عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2015-04-22, 11:35 PM
الصورة الرمزية نزيه الحيزان
نزيه الحيزان نزيه الحيزان غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجوف
المشاركات: 6,519
جنس العضو: ذكر
نزيه الحيزان is on a distinguished road
افتراضي


وكان لدُومة الجندل ذكر في العصر اليوناني (333- أوائل القرن الرابع ق.م)، حيث ورد ذكرها في كتابات بطليموس اليوناني تحت مسمى دُوميثة (Doumatha) مشيراً إليها بأنها منطقة غنية اقتصادياً، وذات حضارة ونفود كبير في شمالي بلاد العرب.
وتدلنا مخلفات المزارع والأبراج والكتابات الرومانية والنبطية الموجودة في دُومة الجندل وما حولها على الازدهار الذي وصلت إليه دُومة الجندل في عصر الأنباط ( 312ق.م-106م) والرومان (272-626م)، حيث وجدت آثار نبطية في قلعة مارد منها عملات نقدية ومسكوكات وفخار مزخرف، وكذلك وجدت كتابات نبطية قرب مدينة سكاكا.
وتعد بئر سيسرا الحجرية من استخدامات الأنباط في المنطقة، كما وجدت العديد من الآثار الرومانية في موقع الطوير قرب دُومة الجندل.






وتذكر لنا المصادر التاريخية أن ملكة تدمر الشهيرة بزنوبيا قامت بحملة عسكرية على مدينتي دُومة الجندل وتيماء في القرن الثالث الميلادي، وبعدما عجزت عن الاستيلاء عليهما قالت مقولتها الشهيرة: (تمرَّد ماردٌ وعزَّ الأبلق) فصارت مثلاً لكل شيء يمتنع ويستعصي، ويدلنا ذلك على القوة التحصينية والمناعة التي كانت تتمتع بها دُومة الجندل في ذلك الوقت.
ووردت في بعض المصادر التاريخية إشارة إلى أن زعيماً يدعى امرؤ القيس حكم مدينة دُومة الجندل في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الميلاديين، بعد أن انتقل إليها من شرق الجزيرة العربية، وجعل من دُومة الجندل قاعدة لملكه الذي امتد حتى شمل بلاد الأردن وجزيرة تاران في البحر الأحمر قرب خليج العقبة.
بعد ذلك واجهت دُومة الجندل عدة حملات عسكرية أدت إلى هدم حصونها وأسوارها فأصبحت فترة من الزمن وهي خراباً ومدينة مهجورة، حتى أعاد الأكيدر بن عبدالملك الكندي بناءها وزراعتها فكان بحق المستحق لأن يكون ملكاً عليها حتى جاء الإسلام دون منازع.





وفي عصر الرسول صلى الله عليه وسلم (1-11ه) نجد أن قبائل دُومة الجندل كانت ضمن من عرض الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ودعوته عليها قبل الهجرة في مواسم الحج غير أنهم أبوا نصرته خوفاً منهم على تعطل مصالحهم مع قريش العدو اللدود للرسول صلى الله عليه وسلم. وقد تعرضت دُومة الجندل لثلاث حملات عسكرية في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، الأولى: غزوة قادها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه في الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول للسنة الخامسة من الهجرة، والتي كان نتيجتها هروب أهل دُومة الجندل لما سمعوا بها إلى صحراء دُومة الجندل، وأسفرت عن إسلام رجل من أهل دُومة الجندل. أما الثانية: فكانت سرية وجهها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى دُومة الجندل بقيادة عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه في شهر شعبان من السنة السادسة من الهجرة، والتي أسفرت عن إسلام كبير أهل دُومة الجندل - في ذلك الوقت - الأصبغ بن عمرو الكلبي وزواج عبدالرحمن بن عوف من ابنته تماضر. وكانت الثالثة: عبارة عن سرية انطلقت من غزوة، ففي السنة التاسعة من الهجرة غزا الرسول صلى الله عليه وسلم تبوكاً، وخلال تلك الغزوة أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم خالداً بن الوليد رضي الله عنه وقال له: إذهب إلى ملك دُومة الجندل إنك ستجده يصطاد البقر (المها)، وفعلاً جاء بالأكيدر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فعقد معه الرسول صلى الله عليه وسلم عهداً، وذلك بعدما قام خالد بن الوليد بتحطيم صنم دُومة الجندل (وَد) إيذاناً بانتهاء الوثنية فيها.





وكان أهل دُومة الجندل ضمن من وفد وقدم إلى المدينة في السنة التاسعة من الهجرة لتبايع الرسول صلى الله عليه وسلم على الولاء والإخلاص، وفي مقدمتهم وفد قبيلة بني كلب، والسكون من كندة.
وفي عصر الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم (11-40ه) كانت حملة عياض بن غنم وخالد بن الوليد رضي الله عنهما على دُومة الجندل في السنة الثانية عشرة من الهجرة، والتي انتهت بمقتل الأكيدر بن عبدالملك - حاكم دُومة الجندل - وسقوط الحكم السكوني فيها.
وفي دُومة الجندل مسجد قديم يقال له: (مسجد عمر) ينسب بناؤه إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث يقال: إنه بناه عندما كان عائداً من بيت المقدس في السنة الخامسة عشرة من الهجرة.
وفي دُومة الجندل - أيضاً - وقع التحكيم المشهور بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في سنة سبع وثلاثين من الهجرة؛ وذلك لأن دُومة الجندل وأهلها لزموا الحياد في صراع علي مع معاوية رضي الله عنهما حتى كان عام الجماعة سنة (41ه) فبايعت دُومة الجندل ضمن من بايع من المسلمين لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه خليفةً للمسلمين



وفي عصر الدولة الأموية (41-132ه) كان لقبائل دُومة الجندل - خصوصاً) بنو كلب والسكون من كندة - أثر في الحياة السياسية لذلك العصر حتى أطلق عليه بعض المؤرخين: عصر عزِّ بني كلب، فساهمت في قمع العديد من الحركات والثورات الخارجة على بني أمية، وكان لها الأثر الواضح في ضبط بعض الجوانب الإدارية للدولة الأموية، كما أسهمت تلك القبائل في إثراء حركة الجهاد والفتح الإسلامي في ذلك العصر، خاصة فيما يتعلق بحروب المسلمين مع الدولة البيزنطية، وذلك بحكم قِدَم معرفة أهل دُومة الجندل بالدولة البيزنطية

التوقيع:
رد مع اقتباس