تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديـات البراري الرئيسيــة > منتدى الأحوال الجوية والفلكية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2011-08-26, 03:18 AM
الصورة الرمزية النايف
النايف النايف غير متواجد حالياً
مشرف المركز الإعلامي والعلاقات العامة - عضو فريق المرقاب
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: المجـــــــــــمعة
المشاركات: 12,559
جنس العضو: ذكر
النايف is on a distinguished road
افتراضي **() رؤية الهلال إذا ثبتت شرعياً وجب العمل بها أبن باز - وأبن عثيمين ()**

رؤية الهلال إذا ثبتت شرعياً وجب العمل بها
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:[1]
فقد اطلعت على ما نشرته صحيفة الرياض في عددها رقم 6885 بتاريخ 3/9/1407هـ بقلم الدكتور أ. ع. ل. عفا الله عنا وعنه، من جزمه باستحالة أن يكون يوم الاثنين أول يوم من شعبان؛ بناء على ما وقع في ليلته من الكسوف، وبناء على ما نقله عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمة الله عليهما، وجزمه بأن يوم الاثنين هو تمام الثلاثين لشهر رجب وأن يوم الثلاثاء هو أول يوم من شعبان بشكل قطعي، وعليه يستحيل على ما ذكره أن يكون يوم الثلاثاء هو أول يوم من رمضان، وبناءً على ذلك رأيت أن أوضح للقراء ما في هذا الكلام من الخطر العظيم والجرأة على دين الله ورسوله، ونبذ ما صحت به السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء الظهر، وتقديم أقوال الحسّابين على ما دل عليه كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من تعليق إثبات دخول الشهر وخروجه برؤية الهلال أو إكمال العدة، وحكمه صلى الله عليه وسلم يعم زمانه وما بعده إلى يوم القيامة؛ لأن الله عز وجل بعثه إلى العالمين بشريعة كاملة لا يعتريها نقص بوجه من الوجوه، كما قال الله سبحانه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا[2]، وهو سبحانه يعلم ما يقع من الكسوف في كل زمان ولم يخبر عباده بما يجب عليهم اعتباره وقت الكسوف، من جهة إثبات الأهلة، مع أنه سبحانه أخبرهم على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بما يشرع لهم وقت الكسوف من صلاة وغيرها، أما قول الفلكيين: إن كسوف الشمس لا يكون إلا في آخر الشهر في ليالي استسرار القمر فليس عليه دليل يعتمد عليه ويسوغ من أجله أن تخالف الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أيده شيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم عفا الله عنهما، فإنهما ليسا معصومين، ويجوز عليهما الخطأ في بعض أقوالهما كما يجوز على غيرهما من أهل العلم، وقد أمر الله عباده عند التنازع أن يردوا ما تنازعوا فيه إلى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يردوا ما اختلفوا فيه إلى حكمه وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[3]، وقال عز وجل: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ[4] الآية، وقال سبحانه: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا[5]. وقد صرح جمع من أهل العلم بأن كسوف الشمس يمكن وقوعه في غير آخر الشهر، وهكذا خسوف القمر يمكن وقوعه في غير ليالي الإبدار ، والله سبحانه على كل شيء قدير. وكون العادة الغالبة وقوع كسوف الشمس في آخر الشهر لا يمنع وقوعه في غيره، وقد صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجوب اعتماد الرؤية في إثبات الأهلة أو إكمال العدة، وهي أحاديث مشهورة مستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما، وحكمه صلى الله عليه وسلم لا يختص بزمانه فقط بل يعم زمانه وما يأتي بعده إلى يوم القيامة؛ لأنه رسول الله إلى الجميع، والله سبحانه أرسله إلى الناس كافة وأمره أن يبلغهم ما شرعه لهم في إثبات هلال رمضان وغيره، وهو العالم بغيب السماوات والأرض، والعالم بما سيحدث بعد زمانه من المراصد وغيرها، ويعلم سبحانه ما يقع من الكسوفات، ولم يثبت عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أنه قيد العمل بالرؤية بموافقة مرصد أو عدم وجود كسوف، وهو سبحانه وتعالى لا يعزب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماء، لا فيما سبق من الزمان ولا فيما يأتي إلى يوم القيامة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا، وخنس إبهامه في الثالثة، والشهر هكذا وهكذا وهكذا، وأشار بأصابعه العشر))[6]، يرشد بذلك أمته عليه الصلاة والسلام إلى أن الشهر تارةً يكون تسعاً وعشرين وتارةً يكون ثلاثين، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة))[7]، ولم يأمر بالرجوع إلى الحساب ولم يأذن في إثبات الشهور بذلك. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة صنفها في هذه المسألة كما في المجلد 25 من الفتاوى صفحة 132 إجماع العلماء على أنه لا يجوز العمل بالحساب في إثبات الأهلة، وهو رحمه الله من أعلم الناس بمسائل الإجماع والخلاف، ونقل الحافظ في الفتح ج4 ص127 عن أبي الوليد الباجي: إجماع السلف على عدم الاعتداد بالحساب، وأن إجماعهم حجّة على من بعدهم. والأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها تدل على ما دل عليه الإجماع المذكور. ولست أقصد من هذا منع الاستعانة بالمراصد والنظارات على رؤية الهلال، ولكني أقصد منع الاعتماد عليها أو جعلها معياراً للرؤية، لا تثبت إلا إذا شهدت لها المراصد بالصحة، أو بأن الهلال قد ولد، فهذا كله باطل، ولا يخفى على كل من له معرفة بأحوال الحاسبين من أهل الفلك ما يقع بينهم من الاختلاف في كثير من الأحيان في إثبات ولادة الهلال أو عدمها وفي إمكان رؤيته أو عدمها، ولو فرضنا إجماعهم في وقت من الأوقات على ولادته أو عدم ولادته، لم يكن إجماعهم حجة؛ لأنهم ليسوا معصومين بل يجوز عليهم الخطأ جميعاً، وإنما الإجماع المعصوم الذي يحتج به هو إجماع سلف الأمة في المسائل الشرعية؛ لأنهم إذا أجمعوا دخلت فيهم الطائفة المنصورة التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها لا تزال على الحق إلى يوم القيامة. أما الاحتجاج بالكسوف فمن أضعف الحجج؛ لأنه لا يوجد نص من كتاب الله عز وجل ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يدل على أن الخسوف للقمر لا يقع إلا في ليالي الإبدار، وأن الكسوف للشمس لا يكون إلا أيام الاستسرار كما يقوله بعض العلماء، بل قد صرح جمع من أهل العلم بأنه يجوز أن يقع في كل وقت كما تقدم، وذكر غير واحد منهم أنه يمكن وقوعه في يوم عيد الفطر وعيد النحر ، وهذان اليومان ليسا من أيام الإبدار ولا من أيام الاستسرار فنقابل قول من قال: إنه لا يقع الخسوف إلا في ليالي الإبدار ولا كسوف الشمس إلا في أيام الاستسرار بقول من قال: إنه يمكن وقوع ذلك في كل وقت وليس قول أحدهما بأولى من الآخر، وتسلم لنا الأدلة الشرعية ليس لها معارض، وليس في شرع الله سبحانه ولا في قدرته فيما نعلم ما يمنع وقوع الخسوف والكسوف في كل وقت؛ لأن الله عز وجل له القدرة الكاملة على كل شيء، وله الحكمة البالغة في جميع ما يقدره ويشرعه لعباده، وقد أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أن كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، والعباد في أشد الحاجة إلى التخويف والإنذار من أسباب العذاب في كل وقت، وهذا المعنى نفسه من الأدلة الدالة على صحة قول من قال من العلماء: بجواز وقع الخسوف والكسوف في جميع الأوقات، والرؤية لهلال رمضان هذا العام – أعني عام 1407هـ ليلة الثلاثاء قد ثبتت لدى مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية بهيئته الدائمة، فهي رؤية شرعية – يجب الاعتماد عليها لموافقتها للأدلة الشرعية وبطلان ما يعارضها، وبموجبها يكون يوم الثلاثاء أول يوم من رمضان؛ للأحاديث السابقة، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون))[8] أخرجه الترمذي وغيره بإسناد حسن. ولو فرضنا أن المسلمين أخطأوا في إثبات الهلال دخولاً أو خروجاً، وهم معتمدون في إثباته على ما صحت به سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم لم يكن عليهم في ذلك بأس، بل كانوا مأجورين ومشكورين من أجل اعتمادهم على ما شرعه الله لهم وصحت به الأخبار عن نبيهم صلى الله عليه وسلم، ولو تركوا ذلك من أجل قول الحاسبين أو من أجل وقوع الكسوفات مع قيام البينة الشرعية برؤية الهلال دخولاً وخروجاً لكانوا آثمين وعلى خطر عظيم من عقوبة الله عز وجل؛ لمخالفتهم ما رسمه لهم نبيهم وإمامهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم التي حذر الله منها في قوله عز وجل: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[9]، وفي قوله عز وجل: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[10]، وقوله سبحانه: وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ[11]. وأرجو أن يكون فيما ذكرته مقنع لطالب الحق، وكشف للشبهة التي ذكرها الدكتور أ. ع. ل وغيره ممن يعتمد على أقوال الحاسبين. والله سبحانه المسؤول أن يوفقنا والدكتور وجميع المسلمين لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد، والتمسك بشرع الله المطهر، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ومن القول على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم إنه ولي ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على رسوله نبينا محمد وآله وصحبه ومن عظم سنته واهتدى بهديه إلى يوم الدين.

الرئيس العام لإدارات البحوث
العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
ورئيس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة
رابط الموقع

https://www.binbaz.org.sa/mat/8802

التوقيع:



هذا طبعنا وأنت من ربعنا
" الإبتكار والإبداع هو مايميز بين القائد والتابع "



**( مواضيع تعجز عنها المنتديات )**

*((الجديد))*


  #2  
قديم 2011-08-26, 03:48 AM
الصورة الرمزية Al-KHUSHAIBY
Al-KHUSHAIBY Al-KHUSHAIBY غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: للمتابعه تويتر R_A_A30@
المشاركات: 41,251
جنس العضو: ذكر
Al-KHUSHAIBY is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيك العافيه

التوقيع:
للمتابعة عبر صفحتي بتويتر
alharby84@
  #3  
قديم 2011-08-26, 03:59 AM
الصورة الرمزية النايف
النايف النايف غير متواجد حالياً
مشرف المركز الإعلامي والعلاقات العامة - عضو فريق المرقاب
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: المجـــــــــــمعة
المشاركات: 12,559
جنس العضو: ذكر
النايف is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخشيبي مشاهدة المشاركة
الله يعطيك العافيه
يعافيك ربي

التوقيع:



هذا طبعنا وأنت من ربعنا
" الإبتكار والإبداع هو مايميز بين القائد والتابع "



**( مواضيع تعجز عنها المنتديات )**

*((الجديد))*


  #4  
قديم 2011-08-26, 04:31 AM
عاصفة المدينه عاصفة المدينه غير متواجد حالياً
مراسل البراري في المدينة المنورة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: طيبة الطيبه
المشاركات: 2,293
جنس العضو: ذكر
عاصفة المدينه is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خير

التوقيع:
  #5  
قديم 2011-08-26, 05:21 AM
الصورة الرمزية النايف
النايف النايف غير متواجد حالياً
مشرف المركز الإعلامي والعلاقات العامة - عضو فريق المرقاب
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: المجـــــــــــمعة
المشاركات: 12,559
جنس العضو: ذكر
النايف is on a distinguished road
افتراضي


حكم الاعتماد على الحساب الفلكي



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
فقد كثر الكلام حول العمل بالحساب الفلكي في دخول شهر رمضان وخروجه وتحديد الأعياد فرأيت إيضاح الحكم وبيانه
لعامة الناس في هذه البلاد وغيرها ، ليكونوا على بصيرة في عبادتهم لربهم ، فأقول وبالله التوفيق :
إن الله سبحانه وتعالى علق بالهلال أحكاماً كثيرة كالصوم والحج والأعياد والعدد والإيلاء وغيرها ؛ لأن الهلال مشهود
مرئي بالأبصار ومن أصح المعلومات ما شوهد بالأبصار ، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الحكم بالهلال معلقاً على الرؤية وحدها ؛ لأنها الأمر الطبيعي الظاهر الذي يستطيعه
عامة الناس فلا يحصل لبس على أحد في أمر دينه ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (( إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ،
الشهر هكذا وهكذا وهكذا )) ، يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين[1] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا تصوموا حتى
تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ))[2] .
ومن هذا يتبين أن المعول عليه في إثبات الصوم والفطر وسائر الشهور هو الرؤية أو إكمال العدة ، ولا عبرة شرعاً
بمجرد ولادة القمر في إثبات الشهر القمري بدءاً وانتهاء بإجماع أهل العلم المعتد بهم ما لم تثبت رؤيته شرعاً . وهذا
بالنسبة لتوقيت العبادات ، ومن خالف في ذلك من المعاصرين فمسبوق بإجماع من قبله وقوله مردود ؛ لأنه لا كلام لأحد مع
سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا مع إجماع السلف . أما حساب سير الشمس والقمر فلا يعتبر في هذا المقام لما
ذكرنا آنفاً ولما يأتي :


أ‌- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصوم لرؤية الهلال والإفطار لها في قوله :(( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ))[
3] وحصر ذلك فيها بقوله : (( لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه ))[4] وأمر المسلمين إذا كان غيم ليلة
الثلاثين أن يكملوا العدة ، ولم يأمر بالرجوع إلى علماء النجوم . ولو كان قولهم هو الأصل وحده ، أو أصلاً آخر مع
الرؤية في إثبات الشهر لبين ذلك . فلما لم ينقل ذلك بل نقل ما يخالفه دل ذلك على أنه لا اعتبار شرعاً لما سوى الرؤية ، أو
إكمال العدة ثلاثين في إثبات الشهر ، وأن هذا شرع مستمر إلى يوم القيامة . قال الله تعالى : وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً [5] .
ودعوى أن الرؤية في الحديث يراد بها العلم ، أو غلبة الظن بوجود الهلال ، أو إمكان رؤيته لا التعبد بنفس الرؤية مردودة
؛ لأن الرؤية في الحديث متعدية إلى مفعول واحد فكانت بصرية لا علمية ، ولأن الصحابة فهموا أنها رؤية بالعين ،
وهم أعلم باللغة ومقاصد الشريعة من غيرهم .
وجرى العمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهدهم على
ذلك ، لم يرجعوا إلى علماء النجوم في التوقيت . ولا يصح أيضاً أن يقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال :
(( فإن غم عليكم فاقدروا له ))[6] أراد أمرنا بتقدير منازل القمر لنعلم بالحساب بدء الشهر ونهايته ؛ لأن هذه الرواية
فسرتها رواية : (( فاقدروا له ثلاثين ))[7] وما في معناها .
ومع ذلك فالذين يدعون إلى توحيد أوائل الشهور يقولون بالاعتماد على حساب المنازل في الصحو والغيم والحديث قيد
القدر له بحالة الغيم .


ب- أن تعليق إثبات الشهر القمري بالرؤية يتفق مع مقاصد الشريعة السمحة ؛ لأن رؤية الهلال أمرها عام يتيسر لأكثر
الناس من العامة والخاصة في الصحاري والبنيان بخلاف ما لو علق الحكم بالحساب فإنه يحصل به الحرج ويتنافى مع
مقاصد الشريعة ، لأن أغلب الأمة لا يعرف الحساب ، ودعوى زوال وصف الأمية بعلم النجوم عن الأمة غير مسلمة ، ولو
سلمت فذلك لا يغير حكم الله ؛ لأن التشريع عام للأمة في جميع الأزمنة .


ج- أن علماء الأمة في صدر الإسلام قد اجمعوا على اعتبار الرؤية في إثبات الشهور القمرية دون الحساب فلم يعرف أن
أحداً منهم رجع إليه في ذلك عند الغيم ونحوه ، أما عند الصحو فمن باب أولى .


د- تقدير المدة التي يمكن معها رؤية الهلال بعد غروب الشمس لولا المانع من الأمور الاعتبارية الاجتهادية التي
تختلف فيها أنظار أهل الحساب ، وكذا تقدير المانع ، فالاعتماد على ذلك في توقيت العبادات لا يحقق الوحدة المنشودة .
ولهذا جاء الشرع باعتبار الرؤية فقط دون الحساب رحمة للأمة وحسماً لمادة الاختلاف ورداً لهم إلى أمر يعرفونه جميعاً
أينما كانوا .
هذا وينبغي الانتباه إلى أن اختلاف المطالع من المسائل التي حصل فيها الاختلاف بين أهل العلم ، وقد درستها هيئة كبار
العلماء في إحدى دوراتها السابقة واتخذت قراراً بالأكثرية مضمونه : أن الأرجح قول من قال : إن لكل بلد رؤيته وعليهم
أن يرجعوا إلى علمائهم في ذلك عملاً بما رواه مسلم في صحيحه من حديث كريب عن ابن عباس ونصه : عن كريب
أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية في الشام ، قال : فقدمت الشام فقضيت حاجتها ، واستهل علي رمضان وأنا
بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس ، ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم
الهلال فقلت : رأيناه ليلة الجمعة . فقال : أنت رأيته . فقلت : نعم ، ورآه الناس وصاموا وصام معاوية ، فقال : لكنا رأيناه
ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل الثلاثين أو نراه ، فقلت : أو لا تكتفي برؤية معاوية ؟ فقال : لا ، (( هكذا أمرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ))[8] . أ . هـ .
فأما قول من قال إنه ينبغي أن يكون المعتبر رؤية هلال مكة خاصة ، فلا أصل له ولا دليل عليه ، ويلزم منه أن لا يجب
الصوم على من ثبتت رؤية الهلال عندهم من سكان جهات أخرى إذا لم ير الهلال بمكة .
وختاماً أسأل الله أن يمن على المسلمين بالفقه في دينه والعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يعيذهم من مضلات
الفتن ، وأن يولي عليهم خيارهم إنه سميع قريب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

https://www.binbaz.org.sa/mat/8411

التوقيع:



هذا طبعنا وأنت من ربعنا
" الإبتكار والإبداع هو مايميز بين القائد والتابع "



**( مواضيع تعجز عنها المنتديات )**

*((الجديد))*


  #6  
قديم 2011-08-26, 05:39 AM
الصورة الرمزية أبو منير السبيعي
أبو منير السبيعي أبو منير السبيعي غير متواجد حالياً
مراسل البراري في الخرمة
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: الخــــــــــــــرمة
المشاركات: 1,085
جنس العضو: ذكر
أبو منير السبيعي is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خير

  #7  
قديم 2011-08-26, 03:24 PM
أبو وليد الشيخ أبو وليد الشيخ غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: رابغ
المشاركات: 6,142
جنس العضو: ذكر
أبو وليد الشيخ is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل خير اخوي النايف

  #8  
قديم 2011-08-26, 04:24 PM
النعايم النعايم غير متواجد حالياً
عضو موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 26

النعايم is on a distinguished road
افتراضي

يجب على من يريد ان يتكلم عن الرؤية والحساب الفلكي ان يفقه ان الحساب الفلكي حتى الآن لم يُعتمد في الملكة لكن الذي دعا اليه الشيخ ابن منيع وماهو مطلوب من غالبية المشايخ المتنورين اليوم هو( عدم الأخذ بالرؤية اذا كان القمر قد غاب قبل الشمس وفقا للحساب الفلكي )
علم الفلك صحيح مئة بالمئة وهو ليس مبني على التوقع ومن يكذبه فهو في قمة الجهل
رجاء التفريق بين الأمور وعدم خلط الاوراق وبعثرة الافكار

  #9  
قديم 2011-08-26, 05:14 PM
الصورة الرمزية ابو نايف التميمي
ابو نايف التميمي ابو نايف التميمي غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: الرياض - حوطة بني تميم
المشاركات: 7,428
جنس العضو: ذكر
ابو نايف التميمي is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خير يابو نوره

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النعايم مشاهدة المشاركة
يجب على من يريد ان يتكلم عن الرؤية والحساب الفلكي ان يفقه ان الحساب الفلكي حتى الآن لم يُعتمد في الملكة لكن الذي دعا اليه الشيخ ابن منيع وماهو مطلوب من غالبية المشايخ المتنورين اليوم هو( عدم الأخذ بالرؤية اذا كان القمر قد غاب قبل الشمس وفقا للحساب الفلكي )
علم الفلك صحيح مئة بالمئة وهو ليس مبني على التوقع ومن يكذبه فهو في قمة الجهل
رجاء التفريق بين الأمور وعدم خلط الاوراق وبعثرة الافكار
اخوي النعايم.. اولا الحمد لله ان الحساب الفلكي لم يعتمد ولن يعتمد ان شاء الله الى قيام الساعة.. ثانيا لم نقل ان الحساب الفلكي يعتمد على التوقعات والكذب..ولكننا نتأسى بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم..شكرا لك

  #10  
قديم 2011-08-26, 05:23 PM
عبد المجيد عبد المجيد غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 2,338
جنس العضو: ذكر
عبد المجيد is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي النايف ...

واسمح لي بالتعقيب على من يقول ..

اقتباس:
علم الفلك صحيح مئة بالمئة


يعني لو قال أهل الفلك أن الهلال سيولد في الساعة كذا والدقيقة كذا هل أن قولهم 100% ؟؟!!

اللهم إني أعوذ بك من علم لاينفع

موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 02:38 PM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010