الــــخـــبــير : خــالــد الــعــوض فيضانات أمريكا الجنوبية تزيد غزارة الأمطار على الجزيرة العربيه

[عبدالله العيدي]

فيضانات أمريكا الجنوبية تزيد غزارة الأمطار على الجزيرة العربية

كتلة باردة تخفض الحرارة على 3 مناطق.. اليوم





صورة توضح بداية انحسار ظاهرة (لانينيا) من مياه المحيط الهادئ الاستوائية.
خالد العوض من الرياض
تستمر درجات الحرارة في الانخفاض هذا اليوم السبت على المناطق الوسطى والشمالية والشرقية نتيجة تدفق كتلة باردة نسبياً. وتشير توقعات الطقس إلى احتمال نشاط الرياح السطحية على المنطقة الشرقية وشمال شرق البلاد وشرق المنطقة الوسطى وانقشاع تام للغيوم الممطرة على عموم البلاد وطقس شبه مستقر على الغربية وشمال غرب البلاد وحرارة حول المعتاد .كما يتوقع بمشيئة الله حصول درجات منخفضة فجر الأحد على حائل وشمال القصيم قد تصل إلى درجة واحدة فوق الصفر كما ينصح المسافرون عبر الطرق الواصلة بين السعودية والإمارات بالقرب من محافظة الأحساء بتوخي الحذر من نشاط الرياح المغبرة ظهر هذا اليوم السبت.
من جهة أخرى يكتشف علماء المناخ ظواهر كونية تؤثر في النظام المناخي لكوكب الأرض وهذا التأثير قد يكون بشكل مباشر وفوري وشامل أو بشكل غير مباشر وذا أثر محدود وعلى نطاق معين في هذا العالم الفسيح.
نذكر على سبيل المثال بعض الظواهر ذات الأثر الكبير والشامل مثل ظاهرتي السلبية ( لانينيا) والإيجابية (النينيو)، التي تعني تذبذب درجة حرارة المياه السطحية الاستوائية في أضخم محيطات كوكب الأرض وهو (المحيط الهادئ).
وعندما تكون درجة الحرارة في هذا المحيط سواء بالهبوط أو الصعود يترتب على ذلك تغير في اتجاه التيارات البحرية والهواء في الغلاف الجوي حيث يأخذ المناخ العالمي بالتبدل والتذبذب حسب الظرف السائد في هذا المحيط الضخم فمثلا ظروف لانينيا في أشهر الصيف والخريف تعني الاضطراب الشديد في الطقس والفيضانات في جنوب شرق آسيا والهند . والفيضانات في أستراليا والبرازيل في خريف وصيف الكرة الأرضية الجنوبي .والثلوج والأمطار في غرب ووسط الولايات المتحدة الأمريكية والجفاف في جنوب شرق أمريكا وشبه الجزيرة العربية والقرن الإفريقي. وفي ظروف ظاهرة (النينيو) تنقلب الأمور لتجف المناطق الخصيبة أثناء فترة (لانينيا) وتخصب المناطق الجافة وتنال قدرا كبيرا وغير عادي من الأمطار وهذه حكمة الله في هذا الكون. وفي هذه الأيام يشهد العالم انحسار ظاهرة (لانينيا) الباردة المسيطرة على وسط المحيط الهادئ منذ منتصف عام 2010 الماضي، التي بلغ فيها الانحراف المعياري حدود درجتين التي سجل العالم خلالها بعض الكوارث المناخية التاريخية حيث شهدت باكستان وإندونيسيا والهند خلال الصيف الماضي في نصف الكرة الشمالي فيضانات لم تعهدها منذ عدة عقود. وسجلت أستراليا والبرازيل خلال الصيف الحالي في نصف الكرة الجنوبي فيضانات أعنف مما حصل في دول النصف الشمالي في الصيف الماضي ولعل هذه الملاحظة تفيد في الربط بين سيناريو الأحداث المناخية بين دول جنوب الكرة الأرضية ودول الشمال خلال سيطرة هذه الظاهرة. وعلى هذا يمكن التنبؤ بالمناخ لفترات طويلة للتخفيف من الأضرار أي أن ما يحصل في الصيف من أضرار في نصف الكرة الشمالي بسبب سيطرة ظاهرة (لانينيا) قد يتكرر في دول جنوب الكرة الأرضية في صيفها وهذا ما حصل بالفعل. والنظرية تشمل حتى ظاهرة (النينيو).
وعلى ذلك نقول إن أي كوارث مناخية ناتجة عن هطول أمطار غزيرة في البيرو أو جنوب شرق البرازيل وشرق الأرجنتين خلال فصل الخريف أو الربيع قد تتكرر في شبه الجزيرة العربية وجنوب شرق أمريكا والقرن الإفريقي وهذا ما حدث بالفعل أثناء سيطرة ظاهرة النينيو عام 1982 وظاهرة النينيو عام 1997. حيث كان هناك قاسم مشترك بين ما حصل في البيرو وشرق الأرجنتين في نصف الكرة الجنوبي وما حصل في شبه الجزيرة العربية وجنوب شرق أمريكا والقرن الإفريقي في نصف الكرة الشمالي والقاسم المشترك هو الفيضانات وتسجيل المعدلات العالية وغير العادية في نسبة الأمطار ونحن نقصد هنا الأمطار الغزيرة التي تتكرر عدة مرات خلال الموسم الواحد. والخلاصة أنه يجب علينا مراقبة ما يحدث في نصف الكرة الجنوبي للتقليل من مخاطر المناخ.

عدد القراءات: 9041

[ريان عبدالله]

جزاك الله خير