السبت, 4 أبريل 2009
د. محمود إبراهيم الدوعان

انزعج كثير من المواطنين من التقلبات الجوية غير المستقرة والتي شملت معظم أجزاء المملكة من عواصف غبارية ورملية وأمطار, وأصبحت مصداقية رجل الطقس الذي يطل علينا كل يوم في نشرة الأخبار غير مؤكدة، وله العذر في ذلك، حيث إن الأمر مرتبط دائما بمشيئة الله ثم بالطبيعة سريعة التغيّر «فما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن» ، وكما يقول الأمريكان: «إن كان هناك رجل يكذب فهو رجل الطقس»،
لأن الأحوال الطقسية الحادثة في اليوم التالي، تخالف ما قاله بالأمس؛ فمهما بلغ من الدقة فلن تأتي هذه الأحوال على ما توقع وتنبأ به. ورغم التقدم العلمي والتقني في الرصد المٌناخي، إلا إننا نشعر بأن هناك قصوراً في تتبع التقلبات الجوية، والظواهر الطبيعية المصاحبة لها، والتي تؤثر سلبا على أجواء المملكة بشكل مثير ومزعج إلى حدٍ كبير، وهذا ما لاحظناه في الآونة الأخيرة، من عواصف غبارية ورملية اجتاحت العديد من مناطق المملكة، وخلفت وراءها دمارا في الممتلكات والأرواح. وبالأمس القريب في 24 مارس 2009م كتب جيم اندروز (Jim Andrews)، وهو خبير مُناخ أمريكي، ويعمل في رصد الأحوال المناخية لأكثر من (30 عامًا)، بأن أجواء شبه الجزيرة العربية - من خليج عُمان شرقًا حتى سواحل البحر الأحمر غربًا- سوف تتأثر بمنخفضات جوية تتسبب في سقوط أمطار كثيفة على المنطقة، وسوف يجتاح المنطقة سيول وفيضانات مدمرة .. كما ذكر (اندروز) أيضاً أن هذه العواصف سوف تبدأ من الأربعاء 25/مارس ولمدة أسبوع، وسوف تشمل هذه العواصف المطرية دول الخليج مع العراق وغرب إيران. وقد انتظرنا تنبؤات السيد (اندروز) - وهو المُناخي المتمرس - ولكن لم يحدث أي شيء منها، وأصبحت تنبؤاته – هذه التنبؤات - الصادرة من خبير دولي في خبر كان، وذلك ليس تشكيكا في مصداقية الرجل، ولكن لأنه يتعامل مع الطبيعة التي سرعان ما تتحول ظواهرها في طرفة عين بأمر الله. إن الاضطرابات الجوية مرتبطة بظواهر طبيعية عديدة - في البر والبحر- ، وعناصر مناخية مترابطة إذا اختل منها عنصر اختلت معه بقية العناصر, لذلك فهي بالغة التعقيد، ولا يمكن لإنسان مهما بلغ من العلم أو الحدس العالي، أن يجزم بوقت أو مكان حدوثها تحديدًا، ولكنه يتوقع ذلك، وقد يخطئ وقد يصيب، ولذا كان لزاما علينا أن نأخذ كلامه على محمل الجد - فإن لم يحدث شيء فذلك فضل من الله - , وأن نستعد لذلك (في كل الأحوال) حفاظًا على الأرواح والممتلكات. ولعلّنا نلخص مرئياتنا حول التوقعات الجوية في النقاط التالية:
1- إن الاضطرابات الجوية وعدم استقرارية الأحوال المناخية هي نتيجة حتمية للتغير المٌناخي الذي يحدث حول الكرة الأرضية اليوم في الغلاف الجوي المحلي، والإقليمي، والعالمي.
2- إن رجل الطقس رجل مجتهد يحاول بكل أمانة أن يقدم ما تسجله أجهزة الرصد للظواهر الجوية كتوقعات مرتبطة بمشيئة الله.
3- التنبؤات والتوقعات بحصول الأحداث الجوية، والبحرية، والبرية، يجب أن تؤخذ على محمل الجد من جميع الأجهزة الحكومية والأفراد حفاظًا على سلامة الأرواح والممتلكات.
4- نشرات أحوال الطقس ساعية، أي بمعنى أنها تقدم لجميع الأجهزة الحكومية ذات العلاقة على مدار الساعة طوال العام، وأحيانا كل نصف ساعة خلال الأربع والعشرين ساعة يوميا.
5- دعم الرئاسة العامة للأرصاد بأجهزة رصد متطورة جدا، مع إعادة تأهيل وتدريب الكوادر السعودية عليها أمر في غاية الأهمية، بخاصة في دولة متباينة البيئات مثل المملكة.
6- الاستعداد التام لوضع خطط سريعة، وقابلة للتنفيذ، عند حدوث الكوارث الطبيعية لا سمح الله.
7- التنبيه على جميع المواطنين، والمسافرين، والمتنزهين، بالاستماع للنشرة الجوية، والالتزام بما ورد فيها من توقعات، وعدم التهاون بها إطلاقاً، وذلك لعدم استقرارية وثبات أجواء المنطقة.
8- عدم الاقتراب من بطون الأودية أو السباحة فيها , وأعتقد أن الدفاع المدني يقوم بجهود طيبة ومشكورة في هذا الجانب.
9- نحن نطالب - وللمرة الألف - بأن يكون هناك جهة تنسيقية بين جميع القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالأحداث، وأن يكون هناك نظام مكتوب يشرح فيه مسؤولية كل قطاع ومعرفة المهام الموكلة إليه
وهذا رابط تأكيد كلام الدكتور علي جريده المدينه https://al-madina.com/node/123556
وانا ناقل لكم الموضوع لكي تستفيدون وابي تعليقات حلوه بالموضوع اخوكم عاشق الرياح