سالفة راعي الزلفي / بمناسبة صلاة الإستسقاء غدا الخميس

[ولد العشاق العود]

القصة حقيقية وليست من نسج الخيال أسوقها للعبرة ولمراجعة الذات تعبدا لله ورجوعا إليه في كل أحوالنا..

القصه رواها لي بسند متصل من أثق فيه عن رجل من أهل مدينة الزلفي يعيش بيننا لكنه لم يوافق ان نذكر اسمه لداوعي الزهد

يقول صاحي ان الرجل روى له القصة والسند عندي متصل لثقتي في صاحبي

يقول كان الرجل في ما بين الثامنة عشر والعشرين ويعيش في احد أطراف الزلفي المترامية حيث كان مجتمع الزراعة وكان قريب له ينوي السفر وحيث لا مواصلات متصله فإنه يضطر أن يمشي سيرا على الأقدام حتى يصل طريق العبور على الجمال وكانت السيارات نادرة في وقتها ... يقول صاحي كانت هناك عادة تسمى ( التعبير ) يعني بمفهومنا اليوم ( التوصيل ) والهدف هو ان يكون هناك مرافق يحمل الماء لكي لا يتعرض المسافر للعطش او التيه في الصحراء ...يقول صاحبي بعد ان أوصل صاحبنا قريبه ورافق الرحلة ورجع صاحبينا عائدا للزلفي وفي نهار رمضان في الصيف( قيض قايض ) وكان الماء في قربته الصغيره لا يكفي إلا له حيث كان صائما وقد يدركه المغرب وهو في الصحراء معه قليل من الماء والتمر ..يقول صاحبنا وهو في طريقه فإذا به يقابله كلب يكاد يموت من العطش والرجل صائم والماء قليل ..لكن الموقف اقوى من أن يحتمل !!

الماء قليل ..والكلب يلهث ويدور ويتضور من شدة العطش وفكر الرجل في الموقف ..لكنه مع هذا لا يحمل انية ليصب قليلا من الماء لهذا الكلب العطشان وفكر مليا واهتدى إلى ان يتناصف الماء مع هذا المخلوق الضعيف ؟
قام بحفر حفرة صغيرة ووضع طرف ثوبه في الحفرة ليمنع تسرب الماء للرمل ...وقام بسقي الكلب فإذا هو يجد نفسه فجاءة بدون ماء حيث نسي ان يترك شيئا لنفسه ...وسار في طريقه بدون ماء وهو بعد العصر حيث اقبل الليل ولا ماء والرجل ادركه العطش ؟

يقول صحبنا ونحن في فصل الصيف ولا موسم للمطر ولا يوجد هناك أي مؤشرات للتهيئة أي ظرف لسقوط المطر .... سبحان الله قيظ ولا ماء ورجل صائم وفي وسط الصحراء النجدية الحارقة !!

يقول صحبنا فرفعت رأسي للسماء فإذا هي ( جزعة ) سحابة صغيرة تتكون في السماء وانا أنظر اليها تقترب رويدا رويدا وما هي إلى برهة من الزمن والسحابة فوق رأسي والمطر ينهمر في وسط الرمال وما هي إلا دقائق وإذا بالنقع من الماء بين كثبان الرمل ؟؟

سبحان الله ..يقول الرجل واغتسلت ثم ملئت قربتي من ماء المطر وتوقف المطر واضمحلت السحابة ( يعني تلاشت ) وواصلت المسير حتى وصلت أهلي وقصيت القصة على والدي واشربته من ماء الغدير ( المطر) بعد ان رويت له القصة ..فقال هذا تكريم من الله لك جزاء المعروف وسقيا هذا الحيوان التائه ..وطلب مني والدي ان اذهب به للمكان وسرينا في ليلتينا على اثر خطاي في الطريق حتى وصلنا إلى المكان وادرك والدي بالمشاهدة ما حصل لي .... فشكر الله ثم عدنا للزلفي في نفس الليلة ؟

أنتهت القصة بإختصار وبتصرف لغوي مني بعد ان إستأذنت صاحبي الراوي والمتصل سند بصاحب القصة ...

هنا لنا وقفات مع القصة أتركها لك عزيزي القاريء لنراجع حسابتنا ونحن اليوم نعاني ما نعاني من الجفاف وقلة نزول الأمطار ؟؟