تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديـات البراري الرئيسيــة > منتدى الأحوال الجوية والفلكية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2012-09-17, 01:46 AM
الصورة الرمزية نزيه الحيزان
نزيه الحيزان نزيه الحيزان غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجوف
المشاركات: 6,519
جنس العضو: ذكر
نزيه الحيزان is on a distinguished road
افتراضي ( .. الإستمطار .. اصوله وقواعده وشرعيته .. ) ج4







نتائج الاستمطار وتحليل معلوماته وفوائده


يصعب معرفة نتائج الاستمطار في أي بلد من البلدان
دون جمع المعلومات لسنوات الاستمطار المتتالية
وطالما أن مشروع الاستمطار في الوطن العربي عمره قصير
وهدفه الأساسي زيادة كمية الأمطار
دون أن يكون مشروعاً علمياً بحتاً
لعدم توفر القدرات من جميع الوجوه
فنكتفي بذكر طريقتين من الطرق يعتمد عليهما عالمياً لمعرفة النتائج

الطريقة الأولى تعتمد على خرائط فعالية الهطول

تعرف فعالية هطول المطر بأنها ذلك الجزء من معدل رطوبة الجو
الذي يسقط كمطر أو يهطل في المتوسط اليومي
ويحسب من معدل الهطول ومعدل الكم المائي المتوفر للهطول في الجو

وبناء عليه اختيرت تسعة عشر محطة من محطات الأرصاد الجوية
في الأردن
وأخذت معلوماتها لثلاثة عشرة سنة
ثلاثة منها فترة استمطار
وعشر سنوات تسبقها
وقد روعي في اختيار المحطات أن تمثل الاختلافات المناخية للأردن بالقدر الممكن

ومن ثم حسبت قيم ما يعرف بفعالية الهطول ، فتبين أن الزيادة في نسبة الهطول 19%
فإذا كانت كميات الأمطار في الأردن تقارب في معدلها السنوي العام 8000 مليون م3
في حين تزيد على 12000 مليون م3 للسنوات الرطبة
فإن نسبة 19% كزيادة في المطر نتيجة مشروع الاستمطار
وهي نسبة ممتازة لأن النسبة العالمية تتراوح بين 25% و30%


الطريقة الثانية وتعتمد على الإحصائيات الحسابية

حيث قسمت مناطق الاستمطار في الأردن إلى أربع مناطق
ومن ثم أخذت المعدلات فكانت النسبة 17.5%

وبعد ذلك قسمت منطقة الهدف إلى قسمين :
خارجي وداخلي، شمل القسم الخارجي A1- A4
والقسم الداخلي شمل B1- B4
وذلك لاختلاف عمليات الاستمطار في كليهما بسبب الحركة العامة للغيوم
من الغرب إلى الشرق
حيث يؤدي إلى زيادة واضحة في تكرار النثر بالنسبة للمناطق الفرعية الداخلية
وبالتالي ارتفاع النسبة المئوية للأمطار فيها
مما يجعل فصلها وأخذ معدل لها خاص بها أمراً حتمياً

وعليه تكون الزيادة في الأمطار في المناطق الفرعية لمنطقة الهدف كالتالي
أ – الزيادة في المناطق الفرعية 17.5%.
ب – الزيادة في المناطق الداخلية 26.5%.
ويكون بالتالي معدل الزيادة في كمية الأمطار السنوية لعمليات الاستمطار هو :
19.5 + 15 + 17.5 + 26.5 = 19.5%

وهي نسبة قريبة جداً إلى النسبة 4 الناتجة من خرائط فعالية الهطول

فوائد الاستمطار

أما وقد عرفنا طرق الاستمطار وكيفياتها
حسب نوايا الدول التي تتبنى مشاريع الاستمطار
فإننا نذكر جملة من الاستفادات الأخرى زيادة على المطر

1- دراسة فيزياء الغيوم وطبيعة تشكيلاتها
2- دراسة أنواع الغيوم، وأيها أكثر فائدة واستجابة لنثر المحاليل فيها
3- دراسة جدوى محطات الاستمطار الأرضية بشكل منفصل عن غيرها

أما الفوائد المباشرة للأرض والزراعة فكما يلي

1- تنشيط الاقتصاد الزراعي وتوسيع رقعة الأراضي المزروعة
2- توفير مخزون إضافي للمياه السطحية والجوفية
3- زيادة مساحات الأراضي الزراعية الجافة على حساب الصحراء
وبالتالي المساعدة في مقاومة التصحر


حكم الاستخدام السيء للاستمطار والأضرار التي تنتج عن ذلك

آثرت إرجاء الكلام عن الاستخدام السيئ للاستمطار لآخر فرع
من فروع المبحث الرابع
وذلك حتى يتسنى لي الإحاطة بكل جزئياته من الناحية الفقهية والعلمية
ولا سيما بعد ذكر الأدلة الشرعية والأسباب والشروط الكثيرة
التي تستحسن، فعل الاستمطار وتجمله
وكذلك بعد التمعن في التجارب العلمية المتعلقة بهذا النوع من الاكتشاف
وبناءاً عليه أقول
يمكن التعامل مع السحب لاستمطارها بطريقتين

الأولى : إيجابية
وقد فصلنا فيها سابقاً عند ذكرنا للأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة والإجماع والمعقول
وكذلك وعند ذكرنا الأسباب والشروط التي تجب على كل من أراد أن يخوض تجارب الاستمطار
ويخوض غمار الأجواء العليا في عالم الفضاء مما يمكن الرجوع إليه سابقاً
في الأجزاء المتتبعه من هذ البحث
فإذا تتبع العلماء هذه الأدلة، والشروط والأسباب
فبإعتقادي أنهم سيحققون نتائج ملموسة
في مجال العوز المائي والرحمة المستسقاة من صاحب الرحمة
والتقدم العلمي لهم ولشعوبهم وللبشرية المتعطشة
لكل الأولويات والضروريات وكل سبل الحياة القويمة
مما ستنعم به الأجيال القادمة
ولا شك أنه على رأس قائمة هذه الضروريات الماء
لأنه به تحفظ النفوس والأبدان، التي هي من مقاصد الشريعة
التي جاء الإسلام ليؤكد عليها في حفظه لمصالح العباد
ومن يدري، فلعل وعسى أن تكون تجارب القائمين على مراكز الاستمطار ومحطاته
في العالم من العلماء المنصفين الإيجابيين،
لأن عكس ذلك يعني تحول مشاريع الاستمطار إلى شر وبيل
تحصد القائمين عليها ، وتحصد الأجيال البشرية
مما سنناقشه في التالي من هذا الجزء

الثانية: سلبية
وهذه الطريقة تزداد سلباً، لأن نبرة التشاؤم من تحقيق نتائج سريعة وكبيرة للاستمطار
تزداد يوماً بعد يوم وذلك لعاملين

العامل الأول
الجهل

لا يزال قسم كبير من البشر يسيئون فهم قسمة المطر، ويقفون موقفاً سلبياً من كل التجارب الكونية
فضلاً عن تجارب الاستمطار
يظل حدثاً طبيعياً غير مفهوم علمياً ، لأنه نتيجة تفاعلات بين عناصر شتى مختلفة غير مألوفة لنا
من بينها مثلاً الرياح الشمسية التي لها تأثير كبير على الحالة الجوية
وعلى المطر بشكل خاص ، ومصدر هذه الرياح الشمس ذاتها
وإن كانت أذيالها تصل إلى الأرض في شكل قسيمات ذرية مشحونة كهربائياً

وعليه أقول
إذا كان شأن المطر في جهل حقائقه إلى هذا الحد
فأعتقد أن الجهل بما يسمونه المطر الصناعي سيكون أكثر
لأن كل المحاولات التي بذلت إلى حد الآن في العالم لاستمطار السحب
لا تزال مجرد تجارب، رغم أنها بدأت قبل عام 1946م
هذا ما أصدره تقرير عن المجمع الأمريكي للرصد الجوي
الذي صدر في سنة 1957م

يقول الدكتور الفندي أستاذ الفلك والطبيعة الجوية بكلية العلوم بجامعة القاهرة
ما نصه
إن الظروف الطبيعية التي تؤدي إلى تكوين المزن ونزول المطر لا يمكن أن يصنعها البشر
بل وحتى لا سبيل إلى التحكم فيها ، وذلك لأنه لكل من هذه الطرق ظروفها الخاصة
ولا يزال موضوع المطر الصناعي واستمطار السحب العابرة مجرد تجارب
لم يثبت نجاحها بعد ، وحتى إذا ما تم نجاحها فإن من اللازم أن توفر الطبيعة بأمر الله تعالى الظروف الملائمة للمطر الطبيعي
حتى يمكن استمطار السماء صناعياً
أي أن واجب علماء الطبيعة الجوية لا يتعدى قدح الزناد فقط
وذلك بتوليد حالات من فوق التشبع داخل السحب الركامية

هذا ، وتجد الجهل نفسه في معرفة حقيقة المطر من الناحية الشرعية
عند بعض المسلمين ولا سيما المتخوفين من الخوض في مسائله
وعليه ، فإن فقهاء وعلماء الشريعة ، ومثلهم علماء الأرصاد الجوية والمناخية
متفقون على أن الماء سر من أسرار الله في الطبيعة
ولا زالوا يؤكدون أن رحلة الماء في أجسامنا ومن حولنا ومن فوقنا ومن تحتنا في بداياتها
فكيف بالمطر الصناعي؟!
وهذا ما قاله عدد كبير من البحاثة الكبار أمثال
ساربولي العالم الفرنسي
وطوربار جيرون العالم السويدي
ومارشال ، وفاسي ، وجليبار، وموريس بوكاي
من العلماء الفرنسيين

يقول العالم والطبيب موريس بوكاي في معرض تعليقه
على الماء الأجاج والماء العذب ما نصه
الاستشهاد بأن الله كان يستطيع أن يجعل الماء الطيب بطبيعته مالحاً شديد الملوحة
هو طريقة في التعبير عن القدرة الإلهية
وطريقة أخرى في التعبير عن هذه المقدرة نفسها :
تحدي الإنسان أن ينزل الماء من السحاب
ولكن إذا كانت الطريقة الأولى مجرد قول بديهي
أفلا تكون الثانية كذلك في العصر الحديث
حيث سمحت التكنولوجيا بإطلاق المطر صناعياً
أيمكن معارضة دعوى القرآن بطاقة البشر على إنتاج المطر؟!
ويضيف : ليس الأمر كذلك ، إذ يبدو أنه لا بد من الأخذ في الحسبان
بحدود إمكانات الإنسان في هذا الميدان

فقد كتب م.أ. فاسي M.A. Facy
مهندس عام الأرصاد الجوية الوطنية في مقالة
"الهواطل" بدائرة معارف أونفرسالس ما يلي :
لن يمكن أبداً إسقاط مطر من سحابة لا تحتوي على سمات السحابة القابلة للهطول
أو من سحابة لم تصل إلى درجة مناسبة من التطور أو النضج
وبالتالي فإن الإنسان لا يستطيع إلا أن يعجل بعملية الهطول
مستعيناً في ذلك بالوسائل التنقية الملائمة
على شرط أن تكون الظروف الطبيعية لذلك مجهزة سلفاً
ولو كان الأمر غير ذلك لما كان الجفاف عملياً
وهذا غير حادث
وكما هو واضح فإن التحكم بالمطر والطقس الجميل ما زال حتى اليوم حلماً
ولا يستطيع الإنسان أن يقطع كيفما يشاء الدورة الثانية
التي تضمن حركة المياه في الطبيعة

يستفاد من هذا أن الجهل بحقيقة تنزيل المطر صناعياً لا زالت الألسنة تتناقله
ولا زال المتخوفون من هذا الصنيع يحذرون منه
بحجة أن ذلك اعتداء على أصل خلقة المطر
وعلى من عنده علم الساعة وتنزيل الغيث

وبإعتقادي أنه إذا كان في كلام هؤلاء بعض الصواب
لكن ليس الصواب كله ، وذلك لما هو معلوم من أن الإفراط في الحرص
يساوي التفريط فيه ، وربما يتعداه
فمنشئ الأمطار ، هو منشئ مقدماتها وأسبابها وتدابيرها
ليلجها أولئك الذين شاء الله لهم ذلك ، من بشر أو ملائكة
جرياً على سنن الله في الأرض، ونواميسه في الكون

وفي هذا المجال يعلق الأستاذ عبدالحميد الزنداني فيقول :
عندما تمكن الإنسان من معرفة السنن الإلهية التي أجراها الله
والأسباب التي قدرها لإنزال المطر
أخذ الإنسان يحاول أن يستخدم هذه السنن على نطاق محدود لإنزال ماء السحب عند بروزها
فظن بعض الجهلة ذلك تطاولاً من الإنسان على قدرة الله
ومساواة بين الإنسان وخالقه ، وقالوا :
إنه أصبح في مقدور الإنسان الأمر الذي كان في مقدور الله
ويضيف : ألم يعلم هؤلاء أن الله هو خالق الأشياء وأسبابها وأقدارها
وأن الإنسان هو خليفة الله في هذه الأرض الذي يستخدم هذه السنن والأقدار
فالقرآن لا يحرم على الإنسان إنزال المطر
كما أن الله هو الذي يزرع الأشجار والنباتات بتقديره وقدرته
إلا أن ذلك لا يحرم على الإنسان أن يقوم باستخدام أقدار الزراعة وسننها في زراعة الأرض
بل إن على الإنسان أن يعرف التي منحه الله إياها
وذكر ذلك في كتابه بقوله : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً )
وقال تعالى :
( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ )
انتهى كلام الزنداني

ويؤيد كلام الزنداني ما توصل إليه العلماء من تجارب على السحب
حيث إن متوسطات كميات الهطول زادت بما يعادل 30%
وذلك في الأيام التي عولجت فيها السحب صناعياً
على كميات الهطول في الأيام التي لم تعالج فيها السحب صناعياً
وذلك خلال ثلاثة أعوام متوالية
وقد حدث هذا في أعوام الخمسينيات المتأخرة
وهذا يدل على أن الإمكانيات والفرص موجودة وقائمة لمثل هذا النوع من العلم والتجارب
وأن الشريعة لا تقف موقفاً سلبياً من الفرضيات والاحتمالات التي علق عليها الزنداني

العامل الثاني
الغرور والكبرياء والأنفة

مع أن هذا العامل لا ينفصل كثيراً عن الجهل في فهم تدابير الله عز وجل في إنزال المطر
وفهم سننه الإلهية في إنابة من شاء من البشر في إجراء بعض أجزائه
كالمطر الصناعي مثلاًن كما يوجد ملائكة موكلون من الله تعالى بإنزال المطر
لكن فهم بعضهم لهذا جاء بشكل معكوس
وبمعنى آخر أوصله فهمه لنواميس الكون وسنن الله في الأرض
إلى غرور وكبرياء وغطرسة
فأعلن حربه على مبدع الكون ومسخر السحاب ، فانبرى للتعامل مع الأخيرة باستعلاء وتكبر
مما قاده إلى أسوأ العواقب ، وأسوأ استخدام سيئ للاستمطار
فأخذته العزة بالإثم وهو يجري تجارب الاستمطار أو ارتياد الفضاء أو تشغيل محطات الاستمطار
فانطلق يتحدى السحابة بغير تعليمات القرآن
واجتهد ليظهر النتيجة بغير توكل على الله ، وتسليم به واعتماد كامل عليه
فبدل ذلك كله عزا الأمور إلى علمه وغروره القاتل
وحسبه في استخدامه السيئ أنه لم ينسب الصنعة إلى الصانع
ولا استدل بالأثر على المؤثر ، فخاب فعله وفشلت تجربته
وعليه يلزم مجري تجربة الاستمطار، وقائد طائرة الاستمطار، وراصد محطة الاستمطار
– بل يلزم كل طاقم وكادر وإداري وفني الاستمطار من مصممين ورواد فضاء وعمال وغيرهم، إضافة إلى القاطنين والسكان –
الشروط التالية التي ذكرها الفقهاء في أبواب وصفة صلاة الاستسقاء
عند إجراء التجربة وبعدها
مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الأسلوب أو الطريق الذي يؤدي به الفعل
تبعاً لطبيعة الفعل نفسه وزمانه ومكانه
هذا ويعد المستمطر، أو قائد طائرة الاستمطار
أو المتحكم في تشغيل محطة الاستمطار مستخدماً مسيئاً لتجربة ومفهوم الاستمطار
إذا فعل التالي من مثل ذلك الذي يتناقض ويتنافى مع رسالة الإسلام الصافية النقية
في طلب المطر
وذلك من خلال تجاهله بغروره للأمور التاليه
( ونحنُ هنا نتكلم عن المسلمين في هذا المجال )
1- انطلاقه لأجواء الفضاء بغير نية صادقة
وتوبة من المعاصي، ومن غير تواضع، وخشوع باعتبار أنه يقوم بأعمال عبادة
قال تعالى :
( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )
وفي حديث ابن عباس :
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للاستسقاء متذللاً متواضعاً متخشعاً، حتى أتى المصلى
2- تخبطه من غير توكل، ومن غير تهيئة لكل أسباب النجاح من تحضير مسبق لكل مستلزمات عملية الاستمطار.
3- غروره بعدم صلاة ركعتين ؛ لأن الركعتين سنة من سنن الاستمطار

حتى إن الجمهور يعتبر هذه الصلاة من السنن المؤكدة
وذلك تيمناً وتبركاً بالمطر
4- ارتياده الجو بغير دعاء واستغفار
والاستعاضة عنهما بما نشهده في عالم اليوم من وسائل للهو
تبعدك عن ذكر الله،
فبدل أن يبدأ المستمطر لحظته في الاستمطار بأدعية مأثورة،
تراه يستعيض عنها بوسائل إعلامية مرئية أو مسموعة،
أقل ما يقال فيها :
إنها تتناقض مع فعل العبادة
وذلك لما روى البيهقي أن الدعاء يستجاب في أربعة مواطن :
عند التقاء الصفوف، ونزول الغيث، وإقامة الصلاة، ورؤية الكعبة،
ولعمر الحق إنه لفضل ما بعده فضل
أن يدعو قائد طائرة الاستمطار وهو يواجه السحابة
ويحاول تطويعها لاستمطارها بمجموع دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم مثل :
( اللهم مطراً صيباً هنيئاً، وسيباً – أي عطاءً – نافعاً، مطرنا بفضل الله ورحمته) ويقول عند التضرر بكثرة المطر :
( اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر)
( اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب ، ولا محق، ولا بلاء، ولا هدم، ولا غرق )

5- فعل كل عادة أو إشاعة لا تسرع بعملية الاستمطار، أو بإنزال المطر
بل تتناقض معه
ففي الجاهلية سرت عادة إضافة الأمطار إلى الأنواء
فكانوا يقولون : مطرنا بنوء كذا
فإن اعتقد الفاعل أن ذلك له حقيقة كفر
واليوم سرت عادات مشابهة، ولا سيما في سنوات القحط والجفاف كما لو قيل :
مطر جاهز ، أو ثقبة الأوزون ، أو مطر صناعي
ويقصدون أنه مطر مصنع بطريقة بشرية والعياذ بالله

6- سب الريح وتكرار السب ، أو سب عوالم كونية أخرى لها علاقة بعملية الاستمطار
7- إساءته المتعمدة لمنظر المطر ، كما لو خرج عارياً

أو خرج بثياب صفيقة شفافة، أو حسر عن جسده لا تيمناً بأول المطر ليصيبه شيء منه
بل استخفافاً، كما يفعله اليوم من نشاهدهم في المناسبات والأعياد بقذف أنفسهم في الغدران والبرك شديدة البرودة
روى مسلم في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم حسر عن ثوبه حتى أصابه المطر
وقال : ( إنه حديث عهد بربه )
أي بخلقه وتنزيله وتكوينه
فليت المستمطر أو قائد طائرة الاستمطار أن يفعل ما يشبه فعل الرسول صلى الله عليه وسلم
إذا استشكل عليه فعل الاستمطار أو عاندته السحابة
وليته يحسر ثوبه، ويكشف عن بعض جسده
وهو يرى علامات تجاوب السحابة ببدء تقطيرها للماء، أو إنزالها المطر المدرار
8- قذفه لمحاليل لا تتناسب مع السحب – أصلاً – لاستمطارها
أو زيادات الكميات المستخدمة ، أو إنقاصها إلى درجة تجعل الفعل عبثاً وتلاعباً
مما يصب في مصلحة عدم التوازن
9- تخيره لأسوأ الأوقات والظروف للاستمطار مما لا ينصح بها علماء الأرصاد الجوية
ولا الموجهين والمشرفين على محطات الرصد الجوي الأرضية
كما لو تخير الأوقات المظلمة ، أو الأوقات التي لا رياح فيها
أو الأوقات التي لا سحب فيها أصلاً

الأضرار التي تنتج عن الاستخدام السيئ للاستمطار

يمكن أن نتوقع النتائج والأضرار السلبية التالية في حالة الاستخدام السيئ للاستمطار، وكلها متوقعة
أ – أضرار عامة للبيئة كلها أو بعضها من تلويث للأرض والجو والإنسان والحيوان
وقد تكون آثار التلويث آنية مباشرة عقب التجربة،
أو تكون بعد أعوام وسنين من التجارب العلمية التي أجريت

ب – أضرار خاصة على الأرض التي أجريت فيها التجارب، أو الجو الذي تعاملت فيه طائرات الاستمطار
أو أشخاص الطيارين أنفسهم الذين تعاملوا مع السحب بروح من عدم المسؤولية واللامبالاة، فكانوا هم الضحايا

ج – أضرار اقتصادية ومالية بما كلفت تجارب المستمطرين من أموال وأيدي عاملة وغيرها

د – أضرار نفسية بما تخلفه تجارب الطيارين من مؤشرات وعلامات
تدل على العجز البين الواضح في الأساليب والتقنيات المستخدمة
في مواكبة الدول الصناعية والمتقدمة

هـ - شح الموارد ولا سيما المائية منها في حالة فشل تجارب الاستمطار
أو الاستخدام السيئ له ، مما يزيد في ضعف الإنتاج ، وقلة الوفرة الزراعية
وزيادة مساحة الأراضي الصحراوية غير القابلة للزراعة

خلاصة القول

بعد أن تبينا من خلال العرض المتعلق بطرق وأدلة وأنواع وأوقات وشروط ونتائج الاستمطار
وكذلك الأحوال التي يصدق عليها
استخدام البعض للاستمطار بصورة سيئة
قد تؤدي إلى إرباك الناس وإيقاعهم في مآزق الجفاف والقحط والمحل
بسبب لجوئهم إلى طرق فاسدة للاستمطار
مما قد يزيد في قحولة الأرض، وإهلاك الزرع والضرع، من أرض وحيوانات
فضلاً أن الاستمطار السيئ قد يرهق الدولة من جميع الوجوه، ويحملها أعباء مالية
ويستهلك قدراتها الإنتاجية
فضلاً عن الأضرار البيئية الملوثة للجو والأرض
مما لا يكون في المقدور التنبوء عنه بحق الأرض والإنسان والحيوان
عليه نقول
إن الاستمطار مشروع جدي وشرعي وعلمي وتقني مقبول
وبالإمكان الاستفادة منه وتطويره
فما دام أنه لا يتعارض مع قواعد الشريعة
ولا يؤثر على حياة الناس الصحية عندما تنثر المحاليل في الغيوم
وما دام أنه لا يهدد الأرض من حيث كميات الأمطار لا في زمن النثر ولا بعده
وما دام أن رواده والقائمين عليه لا يزعمون أنهم قادرون على أن يصنعوا سحباً تمطر
وإنما هدفهم المعلن إضافة كميات مطر جديدة للأرض
أو إضافة كميات إضافية من المطر لتحسين نمو الأرض، وزيادة رقعتها الزراعية
وتوفير مخزون مائي للمستقبل
ما دام أن كل ذلك كذلك فلا نرى فيه شيئاً مخالفاً لتعاليم الشريعة
لكي نصدر حكمنا عليه بالتحريم أو المنع
إنما تطبيقاته الشرعية والعلمية ممكنة، وأهدافه نبيلة ما لم يخرج عن الغاية والشأن الذي أقر من أجله
أما إذا رتبت له استخدامات سيئة، وخرج عن إطار المشروعية
والأهداف المتوخاة منه
عند ذلك يكون حراماً، أو طريقاً مؤدياً إلى الحرام
لما فيه من نزعات شر في عقول وصدور منفذيه
من حقد واستعلاء وغرور وجهل

الخاتمة
أما ونحن نروم إلى نهاية المطاف في بحث الاستمطار

بعد أن لاحظنا أن صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان
لا تمانع الاكتشافات والإبداعات والتجارب العلمية
ويأتي إمطار السحب ليشكل واحدة من هذه الإبداعات والتجارب العلمية
أقول
جدير بكل الذين أوصلتهم علومهم وأدت بهم تجاربهم إلى جدية استمطار السحب
أن يتبينوا ما قلناه آنفاً من أن السحب التي نجد في استمطارها بمختلف أنواعها
ولا سيما الركامية منها القريبة من الأرض
وأن الأجواء التي نجري فيها تجارب الاستمطار
وأن الرياح التي تساعد في عملية تلقيح السحب
وأن المحاليل التي نقذفها في السحب لزيادة حمولتها من المطر
كلها مخلوقات وعوالم لله سخرها الله عز وجل لخدمة الإنسان
ليكمل مشوار إعمار الأرض وتهيئة ما فيها من سبل ومعايش
وكل ذلك ثابت بالقرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الفقهاء
مع بيان شروطهم التي سقناها لتقريب موضوع الاستمطار إلى الأذهان
بالطرق الصناعية التي أشرنا إليها
مما يجعل شأن الاستمطار صحيحاً ومجدياً
بناء على ما توصل إليه عقل الإنسان من تجارب علمية رائدة في هذا المجال
وذلك بترتيب وتنظيم من الخالق العظيم جل وعلا
القائل في محكم تنزيله :
( وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ )
والقائل : ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ )
والقائل : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ )
كل ذلك صحيح ما لم تستهوي هذا الإنسان نزعة الشر والحقد والظلم
ليحول مشروع الاستمطار وعلم الاستمطار باستخدامه السيء له
إلى سلاح يفتك بالبشرية ، وإلى أداة تحرق الأرض، وتلوث الجو، وتدمر البيئة
وتقتل الإنسان والحيوان
ولذا علينا أن نسجل الملاحظات المدرجة
ونبادر إلى تحقيق جملة التوصيات التالية

1- التفكير بجدوى مشروعية الاستمطار
وبيان أنه يعتمد أساساً على قدرات الإنسان ومواهبه
بعد الأخذ بالأسباب، وأهمها التوكل

2- ضرورة القيام بمشاريع الاستمطار بشكل جماعي
وذلك بضرورة تكاثف جميع الأجهزة حكومية والخاصة
ولا سيما أجهزة الملاحة الجوية والزراعية والصحية وغيرها

3- ضرورة تشجيع الأبحاث الخاصة بالأرصاد الجوية، والأبحاث والتجارب المتعلقة بالاستمطار على الخصوص
مع محاولة أن تكون جميع هذه التجارب ناجحة ما أمكن

4- ضرورة توفر الإشراف العلمي السليم على جميع الأبحاث المتعلقة بالاستمطار

5- ضرورة تخصيص موارد مالية كافية لشراء الأدوات والمستلزمات
لهذا المشروع العظيم من طائرات استمطار، ومناطيد ورادارات وغيرها

6- ضرورة توفير برامج تدريبية مكثفة للطيارين الذين يرتادون الفضاء والسحب لاستمطارها

7- عدم الاقتصار على نقطة واحدة أو منطقة معينة لاستمطارها
وإنما يجب أن تعمم ظاهرة الاستمطار على جميع البلاد من شرقها إلى غربها،
ومن شمالها إلى جنوبها ، حتى تعم خيرات الله الأرض جميعاً

هذا والله تعالى أعلم بالصواب

التوقيع:
  #2  
قديم 2012-09-17, 04:56 AM
الصورة الرمزية رياح الصبا
رياح الصبا رياح الصبا غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: المدينة المنورة
المشاركات: 17,535
جنس العضو: ذكر
رياح الصبا is on a distinguished road
افتراضي

موضوع واجزاء مفيدة جدا أستاذي نزيه الحيزان
بارك الله فيك بيض الله وجهك يعطيك العافية
أسأل الله ان يجزل لك الاجر والمثوبة

التوقيع:
  #3  
قديم 2012-09-17, 10:10 AM
الصورة الرمزية ابوعدنان الجهني
ابوعدنان الجهني ابوعدنان الجهني غير متواجد حالياً
مشرف منتدى الصيد والمقانيص
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الدولة: شمال ينبع (النباه) 60/ك
المشاركات: 3,942
جنس العضو: ذكر
ابوعدنان الجهني is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيك العافيه
اخي وأستاذي
ابوشوق
ابدعت في الطرح واتقنت الشرح
وستدليت بالقران الكريم والحديث الشريف
نسأل الله العظيم ان يجعل عملك شاهد لك لاشاهد عليك
شكر لك
وفقك الله
تحيتي وتقديري

التوقيع:
لو تأملت في حالك لوجدت ان الله اعطاك اشياء دون ان تطلبها وثق
ان الله لم يمنع عنك حاجه الا ولك في المنع خيرا تجهله

  #4  
قديم 2012-09-17, 10:51 AM
مراقب البرق مراقب البرق غير متواجد حالياً
عـضـو نـشـيـط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 491
جنس العضو: ذكر
مراقب البرق is on a distinguished road
افتراضي

الله يعطيك العافية00000

  #5  
قديم 2012-09-17, 11:27 AM
الصورة الرمزية Al-KHUSHAIBY
Al-KHUSHAIBY Al-KHUSHAIBY غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: للمتابعه تويتر R_A_A30@
المشاركات: 41,251
جنس العضو: ذكر
Al-KHUSHAIBY is on a distinguished road
افتراضي

ابو شوق لله دركك يارجل
على الموضوع الرائع
مشاء الله انسان ملي با اعلوم الطقس

التوقيع:
للمتابعة عبر صفحتي بتويتر
alharby84@
  #6  
قديم 2012-09-17, 04:40 PM
الصورة الرمزية ابوفيصل
ابوفيصل ابوفيصل غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: الدمام
المشاركات: 15,084
جنس العضو: ذكر
ابوفيصل is on a distinguished road
افتراضي

ماشاء الله تبارك الله

بيض الله وجهك مشرفنا الغالي على الطرح الجميل

وجزاك الله خير

التوقيع:
  #7  
قديم 2012-09-17, 10:30 PM
الصورة الرمزية نزيه الحيزان
نزيه الحيزان نزيه الحيزان غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجوف
المشاركات: 6,519
جنس العضو: ذكر
نزيه الحيزان is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياح الصبا مشاهدة المشاركة
موضوع واجزاء مفيدة جدا أستاذي نزيه الحيزان
بارك الله فيك بيض الله وجهك يعطيك العافية
أسأل الله ان يجزل لك الاجر والمثوبة
العفو أخي الحبيب
رياح الصبا
بارك الله في الجميع
شاكر لك هذه الدعوة الطيبة يا غالي
وحياك الله

التوقيع:
  #8  
قديم 2012-09-18, 12:43 AM
أبا محمد أبا محمد غير متواجد حالياً
مراسل شمال شرق محافظة جدة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: شرق جدة
المشاركات: 4,746
جنس العضو: ذكر
أبا محمد is on a distinguished road
افتراضي

أخي وحبيبي أبو شوق
بحث جميل ورائع
شكرًا من أعماق قلبي لك

  #9  
قديم 2012-09-18, 10:00 PM
حجازية هاشمية حجازية هاشمية غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
الدولة: شمال جده
المشاركات: 880
جنس العضو: أنثى
حجازية هاشمية is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله كل خير استاذنا الفاضل ..
استفدت الكثير , فقدت كنت اجهل عن هذا الموضوع ,,
رعاك الله ..

التوقيع:
حصرياآآ أناشيد ~ ماهر زين ~ من غير موسيقا .. فقط مؤثرات بشرية
1) https://www.albrari.com/vb/showthread.php?t=72700
2)https://www.albrari.com/vb/showthread.php?t=75059
  #10  
قديم 2012-09-18, 10:11 PM
أبو وليد الشيخ أبو وليد الشيخ غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الدولة: رابغ
المشاركات: 6,142
جنس العضو: ذكر
أبو وليد الشيخ is on a distinguished road
افتراضي

جزاك الله خير اخي نزيه على هذ البحث
بحث قيم ورائع مجهود تشكر عليه
شكراً لك وبيض الله وجهك دنيا واخره
وفقك الله لما يحبه ويرضاه

تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم،،،

موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 09:20 PM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010