«عيون الريشيات» تعاود الجريان بعد جفاف دام 40 عاماً
المياه تخرج من إحدى العيون وتجري بالقرب من إحدى المزارع
ساجر، تقرير- سلطان الدحام
عاودت مياه الآبار القديمة بمركز "مشرف" التابع لمحافظة الدوادمي جريانها من جديد بعد أن توقفت منذ 40 عاماً، حيث كان الناس في الماضي يستغلونها في سقيا نخيلهم ومحاصيلهم الزراعية وكذلك سقيا مواشيهم.
وتعرف هذه العيون ب"الريشيات"، ولكن بعد الطفرة الزراعية التي شهدها "إقليم السر" جنوب القصيم ، واعتماد المزارعين على المياه الجوفية خفت تلك العيون شيئاً فشيئاً حتى جفت، ولكن منذ سنتين لاحظ العديد من المزارعين تدفق المياه من تلك الآبار القديمة بقوة، وفرحوا بمعاودة جريانها وقاموا باستغلالها في سقيا نخيلهم، ولكن بعد مرور شهر لاحظوا أن هذه المياه تسببت في تغيير التربة وكثرة ملوحتها، بل وزادت تسبيخاً، الأمر الذي أثر على النخيل والمزروعات، ليقوم العديد من المزارعين ببناء جدار على هذه العيون، ولكن لم تفلح محاولتهم، حيث خرجت المياه من بئر يدوية (قليب) قريبة منها، إلا أن هناك مزارعين استطاعوا تحويل مسار تلك المياه إلى الأودية القريبة، والبعض الآخر ليس لديه الإمكانات وبالتالي تسببت تلك المياه في غمر مزارعهم وظهور نبتة "الحلفاء" بشكل كبير في مزارعهم، كذلك المياه بدأت تزحف باتجاه مركز "مشرف" مشكلةً مستنقعات، مما جعلها مكانا خصبا لتكاثر البعوض والقوارص الأخرى، والتي تسببت في إزعاج المواطنين وسط صمت وزارة المياه والجهات ذات العلاقة. "الرياض" زارت تلك العيون والآبار والتقت بالمزارع "سليمان الهويدي" الذي قال: إن هذه العيون ساهمت في الماضي بسقيا المواشي والنخيل، وكانت المياه المتدفقة قليلة جداً وطعمها مقبولا، ويأتي إليها الناس من كل مكان، مضيفاً أنه بعد فترة توقفت هذه المياه بل وتلاشت حتى في الآبار، وأصبح جلبها صعبا، الأمر الذي جعلنا نقوم بتركيب "ماكينة" و"طرمبة" مياه، من أجل سقيا النخيل، لافتاً إلى أنهم بقوا على هذا المنوال قرابة 30 سنة ولكن فجأة خرجت علينا هذه العيون بشكل قوي وغمرت بعض محاصيلنا، وكانت مياهها في البداية مالحة ثم تحولت إلى "المرارة"، مبيناً أنهم قاموا بعمل طرق تصريف لها لكي تصب في الوادي القريب وهو شعيب "مطربة"، ذاكراً أنه يوجد 10 عيون وآبار وجميعها يخرج الماء منها بشكل مستمر، وقد مرت على هذه الظاهرة عامان، مطالباً الجهات المعنية دراسة الوضع وعمل ممرات لها. من جهته أكد "عبدالعزيز النوفل" رئيس مركز "مشرف" أن مياه تلك العيون تسببت في غرق النخيل وتغيير التربة، ولم يتمكن الناس هذا العام من التلقيح لكثرة الطين، ولخوفهم من "الانزلاقات"، موضحاً أن البعوض تسبب في إغلاق الاستراحات، وكذلك نمت بشكل كبير نبتة "الحلفاء" وهي شجرة ذات أشواك ولا تأكلها المواشي، متمنياً من بلدية "ساجر" تكثيف مركبات الرش، لأننا في وضع لا يحسد عليه ونخشى من تفشي "حمى الضنك". وأضاف يجب استغلال هذه المياه المتدفقة ومعالجتها ومن ثم عمل ممرات ومسطحات خضراء تجذب الزوار، حيث يأتينا يومياً زوار من كل مكان يلتقطون الصور لهذه العيون، وفي نفس الوقت يستغربون بعدم تطويرها واستغلالها، مطالباً هيئة السياحة أن تأتي وتشاهد الوضع، ونحن متأكدون بأنها ستصبح من المعالم السياحية المهمة، لوجود الجبال والأودية الطبيعية، ولقربها من طريق الرياض القصيم القديم.
منقول من جريدة الرياض