الغبار يفرز ظاهرة مناخية وملمح جديد في الطقس

[اللامي]

كنت قد نشرت قبل عدة أشهر في احدى المنتديات موضوعا بعنوان (الغباريفرز ظاهرة مناخية وملمح جديد في الطقس ) تحت اسمي السابق (الموسون) ونظرا لأهمية هذه الظاهرة الجديدة ونتيجة لتفاقمها في السنوات الأخيرة وتجاوزها المناطق الصحراوية الى مناطق جديدة حول العالم فقد اجريت تحديثا حول الموضوع من خلال اضافة صور جديدة ، وفيما يلي تفاصيل الموضوع :

يبدو أن أغلب السكان في أرض الله الواسعة في حاضرهم وقادم أيامهم لن يكونوا في مأمن من موجات الغبار والتي بدأت تتشكل ملامحها بقوة ، وبخاصة في حوض الخليج العربي والعراق وشرق سوريا وعموم الجزيرة العربية وشرق السودان ومناطق متفرقة من العالم . وهذا الغبار الذي يتوقع أن يكون أكثر الظواهر المناخية وضوحاً وخطورة على حياة الإنسان والاقتصاد في المرحلة القادمة-يمكن تقسيمه إلى نوعين رئيسين: الأول- الغبار الذي تثيره الرياح عند اشتدادها وهو الأوسع انتشاراً ، وبخاصة في المناطق الصحراوية . أما النوع الثاني:- فهو الغبار المنبعث من ثوران البراكين والذي بدأ نشاطها في ارتفاع مستمر ، وهو محدود ولكن يمكن أن يمتد بفعل الرياح ، ويشكل كارثة على حياة الإنسان والاقتصاد بشكل عام . فالنوع الأول من الغبار بدأت ترتفع معدلاته بشكل كبير ، ويرجع البعض من المهتمين سبب ذلك إلى عدة عوامل كثيرة ، بينما يرى البعض الآخر أنها حالة مناخية عادية لا ترتقي إلى مستوى ظاهرة مناخية جديدة ، بحيث تستحق الاهتمام . ولقد توقعت هذه الحالة منذ سنوات وهو ما دفعني للرصد والمتابعة من خلال صور الأقمار الصناعية على مدى السنوات الماضية وحتى الآن ، وما وفرته تلك الصور من معطيات مهمة ، إلى جانب ما يحصل على الأرض من نشاط غباري واضح ، فقد ظهرت لي مؤشرات كثيرة وواضحة يجعلني أضع هذه الحالة في مستوى الظاهرة المناخية الجديدة ، بل وملمح جديد في الطقس ، كما هو حاصل الآن في بعض المناطق ، مما يجعل هذه الظاهرة تستحق الدراسة والاهتمام المستمر . أما سببها الأول والأخير فهو في اعتقادي ندرة الأمطار وعدم توازنها وانعدامها في أماكن أخرى ، مما ساعد في تفاقم التصحر وتفكك التربة على نطاق واسع وغير مسبوق .


هكذا تحول العراق إلى مصنع كبير للغبار ، تصدره الرياح إلى المناطق المجاورة والبعيدة .

يعد التصحر أحد أبرز ملامح التغير المناخي حول العالم .


في شرق المملكة أصبح الغبار ملمح جديد في الطقس في أغلب أوقات السنة ، فمنطقة الخليج العربي الأكثر تضرراً من ظاهرة الغبار .

أصبح من السهل ملاحظة تشكل الغبار على صور الأقمار الصناعية .



الفرق بين غبار الأمس وغبار اليوم ،هو أن غبار الأمس تغسله الأمطار بعد تشكله برحمة الله. أما غبار اليوم فإنه يجوب مناطق واسعة دون أن تعترضه الأمطار فتغسله.. والله على كل شيء قدير.




موريتانيا البلاد الأكثر تعرضا للزحف الرملي في العالم


تتسارع وتيرة الزحف الرملي في موريتانيا بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب تفاقم حدة الجفاف والتصحر حيث ندرة الأمطار في معظم أرجاء البلاد، وتظهر صور الأقمار الصناعية عاصفة رملية شديدة اكتسحت الشواطئ الموريتانية وكذلك الطرف الجنوبي لصحراء المملكة المغربية ، فمع كل عاصفة رملية تهب هناك تتحرك أطنان كبيرة من الرمال باتجاه تلك الشواطئ .

صورة ملتقطة بالقمر الصناعي تيرا التابع لوكالة ناسا الأمريكية ويظهر تأثر الشمال الأوروبي بالرماد البركاني .

الغبار البركاني يشل الحياة في أوروبا ، ويكبدها خسائر فادحة .

ظاهرة الغبار الصحراوي أصبحت تتجاوز الحدود الإقليمية والدولية بسهولة .

عاصفة ترابية تلف أجواء الرياض وتحولها إلى اللون الأصفر .

شهدت الامارات العربية المتحدة خلال فبراير 2012 سلسلة من العواصف الترابية الشديدة هبت من كل الاتجاهات تقريبا ، مرة من اتجاه الجنوب ومرة من اتجاه الشمال الغربي في حالة قد تكون غير مسبوقة ، وفي هذه الصورة نلاحظ دخول واحدة من تلك العواصف أجواء الامارات وهي في اتجاه جنوب الجزيرة العربية .

الغبار أحد التحديات التي ستواجه الكثير من مدن العالم ومنها مدينة سدني الأسترالية .

المناطق التي سلمت من الغبار الصحراوي ، لن تسلم من الغبار البركاني .

طبيعة الغبار البركاني ونتيجة لسرعة الرياح يمكن لهذا الغبار أن يجوب مناطق واسعة من الأرض .

للموضوع بقية في سلسلة قادمة ان شاء الله ، وتقبلوا وافر التحايا والتقدير