افتراء أهل الزيغ والضلال على مذنب بان ستارز

[الخاتم]

يقول أحدهم: بلغني هذا الموضوع فهل له من الصحة نصيب. وإن صح الخبر فما الواجب فعله؟؟

حسب استنتاج بعض المهتمين بالضواهر الجوية

سيكون لهذا المذنب نتائج مأساوية بعد فتره ليست
بالبعيدة : على مناطق شرق حفر الباطن والكويت
حسب ماتضمنه الإستنتاج فإن الأحداث الغريبة
والجديدة تتوالى بعد فتره من ضهور هذا المذنب
ومن ابرزها تغير محاور الأرض واختفاء اغلب دول
شمال اوربا : ولكن يبقى مجرد استنتاج من بعض
المهتمين بالضواهر الجوية : ولا حد يجزم بوقوعه
وعلم اليقين عند الله : وحسب قول صاحب الإستنتاج ان الكويت موعوده
بزلزال مدمر

ملاحظة
صاحب الإستنتاج تم التواصل معه
وهو رجل فاضل وملتزم دينيآ عرف عنه الصدق
والإستقامة وهو محاضر في احد الجامعات السعودية
وبرر استنتاجه : بإنه رؤيا واردف بقوله كل ماتم رؤيته
في منامي منذ سنوات قد تحقق بعد امر الله

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة

---------------------------------------------------------------------------------

أقول مستعينا بالله ومستعيذا به من فكر أهل الضلال والكهانة والدجل والشعوذة:

مشكلتنا تكمن في طيبة ورقة قلوبنا نحن السعوديون خاصة والخليجيون عامة.
ويكمن جل السبب في استغلال ضعاف القلوب من منافقين وعلمانيين وملاحدة تمسكنا بالدين الحنيف، وسهولة تصديقنا لأي أمر يزج الدين فيه وبالتالي نعتبره من المسلمات، ويفوتنا مجرد التساؤل عن مصدر هذه الفتوى أو المعلومة.
وهذا يخالف ما كان عليه السلف رضوان الله عليهم. كانوا أتقى وأعلم منا بديننا ولكنهم وضعوا علوم الجرح والتعديل والتخريج الى آخره ليميزوا الخبيث من الطيب.

لنسأل أنفسنا: من هو هذا التقي النقي صاحب الرؤيا ؟
الإجابة .. مجهول.

ثم لننظر إلى ما ذكر أعلاه: "وبرر استنتاجه : بأنه رؤيا .. واردف بقوله .. كل ما تم رؤيته في منامي منذ سنوات قد تحقق بعد امر الله"
لنعلم جميعا أن صحة الرؤيا مطلقا لا تكون إلا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهم وحدهم فقط تصدق رؤياهم دائما لإتصالهم الدائم بربهم.. أما غيرهم فلا..
وهنا نتيقن من غباء مؤلف هذا الخبر .. كان بإمكانه أن يكون أكثر حذر وفطنة ولا يدعي الكمال في صدق الرؤيا.

أما من ناحية المذنب فإنه مستمر في الإبتعاد عن الأرض، ولقد كانت أقرب نقطة له عن الأرض هي 164 مليون كيلومتر بتاريخ 5 مارس الماضي.

والآن خذوا هذه الحقائق من الخاتم:

** لن تروا هذا المذنب بعد الآن (أي بعد زيارته هذه). فما هي إلا أيام ويختفي في رحلة حيث أمره خالقه. فهو يحتاج لأكثر من 100 مليون سنة للعودة إلينا (بفرض بقاء الأرض .. أو بقاء المذنب.. عندئذ)
فمداره "طويل أوي يا عصام يبني ومالوش آخر" (مقتبس بتصرف من كلام العم "حنكشة" من مسلسل الليل الطويل 1382هـ).

** هذا المذنب قدم من الحلقة الخارجية لأقصى النظام الشمسي "أوورت" بمسافة تزيد عن 100 ألف مرة المسافة بين الأرض والشمس.

** يرجح كثير من الباحثين في الفلك بأن المذنب قد تبخره الشمس بسبب مداره غير المنتظم واقترابه منها.

** هذا المذنب ليس الوحيد في السماء. فهناك الملايين من المذنبات أكبر بكثير منه ويشكل بعضها خطر حقيقي على الارض والنظام الشمسي.

وفي الختام أعود على قول صاحبنا أعلاه:
"بأن صاحب الإستنتاج تم التواصل معه"

جميل .. ولكن .. من تواصل مع من؟
فالأمر لا يعدو سوى مجموعة من المجاهيل

نصيحة من الخاتم.. لا تبع ما استودعه الله فيك أمانة بثمن بخس... إنه أثمن ما تملك وهو سبب نعمتنا أو شقائنا لا سمح الله..
إبق على عقلك صافيا فهو سفيرك لملكوت الله تعالى.


والله أعلم.