الطفلة لمى ظهرت بعد اربعة ايام من شفط الرمال
في لقاء خاص مع محمد عيد المسعودي صاحب فكرة وتصميم جهاز شفط الرمال
الذي ساهم به من ضمن المتطوعين المشاركين مع فرق البحث الانقاذ بالدفاع المدني
لانتشال الطفلة لمى رحمها الله من البئري الارتوازي الذي سقطت فيه قبل عدة ايام
وتحدث محمد المسعودي لصحيفة صدى تبوك منذ بداية عملهم حتى توقفهم فقال منذ
أن تلقيت خبر سقوط طفلة في بئر ارتوازي في الوادي الأسمر بمحافظة حقل عبر
رسالة من موقع أخباري وأنا أتخيل كيف هو حال والدها وما مدى القلق والخوف
الذي ينتابه هذه اللحظات فأنا والد لخمسة أطفال وأعي مدى القلق في حالة مرض
أحدهم فما بالك بافتقاد أحدهم فجأة ...وصلت الى الموقع ووجدت والدها ورجال
الدفاع المدني بجوار البئر ألقيت نظرة عليه ووجدته غير مكيس أي أن هناك
صعوبة ستواجه الجميع في عملية أخراجها .
أخذتني أفكاري بأنها تكون قريبة من البئر بدأت البحث في الوادي على أمل
أن أجدها وبحثت أنا وكثير من المتطوعين في كل مكان انتهت تلك الليلة الطويلة
والباردة وكل من الوادي ينادي "لمى "
ظننت أن اليوم القادم سيزف لنا بشرى إنقاذها كان يأتي اليوم ولم نجدها ونعلق
الاماني بإن يأتي اليوم القادم سيأتي بأخبارها ..ويأتي يوم ويرحل يوم الى أن وصل
رجال الدفاع المدني والمتطوعين بالحفر الى عمق 37 متر كانت الليالي باردة
والبئر موحش ويشكل خطر والإعياء لامس ملامح الجميع كانت الحجارة تتساقط
على من هم أسفله ولكن هذا لم يمنعهم من الاستمرارية في محاولاتهم لاستخراجها .
طلبت من أحد الضباط الاقتراب من البئر لفهم حقيقة ما يحدث ..لم يمانع وأبدأ كل
التفهم عندما علم أنني متواجد للمساعدة والمساهمة معهم في انقاذها ..فهمت ماذا
يحدث وكيف أن الطفلة قد غطاها الرمل والحجارة مما يحد من امكانية رؤيتهم لها
ومن ثم استخراجها فكرت بأننا لا نحتاج إلا لتيار ساحب خفيف بسبب صعوبة الاستمرار
في حفر بئر موازي لمواجهتهم طبقة صخرية . الوضع كان صعب جدا فالطفله رحمها
الله كانت معلقه في البئر أسفلها فراغ هوائي وأعلاها حجارة كبيرة ورمال بسبب
انهيار البئر القديم وأي خطأ في تلك العملية سيهوي بجسدها الى أسفل ..
غادرت المكان وذهبت الى أحد المحلات وقمت بشراء ما أحتاج لصنع آلة تقوم بشفط
الرمال عن جسد الطفلة ..قمت بصنعها وتجربتها وهي عبارة عن كبسولتين الأولى
في البئر والأخرى خارجة وموصولة بشفاطات هوائية ..أثبتت نجاحها بعد التجربة
و ذهبت الى الموقع وصادف تواجد أحد مستشاري شركة أرامكو وأشاد بالفكرة وأنها
نالت اعجابة بدأ استخدام جهاز شفط الرمال لمدة أربعة أيام حتى الاعلان عن اكتشاف
الطفلة لمى رحمها الله من قبل الدفاع المدني وفي تلك الاربع ايام كنت قريب من آلتي
وأدرب عليها الفرق التي تتناوب على عملية الانتشال كنت أمتلئ سعادة وأنا أرى اختراعي
واختراع زملائي حاتم أبو خضير وفرج العنزي وهاني الشلهوب تسهم في استخراج جسد
الطفلة وحتى يتحقق لوالدها ما طلب بأن لا تدفن في البئر .
بالرغم من افتخارنا أنا وزملائي بما ساهمنا به من مساعدة وما رأينا من تحدي وإصرار
في عيون رجال الدفاع المدني وعدم التفاتهم لما يقال بالرغم من حزننا على عدم انتشال
الطفلة لمى رحمها الله . وعزاؤنا لوالدي الطفلة لمى الروقي
-