خبير: الفيضانات التي اجتاحت العالم الشهر الجاري سببها الاحتباس الحراري

[عبدالله العيدي]

خبير: الفيضانات التي اجتاحت العالم الشهر الجاري سببها الاحتباس الحراري



برلين ـــ د. ب. أ:
حذر خبير ألماني بشؤون المناخ من أن الفيضانات التي اجتاحت أنحاء شتى في العالم الشهر الجاري هي نتاج تقلبات الطقس من ناحية، والاحتباس الحراري من ناحية أخرى.
وكان عاما 2005 و2010 قد شهدا أكبر ارتفاع في درجة حرارة الأرض منذ بدء التسجيل اليومي للأرصاد الجوية، مما يشير إلى طقس يزداد حرارة ورطوبة على مستوى العالم. جاءت تصريحات الخبير الألماني ستيفان رامشتورف، من معهد ''بوتسدام'' لبحوث التأثيرات المناخية، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية.
ولدى سؤاله حول ما إذا كان الاحتباس الحراري يتسبب في حدوث الفيضانات الهائلة، مثلما كان الحال في باكستان وكولومبيا وجنوب شرق آسيا وأستراليا وأخيرا البرازيل، قال رامشتورف إن الظواهر الجوية الشديدة دائما ما تكون نتاج مزيج من تقلبات الطقس وتغيرات مناخية أطول مدى، وهي ظاهرة الاحتباس الحراري في هذه الحالة.
وأضاف رامشتورف: ''من الصحيح أن تكرار ظواهر الطقس الشديدة قد ازداد. فهناك مجموعة من الدراسات أثبتت ذلك''، مشيرا إلى أن هيئة الأرصاد الجوية الألمانية أكدت صحة ارتفاع درجات الحرارة ومعدل تكثف البخار وتحوله إلى أمطار.
وأوضح رامشتورف كيفية تسبب الاحتباس الحراري في حدوث الفيضانات، قائلا: ''ذلك أمر بسيط للغاية من الناحية الفيزيائية. ففي عام 2010 شهدنا أكثر الأعوام ارتفاعا في درجة الحرارة على مستوى العالم منذ بدء تسجيل الأرصاد الجوية، وهو أول عام مشابه لعام 2005''. وقال إن المناخ الأكثر ارتفاعا في درجات الحرارة يتسبب في هطول الأمطار نظرا لأن معظم الرطوبة في الهواء ناجمة من المحيطات عن طريق التبخر، ولذا يزيد معدل هطول الأمطار كلما ارتفعت درجة حرارة مياه البحار. ولفت إلى أن عام 2010 هو في الوقت نفسه أكثر الأعوام رطوبة، مما يعني أنه شهد أكبر معدل لهطول للأمطار على مستوى العالم منذ بدء تسجيل الهطول قبل مائة عام. وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت الفيضانات الأوروبية على صلة بذلك، أوضح الخبير الألماني قائلا: ''لا يمكنك أبدا تمييز هذه العوامل في ظاهرة (جوية) شديدة واحدة. غير أنه من الواضح أن تكرار مثل هذه الظواهر الشديدة آخذ في التصاعد، وعلاوة على ذلك، شهد العقد الماضي ظواهر شديدة على نطاق جديد تماما''. وضرب رامشتورف مثالا على ذلك، قائلا إن ''الموجة الحارة التي ضربت روسيا في الصيف الماضي رفعت درجات الحرارة في تموز (يوليو) الماضي إلى مستويات تتجاوز القراءات السابقة كافة''. وأضاف أن ''فيضانات باكستان أعقبت هطول أمطار لم تسجل كثافتها هناك من قبل. والأمر نفسه ينطبق على أستراليا حاليا''.
وعند سؤاله عما إذا كانت الفيضانات في أستراليا والبرازيل وقعت بسبب تأثير ظاهرة ''النينا''، التي تتسبب فيها التيارات المائية المضطربة في جنوب المحيط الهادئ إلى تغيرات في الطقس بالمناطق الاستوائية ونصف الكرة الجنوبي، أجاب رامشتورف: ''نعم، بالتأكيد ظاهرة النينا هي السبب المباشر. ولكن تعاقب ظاهرتي النينو والنينا منتظم، يحدث كل ما يراوح بين ثلاثة وسبعة أعوام، ولذا فإنه لا يفسر السبب وراء وصول معدل هطول الأمطار أخيرا إلى مستوى قياسي هو الأعلى منذ مائة عام''. وأضاف أن ''بعض العلماء يشيرون إلى أن إيقاع ظاهرتي ''النينو و''النينا'' يزداد قوة. والآن نشهد حالة قوية لظاهرة النينا''، مشيرا إلى أن ''عام 1998 شهد أقوى حالات النينو''. وقال: ''بيد أنني شخصيا، أعتقد أنه من السابق لأوانه للغاية القول بأن ذلك قد ثبت بصورة مؤكدة حقا''.

https://www.aleqt.com/2011/01/18/article_493076.html