:20:
يرى زائر استراليا من نافذة الطائرة، ربعاً خالياً ألوان ترابه مائلة الى الاحمرار، ولا يلمح في الأخاديد والفجاج أثراً لعشب او واحة طوال ساعات من الطيران. جغرافياً، ثلث الأراضي الأسترالية يباب صحراوي يمتد من الشمال القاحل الى الغرب المعتدل.
في تلك الفيافي الشاسعة تعيش قطعان جمال كانت الأمبراطورية البريطانية استوردتها من أفغانستان في القرن الثامن عشر، مثلما جلبت الأبقار والاغنام والأرانب وغيرها من حيوانات دخيلة على القارة التي استعمرتها زهاء قرن ونيّف. لكن، فيما بقيت الحاجة قائمة نسبة الى معظم الدواجن، سرعان ما قضت الآلة على دور الجمل في شؤون النقل وانتهى دور الأرنب مع سنّ قوانين صارمة للصيد. وفي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي تحولت الأرانب المتكاثرة الى وباء بيئي هدّد المزارعين في لقمة عيشهم، ما دفع الحكومة الفيديرالية الى السماح بإبادتها. واذ تشهد استراليا منذ اربع سنوات موجة جفاف أحالت ملف المياه الى قمة الأولويات الرسمية، شهدت البلاد أخيراً «عمليات اجتياح» نفذتها قطعان الجمال العطشى في الغرب والشمال الأقصى. وذكرت مصادر وزارة الزراعة في بيرث، عاصمة الغرب الأسترالي، ان بلدة لا يتجاوز عدد سكانها المئتي نسمة (من السكان الأصليين) تدعى واراكورنا، تعرضت لهجوم من الجمال المصابة بجنون العطش أدى الى تفجير أنابيب المياه وتحطيم البيوت الخشبية واقتلاع المزروعات المحيطة بمنازلها. وعلى رغم جواز قتل الحيوانات المعتدية قانوناً - بما فيها الكنغار أحد رموز البلاد الأكثر شهرة، يرفض السكان الأصليون في واراكورنا إبادة الجمال العطشى. وتفيد الأرقام الرسمية بوجود مليون جمل وناقة في بوادي استراليا وهو أكبر عدد للجمال في العالم، يجري تصدير صغارها الى بلدان عربية عدة، كما يستعمل لحمها للتعليب في صناعة المأكولات المعلبة للدواجن. إلا ان نفوق مئات الجمال على ضفاف نهر دوكر، أشاع الخشية من وجود أمراض في لحوم الجمال المتهاوية عطشاً. ويقوم مركز الأبحاث والتطوير الزراعي في أليس سبرينغ بدراسة لمعالجة الوضع المستجد بينما استقدم المزارعون الأستراليون صيادين محترفين لرد الجمال إلى أراضيهم.
منقووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووول