطعامُ عنه وإن كان كبيرًا، ومثله المعتوه الذي لا تمييز له، والكبير المخرف الذي لا تمييز له.
• العاجز عن الصوم لسبب دائم كالكبير والمريض مرضًا لا يرجى برؤه - يطعم عن كل يوم مسكينًا.
• الحامل والمرضع إذا شقَّ عليهما الصوم من أجل الحمل أو الرضاع، أو خافتا على ولديهما، تفطران وتقضيان الصوم إذا سهل عليهما وزال الخوف.
• الحائض والنُّفَساء لا تصومان حال الحيض والنفاس، وتقضيان ما فاتهما.
• المضطر للفطر لإنقاذ معصوم من غرق أو حريق يفطر لينقذه ويقضي.
• المسافر إن شاء صام وإن شاء أفطر وقضى ما أفطره، سواءٌ كان سفره طارئًا كسفر العمرة أم دائمًا كأصحاب سيارات الأجرة؛ فيفطرون إن شاءوا ما داموا في غير بلدهم.
أحكام الصيام:
1- النية:
وجوب تَبْيِيتِ النية في صوم الفريضة قبل طلوع الفجر، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من لم يُجمِع الصيام قبل الفجر فلا صيام له))؛ صحيح أبي داود.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له))؛ صحيح النسائي. والنيَّة محلُّها القلب، والتلفُّظُ بها لم يَرْدِ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم.
2- وقت الصوم:
قال تعالى: {وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]. والفجر فجران:
• الفجر الكاذب: وهو لا يُحِلُّ صلاة الصبح، ولا يُحرِّمُ الطعام على الصائم، وهو البياض المستطيل الساطع المُصعَّد كذنب السرحان.
• الفجر الصادق: وهو الذي يحرم الطعام على الصائم، ويحلّ صلاة الفجر، وهو الأحمر المستطيل المعترض على رؤوس الشعاب والجبال.
فإذا أقبل الليل من جهة الشرق وأَدْبَرَ من جهة الغرب وغربت الشمس فليفطر. قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم))؛ متفق عليه. وهذا أمر يتحقق بعد غروب قرص الشمس مباشرة وإن كان ضوؤُها ظاهرًا.
3- السحور:
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((فَصْلُ ما بَيْنَ صِيامِنَا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر))؛ رواه مسلم. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((البركة في ثلاثة: الجماعة، والثريد، والسحور))؛ صحيح رواه الطبراني في الكبير، وكون السحور بركة ظاهرة لا يَنْبَغِي تركه، لأنه اتباع للسنة، ويقوي على الصيام، وهو الغذاء المبارك كما سمَّاه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((هلمّ إلى الغذاء المبارك))؛ صحيح أبي داود، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((السُّحورُ أكلة بركة فلا تَدَعُوه ولو أن يجرع أحدُكم جرعةً من ماء، فإن الله وملائكته يُصَلّونَ على المُتَسَحِّرينَ))؛ حسنٌ رواه الإمام أحمد. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((نعم سحور المؤمن التمور))؛ صحيح أبي داود. وكان من هَدْيِهِ تأْخِيرُ السحور إلى قُبَيْلِ الفجر.
4- ما يجب على الصائم تركه:
• قول الزور: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ لم يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به فليس لله عَزَّ وجلَّ حاجةٌ أنَ ْيدَعَ طعامَهُ وَشَرابَهُ))؛ رواه البخاري.
• اللغو والرفث: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الصيام من الأكل والشراب، وإنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابَّكَ أحدٌ أَوْ جَهِل عليك فقل: إني صائم))؛ صحيح ابن خزيمة.
5- ما يُباحُ لِلصَّائم:
• الصائِمُ يُصْبِحُ جُنُبًا: عن عائشة أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلم -: ((كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم))؛ متفق عليه.
• السواك للصائم: قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء))؛ متفق عليه. فلم يخصَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصائم من غيره، ففي هذا دَلالةٌ على أنَّ السواك للصائم ولغيره عند كل وضوء وكل صلاة عام، وفي كل الأوقات قبل الزوال أو بعده.
• المضمضة والاستنشاق: كان - صلَّى الله عليه وسلم - يَتَمَضْمَضُ ويَسْتَنْشِقُ وهو صائم، لَكِنَّهُ مَنَعَ الصَّائِمَ مِنَ المُبَالَغَةِ فِيهما، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((وبالِغْ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا))؛ صحيح أبي داود.
• المباشرة والقبلة للصائم: عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُقَبّل وهو صائم، ويُبَاشِرُ وهو صائم، ولكنَّه كان أمْلَكَكُمْ لإرْبِهِ))؛ متفق عليه. ويُكْرَهُ ذلك للشباب دون الشيخ؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((... إن الشيخ يملك نفسه))؛ صحيح رواه أحمد.
• تحليل الدَّمِ وضرب الإبر التي لا يُقْصَدُ بها التغذية: فإنها ليست من المفطرات؛ لأنَّها لَيْسَتْ مُغَذِّيَةً ولا تَصِلُ إلى الجَوْفِ.
• قلع السن: لا يفطر الصائم.
• ذَوْقُ الطعام: وهذا مُقَيَّدٌ بعدَمِ دُخُولِهِ الحَلْقَ، وكذلك الأمرُ بِمَعْجُونِ الأَسْنَانِ؛ لما وَرَدَ عنِ ابْنِ عبَّاسٍ - رضي الله عنه -: "لا باس أنْ يَذُوقَ الخَلًّ أوِ الشَّيْءَ ما لم يدْخُلْ حَلْقَهُ وَهُوَ صائِمٌ" رواه البخاري.
• الكُحْلُ والقَطْرةُ وَنَحْوُهُما مِمَّا يَدْخُلُ العَيْنَ: هذه الأمور لا تُفَطّر سواءٌ وَجَدَ طَعْمَهُ في حَلْقِهِ أم لم يَجِدْهُ، وقال الإمامُ البخاري في صحيحه: "ولم يَرَ أَنَسٌ والحسنُ وإبراهيمُ بِالكُحْلِ لِلصَّائِم بأسًا".
6- الإفطار:
• تعجيلُ الفِطْرِ مِنْ سُنَّةِ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - وفيه مخالفة اليهود والنصارى، فإنهم يؤَخِّرُون، وتأخيرُهم له أمدٌ، وهو ظهورُ النَّجم.. قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر))؛ متفق عليه. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تزال أمتي على سنتي ما لم تَنْتَظِرْ بِفِطْرِها النُّجوم))؛ صحيح ابن حِبَّان.
• الفطر قبل صلاة المغرب: عن أنس - رضي الله عنه - قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفطر قبل أن يصلي))؛ حسن رواه أبو داود.
• على ماذا يُفْطِرُ؟ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: ((كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسواتٍ من ماء))؛ صحيح أبي داود.
• ماذا يقول عند الإفطار؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((للصائم عند فِطْرِه دعوةٌ لا تُرَدّ))؛ صحيح ابن ماجه. وكان يدعو - صلى الله عليه وسلم - عند إفطاره: ((ذَهَبَ الظَّمَأُ وابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ))؛ صحيح أبي داود.
7- مفسدات الصوم :
• الأكل والشرب مُتَعَمِّدًا: سواءٌ كان نافعًا أم ضارًّا كالدخان. أمَّا إذا فعل ذلك ناسيًا أو مخطئًا أو مُكْرهًا فلا شيءَ عَلَيْهِ إن شاء الله. قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا نسي فأكل وشرب فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فإنَّما أطعمه الله وسقاه))؛ متفق عليه.
• تعمُّد القَيْءِ: وَهُوَ إِخْراج ما في المعدة عن طريق الفم؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من ذَرَعَهُ القَيْءُ فَلَيْسَ عليه قضاءٌ، وَمَنِ استقاء فَلْيَقْضِ))؛ صحيح أبي داود. فإنْ قاء من غير قصد لم يفطر.
• الجِماع: وإذا وَقَعَ في نهار رمضان مِنْ صائم يجب عليه الصوم فَعَلَيْهِ مع القضاء كفَّارة مُغَلَّظة وهي عِتْقُ رَقَبَةٍ، فإن لم يجد فصيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، فإن لم يستَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتّينَ مِسكينًا.
• الحُقَنُ الغِذَائِيَّة: وهي إيصال بَعْضِ المَوادّ الغِذائِيَّة إلى الأمعاء أو إلى الدم بقصد تغذية المريض، فهذا النوع يفطر الصائم، لأنه إدخال إلى الجوف.
• الحَيْضُ والنِّفَاس: خروج دم من المرأة في جزء من النهار سواءٌ وجد في أوله أو آخره أفطرت وقضت.
• إنزال المني: يقظة باستمناءٍ أو مباشرةٍ أو تقبيلٍ أو ضمٍّ أو نحو ذلك، وأما الإنزال بالاحتلام فلا يفطر لأنه بغير اختيار الصائم.
• حقن الدم: مثل أن يحصل للصائم نزيف فيحقن به دمه تعويضًا عما نزف منه.
8- القضاء:
• يستحب المبادرة إلى القضاء وعدم التأخير، ولا يجب التتابع في القضاء. أجمع أهل العلم أنَّ مَنْ مات وعليْهِ صلواتٌ فاتَتْهُ فلا يقضى عنه، وكذلك من عجز عن الصيام لا يصوم عنه أحد في حياته، بل يطعم عن كل يوم مسكينًا... ولكن من مات وعليه صوم صام عنه وليه، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَنْ ماتَ وَعَلَيْهِ صومٌ صامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ))؛ متفق عليه.
9- الصَّوْمُ مع تَرْكِهِ الصلاة:
• مَنْ صامَ وَتَرَكَ الصلاة فَقد ترك الركن الأهمَّ من أركان الإسلام بعد التوحيد، ولا يفيده صومه شيئًا ما دام تاركًا للصلاة؛ لأن الصلاة عماد الدين الذي يقوم عليه، وتارك الصلاة محكوم بكفره، والكافر لا يقبل منه عمل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر))؛ صحيح رواه الإمام أحمد.
10- قيام الليل ( التراويح ):
• لقد سنَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - قيام رمضان جماعة، ثم تركه مخافة أن يفرض على الأُمَّةِ فلا تستطيع القيام بهذه الفريضة. وَعَدَدُ ركعاتِها ثمان رَكَعَات دون الوتر؛ لحديث عائشة رضي الله عنها: "ما كان النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة" مُتَّفَقٌ عليه.
ولمَّا أحيا عُمَرُ بنُ الخطَّاب - رضي الله عنه - هذه السُّنَّة جمع إحدى عَشْرَةَ ركعة، وصلَّوْا في زمانِهِ ثلاثة وعشرين، وصلّوا بعده تِسعًا وثلاثين رَكْعَةً، والعمل على ثلاثَةٍ وعِشْرينَ كما في صلاةِ الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، وهو قول الأئمة الثلاثة وغيرهم.
وممَّا ابْتُلِيَ به المسلمون اليومَ في صلاة التَّراوِيحِ السُّرعةُ في القِراءَةِ وفي الرُّكوعِ والسُّجود وغَيْرِ ذلك. وهذا مُخِلٌّ بِالصلاة، مُذْهِبٌ لِخُشوعِها، وَقَدْ يُبْطِلُها في بعض الحالات... والله المستعان
11- زكاة الفطر:
• وهى فرضٌ؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنه: "فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر من رمضان على الناس" متفق عليه. وتجب زكاة الفطر على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحُرِّ والعبد من المسلمين ومقدارها صاع من غالب قوت البلد إذا كان فاضلاً عن قوت يومه وَلَيْلَتِهِ وَقُوتِ عِيالِهِ، والأَفْضَلُ فيها الأنفَعُ لِلْفُقَراءِ.
ووَقْتُ إخراجِها: يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز قَبْلَهُ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، ولا يجوز تأخيرها عن يَوْمِ العيد.

التوقيع:


" لاترفع رأسك من السجود وفي قلبك شيء لم تقوله لله عزوجل "
  #19  
قديم 2012-07-19, 12:06 AM
الاطلسي الاطلسي غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: الرس
المشاركات: 4,024
جنس العضو: ذكر
الاطلسي is on a distinguished road
افتراضي

مشكورين اخواني في القسم الله لايضيع تعبكم

التوقيع:



twitter:mohamed_alsaigh
instagram:atlsy_11
youtube:atlsy alsaigh
  #20  
قديم 2012-07-19, 12:13 AM
الصورة الرمزية الجنوبي الغربي
الجنوبي الغربي الجنوبي الغربي غير متواجد حالياً
مصمم خرائط
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 2,296
جنس العضو: ذكر
الجنوبي الغربي is on a distinguished road
افتراضي

ربي يجزاك خيرا اختي سراب
و طاقم القسم العام والجميع
متابعين اول بأول

التوقيع:



هي حياة وآحده لك فِ الدنيا ..

فَــ لآ تودعها بين الالم و اخلق السعاادة من أي شيء

موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 12:13 AM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010