تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديـات البراري الرئيسيــة > منتدى الأحوال الجوية والفلكية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2009-01-20, 12:21 AM
خالد العتيبي خالد العتيبي غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجرير
المشاركات: 2,408
جنس العضو: ذكر
خالد العتيبي is on a distinguished road
Smile بين وادي الجرير والحضارة الأوروبية ...( دموع في زمن الرجوع ) !!

بين وادي الجرير والحضارة الأوروبية .. دموع في زمن الرجوع .. !!


قال الله تعالى :



( بلسان عربي مبين )


.


.


.


حين يغترب الإنسان .. ولو في بطن وطنه .. فإنه في لحظات وطعنات ذلك


الاغتراب .. يتفرغ لرؤية صفحات الكتب المتكدسة على الأرض لا على


الرف تنتظر دورها بفك عقدة الغياب والاغتراب عنها هي أيضا .. !


لتبدأ تتلاقح في رأس هذا الإنسان الأفكار كما تتلاقح السحب بالأمطار !!



أخذني الخيال مع نفسي ... واستجبت لأخدود علوي دافئ لأول مرة


في علم الأرصاد والمناخ القاري !!



حينما نظرت إلى مجلة تحكي واقع الأوروبيين في العصور الأولى قبل تطورهم


( العصور المظلمة ) .. !






وأخذت أضحك كثيرا من ذلك الكم الكبير من الغباء الذي كانوا يحملونه آنذاك .. ولا تزال منه بقايا كثيرة .. تتكدس شرقا .. !






وأخذت أوازن بين ثقافة العرب وحضارتهم قديما إبان تلك العصور الأوروبية المظلمة أو ما أسميها بـ :


( العصور الواقعية لمن حاد عن الصراط القويم ) .. !



ووجدت أن أمة العرب ؛ أمة القرآن ؛ أمة العربية أمة الحرف الصعب جدا ؛ حرف ( الضاد ) كانوا في قمة وبهاء العقلية .. كانوا أفضل من يتعامل مع الحياة .. مقارنة مع البشر الآخرين .. !


تتعامل وهي تكتسح الأرض تلو الأرض




(صورة لمناطق تواجد العربي المنتصر في تلك الحقب )


.


.


ذلك التعامل الرائع ... مع الطبيعة والحياة بجميع مفرداتها ..


عبر منظومة الشريعة الإسلامية التي تقوم بتنقية ما يرد على أكمل وجه .


.


.


.


.


لمياء ... بين الشعر والمطر .. !!






كان شعراء العرب يقدمون في روائعهم الشعرية عند التغني بالمحبوبة اللمياء وصف برق يلوح في الأفق ..!!


أو ذكر سحابة ترتعد فرائصها من الحمل


الثقيل في دواخلها .. !



هكذا كتفاعل مع الحياة في أجمل صورها .. !



كان العربي ( ولا يزال ) ينظر إلى الحياة على أنه جزء لا يتجزأ منها .. !



وقد زاده وصقله نور الإسلام وعدل كثيرا كثيرا من النواقص التي كانت فيه ..



هذا العربي :


تجده يسعد أيما سعادة حين تنطلق الرياح من جهة معينة .. !!



مستدلا بها على اقتراب المطر .. !!



و مجيدا تطبيق مقولة :



الحياة ليست كالمدرسة تتعلم ثم تمتحن !


بل الحياة : امتحان بعده تتعلم .. !
.
.
.

كان الأوروبي وعبر القرون السبعة المظلمة يعتصر الفاكهة ويشرب الغباء .. !


ويفرح بحلاق يقوم بعد حلق ذقنه بقلع سنه حينما كان الحلاقون في أوروبا آنذاك يمتهنون


مع الحلاقة الجراحة وقلع الأسنان .. !!



كان الأوروبي يعجب من العربي .. !


كيف يلتصق هكذا بالحياة التصاقا !!


يعرف كل صغيرة وكبيرة .. !!


حتى الخنفساء حين تظهر في غير وقتها يعرفها ..!!


دون دراسات وشهادات علمية .. !!


لماذا ؟؟



بل يزيد عجب رحالة أوروبا عبر أرض الصحراء العربية حين يرون :


أن هذا العربي كأنه وكالة أرصاد متكاملة .. ونموذجا حاسوبيا عجيبا ..



يعرف أن تلك الغيوم لن تمطر إلا في المساء .. !


وأن تلك الرياح ستعود عند الصباح .. !


وأن ذاك الشهر مشهور بتساقط البَرَدْ .. !


وأن الأمطار بعد تكرر عدد معين من البرق ستكون غزيرة جميلة .. !


وهلم ... وهلم .. !


.


.


.


الفتاة الأوروبية .... أحلام وخيبة آمال .. !!





.


.


: كانت تتعشم في ذلك الزمن أن يكون فيه ذلك البغل الأوروبي منافسا للحصان العربي الوسيم والشجاع والعارف جيدا بمفردات الحيـــاة .. !


يقتلعها على فرسه ويلوح للجميع بسيفه أن قفي وافرنقعي أيتها البغال الأوروبية .. !



ولكن ... هيهات .. !


.


.


.


.


على ضفاف وادي الجـــرير .. لقاء قديم مع عربي قادم من الزمن الأصيل .. !!






وقفت ذات مرة مع شيخ طاعن في السن ، على وجهه يلوح قرن من الزمان


وأكثر .. وقفت أنا وإياه على ضفاف :



وادي الجرير .. !



كان شيخا كبيرا وصامتا وقورا طيلة ما مضى من أيام .. حتى جرى


هذا الوادي بسيل كبير .. !



قابلته فكانت هذه الكلمات منه بعاميته الفصيحة والتي تغني عن


شهادات الدكتوراه .. والبراويز المليئة بذباب الأفكار وأضغاث الأحلام :



يقول لي سعيدا فرحا يكاد يرقص من الفرح وهو يرى الوادي يجري بدمع غزير :



يحمل عصاه التي هي أكبر من عمري .. !! ويقول :



أبشرك ... سيل سيل !! .. الحمد لله .. الفضل لله أولا وآخرا ..


الآبار فاضت من الماء الغزير .. ووجه الأرض اكتسى بالخير ..


أبشرك بالخير أبشرك ..



وهو يقول هذه الكلمات .. فرحت كثيرا .. وامتلكتني رعشة في أطرافي


فهو يعي ما يقول جيدا ..



ولولا أن الحضارة المدنية قد شوهت كثيرا من عروبتي الفصيحة ..لقمت إليه لأرقص معه ومع الطيور ... !!



فرحت وأخذت أنظر إليه وهو لا يتحرك من أمام ذلك الوادي وهو يجري


أخذت أنظر وأقول :



كم مكث هذا الشيخ الوقور ينتظر هذا الضيف يمر به بعد طول غياب ؟



هذا مثال حي للعربي .. الذي التصق ببيئته ودرس ما فيها حق الدراسة


وحوى كل مفرداتها في جعبته المعرفية .. !



تعلق بالله ربا .. يسقيه ويجزيه خير الجزاء ..



كان يعلم بأنه طبيب لأرضه وبيئته وهو يعلم تماما أن ما يجري في الأرض


من فساد هو من البشر بلا ريب ..



لذلك كانت يده وهو يرفعها إلى الله بلسم شفاء لتلك الأرض .. !!



كان ذلكم الشيخ الوقور يقول دوما بعد كل صلاة دعاء جميلا وإن كان


جديدا في فحواه ولكن له عند الله قدرا وأحسبه كذلك .. يقول :



أكبر كبير .. أحسن تدبير .. يا مصير ما غيرك مصير يا نصير ما غيرك نصير !



فلا إله إلا الله



وإلى هنا نقف !


.


.


كنتم في رحلة خارجية مع :



محبكم



:33:الجرير :33:



محاولة / لإعادة الهمة إلى العربي الأصيل بعد سنين الجفاف .. !



والله أعلم

 


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:55 AM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010