أمطار وسيول وشلال عامي 1429-1433 حرة واقم (المدينة النبوية)

[احمد الثقفي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقدمة بسيطة عن حرات المدينة

الحرات أو ما تعرف باللابات : هي عبارة عن مكونات بركانية ذات طبيعة وعرة سوداء اللون تغطي مساحات ومسطحات كبيرة من الأرض

تقع المدينة بين ثلاث حرات تحيطها من الشرق حرة واقم ومن الغرب الوبرة ومن الجنوب شوران وتعتبر هذه الحرات من أهم المعالم والمميزات التي ميزت المدينة عن غيرها من المدن الأخرى, فقد حمى الله تبارك وتعالى هده المدينة بوجود هذه الحرات كما حماها بطوق من الجبال التي أحاطتها من جميع جهاتها ولنا في قصة غزوة الخندق ما يؤكد ما لعبته هذه الحرار من دور كبير في حماية المدينة فقد كانت حاجزاً طبيعياً يمنع دخول المشركين إلى المدينة، وقد اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة الخندق في شمال المدينة فقط فربط طرفه الشرقي بالحرة الشرقية وطرفه الغربي بالحرة الغربية وترك كلا الحرتين الشرقية والغربية على طبيعتهما الوعرة التي كانت بمثابة الحصن الحصين لمنع أي اعتداء أو إغارة على المدينة من تلك الجهة حيث لا تستطيع الخيل والإبل السير فيها



وحرة واقم هي إحدى اللابتين المقصودتين في الحديث الشريف, عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إني حرمت ما بين لابتي المدينة، كما حرم إبراهيم مكة)

سبب التسمية: يروى أنها سميت واقم نسبة إلى شخص أو جماعة من العماليق نزلوا فيها، كما يروى أن التسمية قصد بها الدلالة اللغوية لكلمة واقم وهي الحاجز، ففي القاموس وقمت الرجل عن حاجته إذا رددته

أهم الأحداث التي حدثت فيها: يرتبط اسم هذه الحرة بمعركة دامية وقعت عام 63هـ /682م عندما خلع معظم أهل المدينة بيعة يزيد بن معاوية؛ فأرسل يزيد جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة، وحفر الثائرون الخندق وتحصنوا خلفه، ونزل جيش عقبة في أدنى الحرة فأعطى الثائرين مهلة ثلاثة أيام ليعودوا إلى الطاعة ولهم الأمان، ولكنهم رفضوا واستطاعت مجموعة من فرسانه بقيادة مروان بن الحكم أن تتسلل من إحدى ثغرات الحرة غير المعروفة وتفاجئ المرابطين خلف الخندق، وكان هذا سبباً لانتصار جيش مسلم بن عقبة وحدوث مجازر دامية
و في عام 654هـ / 1256م ثار بركان قوي من إحدى تلال هذه الحرة، واستمر قرابة ثلاثة أشهر فازدادت المقذوفات البركانية في المنطقة

ونتيجة تعرضها للبراكين التي صهرت فيها الصخور وسالت على الأرض على هيئة سيل من الحمم البركانية الملتهبة والتي تجمدت على هيئة قشرة سميكة من الصخور البركانية ساهمت في انبساط الحرة مع ظهور بعض التشكيلات المختلفة حول الجبال والهضاب العالية التي ظهرت بلونها الأحمر المميز



بينما تحاط من الأسفل بطبقة صخرية سوداء بركانية ناتجة من انصهار الصخور وإحاطتها بتلك الجبال والهضاب

وأرضها منبسطة تغطيها الحجارة البركانية ولا تحتوي إلا على القليل من القيعان والبرك السطحية فيما عدا بعض القيعان والشقوق العميقة التي تجري من خلالها بعض الأودية والشعاب.

تتميز الصخور البركانية لهذه الحرة بالكثير من التشكيلات والتكوينات المختلفة فظهرت بينها الكهوف والتجاويف والشقوق والأخاديد العميقة

تتميز معظم الحرار في المدينة بوجود الشقوق والانكسارات التي تجري خلالها الأودية ومجاري السيول

وادي الخنق: أحد أهم وأكبر المصادر الممونة لوادي العاقول, ويتكون وادي الخنق من مجموعة كبيرة من المصادر أودية أو شعاب, من أهمها:
1- شعيب صماخ
2- شعاب وأودية قاع الفريدة

- وادي حضوضاء الذي يعتبر أهم مصدر المياه

تصل المياه إلى وادي الخنق من السيول الآتية من قاع حضوضاء في الجهة الجنوبية الشرقية ويخترق هذا الوادي مرتفعات جبلية يصل ارتفاعها إلى ما يزيد عن 900 م, ومن هذه الجبال : جبال حضوضاء, جبال الغُبي, جبال السد وجبال تيم وتصب مياه وادي الخنق في قاع العاقول جنوب مطار المدينة

يمر جنوب جبال الغبي وجنوب العاطفية ثم يعبر ما بين العاطفية وجبال الفرائد عند جهته الشرقية, وبعد ذلك يغير وادي الخنق اتجاهه فيصل إلى جهة الغرب وبالضبط عند جبال الفرائد عند سفحها الشمالي ثم يستمر غرباً حتى يعود إلى اتجاهه الأساسي الشمال الغربي وذلك عند جبل تيم فيسير عند سفح جبل تيم من الجهة الغربية متجهاً شمالاً حتى يصل إلى قاع العاقول




يتبع ...