هل هنالك كوكب اسمه «نيبيرو» سيدمر الأرض نهاية عام 2012؟

[الجنوبي الغربي]

صحيفه الدستور - عماد مجاهد






مع بداية العام الحالي، انتشر عبر مواقع الانترنت العربية والأجنبية خبر غريب، جاء فيه أن كوكبا عملاقا يسمى «نيبيرو» Nibiru سوف يقترب من الأرض في العام الحالي 2012 لذلك سيؤثر الكوكب على جاذبية الأرض ويؤدي إلى حدوث الزلازل والبراكين وانتشار الأوبئة، وان هذا العام سيكون نهاية العالم، وبينت هذه الأخبار أن وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» اكتشفت وجود كوكب آخر بالإضافة إلى الكواكب الإحدى عشر المتعارف عليها، وكشف احد التلسكوبات التابعة للوكالة في الفضاء ظهور كوكب يعادل حجم الشمس تقريبا،،،


وأطلق عليه اسم Nibiru...وقد قامت الوكالة بدراسة هذا الكوكب الغامض فوجدت انه يملك قوة مغناطيسية هائلة تعادل القوة المغناطيسية للشمس وبالتالي وجدوا أن هناك مخاطر كثيرة لو اقترب من مسار الأرض. ويسترسل كاتب الخبر المجهول بالقول انه بعد اختبارات استمرت لأكثر من خمسة أعوام وجدت ناسا أن هذا الكوكب سوف يمر بالقرب من الكرة الأرضية و يعترض مسار الأرض عام 2012 وفي هذا العام سيتمكن جميع سكان الأرض من رؤيته وكأنه شمس أخرى.....



وبحسب الخبر فانه نظرا لقوته المغناطيسية الهائلة فسوف يعمل على عكس القطبية أي أن القطب المغناطيسي الشمالي سيصبح هو القطب المغناطيسي الجنوبي والعكس صحيح وبالتالي فان الكرة الأرضية سوف تبقى تدور دورتها المعتادة حول نفسها ولكن بالعكس حتى يبدأ الكوكب بالابتعاد عن الأرض مكملا طريقه في فلكه حول الشمس. وأشار الخبر إلى انه بمرور هذا الكوكب بالقرب من الأرض سوف تفقد الكرة الأرضية قوتها المغناطيسية وبالتالي سيكون هناك خلل في التوازن الأرضي مما سينتج عنه زلازل هائلة وفيضانات شاسعة وتغيرات مناخية مفاجئة حيث تقضي على 70 % من سكان العالم، كما انه حتى وان أكمل طريقه وصار على مقربة من الشمس فأنه سوف يؤثر على قطبي الشمس وبالتالي ستحدث انفجارات هائلة في الحمم الهيدروجينية على سطح الشمس مما سيؤدي إلى وصول بعض الحمم إلى سطح الأرض حيث ستؤدي إلى كوارث بيئية عظيمة.



وكالة الفضاء الأمريكية»ناسا» لم تلتزم الصمت على مثل هذه الأخبار، حيث كذبت في تصريح لها على موقعها الالكتروني هذه الأخبار ونفتها جملة وتفصيلا ، وأكدت أنها لا تعرف كوكبا بهذا الاسم وإنما هو مجرد اسم لإحدى الآلهة السومرية في الأساطير القديمة، كما بينت انه لا يمكن أن نشاهد جرما سماويا في النهار - كما تقول الإشاعات - بحجم الشمس لان هذا مستحيل فيزيائيا، كما انه ليس هنالك في الوقت الراهن أي كوكب معروف -مثل كوكب ايريس - سيقترب من الأرض إلى هذه المسافة ليظهر نهارا ويضيء السماء ليلا أو أن يشاهد بوضوح بالعين المجردة.




على كل حال فقد حصل ما توقعناه تماما، إذ أنها ليست المرة الأولى التي يتناقل فيها مروجو الأكاذيب الأخبار الملفقة عن الكون، وكل المراصد الفلكية العالمية سواء التابعة لوكالة ناسا أو غيرها لا تعرف ولم تسمع بكوكب اسمه نيبيرو، كما انه يستحيل فيزيائيا أن يوجد كوكب بحجم الشمس ولو افترضنا وجوده فانه سيشاهد عملاقا قبل عدة سنوات من اكتشافه وسوف يتحول إلى نجم ولن يبقى كوكبا سيارا بسبب حجمه المفترض.



لقد مللنا من هذه الإشاعات التي تنتشر بين الناس بسرعة البرق عبر الانترنت، وتلقينا كما هائلا من الاتصالات تسأل عن نهاية الكون والحياة على الأرض بسبب الكوكب غير الموجود لا في المجموعة الشمسية ولا في مجرتنا، لذلك فإننا نأمل في جريدة الدستور أن تتوقف مثل هذه الإشاعات والتلاعب بعقول الناس ومشاعرهم.