مؤشرات الشتاء الحالي تعيد رياح الخماسين

[اللامي]

خلال السنوات الماضية حدث تراجع وبشكل ملحوظ في نشاط رياح الخماسين التي تهب على الجزء الشمالي من مصر ، وهو ما سنحاول بحثه في هذا الموضوع . وتتكون هذه الرياح في مقدمة المنخفضات الجوية الخماسينية التي تتعرض لها مصر ويمتد تأثيرها لبلدان الشام خلال الفترة مابين مارس الى يونيه من كل عام ، وهي رياح جنوبية شرقية حارة وجافة ومحملة بالرمال قادمة من الصحراء الكبرى ، وتتسبب في حدوث عواصف رملية تصل سرعتها من 30 الى 50 عقدة ، تنخفض معها الرؤية وترتفع درجة الحرارة ، مع هبوط في نسبة الرطوبة ، وتستمر في الغالب يوما واحد ، وهذه الرياح النشطة هي نتيجة لمنخفضات جوية تندفع بالاتجاه الشرقي عبر الشواطئ الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط .

سبب التسمية

ويعود سبب التسمية برياح الخماسين ، لأنها تنشط في فترة خمسين يوم من فصل الربيع ولهذا جاءت هذه التسمية .

أسباب تراجع نشاطها في السنوات الأخيرة

لعل من أسباب تراجع نشاط تلك الرياح والمنخفضات المصاحبة لها خلال السنوات الماضية يكمن والله أعلم في تراجع حدة التباين بين الكتل الهوائية خلال السنوات الماضية التي تعبرجنوب البحر الأبيض المتوسط ، أي أن الحالة المثالية لتشكل المنخفض الجوي غير موجودة ، مما تسبب بمشيئة الله تعالى في انعدام تكون تلك المنخفضات ، وبالتالي لا أثرلنشاط رياح الخماسين .

شتاء غني بالأمطار والثلوج

غير أن شتاء هذا العام ( 2011-2012) وبخاصة دول الحوض الشرقي للمتوسط كان متميز مقارنة بالمواسم الماضية من خلال نشاط المنخفضات الحركية والتي نتج عنها بأمر الله تعالى هطول معدلات جيدة جدا من الأمطار والثلوج على بلدان الشام ، ولهذا يمكن التوقع بأن ينعكس هذا الشتاء الجميل المفعم بالتغيرات السريعة ايجابيا على فصل الربيع لهذا العام ، بامتداده للشواطئ المصرية وحتى الليبية وحدوث تقلبات وتغيرات سريع في مجمل العناصرالجوية ، مما يعمل بمشيئة الله تعالى على استمرار المنخفضات الربيعية الممطرةعلى عموم الحوض الشرقي للمتوسط ومتدادها للشواطئ المصرية ، وبالتالي عودة نشاط رياح الخماسين من جديد.. هذا والله تعالى أعلم .