السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
]أخواني:في هذه الأجواء التي نعيشها حضرت خطبة الشيخ[/عبد العزيز بن محمد السدحان.[
فكانت نصا في الموضوع فآليت أن يشاركني أعضاء هذا المنتدى والمطلعين عليه الفائدة وذلك بعد استئذان الشيخ في وضعها في هذا المنتدى فقال:حبا وكرامة...
وهي نقلا بتصرف وعذرا للإطالة..
[](لقد كان من حكمة الله تعالى في كونه تغير الأحوال وحدوث أشياء لم تكن بالحسبان ((إن ربك حكيم عليم)) ((أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون)) فله تعالى الحكمة البالغة والمشيئة النافذة,يخلق ما يشاء ويفعل ما يريد,وكل شي عنده بمقدار]
وهذه الآيات الكونية يختلف نظر الناس إليها,فكثير منهم ينظر لها بعين البصر,وقليل منهم من ينظر لها بنظرة البصيرة,وشتان بين النظرتين.
لأن نظرة البصر يشترك فيها المسلم والكافر والطير والحيوان.أما نظرة البصير فهي خاصة بأهل الإيمان الذين تزيدهم تلك النظرة إيمانا بربهم.
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل مع هذه الآيات بحسب نظرة البصيرة وكذا كان يربي أصحابة صلى الله علية وسلم فزادهم ذلك إيمانا مع إيمانهم.
ومن أمثلة ذلك ما يتعلق بأمر الكسوف والخسوف فكثير من الناس يرى ذلك التغير الكوني بعين البصر.ولكن النبي صلى الله علية وسلم ارشد وربى أصحابة على نظر البصيرة فقال:{إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا الى المساجد وصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم}.فانظروا رعاكم الله تعالى كيف جمع صلى الله علية وسلم في قوله بين التذكير أن ذلك من آيات الله وبين تخويفهم من سخط الله وبين حثهم على المسارعة الى الصلاة والدعاء.
عود على بدئ يقال
أن من تلك التغيرات الكونية المفاجأة ما حصل من هبوب تلك الرياح((البارحة)) الريح التي أقلقت بعظيم صوتها وأثرت بشديد هبوبها.
وقد كان للنبي صلى الله علية وسلم أربعة أحوال في شأن هبوب الريح وهذا حسب البحث والاستقراء.
الأمر الأول/
دعاء الله بحصول خيرها والاستعاذة به في دفع شرها.ومن دعائه صلى الله علية وسلم في ذلك:{اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا}
اللهم لقحا لا عقيما}{اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به,وأعوذ بك اللهم من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به}
الأمر الثاني/أن النبي صلى الله علية وسلم نهى عن سبها وأمر بالدعاء كما سبق فقد أخرج احمد و البيهقي وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله علية وسلم {لاتسبوا الريح فإنها من روح الله تعالى,تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها
[]الأمر الثالث/خوفه وفزعه صلى الله علية وسلم أن تكون الريح عذاب.وهذا من كمال إيمانه وشفقته صلى الله علية وسلم قالت عائشة رضي الله تعالى عنها:{كان صلى الله علية وسلم إذا هبة الريح عرف ذلك في وجهه وأقبل وأبر} . [/أخرجه مسلم[/
[]وعن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:ما هبت ريح إلا جثا النبي صلى الله علية وسلم على ركبتيه وقال:{اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا}[/]أخرجه البيهقي في المعرفة وحسنة ابن حجر.[/
الأمر الرابع/فرحه صلى الله علية وسلم وسروره إذا أعقب الريح مطر وخير.قالت عائشة رضي الله عنها كما سبق:(إنها ذا هبت الريح عرف ذلك في وجهه فإذا مطرت سر به)
اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا,وعن أيماننا وعن شمائلنا,ومن فوقنا ونعوذ بك اللهم أن نغتال من تحتنا.
ولنظرة البصيرة آثار علم ويقين تعود على صاحبها.
وفي ما يتعلق هبوب الريح يقال:أن من آثار النظر إلى تلك الريح بنظر البصيرة
إن القوة لله جميعا وأنه هو القوي العزيز لا يعجزه شيئا,ما شاء كان وما لم يشئ لم يكن.
ومن الآثار أيضا ضعف بني آدم بل ضعف المخلوقات جميعا أمام قوة الله تعالى,فتلك الريح مع أن قوتها كانت نسبيه فقد أفزعت الناس فكيف لو زادها الله تعالى قوة إلى قوتها.
ومن آثار نظرة البصيرة أن يتذكر المؤمن أن الريح كانت عذابا على قوم حادوا الله ورسوله,فقد قص الله تعالى علينا خبر قوم عاد مع نبيهم هود علية السلام ((فلما رأوه عارض مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما أستعجلتم به ريح فيها عذاب أليم#تدمر كل شيئ بإذن ربها فأصبحوا لا يرى الى مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين))
\ومن آثار نظرة البصيرة عدم الأمن من مكر الله تعالى فقد يحسب الناس أن الريح في أولها على خير فتكون شر وبلاء.
]ومن آثارها الرد على الملاحدة والطبائعيين الزاعمين أن الطبيعة تخلق أفعالها. وهذا القول يكذبه الحس والعقل والشرع فالطبيعة مربوبة مخلوقة والله ربها وخالقها
وتلك الريح مأمورة بأمر الله مسيرة بتدبير الله تعالى لاتملك لنفسها شيئ.ولذا جاء في الحديث{وأسألك خير ما أرسلت به وأعوذ
من شر ما أرسلت به}
فهي مرسلة بإرسال الله تعالى لها.
ومن آثار نظرة البصيرة تذكر يوم القيامة وذلك أن يوم القيامة له مقدمات تتغير فيها سنن كونية ((إذا السماء انفطرت#وإذا الكواكب انتثرت#وإذا البحار فجرت#وإذا القبور بعثرت.....((فإذا برق البصر#وخسف القمر#وجمع الشمس والقمر))
إلى غير ذلك من تغير الآيات الكونية مقدمة لقيام الساعة وهبوب الريح بأصواتها المفزعة وظلمتها في وقت وضح النهار تقريب لتغير السنن الكونية المؤذنة بقيام الساعة .
اللهم أنا نعوذ بك أن نزل أو نزل أو نظل أو نظل أو نظلم أو نظلم أو نجهل أو يجهل علينا.
اللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
اللهم أنت الله لاإله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين..
اللهم سقيا رحمة لاسقيا هدم ولاغرق ولاعذاب..