ولولا البهائم لم يمطروا

[خالد المرزوق]

( عن ابن عمر رضي الله عنهما في حديث له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لم ينقص قوم المكيال والميزان , إلا أخذوا بالسنين , وشدة المئونة , وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم , إلا منعوا القطر من السماء , ولولا البهائم لم يمطروا } رواه ابن ماجه ) .


إن من أسباب تأخر المطر الذي غفل عنه المسلمين الغش في البيع وهذا وقع فيه غالب الباعة ويرونا هذا من الشطارة والذكاء وكذلك ومن الأسباب منع الزكاة وعدم المبالاة بها وترك الصدقة فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنت عاشر عشرة رهطٍ من المهاجرين عند رسول الله ، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: ((يا معشر المهاجرين، خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهنّ: ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوا بها إلا ابتلوا بالطواعين والأوجاع ـ الأمراض ـ التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولا نقص قوم المكيال إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، وما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولا خَفَر قوم العهد إلا سلّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تعمل أئمتهم بما أنزل الله في كتابة إلا جعل الله بأسهم بينهم)) ومن أسباب تأخر المطر المعاصي والذنوب والآثام والإعراض عن تعاليم الإسلام سبب في منع نزول المطر وبركات السماء والأرض. وكما كان ذلك في الأمم السابقة عقابًا عاجلاً
من أسباب نزول المطر الصدقة فعن بعض السلف انه أصاب أهل مصر قحط وشده واشتدت عليهم المحنه فقام احد العلماء فخطب بهم ووعظهم وقال اللهم هذا كسائي هو جهدي وطاقتي فهو صدقه لله ثم بدا الناس في الصدقة حتى امتلئ الكساء فما نزل من المنبر حتى هطل المطر ومن الأسباب كذلك الاستغفار والتوبة قال تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا )
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين