التعليمـــات |
التقويم |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
اخر ليلة من رمضان[ ما اقساها من ليلة ]
السلام عليكم قالت لي إحدى قريباتي يا ابا فلان اني اذا كانت اخر ليلة من رمضان اجتاحني حزن عظيم لفراق رمضان فلا اجد لي ملجأ الا غرفتي اهرب ممن حولي واسبل دموعي حتى لتكاد كبدي ان تتشقق فهل انا اثمة قلت يا ام فلان من يلومك في ذالك!!!! يا ام فلان اعرف من الصالحين من يبيت اخر ليلة من رمضان باكي العين جزع القلب كأن مصيبة حلت به اعرف من الصالحين من لا يفطر مع اهله اخر يوم في رمضان حتى لايخونه صبره وتجلده اعرف من الصالحين من ينظر الى هلال اخر ايام رمضان فيقول بصوت خنقته الدموع اسأل الله الا يجعل هذه الليلة آخر العهد بك في سنة مضت يا ام فلان كبر الإمام لصلاة التهجد في آخر ليلة من رمضان وقد استعد لختم القران صمت الامام لفترة طويلة بعد تكبيرة الإحرام لم يكن احد يجهل طول صمته فقد وشى به مايكرفون المسجد لم يكن المصلين بحاجه لم يهيجهم الى البكاء فقد كانت النفوس مملوءة حزن على فراق شهر الخير فضج الجميع بالبكاء والنحيب في الحرم كان بجانبي شخص غير عربي منذ أن كبر الإمام في آخر ليلة من رمضان التي يختم فيها القران وانا اسمع نشيجه فلما وصل الإمام الى سورة الناس بكى بكاء ظننت روحه ستخرج قول الإمام في دعائه هذه الأيام ((اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك والعتق من نيرانك ) يقطع القلوب حزناًَ لا اله الا الله بالأمس كنا نهنئ بعضنا بدخول شهر الخير واليوم نعزي بعضنا بفراقه ياشهر رمضان ترفق يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تُدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق، عسى وقفة للوداع أن تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع أن ترفو من الصيام ما تخرق، عسى منقطع عن ركب المقبولين أن يلحق، عسى أسير الأوزار أن يطلق، عسى من استوجب النار أن يعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يوفق لما عرف العارفون جلاله خضعوا، و لما سمع المذنبون بعفوه طمعوا، وما ثمَّ إلا عفو الله أو النار. لولا طمع المذنبين في العفو لاحترقت قلوبهم باليأس من الرحمة؛ ولكن إذا ذكرت عفو الله استروحت إلى برد عفوه. كان أحد الصالحين يدعو قائلاً: ( جرمي عظيم، وعفوك كبير، فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم ) هذا دعاء الصالحين، وهكذا قضوا رمضان، فلهم الحق أن يبكوا في ختامه؛ لما له من لذة في قلوبهم، ومع ذلك فهم وجلون من ربهم، خائفون من الرد وعدم القبول، يعلمون أن المعوَّل عليه القبول لا الاجتهاد، وأن الاعتبار بصلاح القلوب لا بعمل الأبدان. كم من قائم محروم ! ومن نائم مرحوم! هذا نام وقلبه ذاكر، وذاك قام وقلبه فاجر؛ لكن العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات، والاجتهاد في الصالحات، مع سؤال الله القبول، والاشتغال بما يصلح القلوب، وهذا دأب الصالحين. منقول
|
|
|