قرية " كاف " ( حضارةٌ سادت ثم بادت )

[هنا القريات]

( كاف قريه صغيره لطيفه لها طابعها الخاص اللذي يميزها بوضوح عن كل ماشاهدناه في سوريا فكل شئ ها هنا صغيراٍ منمنم .
الست عشر بيتاً المربعه الصغيره والابراج ذات الشراريف والاسوار تعلوها
بإرتفاع سبعة أقدام والثمانون نخلهُ في الغيضةِ اللتي تروى من مياه الابآر
وبعض الاشجار اللتي ضننتها في البدايةِ من السرو
ثم تبين لي لاحقاً أنها نوع ناعم جداً من الإثل .

و كاف ذآت مظهر مزدهر فكل مافيها مرتب وبحاله جيده
فما من شرفه تراها متهدمه او باب مخلع المفاصل كما هي في سوريا
وعدد كبير من صغار النخيل قد غُرس بين النخلات الناميه
وكذلك بعض شجر التين الفتي وبعض دوالي العنب وهذه أشياء قلماء يوجد نظيرها في الشمال

والناس ها هنا ذو هيئات حسنه ويتصفون باللباقه ولو إنهم في البدايةِ روعونا بعض الشي عندما تحلقوآ حولنا والسيوف بأيديهم , كانوآ يحملون هذه السيوف أما منكسه على أكتافهم او يقبضونها بكلتا اليدين داخل القرب أشبه مايكون بصور النقوش الحجريه لشهدآء العصور الوسطى او تماثيل المحاربين الصليبيين .

تلقانا شيخ القريه عبدالله الخميس بكل كياسه و لطف وكنا نحمل إليه رساله من حسين الاطرش أمير الدروز في حورآن بسوريا

إن اسلوب العِماره المتبع هنا بسيط للغايه , يتألف من جدران عاديه من الطين دون أية نوافذ او فتحات اخرى ماخلا بضعة كوى مربعه بالقرب من السقف
اما السقف فهو من جذوع الاثل مع روافد عرضيه من سعف النخيل
وي مغماه من فوقها بجرائد النخيل ....... )


لحظة أن وصلنا قُدمت لنا قصعه خشبيه ملأى بالتمر وهي من محصول العام الفائت ( الزياره في 28 كانون الاول " ديسمبر" 1878 م )
كانت كلها دبقه ومهروسه لكنها طيبه .
ثم في المساء قدم لنا عشاء تقليدي يتألف من البرغل و الدجاج المسلوق
والحق إننا شُدهنا لما رأيناه من الادب الجم الجميع
فمضيفنا عبدالله سألنا عن صحتنا و أحوالنا لا أقل من عشرين مره

صحيح إن كل ماحولنا كان فقيراً وبسيطاً للغايه لكن مع ذلك خآمرنا شعور مؤكد بأننا وسط قوم متحضرين

ولذا عاملونا بمنتهى اللطف و الكرم كما لو كنا من أناء العرب الاقحاح وكان ( عواد الشمري --> أحد الادلاء ) ذا نفع عظيم لنا لأنه معروف جداً ها هنا .

إن بلدة كاف مستقله عن السلطان التركي لكنها تعرضت لغزو عسكر الترك مرتين , وفي الأولى هدم إبراهيم باشا 1834 م حصن قصر الصعيدي .

يعتبر أهالي كاف أنفسهم رعايا لإبن رشيد زعيم جبل شمر و أمير حائل .

ولبلدة كاف ولجارتها إثره علاقات تجاريه مع الشمال أكبر من الجنوب لأن وارداتهما الرئيسيه تأتي من تجراتها بالملح مع بصرى ....... )

قلعة الصعيدي على الخط الدولي الشام الخليج



قصر إبن شعلان وفي الخلف قلعة الصعيدي



قصر إبن شعلان وقد بني 1338 هـ









قرية كاف ( الحي الشرقي )



إحدى المنازل













يزيد وسط كاف


درج المسجد



سلمى و ساره