عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-12-06, 01:36 PM
الصورة الرمزية مهدي فواز
مهدي فواز مهدي فواز غير متواجد حالياً
مراسل البراري في الدمام وماحوليها
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الدولة: الدمام
المشاركات: 1,305

مهدي فواز is on a distinguished road
B15 الساحل الشرقي «يتآكل»

يمتد الساحل الشرقي لمسافة 600 كيلو متر تقريباً ويضم واحات تمتزج مياهها بأشجار المانجروف الخضراء وظل ذلك عبر العصور وحتى الاعوام القليلة الماضية..

ولكن اليوم بدت سواحله فى حالة يرثى لها وظهرت آثار الاحتضار على امتداده وبدأ الردم الجائر يخنق ويفتك بأشجاره الحاضنة للكائنات البحرية، فيما غيرت مياه الصرف الصحي تربة سواحله المتميزة الصالحة لإنبات شجر القرم كما انتشرت المخلفات الصناعية الملوثة والمياه الساخنة الناتجة عن تبريد المصانع في مياه البحر، كما انتشرت مخلفات المنازل وانقاض البناء على جوانب سواحله وبدأت تحاصر مداخلها كل ذلك جعل السواحل الشرقية حزينة تنتظر من يخلصها وينقذها من الموت والفناء.خطر الاضمحلال
فى البداية يوضح عضو مجلس الشورى الدكتور نجيب الزامل أن المملكة تطل على البحر الأحمر والخليج العربي وهما ضيقان جداً فالبحر الأحمر يعتبر أخدودا ونفقا، أما الخليج العربي فضيق ومياهه ضحلة ولو اغلق مضيق هرمز لسنوات عدة لتبخر الخليج برمته نظرا لان عمقه يتراوح ما بين 50 الى 60 مترا تقريباً فيما يتراوح المعدل العام للعمق ما بين 18 إلى 20 مترا فقط مما يدل على انه يعد بحيرة ضحلة ولذا يجب منع الردم الذي نفعله بأيدينا ويشدد على عدم جواز دفنه من الناحية الجغرافية لان الردم سيسبب اضمحلاله عبر السنين.

مشاكل متعددة
ويقول نائب رئيس جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية جعفر أحمد الصفواني انه نظراً للتقدم السريع في الحياة العمرانية والتوسع في البناء، لجأ الإنسان الى عمليات ردم أجزاء من الساحل بدأت باغتيال الساحل البحري على الرغم من أن البيئة الساحلية تمثل 80 بالمائة لعيش وتكاثر الكائنات البحرية، كما تعتبر الرحم والبيئة الحاضنة للحياة التى توفر أشجار المانجروف القرم والحشائش الصغيرة التي تعتمد عليها الكائنات البحرية. ويضيف أن هذه الكائنات لم تجد اليوم مأوى او بيئة مناسبة تعتاش فيها مما ادى إلى نقص في كميات الأسماك والروبيان الداخلة بأسواق المنطقة وبالتالي نقص المخزون السمكي للمملكة.
تيارات بحرية
وتسبب الردم ايضا فى تغير التيارات البحرية وطمر جزر بأكملها هنا وهناك، ويشير الصفواني الى ان الردم لم يتوقف على التوسع العمراني فقط وانما ظهر الزحف الصناعي هو الآخر ليزيح ويقضي على مساحات شاسعة من السواحل البحرية في المملكة وخير شاهد على ذلك مدينتا الجبيل وينبع الصناعيتان.

أكبر تجمع
وأكد الزامل أن هناك تعديات خطيرة على سواحل الخليج العربي التى تضم أكثر غابات متجمعة في مكان واحد على مستوى العالم وتحديدا على ساحل الخط الأحمر وهي المنطقة الممتدة من بداية شرق سيهات إلى سواحل القطيف ثم تاروت وصفوى الى رأس تنورة والتى تعتبر أكبر وأضخم حزام من شجر المانجروف أو الشورى أو القرم في العالم ولكن التخريب ويد العبث طالتها بشكل همجي ووحشي لا نظير له بغير علم او معرفة.
70 بالمائة
ورغم ان الساحل الشرقي يعتبر الأكثر إمدادا بالغذاء في العالم للكائنات البحرية الدقيقة والصغيرة والمجهرية بسبب كثافة شجر القرم الا ان عمليات التجريف والردم اغتالت 70 بالمائة من نبات الشورى أو القرم وهذه تعتبر كارثة عالمية فهناك مناطق دفنت بالكامل بالأميال المربعة بغير معرفة ولا دراية ودون مبرر سوى الطمع والجشع وغير ذلك لا يوجد هناك مسوغ واحد لعمليات دفن البحر.

ملوثات عديدة
وبين عضو جمعية الصيادين داوود سلمان آل إسعيد انه في الوقت الذي عانت السواحل الشرقية على امتدادها البالغ 600 كيلو متر تقريباً من عمليات الردم جاءت ملوثات الصرف الصحي لتسمم مياه السواحل في المنطقة مثل السواحل الغربية في البحر الأحمر ولم تسلم المياه البحرية الصافية النقية من السموم.. فمياه الصرف الصحي تزيد نشاط البكتيريا والطحالب والطفيليات والجراثيم الضارة التي تستهلك الأكسجين في المياه والروائح الكريهة والأمراض الخطيرة مما يؤدي لنفوق الكائنات البحرية والأسماك ويوضح ان المعالجات القائمة في مجملها بدائية وأولية وفي أحسن الأحوال ثنائية والتي تعتبر محرمة دولياً، وهذه المياه تسبب الأمراض للإنسان عبر نقل مضار هذه السموم من الكائنات البحرية كالأسماك والربيان له مباشرة.

تدمير البيئة
ويتهم جعفر الصفواني الصناعة بتدمير البيئة البحرية مؤكدا انه على الرغم من أهميتها في الرقي والتقدم إلا أنها استطاعت التأثير سلبا على البيئة البحرية وسواحلها من خلال تصريف المخلفات الصناعية السائلة والصلبة المحتوية على نسبة عالية من الملوثات وكذا زيادة نسبة الملوحة جراء تحلية المياه ذات الآثار السلبية الخطيرة على السواحل وايضا المياه الساخنة الناتجة عن تبريد المصانع التى ترفع درجة حرارة المياه الساحلية بجانب القاء المواد الكيماوية بجميع أنواعها المعروفة والمجهولة وعلى رأسها مخلفات الزيت والتسربات النفطية التى ساهمت في القضاء على العديد من الكائنات البحرية كما أن إرهاصاتها باقية إلى اليوم سواء في بعض السواحل أو بقاع البحار.

مخلفات البناء
وركز عضو الصيادين داوود على أن المخلفات التي تلقى في السواحل البحرية من جهات مسئولة وغير مسئولة بعضها معروف والآخر مجهول كمخلفات البناء التي اجتاحت مساحات كبيرة من السواحل الشرقية وكذلك المخلفات البلاستيكية والمطاطية واطارات السيارات وغيرها من المخلفات التي لم يتم دراستها إلى الآن ما تزال تهدد الحياة البحرية والبيئة الساحلية.
أوامر سامية
ودعا نائب جمعية الصيادين الى تطبيق القرارات السامية الكثيرة والعديدة بهذا الخصوص والتي تنص على المحافظة على السواحل البحرية فمنذ عام 1403هـ اهتمت المملكة بالمحافظة على السواحل والبيئة البحرية وأشجار القرم ومنها الأوامر السامية التي نصت على بقاء جزيرة تاروت على وضعها الحالي دون تجفيف المياه المحيطة بها.

توصيات عاجلة
وأوضحت جمعية الصيادين بالشرقية أن 80 بالمائة من الاعتداءات التي طالت البيئة الساحلية وقضت عليها ارتكبتها مؤسسات ودوائر حكومية وذلك بتنفيذ المخالفة أو الموافقة على المخالفة ولهذا يجب تطبيق نظام صارم لإيقاف جميع عمليات الردم فوراً على سواحلنا سواء كان الساحل الشرقي أو الغربي وكذلك التي صدر بحقها قرار وموافقة والتحقيق فى أسباب الموافقة على الردم ومعاقبة كل من خالف القرارات السامية وطالب بإنشاء المخططات السكنية والعمرانية بعيداً عن الساحل البحري.
وقال جعفر الصفواني إن ردم السواحل البحرية له تأثير سلبي على البيئة الصحراوية بسبب ازالة الرمال السطحية لاستخدامها في ردم السواحل البحرية وهو ما يؤدي للقضاء على البيئتين الساحلية البحرية والصحراوية البرية بتعريتها وإحداث حفر عميقة بها.

معالجة ثلاثية
وشددت الجمعية على ضرورة إصدار قرار بعمل معالجة ثلاثية لجميع المواقع التي ترمى فيها مخلفات الصرف الصحي والتفكير في إيجاد بدائل أخرى للتخلص من المخلفات والصرف الصحي والاستفادة منها في ري اشجار الشوارع بدلاً من رميها في المياه.
تنظيف السواحل
ولم تغفل الجمعية ضرورة تنظيف السواحل من المخلفات البترولية وبقع الزيت المنتشرة سواء على السواحل أو مغمورة فى المياه والتي تسببت بأضرار عديدة وطالبت بإعادة تأهيل السواحل وإعادة استزراعها بأشجار القرم والحشائش البحرية لتعويض ما تم فقده على مدى الأعوام السابقة التي تعتبر سنوات عجافا على البحار، كما دعت الى اطلاق حملة تحت عنوان "حملة تنظيف البحار وأعماقها" تشمل إزالة القراقير المتراكمة في أعماق البحار والتالفة التي تعتبر مقبرة الأسماك، علاوة على إدخال تحسينات للمحافظة على السواحل مثل استحداث شرطة للبيئة وتكثيف الرقابة على السواحل ومعاقبة الدوائر الحكومية المتقاعسة عن تطبيق مهامها، كما اقترحت الجمعية انشاء مصانع لإعادة تدوير المخلفات اسوة بالمعمول به في الدول المتقدمة

التوقيع: