تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديـات البراري الرئيسيــة > منتدى الأحوال الجوية والفلكية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2010-08-26, 02:47 PM
صالح الربيعان صالح الربيعان غير متواجد حالياً

خبير مناخي

عضو لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة

 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: الشيحية
المشاركات: 1,129
جنس العضو: ذكر
صالح الربيعان is on a distinguished road
افتراضي التطرف المناخي المتوقع وأثره في حياة البشر والمجتمع وكيفية التعايش والتكيف معه

بسم الله الرحمن الرحيم

التغير المناخي و أثره المتوقع في حياة البشرية
بقلم صالح عبدالله الربيعان [ برق السناف]
هاوي و متابع مناخي
الحمد الله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين وبعد :
فلا شك أن التغير المناخي أو التطرف المناخي أصبح هاجسا يشغل كثيرا من الدول و ذلك على مستوى الحكومات و هيئات الأرصاد و الجمعيات المهتمة بالبيئة و صحة الإنسان و ذلك من خلال التحذير من الملوثات البيئية و التي بدأت تظهر على السطح سواء في البيئة البحرية أو البيئة البرية.
و الذي دعاني إلى كتابة هذا الموضوع أني كنت أراجع الأرشيف الخاص بي و الذي يحتوي على درجات الحرارة على مدى ربع قرن أي من عام 1404هـ
و بعد اطلاعى على السنوات الماضية رأيت فعلا أننا أصبحنا نعيش تطرفا مناخيا لم يسبق له مثيل في العصور الحديثة و ذلك من خلال ارتفاع الحرارة بالصيف بشدة و من ثم انخفاضها بالشتاء بقوة .
فعلى سبيل المثال هل تعلم أن حائل في صيف عام 1404هـ و 1405هـ و 1406 كانت حرارتها تسجل مابين 34إلى 37فقط و لم تسجل فوق 40 إلا أياما معدودة وقس على ذلك باقي مدن المملكة و في صيف عام 1419هـ و بعدها من السنوات تغير الحال تماما حيث أصبحنا نسجل درجات حرارة عظمى قياسية كل سنة و تغير الوضع تمام في حائل فأصبحت تسجل الحرارة أكثر من 44 و قد تصل إلى 47 لمدة أسابيع و في القصيم و الرياض تسجل الحرارة فوق 48 بعد أن كانت لا تزيد عن 43 و أصبح نجم سهيل شديد الحرارة بعد أن كانت الحرارة تنكسر و تنخفض بشكل كبير عند دخول نجم سيهل و الذي يوافق 24 أغسطس .
أما بالنسبة للشتاء فقد كان الشتاء من عام 1404هـ حتى عام 1426هـ شتاء عاديا عدا عام 1409هـ حيث كان باردا جدا و انخفض فيه الحرارة إلى 12 درجة تحت الصفر و مات كثيرا من الأشجار و الطيور و الحيوانات و في تلك السنة.
أيضا لا ننس عام 1428هـ -1429هـ حيث تأثرت أجواء المملكة بشتاء شديد البرودة لم يحصل له مثيل من سنوات طويلة و انخفضت الحرارة إلى 16 درجة تحت الصفر و تراكمت الثلوج على جبال تبوك الشمالية و مات من هذه الموجه الكثير من النخيل و بعض البشر و أعتقد أن الكل يذكر هذا الشتاء القارص فالأشجار أصبحت تموت عندنا في الصيف من شدة الحرارة و تموت في الشتاء من شدة البرودة أليس هذا تطرفا مناخيا .
من خلال ماسبق نستطيع أن نخرج بتساؤل و هو ما موقفنا من أصحاب النظريات المتضادة فالنظرية الأولى تقول أن هناك احتباس حراري و ارتفاع في درجة حرارة الأرض و هذا فعلا ما لاحظناه في السنوات العشر الماضية من خلال تسجيل درجات حرارة عالية في الصيف.
و النظرية الثانية تقول أن هناك زحف جليدي قادم و برودة ملموسة قادمة لسطح الأرض و هذا فعلا ما لاحظناه في برودة الشتاء لعام 1409-1417-1420-1429هـ
التطرف المناخي و الغبار:
من خلال مالمسته في العشر سنوات الماضية يتضح لنا أن الغبار أصبح هو سيد الموقف في كثير من الحالات الجوية فمثلا عام 1403هـ لم أسجل إلا 8 أيام غبار فقط و عام 1405هـ 11يوم غبار و عام 1413هـ لم أسجل إلا 5 أيام غبار فقط بينما في عام 1419هـ سجلت 32يوم غبار و عام 1427 سجلت 41 يوم غبار وفي عام 1428سجلت 82 يوم غبار في عام 1429هـ سجلت 76يوم غبار في عام 1430هـ سجلت و 71يوم غبار أليس هذا يدل على وجود تطرف و تغير مناخي في أجوائنا .
التطرف المناخي من حيث الأمطار:
كانت بيشة و رنية و الخرمة و نجران واحات غناء في فصل الصيف بسبب كثرة الأمطار الربيعية و لكن في السنوات العشر الماضية أصبحت تعيش في جفاف رهيب عدا هذا العام فقد تحسنت الأحوال و شهدت هذه المناطق أمطار جارفة في فصل الربيع من عام 1431هـ . أيضا عسير تعرضت لجفاف رهيب من عام 1420هـ وماتت أشجار العرعر و جفت الأودية و التي كانت أنهارا رقراقة في كثير من بلاد عسير و الباحة و لكن هذا العام شهدت تحسنا ملموسا في وفرة الأمطار و الغطاء النباتي . أيضا مدينة الرياض و ما حولها كانت تتعرض لأمطار غزيرة في فصل الربيع خاصة في شهري مارس و إبريل و لكن من عام 1416هـ ضعفت الأمطار على الرياض بشكل ظاهر خاصة الربيع . أيضا أذكر في عام 1403و 1405و1406كنا نذهب للطائف في شهر يوليو و قبل الطائف بحوالي مائة كيلو كان يستقبلنا الضباب و بعد وصولنا للطائف نجد أثر الأمطار اليومية ظاهرة في الطبيعة لكن شاهدوا الطائف الآن مع العلم أن وضعه تحسن هذا العام . أيضا الأمطار الربيعية التي كانت تشهدها عسير شبه انعدمت من عام 1419إلا هذا العام حيث تعرضت عسير لأمطار ربيعية معتبرة . إذا هناك تغيرات مناخية قادمة و لها مقدمات و من هذه المقدمات حسب ما أرى .
1- كثرة الفيضانات في مناطق لم تعهد هذه الأمطار بهذه القوة .
2- ذوبان الجليد في كثير من مناطق العالم .
3- التصحر الشديد لبعض المناطق التي تعد من الغابات .
4- سخونة المحيطات و كثرة الأعاصير في الآونة الأخيرة .

أما ماحصل في مناطقنا العربية و التي تدل على و جود تغير مناخي فمنها:
1- أمطار حلب الفيضانية في عام 1429 و التي قالت عنها الأرصاد السورية أنها لم تحصل مثلها من بداية تسجيل الأرصاد للحوادث المطيرة.
2- أمطار تونس الهائلة و التي تلتها بشهر فقط و التي لم تحصل من 90عاما حسب مصلحة الأرصاد التونسية .
3- فيضانات المغرب الهائلة عام1429هـ .
4- فيضانات تركيا التي حصلت عام 1430هـ و قالت الأرصاد التركية أنها لم تحصل من أكثر من 240سنة حسب الأرصاد.
5- غبار بحر قزوين في إيران و حصل عام 1430هـ و وصفته الأرصاد الإيرانية بأنه كارثة بيئية لم يحصل في تاريخ الأرصاد في هذه المنطقة بالذات الغنية بالأمطار و الغابات .
6- أيضا لا ننس الأمطار القوية التي هطلت على المنطقة الوسطى عام 1429هـ و جرى منها وادي الرمة و حصل هناك فيضانات محلية وقبل ذلك لا ننس أمطار جدة و الهائلة .
7- أيضا نلاحظ في السنوات الأخيرة أصبحت السحب تأخذ طابع العنف و القوة و تكون مصحوبة ببرد كبير الحجم لم نعهد مثله من قبل .
8- كذلك ما حصل هذا العام 1431هـ في باكستان من فيضانات عنيفة لم تحصل من عشرات السنين مما ينذر بحصول كارثة إنسانية في هذا البلد ذو الكثافة السكانية . أعتقد أن هذه الأمور من ضمن التغيرات التي حصلت في الطقس في السنوات الأخيرة .


ثانيا:بعض الخطط المستقبلية للتعامل مع التغيرات المناخية :
أولا: يجب تأسيس منظمة دولية مستقلة و تدعمها الحكومات لحماية البيئة من الإفساد البشري و يتم سن قوانين صارمة لمن يعبث بالبيئة .
ثانيا : يجب على مصلحة الأرصاد أن تبث الوعي البيئي بين طبقات المجتمع من خلال المحافظة على الأنظمة البيئية و التي لها علاقة في المناخ .
ثالثا:وجود قناة رسمية تتبناها مصلحة الأرصاد و تكون خاصة في الطقس و تحذير الناس على مدار الساعة من أي تغير أو اضطراب في عناصر الطقس و التحذير من العواصف الرملية و الرعدية المتوقعة بحيث يتم تقسيم المملكة إلى عدة مناطق وكل منطقة لها تحذيرات خاصة حتى يسهل حصر المناطق التي سوف تتعرض لتغير في الطقس.
رابعا:وجود هاتف مجاني يتبع الأرصاد بحيث يكون خاص لبلاغات المواطنين عن أي جديد أو تغير يحصل في الطقس سواء موجات غبار شديدة أو أمطار جارفة و إرسال رسائل تحذيرية من قبل الأرصاد على جوالات المواطنين حتى يتم نشر الوعي بين كافة أفراد المجتمع .
خامسا: وزارة الصحة يجب أن يكون لها رسالة توعوية للمواطنين و ذلك من خلال إصدار النشرات الطبية و التي تحذر من التغيرات المناخية اليومية المفاجئة كالغبار و موجات البرد و الحر و التحذير من عواقب هذه التغيرات خاصة لمرضى الربو و الحساسية.
سادسا:فتح موقع الأرصاد الإلكتروني لكافة المواطنين وتمكينهم من الإطلاع على آخر المستجدات للتغيرات المناخية و كذلك الإطلاع على صور الأقمار الصناعية و كذلك الرادارات و التي أصبح لها أهمية قصوى في الفترة الأخيرة خاصة للمسافرين على الطرق الطويلة .
سابعا: شركة الكهرباء يجب أن تكون مستعدة لمواجهة أي طارئ سببه التغير المناخي فارتفاع الحرارة الشديد يوقع الشركة في حرج كبير مع المشتركين بسبب زيادة الأحمال و التي لم تأخذها الشركة بالحسبان مع دخول فصل الصيف .
ثامنا:إصدار نشرات توعوية لطلاب المدارس يوضح فيها كيفية التصرف الصحيح عند حدوث تغير مفاجئ في الطقس كالعواصف الرعدية و الأمطار و موجات الغبار ويكون مسئول عن هذه النشرات الدفاع المدني .
تاسعا :يجب إعادة النظر في كيفية تخطيط المدن و ذلك لتلافي ما حصل من كوارث مثل كارثة جدة و التي حدثت بسبب أخطاء بشرية و سوء في التخطيط .

الآثار المتوقعة للتغيرات المناخية :
أولا : الآثار الاقتصادية :
لا شك أن أي دولة تتعرض لتغير مناخي فسوف ينعكس ذلك عليها اقتصاديا لأن المناخ يتحكم في كثير من الأمور التي لها علاقة في نهضة الدول و رقيها فالمصانع سوف تتأثر سلبا بسبب تأثر الأجهزة الإلكترونية التي تدير هذه المصانع خاصة في حالة العواصف الرملية الشديدة أو موجات الحر الشديدة و التي تؤثر بشكل مباشر على هذه الأجهزة . أيضا رحلات الطيران سوف تتأثر سلبا بهذه التغيرات المناخية المفاجئة .أيضا في حالة حصول تغير مناخي كأمطار غزيرة جارفة غير معهودة أو أعاصير مدمرة فلا شك أن الخسائر ستكون هائلة سواء على مستوى أجهزة الدولة أو ممتلكات المواطنين . أيضا الشركات الخدمية و التي لها علاقة بخدمة الناس كالكهرباء مثلا سوف تتأثر سلبا بارتفاع الحرارة القياسي و الذي يشهده فصل الصيف في بعض السنوات كذلك الطرق قد تتعرض لتشققات و تلفيات بسبب الارتفاع و الانخفاض والمفاجئ لدرجة الحرارة أيضا نلاحظ الكثير من الطرق تتعرض للجرف و الإزالة بسبب الأودية الجارفة التي تقطع هذه الطرق . أيضا الإنتاج الحيواني و النباتي قد يتأثر بهذه التغيرات المناخية بسبب موت الكثير من المزروعات والحيوانات بسبب الارتفاع القوي أو الانخفاض القوي في درجة الحرارة و لا ننس ما حصل من موت للنخيل بسبب موجة البرد الشديدة التي حصلت عام 1428-1429هـ .
ثانيا: الآثار الاجتماعية :
لا شك أن أهم عامل يؤثر في حياة الإنسان و معيشته وهو المناخ لذلك نلاحظ أن أغلب التجمعات البشرية في العالم تجدها في المناطق ذات المناخ المعتدل و المناسب للحياة بينما نلاحظ قلة في التجمعات السكانية في المناطق التي تتميز بمناخ صحراوي جاف بسبب صعوبة التكيف مع الظروف المناخية القاسية لذلك فتغير المناخ سوف يؤثر على حياة الناس و تنقلاتهم من مكان لآخر و على ممارسة أعمالهم اليومية بكل يسر سهولة .
ثالثا: الآثار الإنتاجية:
إنتاج البشر في كافة الكرة الأرضية مرتبط ارتباطا وثيقا بطبيعة المناخ فسكان المناطق المعتدلة يختلفون عن سكان المناطق الحارة من حيث وفرة الإنتاج و أيضا سكان المناطق التي تتميز بهدوء في العناصر المناخية يختلفون في معيشتهم وعاداتهم عن المناطق التي تتعرض لتغيرات مناخية مفاجئة و قاسية . فعلى سبيل المثال يعاني سكان المناطق الساحلية الواقعة بين مدينة الليث و جازان من عواصف رملية يومية في فصل الصيف تستمر لأكثر من شهرين و هذا قد أثر كثيرا على حياتهم الإنتاجية بسبب لزومها المساكن أغلب فترات النهار.

التصور المقترح للتغلب على تلك الآثار المتوقعة :
1- تكاتف الجهود الدولية للحد من الآثار المترتبة للتغير المناخي .
2- وضع ميزانيات حكومية للمساهمة للتخفيف من تلك الآثار المتوقعة.
3- قيام مصلحة الأرصاد و حماية البيئة بواجبها من حيث الحفاظ على البيئة و عدم تلوثها و العبث بكل ما هو مفسد لبيئة صحية نقية .
4- الاهتمام بالشجرة والإكثار من غرسها سواء في الأودية أو مداخل المدن أو الصحاري القريبة من المدن و ذلك لما للشجرة من فوائد كثيرة من حيث تلطيف الجو و تنقية الهواء و تثبيت التربة وحمايتها من الانجراف .
5- عدم البناء بالقرب من الأودية و مجاري السيول مع الاهتمام بتنظيف هذه الأودية كي تجري فيها مياه السيول بكل انسيابية.
6- الابتعاد بقدر الإمكان عن الأماكن المنخفضة و التي قد تتعرض لتجمع مياه السيول حتى لا تقع كوارث إنسانية لا سمح الله خاصة المناطق والمدن الساحلية .

التطرف المناخي في العراق و أثره السلبي على مناخنا:
( منطقة الهلال الخصيب ) لا أحد يخفى عليه هذا الاسم خصوصا المهتمين بعلم المناخ فمنطقة الهلال الخصيب هي المنطقة الواقعة بين الشام و إيران والجزيرة العربية و أكثرها يقع في دولة العراق وسميت بالهلال الخصيب نظرا لأن هذه المنطقة كانت في العصور القديمة غنية بالثروات الزراعية نظرا لما تتمتع به من مناخ معتدل و أراضي خصبة و مياه غزيرة . في العشر السنوات الأخيرة تغيرت هذه المنطقة تغيرا جذريا فأصبحت تصدر لنا موجات الغبار بسبب التصحر الذي حصل في هذه المنطقة فانحسرت الأنهار و جفت الينابيع و أصبحت التربة غير صالحة للزراعة و بدأت تتعرض العراق لعواصف رملية شديدة لم تعهدها سابقا بسبب تفكك التربة وعدم ملائمتها للزراعة و إهمال الناس للأرض بسبب الظروف السياسية و الاقتصادية و العسكرية التي مرت على العراق.ومعلوم أن الرياح السائدة في الجزيرة العربية في أغلب الشهور هي الرياح الشمالية الشرقية فبدأت هذه الرياح تنقل لنا عواصف الغبار التي تتعرض لها دولة العراق لذلك لابد من تكاتف جهود الدول المجاورة للمحافظة على ماتبقى من البنية التحتية لهذه الدولة حتى لا يزداد الأمر سوء مع تقدم السنين و تغير المناخ مع الحرص على استصلاح الأراضي الزراعية و زراعة الأشجار في المناطق التي تعاني من تصحر و تفكك للتربة .
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
(ملاحظة)
جميع ما تم كتابته هو من أسلوبي البسيط و لم أنقل أي كلمة من أي مصدر كان


التعديل الأخير تم بواسطة صالح الربيعان ; 2010-10-17 الساعة 09:47 PM
 


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:48 AM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010