الحمد لله على كل حال ونسأله اللطف والرحمة قال تعالى (وإذا مسكم الضر في ظل من تدعون إلا أياه )
لعلي أقف وقفة يتفق الكثير معي فيها من خلالها نعرف قدر الإنسان وضعفه مهما وصلت به المعارف والعلوم
1)تحدث كثير من الخبراء عن منخفظات متتابعة قادمة من بحر العرب من منتصف أغسطس وعن إمكانية نزول أمطار على وسط الجزيرة العربية ونسي البعض طبيعة وسط جزيرة العرب وسنة الله الكونية لها في قلة أمطارها صيفا وندرتها جدا ولعل المتأمل يجد في ذلك مصالح متعددة ومنها
*المحافظة على ثمار شجرة النخيل والتي أمتن الله بها على جزيرة العرب والتي هي أغلى من الذهب الخالص فلذا هيئ الباري سبحانه لها الأجواء التي تساهم في حياتها وإنتاجها ومايز لها من فصل لأخر ففصل يتم اللقاح فيه
وفصل صيفي حار جاف تنضج به الثمار وتؤتي أكلها ومنها قوتا يؤكل طوال العام لا يتأثر بحر ولا برد
قال تعالى (وضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) وقال تعالى (والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميته كذلك الخروج)
طبيعة جزيرة العرب والتي هي محضن لتربية الرجال من حيث صعوبة تضاريسها وشدة قسوتها ولذا هيئ الله أمة الأسلام بإن جعل أكبر مناصريها ومنطلق دعوة الأسلام منها
وذلك لما للتضاريس القاسية من تربية على بعض الصفات الحسنة التي يحب الأسلام من الأنفه والشجاعة وعدم الرضى بالضيم .وهذه الأمور لا تتوفر بالشكل الكافي في بيئات التميع والحضارة
ومن هنا نعلم سر أجواء جزيرة العرب بهذا الشكل ولعلها لم ترق للبعض فأختيار الله للخلق خير لهم من أختيارهم لأنفسهم ومن هنا ينبغي أن نطرح كثير من الأمور الفلسفية التي يتحدث عنها الغرب من التمدد الجليدي أو ذوبان الجليد وزيادة الحرارة
فينبغي أن نتعاون جميعا في نبذ النسخ أو النقل لهذه الفلسفات خاصة أننا نريد توجيه الفكر العربي المسلم الى حيث ينفعه في الدنيا والأخرة
وما نتمناه إن يكون المسلم فاعلا مؤثرا يتميز بفكره عن من سواه وإن يكون هو المؤثر وليس العكس
فمجال التصورات للعالم والخلق لم يتركنا ربنا هملا إطلاقا تتخطفنا الفلسفات يمنة ويسرة وإنما بين لنا ووضح صنعه البديع لهذا العالم من بدأ الخلق إلى إنقضاء الخلق فريق في الجنة وفريق في السعير بل إن عقل الإنسان يدله على أن أعظم من يتحدث عن الصناعة صانعوها فكذا هذا الكون أعظم من يتحدث عنه وعن وتاريخه وتاريخ البشرية والأمم الغابرة هو خالقهم سبحانه قال تعالى (الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
وقال تعالى (صنع الله الذي أتقن كل شيئ)
وكذا يقف الأنسان مع نفسه وسوف يجد أنه ليس هناك إلا الجهل المحض قال تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)
أفيعقل أن المخلوق الذي لا يعقل شيئا يقبل كلامه عن الخلق الذي سبقه ولا يعلم منه شيئا فهو جاهل لا يعلم فيه إلا ما علمه الله
منذ متى علم الأنسان أن السماء سماء وأن الأرض أرضا والشمس شمسا والرياح رياحا إلا من تعليم الله أياه
قال تعالى (وعلم أدم الأسماء كلها)
قال تعالى (اولا يذكر الأنسان أنا خلقناه من قبل ولم يكن شيئا)
ولذلك عندما خلق الله الأنسان وجد الأرض التي يسكن عليها وهي معدنه التي خلق منها ويعود اليها ووجد الرزق الذي يأكله والهواء الذي يستنشق به والماء الذي يشرب والشمس التي يستضيئ بها قال تعالى (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله)
وكذا وجد النار التي ينتفع بها والمعادن والحديد التي يستخرجها ولا يصل اليها الأنسان إلا بجهده وفي ذلك
من تفاوت الأرزاق والمصالح بحسب جهد الأنسان في عمارة الأرض والأنتفاع بخيراتها
وكذا البحار التي يسير بها مراكبه وينقل من خلالها بضائعه
وهيئ للأنسان من المراكب وذلالها مما لا يحصى فلله الحمد والمنة قال تعالى (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) وللحديث بقية إنشاء الله