من نعم الله على المملكة أنها بعيدة عن الأحزمة الزلزالية والنتوءات البركانية والمناطق الإعصارية فلا يحدث بها زلزال ذو بال أو ثوران بركان أو هبوب إعصار
وما أثير حول إعصار جونو وأنه سيدخل إلى المملكة فكلام لا يتكأ على أصول علمية
فالأعاصير ظاهرة طبيعية وتحدث في كل سنة في أماكن محددة من الكرة الأرضية
تتخلق الأعاصير عادة في أماكن التقاء الجبهات الباردة مع الجبهات الحارة ولا تتوفر هذه الأماكن إلا في المحيطات القريبة من المناطق الاستوائية فهواء المحيط أبرد من هواء اليابسة ومياهه دافئة والهواء مرطب والرياح استوائية فحينئذ تتشكل دوامة هوائية تزداد سرعتها بالتدريج حتى تصل لحد الإعصار عندما تتجاوز سرعة الدوران 75 كلم بالساعة لأنها واسعة وتجعل الإعصار يأخذ راحته في الدوران حول نفسه عكس عقارب الساعة والأعاصير لها مواسم لتشكلها وهي محصورة في الفترة مابين يونيو إلى نهاية نوفمبر من كل عام وخاصة على جزر البحر الكاريبي وسواحل الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وأمريكا الوسطى ولا تختص على هذه البقاع من الكرة الأرضية بل هناك أعاصير ثانوية مثل الإعصار الاستوائي (التايفون) والذي يتشكل جنوبي المحيط الهادئ وهو عاصفة مدارية بالغة الشدة ذات ضغط منخفض، تبدأ قرب خط الاستواء، وتتحرك نحو الغرب.
وهناك الأعاصير اللولبية (التورناد) أشد الأعاصير عنفًا، وتتألف من رياح تدور على شكل قمع بسرعة تصل إلى 320 كم في الساعة. وتحطم هذه العواصف تقريبًا أي شيء يعترض طريقها. ويبلغ قطر معظم الأعاصير اللولبية أقل من كيلومتر.
والإعصار اللولبي (التورناد) إعصار حلزوني صغير عنيف، ولذا تسمى الأعاصير اللولبية أحيانًا بالأعاصير الحلزونية، وتتكون أثناء العواصف الرعدية
وحدوث الأعاصير في بحر العرب أمر متوقع لوفرة عناصره التكوينية إلا أنه عندما ينطلق إلى السواحل العومانية تخف حدته ويتحول من إعصار إلى منخفض على شكل عواصف رعدية ممطرة وما يشاع بأنه سوف يتغلغل حتى يصل الرياض فأمر مبالغ فيه فشروط استمرار رحيل الإعصار من مكان تكونه إلى مناطق ثانية هي وجود الرطوبة والهواء البارد وهي التي تضخ الدماء في عروقة إلا أن هذه الشروط لا تتوفر في الربع الخالي حيث الجفاف والهواء الحار فينهار الإعصار على السواحل ويتحول إلى أمطار غزيرة ورياح رعدية شديدة على سلطنة عمان واليمن والأجزاء الجنوبية من المملكة
ويدوم عمر الإعصار في الغالب إلى عشرة أيام وربما زاد عن ذلك والمساحة المتاحة لتنقل الإعصار غالبها يكون ذات نطاقات ضيقة جدا وفي حالات نادرة يتوسع ويتفحش إذا كان الطريق ممهدا لها بوفرة عناصره
ودرجات دوران الأعاصير المركزية كما يلي
الدرجة الأولى من 75 إلى 95 كيلوا متر بالساعة
الدرجة الثانية من 96 إلى 110 كيلوا متر بالساعة
الدرجة الثالثة من 111 إلى 135 كيلوا متر بالساعة
الدرجة الرابعة من 136 إلى 155 كيلوا متر بالساعة
الدرجة الخامسة ما فوق ذلك
والدرجة الخامسة لا تكون إلا إذا كان الإعصار في حيز المحيط وكلما اقترب من اليابسة تخف حدته وتبدأ سرعته بالمراوغة بين الأولى إلى الرابعة
والأعاصير عادة تنهار عندما
1-تترك المياه وتدخل اليابسة حيث تبدأ عومل الضعف تدب في جسده حتى يتآكل
2-عندما تقترب من المدارين السرطان والجدي إذ أن الرياح التجاري تناطحه بعنف وترديه قتيلا
ومما ينبغي التنبيه إليه أنه خلال هذه الأيام تتتعرض المملكة لتأثيرات منخفض الهند الموسمي وسيتمثل ذلك بعواصف رملية تحمل في طياتها الغبار والرمال الأتربة ومن المعلوم أن شمال الهند يصدر منخفضا جويا يسير عكس عقارب الساعة ويمر على شمال الهند عن طريق مساحات واسعة وشاسعة من الأراضي المفتقرة إلى المطر ويحمل في طياتها منها الغبار والأتربة ثم يمر بالقرب من بحر قزوين بإيران ثم يصعد إلى الهضبة الإيرانية ويحاول أن يتخطى الهضبة الإيرانية ومن عادة الهواء أنه إذا صعد يبرد وإذا نزل تتضاعف درجة حرارة بما يعرف بالتسخين الحراري ثم يصب على دولة الكويت لذا تكون الكويت من الدول الأعلى درجة في العالم لأنها مصب التسعير ثم يتجاوزها إلى دول الجوار كالمملكة والعراق وينزل إلينا ويتمثل ذلك في هبوب رياح شمالية غربية والسبب في هبوبها من الشمال الغربي هو أن هناك مرتفع جوي في شرق الأبيض المتوسط يدفع منخفض الهند إلينا ثم يتحول إلى رياح شمالية غربية فإذا نزل إلينا يفرغ ما حمله في جوفه من الغبار والأتربة وتشتد وطأة الغبار في المناطق التي تكون فيها التربة مفككة وسهلة الحمل كحال المنطقة الوسطى ويقل الغبار في المناطق الأخرى التي يزداد فيها تماسك التربة أو عدم تواجدها كبعض مناطق الدرع العربي . ومما سيزايد حدة درجة الحرارة خلال هذه الأيام هو تخلق السحب الكاتمة للجو
د.خالد بن صالح الزعاق
عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
الاثنين 4/6/2007م
منقول
2007-06-06, 10:22 AM
العرض العادي
