الجزء الرابع:
بدأ منسوب المياه يزداد وقوة الأمواج تزيد وأبو أحمد مازال يقاوم التيار لكن بلا جدوى... بدأ يضعف.. المياه باردة والتيار المندفع قوي ولا يوجد من ينقذه.. بدأ يستسلم .. يرتطم بالصخور في المنحدر.. لا حراك لا نفس لاشيء لقد توفي أبو أحمد ...
هنا طويت أول صفحة سعيدة في حياة أحمد الصغير الذي مازال ينام في سبات في حضن أمه الرؤوم والتي أعياها السهر فاستسلمت للنوم..
تمر الساعات .. بدأت الشمس تطرق بأشعتها نوافذ الغرفة.. يسقط شعاعها على عين أحمد يحاول أن يغطي عينيه فهو لا يحب أن يزعجه أحد وهو نائم .. مازالت أشعة الشمس تزداد لمعانا ووضوحاًً ... هنا بدأ الصغير يبدى انزعاجه منها بركلات خفيفة على السرير وإصدار صوت به شيء من التضجر . .. هاهي أم أحمد تصحو من نومها مفزوعة تنظر إلى ابنها وتنظر في جنبات الغرفة .. أين أبو أحمد؟!!!
تقف على رجليها وتتجه لباب الغرفة مسرعة وتتعثر بلعبة أحمد وتسطق على الأرض .. تنهض أم أحمد مسرعة إلى الطابق السفلي علها تجد أبا أحمد نائماً في الأسفل .. تنادي على أبي أحمد.. أبا أحمد أين أنت رد علي ..!!!!
يرجع إليها صدى صوتها الحزين .. هنا يصرخ أحمد " ماما ماما " أين أنت.. تهرول الأم مسرعة للأعلى وقد سالت دموعها على خديها وتلقي بنفسها على السرير محتضنة أحمد الذي بدأ يسألها ماما أين بابا .. هنا تنهار الأم لا أدري لا أدري تمسك ابنها وتبكي .... نهض أحمد والتقط لعبته وبدأ يلعب بها .. ماما لعبتي مكسورة من كسرها .. لم تعره اهتماما وبدأت تبحث في الخزانة على ملابس لها ولابنها .. تلبس الام وتلبس صغيرها وتنزل للأسفل تغلق باب المنزل وتبدأ مسيرة البحث ..
تلقي السلام على جارتها أم إحسان.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقوم أم إحسان .. وعليكم السلام.. أم أحمد تسأل بصوت خانق هل رأيت أبا أحمد ..؟
أم أحسان لا يا أم أحمد لم أره.. خيراً إن شاء الله
تقول أم أحمد: لقد خرج البارحه ولم يعد تطمأنها أم إحسان وترافقها إلى دكان أبي أحمد هنا يعصف الذهول بأم أحمد حيث رأت الدكان قد تحطم والناس يحاولون جمع الحطام هنا تصرخ أم أحمد أبو أحمد أبو أحمد ربما هو في الداخل.. تحت الركام
بدأ أحمد بالصراخ كأمه حيث لايعمل شيئاً فيحن رأها تبكي بدأ يبكي وتصطك أسنانه من شدة البكاء.. تمسك به أم إحسان فيزداد في البكاء... صوت من أسفل القرية ينادي ياأهل القرية وجدنا جثة رجل ميت في أسفل القرية ربما تتعرفون عليه.. هنا بدأ الخوف يزداد لدى أم أحمد وبدأت تحس بأن أطرافها متجمدة كالثلج وكاد أن يغمى عليها حيث راودها شعور غريب أن تلك الجثة لأبي أحمد...
بدأ أفراد من أهل القرية في الالتفاف حول الرجل ثم بدأو يتبعونه وأم أحمد تمسك بجارتها أم إحسان وبيد صغيرها أحمد خلف الرجال وهي تبكي بصوت منخفض وإم إحسان تحاول أن تخفف عنها وتقول لها ربما لايكون أبو أحمد اطمئني..
هاي الجثة ممدة على حافة مجرى السيل.. يقترب الجيران وتقترب أم أحمد بينما تمسك إم أحسان بيد أحمد الذي أعجبه منظر المياه وبدأ يلعب بالطين .. هنا تقترب أم أحمد أكثر وأكثر .. ثم تقف فلقد عرفته من يده إنه أبو أحمد " تقول أم أحمد " تكررها أكثر من مرة وهي تبكي لم تستطع أن تخفي بكاءها تبكي بأعلى صوتها هنا بدأ الناس يحملونه على أكتافهم وأم إحسان وباقي النسوة اللاتي حضرن بدأت يواسين أم أحمد وهي تبكي هنا عرف أحمد الصغير أنه ربما حصل شيء لكنه لم يعرف أن الميت هو أبوه .. حيث حمل على الاكتاف بينما كان يلهو بالطين...
بدأ عويل النساء حيث لم يتسطعن أن يتمالكن أنفسهن من شدة بكاء أم أحمد.. أخذت أم أحمد ابنها الصغير وضمته وهي تبكي وبدأت النسوة يرجعن إلى منازلهن وأم أحمد ترجع معهن وهن يمسكنها خوفاً أن تقع في منتصف الطريق يزداد بكاء أم أحمد وتسطق على الأرض تقوم إم أحسان والنسوة بإمساكها وقد جف حلقها .. تطلب أم أحمد الماء.. تنادي إحدى النساء على ابنها ليحضر الماء.. أين ابني أين ابني "تقول أم أحمد " ؟؟
أم أحسان انه معي لاتخافي .......
يتبع...