عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2018-12-15, 01:30 PM
الصورة الرمزية سلطان الغيم
سلطان الغيم سلطان الغيم غير متواجد حالياً
مشرف منتدى السياحة والاثار
 
تاريخ التسجيل: May 2013
المشاركات: 5,053
جنس العضو: ذكر
سلطان الغيم is on a distinguished road
افتراضي العصر الجليدي قادم (من مدونة الأستاذ خالد العتيبي)

تناقشت أنا وأحد الأساتذة الفضلاء خلال الصيف الفائت حول التنبؤات التي توصّلت إليها الفلكية البروفيسورة والمؤلفة فالنتينا زاركوفا

Professor Valentina Zharkova

وملخص هذه التنبؤات ، من أننا على أعتاب بداية عصر جليدي سيستمر عدة سنوات ، تقريبا
من العام 2020 حتى 2055

شمل النقاش الأساليب العلمية التجريبية التي اتبعتها زاركوفا وفريقها

وقصة المعارضات التي اشتعلت ضدها من أنصار ومهرّجي الاحتباس الحراري ، حينما قال أحدهم وهو الفلكي مايكل براون عن بحثها
بأنه : الفشل العلمي

:::::

عموما : خلص الحوار إلى أن عمل زاركوفا كان جديرا بالاحترام ، وكانت هي وفريقها على دراية تامة بتحليل المكونات الرئيسية - التحليل العاملي - المستخدم في البحث والذي قادهم لاكتشاف أن عصرا جليديا ربما يُقدمُ على طرق أبواب كوكبنا الحنون

لولا أن هذا العمل التنبؤي كان ينقصه التحاليل الجديدة والتحديثات المستمرة حتى تستند المعطيات والنتائج في النموذج إلى قرينة واقعية وهي التحليل ، وما قد يتطابق مع التوقعات أو يخالفها

أعلم أن الشمس كنجم عملاق له نظامه الفيزيائي الأقل تعرضا للفوضى والعشوائية الرياضية والفيزيائية مقارنة بأنظمة الغلاف الجوي لدينا في الأرض ، والتي نعاني فيها من فرط العشوائية والفوضى

وفي رأيي الذي أصر عليه كثيرا حول ذلك : العشوائية والفوضى ليست في الغلاف الجوي كنظام ، ولكن هي في الفيزياء والرياضيات التي لا تزال أساليبها تولّد هذا الأمر ، وهذا رأيي في القضية التي أثارها في وقت ماضي الدكتور جيمس غليك في كتابه عن علم اللامتوقع - نظرية الفوضى

عمل الفلكية زاركوفا وفريقها يتلخص حول دينامو الشمس ، وهو الذي يترجم علمية فيزيائية ضخمة داخل الشمس ، تقوم بتكوين المجال المغناطيسي الشمسي وتقوم بتنظيم وتكوين البقع الشمسية التي نراها خلال مدة متوسطة قدرها 11 سنة ، في دورات متكررة

:::::::::::::::::::::::::::::::::

وهنا أنقل حديثها بشكل مختصر من الإخوة في المبادرة التطوعية : ناسا بالعربي

تقول زاركوفا : "وجدنا أن مكونات الموجة المغناطيسية تَظهر على شكل أزواج ، حيث تنشأ هذه الموجة من طبقتين مختلفتين في باطن الشمس ، تمتلك كلتاهما تردداً يبلغ أحد عشر عاماً ، على الرغم من أن هذين الترددين يختلفان قليلاً
ويوجد بينهما فارق زمني
تتقلب الأمواج بين نصفي الشمس الشمالي والجنوبي خلال الدورة الواحدة ، وعند جمع الموجتين معاً ومقارنتهما مع بيانات حقيقية للدورة الشمسية الحالية ؛ نجد أن توقعاتنا قد أظهرت دقة بنسبة
97%

اشتقّت زاركوفا وزملاؤها نموذجهم باستخدام تقنية تُسمى تحليل المكوّن الرئيسي
(principal component analysis)

لمراقبات المجال المغناطيسي التي أجريت في مرصد ويلكوكس الشمسي في كاليفورنيا، حيث قام الباحثون بدراسة ثلاث دورات شمسية من النشاط المغناطيسي تغطي الفترة الممتدة بين عامي 1976 و 2008

بالإضافة إلى ذلك، فقد قارنوا توقعاتهم مع العدد الوسطيّ من البقع الشمسية، وهي مؤشر قوي آخر للنشاط الشمسي

وأخيراً ، توصلوا إلى نتيجة مفادها أن كل التوقعات والمراقبات كانت متقاربةً بشكل كبير

وعند النظر إلى الدورات الشمسية القادمة، ينبِئُنا النموذج أن المسافة الفاصلة بين كل زوج من الأمواج ستزداد خلال الدورة الخامسة والعشرين ، التي ستبلغ ذروتها عام 2022

أما خلال الدورة السادسة والعشرين ، التي تغطي العقد الممتد بين عامي 2030 و 2040
فسينعدم التزامن كلياً بين الموجتين مما سيؤدي إلى انخفاض كبير في النشاط الشمسي

تقول زاركوفا: "في الدورة السادسة والعشرين ، ستكون كل موجة بمثابة انعكاس للموجة الأخرى ، حيث ستبلغان ذروتهما في نفس الوقت، لكن في نصفي الكرة المتقابلين من الشمس ، وسيكون تفاعلهما هدّاماً ، أو قد يلغيان بعضهما
ونتنبأ أن هذا سيؤدي إلى خصائص حد موندير الأدنى
(Maunder minimum)

وتضيف قائلة : "عندما تكون أطوار الموجات متوافقةً تقريباً ، فبإمكانها أن تُظهر نشاطاً شمسياً قوياً، أما عندما تكون غير متوافقة، فإن النشاط الشمسي ينخفض إلى الحد الأدنى ، وعند حدوث انفصال طوريّ كامل ، سنحصل على ظروف شوهدت آخر مرةٍ في حد موندير الأدنى، الذي حدث قبل 370 سنة".... انتهى النقل عن الإخوة في ناسا بالعربي

​:::::::::::::::::::::::::::::::::

كتعقيب على الحديث المنقول عن زاركوفا حول تحليل المكونات الرئيسية : يعتبر هذا التحليل العاملي هو التحليل المخصص لدينا في المناخ بالتنميط وما يتبعه ، أعني اكتشاف أنماط وظواهر الغلاف الجوي ، وعملي في المشروع العربي قائم على هذا التحليل منذ انضمامي للأرصاد اليابانية تقريبا العام 2010

ولهذا التحليل ما له من فوائد وعليه ما عليه من سلبيات ، ولكنني متأكد من أن زاركوفا كانت على علم ودراية تامة وحذر عند استخدام هذا التحليل العاملي

عموما هذا الطرح .. جاء مختصرا ومكملا للحوار بيني وبين أحد الأساتذة الفضلاء الذين لهم في هذا المجال قدم سبق وباع طويل أكثر مني ، ولست هنا متحدثا إلا عن ما أراقبه في المناخ مما يحدث ، إما تأييدا لدراسات زاركوفا وفريقها العلمي أو خلاف ذلك

وعموما أنا لا أحمل وجهة نظر مخالفة لزاركوفا ، وربما أكون قريبا في وجهة النظر من أطروحتها

:::

فإلى الإضافة
انتشر هذه الأيام مقطع يتحدث فيه أحد الأساتذة في الكويت (غير معروف ولكنه يتحدث بطريقة علمية غالبا) عن العصر الجليدي القادم ، ويحمل بعض التحذيرات والتنبيهات للقيادة في الكويت

سألني أحد الزملاء عن رأيي في ذلك : فقلت : صحيح إجمالا في الحديث عن قضية العصر الجليدي ، ولكن تحديد الزمن والحديث عن الفيضانات وتغير الرياح العالمية ، فهذا يحتاج إلى خبير في المناخ يناقش هذه القضية لأنها ذات تنوع أكبر من تلك البساطة في الطرح ، وليس هذا الطرح مكانها

هنا المقطع الصوتي للأستاذ الكويتي .. لا أعرف من هو .. ولكنه قريب فيما يبدو من المجتمع الفلكي المختص غير الهاوي
00:0000:00
السؤال الذي يريد الجميع الإجابة عليه : هل نحن مقبلون على عصر جليدي ؟

الإجابة : نعم .. نحن قد بدأنا عصرا جليديا .. ولكن في مستويات عليا من الغلاف الجوي لكوكب الأرض ، بعيدة عن التأثير عن حياتنا

وهناك خطان من العلماء في هذه القضية : منهم من يرى أن العصر الجليدي سيهبط بآثاره فجأة على الأرض ، وهناك علماء يرون أنه يتقدم منذ فترة تدريجيا

وأنا أقف خلف هؤلاء الذين يرون أنه يتقدم تدريجيا . أما اللحظات الحرجة من آثاره ، فتقف عند المناخ الذي بدأ منذ فترة بالاستجابة لخمول وركود النشاط الشمسي .. الركود والخمول الكبير
السؤال التالي والذي يبحث عنه الكثير : هل المناخ في كوكب الأرض يستجيب حاليا لهذا الخمول والركود الشمسي وبالتالي الاستعداد للعصر الجليدي القادم ، وكيف يمكن معرفة ذلك ؟
في الواقع : نعم .. المناخ يستجيب منذ فترة طويلة ناحية هذه الفترة الباردة التي سيمر بها كوكب الأرض ، وهذه الاستجابة تظهر
في مستويات الغلاف الجوي العليا فقط ، خاصة في بدايات طبقات الميزوسفير حتى طبقات الثيرموسفير الحرارية السفلى

ولكن الاستجابة ناحية التبريد لم تحدث بعد في مستويات الغلاف الجوي السفلى ، أعني التروبوسفير ، وأعني خاصة الطبقات السطحية التي تشهد احترارا في قيمة الرصد الشاذة عن المتوسط وهي قيمة

Temperature Anomaly

ولدي رأي من الممكن أن يكون له من الأهمية الشيء الكثير في هذه القضية ، قد يعارض أو يوافق ما توصلت إليه زاركوفا من ناحية النموذج الزمني الذي حددت بدايته لذلك العصر الجليدي .. وقد أجلت الرأي آخر هذا الموضوع ، لأنني سأضع أولا ما يتماشى ويتفق مع نموذج زاركوفا

:::::

على صعيد علمي رسمي ، يؤيد أبحاث زاركوفا

هناك برنامج رصد تابع لوكالة ناسا الأمريكية اسمه : سابر

يهتم هذا البرنامج بحال مستويات الميزوسفير والثيرموسفير ، خاصة من ارتفاع 60 حتى 180 كم
لمعرفة تركيب وبناء وكيمياء وحركة تلك المستويات وآثار تلك المستويات على أصعدة كثيرة من ضمنها : التروبوسفير - الطبقات السفلى من الغلاف الجوي

قاد هذا البرنامج إلى عدة حقائق علمية من ضمنها بوادر أوّلية للعصر الجليدي المتوقع ، أو لنقل الذي بدأت إرهاصاته تتزايد وتتالى

ومن ضمن ما أفاد، هو أن طبقات الغلاف الجوي العليا مقترنة ومترابطة ، وتستجيب بسرعة هائلة لكل ما يحدث في الشمس

​وهذا أمر أكدت عليه أبحاث علمية سابقة صادرة من الكلية الملكية في لندن

من أن طبقات الماغنيتوسفير والثيرموسفير والميزوسفير والأيونوسفير جميعها مترابطة ، ولا شك في تأثيراتها على الستراتوسفير والتروبوسفير





​وللتعريف بهذه المستويات العليا التي تتم دراستها في أعالي طبقات الغلاف الجوي ودرجات حرارتها ، هذه نبذة عن هذه المستويات




ونبذة عن برنامج سابر ، قبل أن نواصل الحديث

وهو اختصار

The Sounding of the Atmosphere using Broadband Emission Radiometry (SABER) ​

محمول على القمر التابع لناسا

TIMED Satellite



يقول أحد قياديي برنامج سابر في وكالة ناسا
​الدكتور الباحث في مركز أبحاث ناسا في لانغلي وفي برنامج سابر : مارتن مالينساك
Martin Mlynczak

​“We see a cooling trend,” says Martin Mlynczak of NASA’s Langley Research Center. “High above Earth’s surface, near the edge of space, our atmosphere is losing heat energy. If current trends continue, it could soon set a Space Age record for cold.” It's coming. "The Chill of the Solar Minimum."



مارتن يراقب منتجات برنامج سابر وهو أحد الخبراء القياديين فيه ، ويصف البرودة الشديدة حاليا ، والتي تعاني منها مستويات الثيرموسفير السفلى نتيجة ضعف النشاط الشمسي المتمثل بهذه الدورة الحالية من انخفاض نشاط البقع الشمسية

للتعريف بمارتن وجهوده العلمية الأخيرة هو ورفاقه ، هو خلف ظهور أول مؤشر يربط بين دورة نشاط البقع الشمسية وبين درجات حرارة ومناخ مستويات الثيرموسفير أعالي الغلاف الجوي

عبر مؤشر تم الانتهاء منه رسميا ، وسيتم نشره بتحديثات مستمرة قريبا

وهو مؤشر

Thermosphere Climate Index - TCI

وهنا تحديثات المؤشر التي أطلقها مارتن مالينساك خلال فصل الخريف 2018 بناء على المعطيات الأخيرة





طبقات الثيرموسفير تبرد دائما خلال الحد الأدنى من النشاط الشمسي ، إنها واحدة من أهم السبل التي تؤثر بها دورة النشاط الشمسي على كوكبنا

“The thermosphere always cools off during Solar Minimum. It’s one of the most important ways the solar cycle affects our planet,” explains Mlynczak, who is the associate principal investigator for SABER.

ويقول مارتن أيضا عن أثر هذا النقص الحراري على الغلاف الجوي العلوي في الثيرموسفير

When the thermosphere cools, it shrinks, literally decreasing the radius of Earth’s atmosphere.

أي أن الغلاف الجوي العلوي للأرض انكمش مما قلّل من نصف قطر الغلاف الجوي العلوي للأرض

وبالتالي البرودة آخذة بمزيد من السماكة على حساب سماكة الطبقات التسخينية التي كانت تنشط أثناء ارتفاع مستويات النشاط الشمسي

​بالطبع هذا هو تفسير مارتن حينما قال : خسارة الطاقة الحرارية الموجودة في الغلاف الجوي العلوي

هذا حال المؤشر من الهبوط الحراري الكبير ونحن لم نصل بعد لما يتوقعه نموذج زاركوفا !!!؟

في الواقع لا تزال البقع الشمسية تظهر على سطح الشمس ، ولكن بضعف وتناقص شديد جدا ، وهذا يعني أننا لم نأتِ بعد للنقطة الحرجة التي توقعها نموذج زاركوفا .. لم نأت بعد

::::::
بالإمكان متابعة نقاش الدكتور مارتن مالينساك على موقع مدونة طقس الفضاء ، على هذا الرابط للفائدة واستعراض بقية التفاصيل المتعلقة بذلك
THE CHILL OF SOLAR MINIMUM

بعيدا عن هذا الأمر وهذا الاستعراض لأبرز ما يتعلق باستنتاجات مارتن وبرنامج ناسا ، استنتاجات بلا أدنى شك تدل على أن استنتاجات زاركوفا تبدو على الأقل في طريقها الصحيح على ما يبدو حتى الآن ، وهو بالنسبة لنا كسكان الأرض خبر سيء ، وربما تكون زاركوفا سعيدة بنجاح نموذجها

ولكن ليس بعد .. لم يأت دورنا كمناخيين في القضية ، ربما لدينا آراء مخالفة تماما

​من خلال عملي على نظام الأرصاد الجوية اليابانية التحليلي ، شاهدت انحدارا كبيرا جدا ومتواصلا لدرجات حرارة
مستوى السراتوبوز وهو المستوى والحد الفاصل بين طبقة الميزوسفير وبين الستراتوسفير ، عند ارتفاع 50 كم
عند طبقات الضغط الجوي 1 هكتوباسكال

صورة تحدد مكان مستوى 1 هكتوباسكال عند ارتفاع 50 كم ، وهو الذي سأستعرضه بناء على سوبر كمبيوتر الأرصاد الجوية اليابانية




كنت في وقت سابق ، وعبر هذه المدونة قد ناقشت هذه القضية المتعلقة بالتبريد الشديد الذي يعتري درجات حرارة مستوى 1 هكتوباسكال
وهو تبريد لا يزال مستمرا كما سنرى ، وأرجو قراءة هذا الطرح لإكمال وجهات النظر حول ذلك

https://www.equatorial-intraseasonal...opause-cooling


كما قمت قبل فترة بمناقشة قضية الاحتباس الحراري والقيمة الإحصائية الشاذة ، وما يتعلق بالشكوك حول صحة القيمة الشاذة ورأيي في نتائج تحاليل القيمة الفارقة - قيمة الفرق
​عبر هذا الموضوع الذي كان موجها للقائلين بالاحتباس الحراري بأثر صناعي

https://www.equatorial-intraseasonal...m/blog/9536920

أضع هذه الأطروحات لتكون في الصورة مما سأقول آخر هذا الطرح

:::::::
وفق استعراض لتطرف درجات حرارة مستويات الغلاف الجوي العليا في عموم كوكب الأرض بناء على نواتج النظام التحليلي الياباني - الجيل التحليلي الخامس من النظام

فإن تطرف درجات الحرارة عن المتوسط المحسوب في النظام التحليلي الياباني بين 1958-2015 يشير إلى ما يلي

خلال حساب تطرف درجات الحرارة عن المتوسط السابق من الفترة الزمنية السنوية 1958 حتى 2017
لكل طبقات الغلاف الجوي (رأسيا) ، والتي يراقبها النموذج التحليلي الياباني ، بداية من مستوى 1 هكتوباسكال عند ارتفاع 50 كم
حتى المستوى القريب من سطح الأرض وهو 1000 هكتوباسكال

فأفاد هذا التحليل بالتالي

استمرار تناقص درجات حرارة مستويات الستراتوسفير حتى الستراتوبوز ، خاصة من طبقة 100 هكتوباسكال حتى طبقة 1 هكتوباسكال
وهي المنطقة التي يتواجد في معظمها غاز الأوزون ، وهي المنطقة العليا المشهورة بمنطقة التسخين بواسطة غاز الأوزون

هذه البرودة المتزايدة (وفق القيمة الشاذة عن المتوسط) في مستويات الستراتوسفير حتى حدها الأعلى وهو الستراتوبوز يعني نقصا كبيرا في تكوّن غاز الأوزون ، ويعني أيضا تناقصا في مستويات النشاط الشمسي ، ولكنه يعني أمرا لابد من الاهتمام به وهو تنامي دخول
الأشعة فوق البنفسجية إلى المستويات الأدنى من 100 هكتوباسكال ، أي ستصل طاقة محددة من الأشعة فوق البنفسجية إلى التروبوسفير
وبالتالي سترفع من درجات حرارتها بلا شك ، وهذا ما حدث فعلا كما سنرى

لذا ، وعلى العكس من ذلك التبريد في مستويات الستراتوسفير ، فإن التروبوسفير ، خاصة من طبقة 200 هكتوباسكال حتى
الطبقة السطحية 1000 هكتوباسكال ، فقد أخذت اتجاها متصاعدا في تنامي درجات الحرارة
​وفق القيمة الشاذة عن المتوسط طبعا

هنا مخطط درجات الحرارة رأسيا لكلٍّ من الستراتوسفير والتروبوسفير





وهنا لابد من عدة تساؤلات أوجدتها هذه المعطيات

​هل كان ارتفاع درجات حرارة مستويات التروبوسفير لكوكب الأرض حدثا ناتجا عن تناقص درجات حرارة مستويات الستراتوسفير ؟
وبالتالي سيستمر ارتفاع درجات حرارة مستويات التروبوسفير بسبب استمرار نقص إنتاج الأوزون في مستويات الستراتوسفير ؟

هل كان النقص الحراري الكبير في درجات حرارة مستويات الستراتوسفير لكوكب الأرض تابعا للنقص الذي يحدث حاليا وتكلم عنه
الدكتور مارتن مالينساك ، مما يؤيد ويعضد أبحاث زاركوفا ، ثم ما يلبث أن يصل النقص الحراري إلى التروبوسفير لاحقا ؟

​كيف يمكن الإجابة عن هذه الأسئلة التي أحد معطياتها سيكون معارضا لفكرة زاركوفا والآخر مؤيدا لها ؟

​::::::::::::
في الواقع ، لا يمكننا الإجابة عن هذه الأسئلة إلا بهذا التفسير التالي

يبدو جليا وبعلاقة شديدة الوضوح والترابط وعالية الاحتمال ، أن ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض وفق اتباع القيمة الشاذة ، ناتج عن استجابة محددة للنقص المتدرج في مستوى دورة النشاط الشمسي ، وهذا النقص المتدرج تسبب في أمرين

الأول : نقص مستويات غاز الأوزون ، وبالتالي انخفاض كبير ومتسارع يشبه الانهيار تماما في درجات حرارة طبقات الستراتوسفير ، وهو انخفاض على ما يبدو جاء كاقتران بين طبقات الستراتوسفير وما يحدث في طبقات الميزوسفير والثيرموسفير

الثاني : هذا النقص في مستويات الأوزون تسبب بشكل كبير في حدوث استجابة معاكسة وسريعة في التروبوسفير من حيث رفع درجات حرارة كوكب الأرض في طبقات التروبوسفير حتى الطبقات السطحية الملامسة لكوكب الأرض ، ولهذا الأمر وجهان ، وهما

إما أن يكون احترار التروبوسفير مرحلة مبكرة وسابقة لعصر جليدي ، تعتري التروبوسفير بسبب ما يحدث في طبقات الستراتوسفير والميزوسفير والثيرموسفير من استجابة لتضاؤل النشاط الشمسي ، وهنا تصبح متابعة توقعات نموذج زاركوفا أمرا بالغ الأهمية ، لما يتعلق بذلك من تبعات تبدو كبيرة جدا ، لأن هذه العملية المبكرة تحدث حاليا وبتسارع

وإما أن يكون احترار مستويات التروبوسفير استجابة عكسية مستمرة فيها غير منقطعة حتى تعود مستويات الأوزون إلى الارتفاع في الستراتوسفير وهذا لا يحدث حاليا ، وهذا الوجه يخالف تماما أطروحات زاركوفا ، ويعارض فكرة أن الأرض مقبلة على عصر جليدي ، بل مقبلة على مرحلة دفء مستمرة حتى تعود مستويات الأوزون إلى الصعود مرة أخرى

​ولا أدري أيهما سأرجح لأن القضية تحتمل عدة أوجه

​::::::

هذا هو التفسير الوحيد لما أوجدته بيانات الغلاف الجوي المناخية ، وهذا هو رأيي في هذه القضية ، ولكنني دوما أقف عند بعض التفسيرات الكارثية التي يتوقعها أحد علماء الفلك من أن العصر الجليدي قد يبدأ بشكل مفاجئ ، لا أظن ذلك .. وأرجو أن يكون ذلك خاطئا لأن صحة هذا القول تبعاته كبيرة وخطرة

والذي أقرب للظن : هو أن البرودة الحالية في مستويات الستراتوسفير وما فوقها من طبقات قد تكون مرحلة مبكرة من العصر الجليدي ، تتدرج رويدا رويدا بمؤثراتها بالنزول حتى تصل البرودة فعليا لمستويات التروبوسفير ومن ثم يبدأ العصر الجليدي ، وهذا أمر قريب جدا من الفيزياء الجوية التي تناقش العمليات الأدياباتيكية في الغلاف الجوي ، وأن ما يحدث حاليا في الستراتوسفير والميزوسفير والثيرموسفير
هو تماما حالة من التبريد الأدياباتيكي

Adiabatic Cooling

يقابلها حتى الآن في طبقات التروبوسفير حالة من التسخين الأدياباتيكي

Adiabatic Warming



أعلم أن انعكاس هذه العملية قادم لا محالة والله أعلم .. وهو مؤشر على إمكانية وصول العصر الجليدي إلى التروبوسفير ، وهو لم يصل إلينا حتى الآن في التروبوسفير ، ولكن هل هذا التحول سريع أم بطيء جدا ؟ لا أحد يعلم حتى الآن


أخيرا

أوصيك بأن تغلق صفحة هذا الموضوع الآن .. وأن تستمتع بالوقت المتبقي .. مع التخطيط لهذه المرحلة الطويلة المقبلة .. والله أعلم

فإما أن نتشارك مع زاركوفا توجهاتها ، وإما أن نقول لها نحن وطبقات التروبوسفير : لا .. للعصر الجليدى .. نعم للدفء

أما استجابة مناخ شبه الجزيرة العربية لهذه التطورات والتغيرات بالخصب أو بالجفاف وبالدفء أو بالبرد وبمساحة انتشار الجليد أو بمساحة تقلص واختفاء الجليد (كل التغيرات ممكنة وواردة) واستجابة أهم ظاهرة مناخية ديناميكية ضخمة المتغيرات وهي تذبذب الرياح المدارية والعالمية أو ما يعرف بتذبذب مادن جوليان .. فهذا جانب طويل وشاق جدا يحتاج طرحا مستقلا .. لا أعدك به أخي القارئ .. ولكن ربما .. ربما أفكر في ذلك

::::

والله تعالى وحده أعلم في ذلك كله

:::

​كتبه .. خالد العتيبي

رد مع اقتباس