عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2011-12-04, 10:00 PM
هنا القريات هنا القريات غير متواجد حالياً
إلى جنة الخلد يا أبو خالد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
الدولة: القريات
المشاركات: 28,635
جنس العضو: ذكر
هنا القريات is on a distinguished road
افتراضي


موضوع يتكلم عن أروع الأبيات التي قيلت في شبة النار مع نبذة بسيطة عن عادآت البدو بالنسبة للتعامل مع القهوة والضو حبيت أنقلها لكم

وأترككم مع شبة النآر وريحة الهيل والقهوة وكرم الضيآفة يا أهل الكرم ومرحبا فيكم ملايين

يا زِين شب النار ,, والرمث مشموم
في ليلٍ اسود غير قمـراه تضـوِي
وآتابع النجمات في خيـال مركـوم
وآسامر الجمرات والشعـر يـروِي



تعتبر شبة النار منذ القدم رمزاً للكرم والسخاء عند العرب
كما أن النار وإيقادها في حد ذاتها إشارة للترحاب بالضيوف والزوار
ويتجسد ذلك عندما كان يسير المسافرون ليلاً فيرون ناراً تتوقد فيتجهون لها
ولفظة شبة النار استخلص منها كلمة الشبة ويعني ذلك إقامة التجمع والقهوة
فيقول الشخص "نشب الضو قدامكم"



وكان البدو قديماً ينتقدون من يهمل هذا الجانب بقولهم :
بعض العرب ,, في شبة النار يحتار
يجي الشتا ويروح ما شـب نـاره




إذاً آصبحت شبة النار دلالة على الدعوة إلى الحضور وبالتالي الإجتماع على القهوة
حيث يروْنها فاكهة السمر الصحراوي فالنار أثناء إيقادها تعطي نوعاً من الحركة للمكان
وتكمل الدراما الصحراوية والتي تدخل فيها المؤثرات الأخرى
مثل صوت عويل النجر وسوالف النشاما
فيتسع الخاطر عندما يجتمع عليها السمار وتبتهج برؤية سناها في صورة رائعة
ترى من خلالها ملامح ومزايا البيئة الصحراوية
ببساطتها وتواضعها البشري



وإذا آقبل الشتاء يحرص الكثير من آبناء الباديه
على إقتناء الآنواع الجيدة من الحطب والتي منها
السمر والطلح والقرض وهي الأكثر جمراً والأقل دخـاناً
وهناك أنواع أخرى من الحطب قليله الوجود ونادرة مثل :
العجرم
ويوجد منه القليل في الشمال وتحديداً في مركز العجرم قريباً من سكاكا
ولكنه لا يكاد يذكر في السوق
وكذالك الشوحط وهو مثل سابقه والعوسج أيضاً وغيرها



المشب والوجار أسماء مأخوذة من مصادر فعلها وهو مكان إيقاد النار
وإعداد القهوة والشاي قديماً
ومع الوقت فإنهم لم يهملوا تطويرها
فآصبح يبنى في المجالس ويزين بالجبس عبر نماذج ومفردات شعبية
وهو عبارة عن مكان توقد فيه النار وإلى جانبه رفوفاً توضع عليها دلال القهوة
وأباريق الشاي والمباخر وأوان أخرى تستخدم لإعداد المزيد من المشروبات
الساخنة كالحليب والزنجبيل والنعناع والحبق وغيرها
وبجزء من (الكمار) وهي الرفوف المذكورة أنفاً
يبنى باب صغير لمستودع الحطب حيث توقد النار ولم يهمل أبناء اليوم
الشكل السابق للمشب فتراهم يحرصون على وضع الكمار
ويزينونه ببعض الدلال والأباريق والأواني الأخرى



مل الوجار ,, وخلّي الباب مفتوح
خوف المسيـر يستحـي ماينـادي




ومع دخول الشتاء يطيب السمر حـول النار وإسترجـاع الذكريات القديمه
وسط صوت الفناجيل والدلة عندما تقرع عليها في نهاية الصبة



تردد على لسان آبنـاء الباديه النار فاكهة المجالس
فقد آلهبت قرائح الشعراء فعلى النار يجتمعون لتناول القهوة وتبادل الآحاديث
والآخبار أو المساجلات الشعرية ,,
ولا يكـاد يخلو ديوان أي شاعر من مثل هذه الآبيـات
وهنا بعض ماقيل حول شبة النار



لا ضاق صدري قلت شبوا لي النار
سويت كيف مـا يسـوى مثيلـه
حمسـت بريـه وناديـت ببهـار
ماها قـراح جايبـه مـن ثميلـه



ياما حلا عقب العصر ,, شبة النار
في مجلسٍ كل النشامـا يجونـه
يلفونه اكبارٍ ,, ويلفونه إصغـار
من طيب من هو فيـه ويقدرونـه
في بيت ماحطوا له آبواب وآسوار
ذراه من صوف الغنـم ينسجونـه
هذي طراة الروح لا صرت محتار
آخيِر من بيـتٍ هَلِـه يزلجونـه



لا ضاق بالي ,, والهواجيس وردن
النـار شبّتهـا بدايـة عـلاجـي
والبن بالمحماس والنـار تلسـن
نـارٍ تزايـد جمرهـا بوتهاجـي



ياما حلا عقب المطر شبت النار
في روضة فيها شذى الورد فاحِ




ياريف قلبي للمسايير قـم شـب
وحط المناره في طويل الظلالـي
عقب تشق الها لجزل الحطب جب
وهات النجر واحضر جداد الدلالي



ألا يـا زيـن شبـت النـار وادلال
ادلال صفر ابهارهـا طيّـب الهيـل
في جال غرمولٍ حمر ,, يشرح البال
جوّه براد ومرتـوي خـدّه السيـل
الله يجيب العشب والخيـر منهـال
على بـلادٍ توفـي الحـق والكيـل



ولشبّة النار عند العرب معان سامية ونبيلة فهم يوقدونها ليلا للتدفئة والطبخ وعمل القهوة ولإهتداء ابن السبيل وجلب الضيفان ..

وعندما يُهجى أحدهم يقال له ( يا طافي الضو , ميــــت النار ) او الله يطفي ضوّك (الله يذبح نارك) أو ناره رماد ..

والكرم عند العرب من القيم التي يحرصون عليها ورمز الكرم عندهم بالدرجة الاولى شبة النار والقهوة ..



أما الأدوات المخصصة للقهوة واسمها الدارج ( المعاميل ) وقد اختفت في زمننا هذا واستبدلت بأواني حديثة ...
ويقول الشاعر في هذا :

يا عَاملِينْ البنّ وَسْطَ التَرَامِيسْ..........لا تَقْطَعُونِهْ من حَشَا مِرْضعَاتِهْ
رُدُّوه لأمَّات الخْشُوم المِقَابِيسْ ......... صُفْر الدلال اللي عَلِيهَا حَلاتِهْ
مَا عَاد شِفْنَا البن وَسْط المَحَامِيسْ........يَحْمِسْ وصَوْت النِّجْر طَوَّلْ سكَاتِهْ


فالمعاميل المعروفه تتكون من :



الدلة : وهي إناء من النحاس يهتمون بنظافنها وتلميعها في المناسبات ...



المحماس : وهي عبارة عن إناء من النحاس أو الحديد الصلب له يد بطول 30 سم تقريبا يحمسون فيه القهوة على النار ...



المصفاة : وهي إناء يضعون به الماء والقهوة لتغلي ثم يسكبونها في الدلة بعد إظافة البهار( الهيل ) ، ( الزعفران ) ، ( العويدي - المسمار - القرنفل ) ...

النجر (منادي) : وهو إناء من النحاس أو البرونز وهو خليط من القصدير والنحاس له شكل وصوت جميل عندما تدق فيه القهوة ...



المبرادة : وهي إناء من الخوص تترك فيه القهوة بعد الحمس لتبرد قبل دقها بالنجر ...

الملقاط :وهو أداة مصنوعة من الحديد يستعمل لإلتقاط الجمر وغيره ...

البيز : وهو أداة مصنوعة من قماش لإمساك الاواني الحارة ...

المركاب أو المنصب : وهو أداة من الحديد بثلاثة أرجل لحمل الاواني على النار ، وان لم تكن متوفرة فيضعون ثلاث أحجار بدلا منها وتسمى في اللغة الاثافي ...

الفناجــــيل :-



* فالفنجـال الأول ( الهـيف ) :
وهو الفنجال الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل مايمد القهـوة لضيوفه ...
وقديما كانت هذه العادة عند العرب ليأمن ضيفهم من أن تكون القهوة مسمومة ...

اما حديثا جرت هذه العادة ليختبر المعزب جودة وصلاحية القهوة قبل تقديمها إلى الضيوف خوفا من أن تكون قد عملت بطريقة غير صحيحة او نحو ذلك ...

* الفنجـال الثاني ( الضـيف ) :
وهو الفنجـال الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة ، وقد كان الضيف قديما في البادية مجـبرا على شربه إلا في حالـة العداوة أوأن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند المضيف فكان لايشربه إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بالتلبية ...
وقد كان من عظائم الأمـور أن يأتي إنسان إلى بيتك ولايشرب فنجالك إلا بعد تلبية طلبه ، فأنت حتما مجـبر على التلبيـة وإلا لحق بك العـار عند النـاس

* الفنجـال الثالث ( الكـيف ) :
وهو الفنجـال الثاني الذي يقدم للضيف ، وهو ليس مجـبر على شربه ولايضير المضيف إن لم يشربه الضيف ، إنما هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف
وهو أقل فناجيل القهـوة قـوة في سلوم (عادات) العرب ...

* الفنجـال الرابـع ( السـيف ) :
وهو الفنجـال الثالث الذي يقدم للضيف ، وهذا الفنجـال غالبـا ما يتركـه الضيف ولايحتسـيه لأنه أقـوى فنجـال قهـوة لدى عرب الباديـة ، إذا أنه يعـني أن من يحتسـيه فهـو مع المضيف في السـراء والضـراء ، ومجـبر على الدفـاع عنه بحـد السـيف ، وشريكه في الحـرب والسلم يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـاؤه حتى وإن كان من بين حلفائه من هم أعداء له في الأصل ( أعداء للضيف )
فقد كان هذا الفنجـال عبارة عن عقد تحـالف عسكري ومدني وميثاق أمني
مابين الضيف والمضيف ، وقد كان هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد ويواجهون الموت والدمـار بسببه ، فلذلك كانوا يتحاشـونه ويحترصون منه أشـد الحـرص ...

أما شرب أكثر من 3 فناجـيل فعادة يعملها أهل وذوي صاحب القهوة وأفراد قبيلته وأنسبائه وذوو الدم ...

بقي أن نذكر أن هناك فنجـال ( الفارس )
حيث يكون هناك من يطلب شخص ما بدم أو ثأر أو ماشابه إن كان شيخ القبيلة أو كبير في السن أو إمرأة يجمع شباب القبيلة وفرسانها ويصب القهوة في الفنجال ويرفعه عاليا على رؤوس الأشهادوأمام الجميع ويقـول :
هــذا فنجـال فـلان بن فـلان من يشربـه ؟
أي من يأخذ حقنا أو ثأرنا أو دمنا منه؟
فيقوم أحد الفرسان ويقـول :
أنا له ويأخذ الفنجـال ويشربـه ، ويذهب في طلب هذا الشخص ولايعـود إلى قبيلته إلا بعد إحضـار البينة على أنه انتقم لصاحب الفنجـال من الشخص المطلوب !..
وإلا فله أحد خيارين :
إما أن يجلي من قبيلته ولايعـود لها أبد لما لحقه من ذل وعار وصم بها جبينه ...
وإما أن يعود محملا بالخزي والعار ويصبح مدعاة لسخرية أفراد القبيلة صغيرها وكبيرها رجالا ونساء
ولايتزوج منها ولا يخرج للحرب مع فرسانها

وقد أبدع الكثير من الشعراء العرب في وصف القهوة والتلذذ بإحتسائها
يقول ابن حثلين :

يامحلا الفنجال مع سيحة البال 00 في مجلسن مافيه نفس ثقيله

هذا ولد عمٍ وهذا ولد خـــــــال 00 وهذا رفيقٍ مالقينا مثيـــــله


ويقول آخر مع التشكيل :

إنْ ضَاقْ صَدْرِيْ قُمْتْ أَحُوف الْمَعَامِيلْ 00 أَحُوفْهِنْ مِنْ قَبْل يِبْدِيْ بْهِنّْ عَـار

وَأَحُطّ بَالْمِحْمَـاسْ هَيْـلٍ بَلاَ كِيـلْ 00 وَأَحَمِّس الطَّبْخَة عَلَى حَاجر النَّـار

لُومِنْ غَدَتْ مِثْل السّوَاحِل بَلا ذِيْـل 00 حَمْرَا وصَفْرَا وَصَاحب الكِيف بِيطَار




ومن أشهر القصائد في القهوة وشبة النار يقول الشاعر دغيم الظلماوي:

ياكليب شب النار ياكليب شبه ... عليك شبة والحطب لك يجابـي
وعلي أنا ياكليب هيله وحبه ... وعليك تقليـط الـدلال العذابـي
وادغث لها ياكليب من سمر جبه ... وشبة الي منه غفى كل هابـي
باغي ليا شبيتها ثـم قبـة ... تجلـب لنـا ربع سـراة غيابـي
بنسريةً ياكليب صلفا مهبه ...ل اهـب نسناسـه تقـل سـم دابـي
سراة بليـل وناطحيـن مهبـه ... متكنفيـن وشوقهـم بالعذابـي
الوالمة ياكليب عجل بصبه ... والرزق عند اللي ينشى السحابي
صبة لقرم صرفته ماحسبه ... يوم البخيل مكنهب الوجـة هابـي
وصبة لمنعورين ليا جات نبة ... يرخص بعمره والدخل له ضبابي
وعدة عن اللي مايداري المسبه ...اللي يدور بالقصيـر الغيابـي
عن الطيب عده نازلا له بغبه ... يضرب علي درب الخطا مايهابي
لا باطن الهلباج خطوا الجلبة ... يا حلو خبط عصيهم بالركابـي
أطمر لهم وأبدي سلام المحبه ... لا جو على هجناً يديهم خرابـي
سلام أخلى من شخاليل جبه ... وأحلى من السمن الجديد العرابي
مع كبشً مصلاح راسه نجبه ... لا أدبـر الهيـن متيـن العلابـي
خطو الولد يوم الملاقي نكبه ... يأتي علينا من حسـاب الزهابـي
وحتى ايش لو يلبس وبينن وجبه ... معيرة على غضير الشبابـي
أنا لقيت الصبر يازين غبه ... يرقيك روس مشمرخات الهضابي
من لاصبر ياكليب في حكم ربه ... هذاك يوم البعث مالـه ثوابـي
يقولها اللي ما حسب المسبه ... ولا عرقل الاجواد ببعض الهلابي
هذا هوى بالي وهذا مطبه ... من قبل مايسفـح علينـا الترابـي

منقوللللللل

رد مع اقتباس